وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الى ثروت قاسم: المهدي تاريخ طويل من المفاوضات الماروثونية والمبادرات الغينسية


02-21-2013 :
ثروت قاسم كاتب سوداني متميز بأسلوبه الذي جذب الكثيرين ممن يتفقون ويختلفون معه علي السواء , ابداع الكاتب ليس بقوة طرحه فقط بل بمقدرته علي اجبار حتى مخالفيه الراي بالقراءة له و متابعته والتعبير مباشرة عن رايهم فيما يكتب , لاحظت ذلك من خلال منشوراته بموقع صحيفة الراكوبة الالكترونية وتعليقات القراء مباشرة عليها .
قرات مقال اخير للكاتب ثروت قاسم تحدث فيه عن الدور الكبير الذي اسماه بالتحرير الثالث الذي سيلعبه السيد الصادق المهدي في التحول الديمقراطي ( الوشيك والحتمي ) .. تماما كما تحدث من قبله السيد المهدي في كتابه الديمقراطية عائدة وراجحة في اوائل التسعينات من القرن الماضي.. وان كانت صنعاها قد استغرقت اربعة وعشرون عاما لم تكتمل بعد أي ربع قرن من الزمان في زمان صار فيه العالم شاشة موبايل !!
وحتى تكون تقديراتنا اميل للواقع وليس الخيال سأقوم ببعض المسح التاريخي لدور الرجل – المهدي - في المصير السوداني فهو زعيم بن زعيم بن زعيم بن امام لامة بلغ تعدادها قبل الانفصال اربعون مليون نسمة الا قليلا , وبينما تزداد كثافة الامم والشعوب من حولنا تفردنا نحن في السودان بالنقصان بانفصال جنوب السودان وبفعل الحروب التي انتشرت فيما تبقى من السودان وبسبب مشاريع ( التنمية الهتافية ) غرقا وتشريدا حتى بات الموت مرادفا للحياة الطبيعية واصبحت المعاناة اكسجين للحياة !! واستكان الناس علي ذلك !! حتى ان تشريد اطفال يعانون آلام المرض لا يحرك ساكنا الا من رحم ربي ... ما ال اليه الوضع في بلادنا قطعا للمهدي دور فيه .. سلبا او ايجابا ... تماما كما أخرون ... وما هي الا اشهر معدودات حتى يكمل الرجل ستون عاما من النشاط السياسي معارضا وحاكما منها خمسون عاما في رئاسة حزب الامة !! نسال الله ان يمتعه بالصحة والعافية .. استحق معها اليوبيل الذهبي !! وربما كان اطول رئيس حزب في التاريخ تلك ميزة اخرى تضاف الي غينيسيته التي اقترحها كاتبنا ثروت قاسم .. كان المهدي ولا يزال صاحب الدور الاكبر في الحياة السياسية السودانية حتى وفي مخاضها الفكري والثقافي بل والرياضي ايضا حيث عرف بهلاليته وحيث بادله الهلال وفاء بوفاء عندما احتفل باختيار المهدي من ضمن اكثر مائة شخصية اسلامية مؤثرة خلال القرن العشرين فالرجل صاحب قدرات فذة جعلته يجمع بين الكثير من الاهتمامات بل ويقدم فيها اسهاما وافرا لا ينكره الا مكابر ... رجل كهذا لا بد من تناول حياته بموضوعية كما يجب علي من يحبونه ويتعاطفون معه تقبل النقد الذي يوجه اليه مهما بلغت موضوعيته او حدته , فحياة الامم والشعوب ليست بالأمر الهين . وكثيرا ما مدحنا الرجل ولم ننظر الي الجانب السلبي منه لشدة اعجابنا به فلا باس ان نستعرض بعض ما نراه من سلبيات في الرجل فان اصبنا كانت لنا معينا في تصحيح رؤيتنا للأمور من حولنا وان اخطانا فله العتبى ..
رغم ان انتفاضة اكتوبر لم تنظمها الاحزاب السياسية السودانية الا انها فور اندلاعها انتظم فيها السودانين بتلقائية عبر الاحزاب السياسية التي اكتسبت شرعيتها من خلال نضالها الطويل ضد المحتل وانتزاعها للاستقلال ولعب المهدي دورا كبيرا في التفاوض مع الفريق عبود قاد الي تنحيه عن السلطة وتسليمها للمدنين كما تسلمها منهم في نوفمبر 1958 م لتبدا فترة حكم مدني ديمقراطي انتخب فيها المهدي لمدة تسعة اشهر وتزيد قليلا بعد انقسام حاد في حزب الامة استمر حتى انقلاب مايو في 1969م ومهما كانت المبررات للانقسام باسم الحداثة و رفض المهدي للجمع بين امامة الانصار ورئاسة الحزب أي الفصل بين السياسة والقداسة .. الا انه كان خصما كبيرا علي مسيرة الحزب التاريخية في بلد قلت فيه اعمار التجارب الديمقراطية .. لتضيع اربع سنوات ديمقراطية كان الحزب في امس الحوجة لها لتقوية نفسه وتجديد دماءه بعد حكم دكتاتوري باطش ازهقت في عهدة ارواح ابطال انصار كثر , فلولا الانقسام ومضيعة الوقت في شد وجزب بين الطرفين لكان وضع الحزب في العهد الديمقراطي اكثر قوة ومنعة .. جاء انقلاب مايو وعلي الرغم من المواجهة المسلحة بين امام الانصار حينها الشهيد الهادي المهدي ونظام الطاغية النميري الا ان هنالك محطة تاريخية لا يمكن المرور فيها دون التوقف عندها .. ففي حين كان امام الانصار واحبابه يحملون السلاح في الجزيرة ابا كان السيد الصادق المهدي في الخرطوم مفاوضا لنظام السفاح جعفر نميري .. ربما لان الرجل عرف عنه كرهه لسفك الدماء وجنحه للسلم الا انه لا يجب ان ننسى ان من كانوا بالجزيرة ابا لم يكونوا يحاربون ويواجهون من اجل سلطة ولا دنيا بل من اجل تراب هذا الوطن , كما انه ليس من المعقول ان يتنازل انقلاب عسكري حمل ضباطه ارواحهم علي اكتافهم وفعلوا جريمتهم ثم يعيدوا السلطة الى من انتزعوها منهم بالقوة !! هذا غير التوجه الاحمر الصارخ للنظام حينها والشعارات التي رفعها .. لم يكن مفهوما حينها وحتى الان الاسباب والدوافع الحقيقية وراء شد السيد الصادق المهدي الرحال مفاوضا للسفاح النميري ...
وليت المهدي اتعظ من احداث الجزيرة ابا وودنوباوي وغدر النظام الباطش بالانصار . فلم تجف دماء شهداء الانصار في انقلاب المقدم حسن حسين والحبيب الطالب برشم وشهداء الانصار في معركة 1976م بقيادة محمد نور سعد ورفاقه الابطال والتي يذكرها دونما حياء نائب رئيس حزب الامة القومي الحالي الفريق صديق اسماعيل ضابط امن الدولة النميرية السابق بالغزو الليبي !!.. دون احترام لقداسة تلك الارواح الطاهرة التي حملت السلاح ضد السفاح نميري في ملحمة بطولية نادرة تعيد امجاد الثورة المهدية .. لم تجف دماؤهم حتى كان المهدي مفاوضا للطاغية والجلاد وموقعا لاتفاقية المصالحة الوطنية منفردا في 1977م تماما كما جيبوتي وجنيف ومؤديا لقسم بلولاء لنظام السفاح النميري !! ومنظرا لضرورة الحزب الواحد الشمولي الذي يستوعب كافة اهل السودان !! اليس هذا غريبا ؟!! وعلى الرغم من دفوعات المهدي في كتابه عن المصالحة الوطنية .. الا انني واخرين كثر لم نقتنع بتلك الدفوعات ابدا .. ومنها فشل الحركة ادى الى بطش النظام بالمعارضين .. رغم انه لم يستعرض في كتابه الاسباب الحقيقية لفشل الحركة والتي ما كان لها ان تفشل لتوفر كافة اسباب النجاح لها .. والمقاتلين كانوا يعلمون جيدا المخاطر التي هم مقدمين عليها يدفعهم ايمانهم بعدالة قضيتهم من اجل وطنهم وليس من اجل دنيا ومال وسلطان .. وكان بإمكانهم اعادة الكرة من جديد فالحرب كر وفر طالما هنالك ايمان بعدالة القضية .. غير ان مفاوضات المصالحة الوطنية صاحبة القرار الفردي للمهدي قصمت ظهر الجند وقضيتهم رغم انه من ضمن بنودها تعويضا ماديا لهؤلاء لابتداء حياة جديدة لهم .. والى يومنا هذا لا يذكر التاريخ احد ممن استلموا ( التعويضات ) بل ان كثير منهم لا تعلم اسرهم شيئا عنهم حتى الان !! ومسلسل التعويضات الذي لا ينتهي سنذكره حين حديثنا عن جيش الامة للتحرير المأساة الاخرى التي لم تنتهي بعد ... وفشلت اتفاقية المصالحة الوطنية وخرج المهدي و ( تمكن ) حلفاؤه الاسلاميين ... تمكينا لا نزال ندفع ثمنه ...
في 20 مارس 1986م وقع حزب الامة القومي اتفاقية كوكادام الشهيرة يمثله رئيس الوزراء بصفته الحزبية التي اشترطها الراحل جون قرنق للدخول في المفاوضات .. ويحمد للمهدي قبوله بالشرط من اجل اتفاق يحقن الدماء ويحقق الاستقرار لبلاده وكان مدهشا توقيع اتفاق شمل كافة النقاط الخلافية واضعا اسس الاتفاق لسودان واحد مستقر .. والمدهش اكثر اقتراح الحركة / الجيش الشعبي في الاتفاق بعدم الحديث عن ( ما يسمى ) بمشكلة الجنوب وكان رايها ان المشكلة هي مشكلة السودان اجمع وليست مشكلة الجنوب .. كانت الحركة حينها اكثر تقدما من كثير من احزاب ( الشمال ) وكمؤرخ الاخ ثروت اهديك والقراء النص الذي اشتملته الاتفاقية الرافضة للحديث عن مشكلة خاصة بالجنوب ((أ- إعلان كافة القوى السياسية والحكومة الحالية التزامهم بمناقشة مشاكل السودان الرئيسية وليس ما يدعى باسم مشكلة جنوب السودان وينبغي أن يكون ذلك وفقا لجدول الأعمال المتفق عليه في هذا الإعلان. )) انتهى الاقتباس ... يا الله انظروا الى روعة هذا الاقتراح وقارنوا بينه وبين مطلب المجموعة المنشقة عن الجيش/ الحركة الشعبية لتحرير السودان مجموعة رياك مشار ولام اكول في فرانكفورت مع الحكومة السودانية وممثلها علي الحاج واول توقيع لاتفاق يشمل حق تقرير المصير لجنوب السودان ؟!! ثم ما تلاه من اتفاق نيفاشا الذي ادى لانفصال جنوب السودان وانهيار الدولة السودانية ..
ما اروع اتفاق كوكادام وما اروع بنوده ولكن ماذا فعل المهدي من اجل انفاذه وهو صاحب الشرعية الانتخابية ورئيس الوزراء المنتخب ؟؟!! وهذه واحده من سلبيات الرجل التردد القاتل وتطويل البال لدرجة اللامعقول !! ثم كانت حجة الرجل دوما ان النظام البرلماني لم يمكنه من فرض اغلبية مطلقة لتفادي اعتراض حليفة الحزب الاتحادي الديمقراطي والجبهة الاسلامية القومية التي رات في اتفاق كوكادام كفرا مبينا مع انه لم يذكر فيه أي حديث عن الدين والدولة اذ لم يكن الدين هاجسا او مسببا لاي اشكال بل واقعا معاشا لا شعارا .. علي العكس من نيفاشا التي جاءت نتاج افرازات اخطاء سياسية احدثت فتقا عظيما ادى الى انفصال الجنوب بتحويل القضية من اشكالات يعاني منها كل السودان كما في كوكادام الي تقرير مصير بسبب ابارتيدية نظام الجبهة الاسلاموية بقيادة البشير وزعامة حسن عبد الله الترابي حيث جعلوا من انسان الجنوب مواطنا من الدرجة الثانية وربما الثالثة ومعبرا للدخول الي الجنة بسبب كفره !!!
امتلكت الانقاذ الجراة في تطبيق فيروس نيفاشا القاتل ولم يمتلكها صاحب الشرعية الانتخابية والذي كان في مقدوره الرجوع الى الشعب في استفتاء عام لاجازة اتفاق كوكادام وتحول الفترة الديمقراطية الثالثة الى فترة انتقالية تشرف علي الدعوة الي المؤتمر القومي الدستوري عبر برلمان شعبي يطالب به الان وبعد سبعة وعشرون عاما المهدي ومؤرخه المكد ثروت قاسم واني لادعوا الاخ ثروت في حلقاته الا ينسى التوقف عند محطة كوكادام وبحثها بعمق ومن باب تسهيل المهمة عليه ادعوه والقاري لقراءة متانية لبنود الاتفاقية ادناه :
اعلان كوكادام :
1- على أساس خبرة السنوات الماضية المشكلة لفترة ما بعد الاستقلال، وبالنظر إلى الإنجازات البطولية لشعبنا في نضاله السياسي والمسلح ضد كافة أشكال الظلم والقمع والاستبداد، وهو النضال الذي عبر عنه على مدار عقدين من خلال ثورتين عظيمتين.
ورفضا لكافة أشكال الدكتاتوريات، والالتزام المطلق بالخيار الديمقراطي وانطلاقا من القناعة بأنه من الضروري خلق (سودان جديد) يتمتع فيه كل مواطن سوداني بالحرية المطلقة من الظلم والجهل والمرض والقيود. بالإضافة إلى التمتع بمنافع الحياة الديمقراطية الحقيقية. وقيام سودان جديد متحرر من العنصرية والقبلية والطائفية وكافة أسباب التميز والتفاوت.
وسعيا جادا لوقف نزيف الدم الناتج عن الحرب في السودان، ووعيا تاما بأن عملية تشكيل (السودان الجديد) تبدأ بعقد المؤتمر الدستوري القومي.
وإيمانا بأن المقترحات المعروضة والمطروحة من قبل الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان هي متطلبات ضرورية لعقد المؤتمر الدستوري المقترح وتشكل الأساس المتين لبدء مثل تلك العملية.
2- يوافق وفدا التجمع الوطني للإنقاذ القومي والحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان. (يشار إليهما بعد ذلك باسم الجانبين) على أن المتطلبات الرئيسية التي تهيئ مناخا يقود إلى عقد المؤتمر الدستوري المقترح هي:
أ- إعلان كافة القوى السياسية والحكومة الحالية التزامهم بمناقشة مشاكل السودان الرئيسية وليس ما يدعى باسم مشكلة جنوب السودان وينبغي أن يكون ذلك وفقا لجدول الأعمال المتفق عليه في هذا الإعلان.
ب- رفع حالة الطوارئ.
ج- العمل بدستور 1956 والمعدل في عام 1964 بإدراج الحكومة الإقليمية وكل المسائل الأخرى التي يتم التوصل إلى إجماع رأي بشأنها من كافة القوى السياسية.
د- إلغاء الاتفاقات العسكرية الموقعة بين السودان والدول الأخرى والتي تمس السيادة الوطنية للسودان.
ه- السعي المستمر من كلا الجانبين لاتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة للحفاظ على سريان وقف إطلاق النار.
3- تدعو الحركة/ الجيش الشعبي لتحرير السودان كافة القوى السياسية والحكومة الحالية للالتزام بأن تحل الحكومة المذكورة نفسها وتستبدل بحكومة وحدة وطنية مؤقتة وجديدة تمثل كافة القوى السياسية بما في ذلك الحركة والجيش الشعبي والقوات المسلحة وفقا لما سوف يتم الاتفاق عليه في المؤتمر المقترح باعتبار أن هذا هو مطلب ضروري لعقد المؤتمر الدستوري المقترح. وبناء على ذلك اتفق الجانبان على إرجاء الموضوع للمزيد من المناقشات في المستقبل القريب.
4- اتفق الجانبان على أن المؤتمر الدستوري المقترح سوف يعقد تحت شعار السلام والعدالة والديمقراطية والمساواة. كما اتفقا على أن يتضمن جدول أعمال المؤتمر التالي:
أ- مشكلة القوميات
ب- حقوق الإنسان الأساسية
ج- نظام الحكم
د- مشكلة الدين
ه- التنمية والتنمية غير المتوازنة
و- الموارد الطبيعية
ز- القوات النظامية والترتيبات الأمنية
ح- المشكلة الثقافية والتعليم ووسائل الإعلام الجماهيري
ط- السياسة الخارجية
4-2 وافق الجانبان على أن جدول الأعمال السابق لا يعني الشمول بأي حال من الأحوال.
5- يتفق الجانبان مؤقتا على أن المؤتمر الدستوري المقترح سوف يعقد في الخرطوم خلال الأسبوع الثالث من شهر يونيو/ حزيران 1986 على أن تسبقه اجتماعات تمهيدية ويكون انعقاد المؤتمر عمليا عقب إعلان الحكومة الحالية للترتيبات الأمنية الضرورية وتوفر المناخ الملائم الضروري.
6- وأخذا في الاعتبار الحاجة إلى مشاورات منتظمة من جانب كل طرف مع الطرف الآخر، اتفق الجانبان على تشكيل لجنة اتصال مشتركة تضم خمسة أعضاء من كل جانب. كما اتفق الجانبان أيضا على أن يوم الأربعاء الموافق السابع من مايو/أيار 1986 موعدا لبدء الاجتماع للجنة في أديس أبابا.
7- هذا الإعلان تم إصداره باللغتين الإنجليزية والعربية، وقد اتفق الجانبان على أن النص الإنجليزي سيكون الأصل، وفي حالة الاختلاف يفضل على النص العربي.
8- بإصدار هذا الإعلان فإن الجانبين يناشدان الشعب السوداني الممثل في أحزابه السياسية المتعددة والاتحادات المهنية والنقابات بالعمل الجاد لأجل تحقيق أهداف هذا الإعلان. انتهى اقتباس كوكادام
واني لاعتذر للقارئ من ايراد الاتفاق كاملا والذي سيؤدي الي طول المقال الا انه ذو فائدة عظيمة لكل مجتهد وباحث عن تمدد الازمات في الشأن السوداني واستفحالها يوما بعد يوم ... ولو كانت عزيمة الرجال قوية في ذلك التاريخ لما كان واقع الحال اليوم بلغ حد طرد الاطفال المرضى من مستشفياتهم ولما حرم المرضى من الحقنة التي اراد كمال عبيد ذلك الرجل السادي حرمانها من اشقائنا الجنوبيين فحرم منها الشماليين بطيشه ونظامه ... ولما تحكم فينا اشرار الانقاذ بكل ( كبرياء ) جهلهم وفساد سلطانهم ..
وجد نظام الطاغية البشير في جيب السيد الصادق المهدي مذكرة كان الاخير يعتزم تسليمها للانقلابي عمر حسن احمد البشير تحدث المهدي فيها عن مبادرة طرفاها اثنان النظام الانقلابي ( بشرعية ) القوة والامر الواقع والمهدي بشرعيته الانتخابية والشعبية أي ان المهدي كان مستعدا قبل اختفاءه وربما قبل الانقلاب لرؤية حول التفاوض مع الانقلابيين في حين ان المهدي كان الرئيس المؤتمن علي النظام الديمقراطي وصاحب الشرعية !! وبالرغم من غرابة المذكرة الا ان الاغرب هو استمرار حديث المهدي واستشهاده المتكرر بتلك المذكرة وكأنها بادرة ايجابية منه تحمل نوايا حسنة لنظام يفترض فيه حسن النوايا رغم انه انقلابي !! بذات الطريقة التي فاوض بها النميري من قبل !! لقد بدا لي المهدي كثيرا وكانه لم يكن حريصا علي النظام الديمقراطي رغم انه اول من كتب عن عودته ولكن السؤال هو لماذا فرط المهدي في النظام الديمقراطي حتى يكتب لاحقا عن عودته الراجحة ؟!! خمسة وعشرون عاما انهار فيها السودان ما كانت لتكون لولا تهاون المهدي مع الانقلابيين وكم كانت حسرتي عظيمة عندما تفاجأت بمكتب السيد الامام يصدر بيانا مزيلا بمدير مكتبه يقر فيه بمعرفة رئيس الوزراء المنتخب بالتآمر علي الحكومة الديمقراطية عبر وسيط اوفدته الجبهة الاسلاموية للتفاوض مع رئيس الوزراء المنتخب حول قسمة كعكعة الانقلاب أما كان لرئيس الوزراء ان يستغل شرعيته وقوته التنفيذية ويلقي القبض علي المتآمرين ووسيطهم احمد سليمان تماما كما فعل نظيره التركي رجب طيب اردوغان وزجه بعشرات كبار ضباط الجيش التركي بكل تاريخه وقوته في السجون لمجرد تفكيرهم في الانقلاب !! اضاع المهدي فرصة اخرى لإنقاذ السودان من انقلاب الانقاذ وافرازه واقع اليوم بتهاونه مع الانقلابيين كانت نتيجة الاستهوان عظيمة ووخيمة علي الشعب السوداني والدولة السودانية .. فاهمل الواجب واضاع الوطن ..
لم يكتفي المهدي بصد الانقلابيين لدعوته بل حاول مرارا وتكرارا التفاوض معهم وهو داخل المعتقل ولكن كان الانقلابيين في قمة نشوة انتصارهم علي الحكم المدني وهوس الشعارات الاسلامية الزائفة وسكرة النفاق سكرة اطاحت بكل السودان وهشمته تهشيما ما كانت لتحدث لولا تهاون رئيس الوزراء مع الانقلابيين رغم ان القاصي والداني بل والطفل في المهد يعلم بان العميد عمر البشير والجبهة الاسلاموية يخططان للانقلاب العسكري ...
اشتد الامر علي حكومة الطاغية البشير وحوصرت من كل حدب وصوب وظنوا بانفسهم الظنون ولم تسعفهم اتفاقياتهم الوهمية مع مجموعة الناصر ولا دستور 1997 دستور التوالي ولا انتخابات ( كيجاب ) ... وخرج المهدي في تهتدون معارضا للنظام من الخارج ثم لم يلبس ان عاوده الحنين الي ( التفاوض ) رغم ان الحركة الشعبية ظلت تفاوض النظام منذ 1990 مبادرات جيمي كارتير الرئيس الامريكي الاسبق مرورا باديس ابابا وابوجا ون وتو الخ الخ وحتى توقيع اتفاق مبادي الايقاد الورطة العظيمة وعنق الزجاجة التي ادخل البشير فيها المشكل السوداني وزاد من تعقيده بفتح المجال واسعا لتدخل كل العالم في الشان السوداني وتوقيع مبدا العلمانية لاول مرة في مصير الدولة السودانية تلك العلمانية التي يلصقها النظام الان لصقا في ميثاق الفجر الجديد الذي لم يذكر فيها بتاتا أي مدلول او ايحاء او لفظا للعلمانية !! ولكنها فزاعة النظام واستقلاله لما غرسه من جهل عم قطاعات كبيرة من الشعب السوداني الذي لم يرى الشريعة الاسلامية الا في روائح متعفنة تنطلق من فم نائب البشير ورفيقه نافع علي نافع , ولا وجود لها في الواقع
ورغم استحكام الامر وتضييق الخناق علي نظام الطاغية وبوادر انشقاقه الفعلي الا ان رغبة وعادة المهدي في التفاوض فاقت كل الحسابات وسرعان ما اجتمع سامره مع مرشد النظام ( بعد ان فقد قوته ) في جنيف وتوقيع ما عرف باتفاق جنيف المعروف وكعادته ايضا لم يصبر المهدي لتنفيذ الطرف الاخر للاتفاق فقفذ لتوقيع اتفاق اخر مع غريم المرشد البشير ووقع معه اتفاقا اخر في جيبوتي عرف باتفاق نداء الوطن ورغم ان الاتفاق لم يحمل سوا ابداء حسن النوايا من طرف النظام ورغم معرفة الجميع بغدر النظام وخيانته لما يوقعه من اتفاقات الا ان المهدي عاد بما حمل الى الداخل مستسلما لاغدر نظام عرفته الانسانية تاركا جنود جيش الامة في رحمة نظام مهووس شيمته الغدر , لم يستفد المهدي من اتفاق المصالحة الوطنية ولم يراع عطفا علي افراد جنود جيشه ولم يكن الثمن استقرار الوطن ووحدته بل لم يتوحد حزب الامة نفسه فانشق قبل انشقاق الوطن . وكانت جيبوتي كارثة حقيقية قسمت حزب الامة داخليا وادت الى اسراع الحركة الشعبية في ملفات التفاوض ونجحت في فصل حزب الامة من التجمع وباعدت بين النظام واقرانه في الشمال واستفردت بتوقيع اتفاقية نيفاشا الكارثة ...
لم يكتفي المهدي بتفاوضه في جيبوتي بل واصل في التفاوض حتى توقيع اتفاق اخر اسماه التراضي الوطني مات في مهده .. ورغم اصدار المكتب السياسي لحزب الامة القومي قرارا بوقف التفاوض مع النظام بل واعتراف المهدي نفسه في حوارات صحفية متعددة بموات التفاوض مع النظام ورغم يقين كل سوداني وكل حزب امة بان التفاوض مع النظام لن ياتي بنتيجة الا ان المهدي لا يزال يمني نفسه بظهور جماعة معتدلة داخل النظام تعمل علي التفاوض معه وتوقيع اتفاقية جديدة لا يملك هو ولا الجماعة فرضها علي القابضين علي الامر ويكفي ما حدث مع المدير السابق للمخابرات صلاح قوش ومن معه من ضباط النظام الذين ارادوا الانقلاب عليه ويدعمهم تلك الجماعة التي تسمى سائحون والتي التقى وفدا منها السيد المهدي قبل ايام .. وان كان المهدي يؤمل كثيرا في التفاوض مع هؤلاء السائحون مع تواصل انتقاده للعمل الثوري وتحذيره نيابة عن النظام من مخاطر زوال النظام .. وكأن السودان قد ولد مع هذا النظام ... وكأن السودان ليس فيه من الاخيار من احد .... وكأن السودان لم تلد حوائه الا كل عتل ذنيم معتد اثيم فاسد لئيم شاتم سقيم ..
اذا يا عزيزي ثروت لن يكون المهدي هو صاحب التحرير الثالث للسودان فالرجل صاحب سلسلة طويلة من المفاوضات الفاشلة بامتياز والتي لم تحقق لا له ولا لشعبه النصر فالرجل وكما قال هو عن نفسه ليس رجل حارة فما خير بين امرين الا واختار الينهما كما قال انه صاحب القوة الناعمة ولو كان جده المهدي استخدم القوة الناعمة لكان احفاد غردون لا يزالون يحكمون بلادنا , كما ان مفاوضاته منذ 1970 لم تثمر علي الاطلاق ويكفي 24 عاما من التفاوض مع النظام حتى قبل انقلابه فعن أي برلمان شعبي تتحدث اخي ثروت والمهدي ليل نهار يهاجم المنادين باسقاط النظام ويحذر من الفوضى في حالة نجاحهم في اسقاط النظام فلا هو يريد اسقاطه ولا يريد ان يترك الاخرين يسقطونه , بل ان تحذيرات المهدي من الفوضى في حالة اسقاط النظام اكثر من تحذيرات النظام نفسه , أي ان ايمان المهدي بالنظام بات اكثر من ايمان الطغاة بانفسهم , وكلما اسمعه يتحدث عن الفوضى اتذكر تلك الكلمات التي كان يصرخ بها علي عبد الله صالح الدكتاتور اليمني المخلوع .. ولماذا يريد المهدي ان يجبر الاخرين علي الانتظار خمسة وعشرون سنة اخرى من حكم النظام وخمسين سنة قادمة لرئاسته لحزب الامة من اجل التحول السلمي التلقائي للنظام الم يحمل هو من قبل السلاح وضد هذا النظام ؟ الم يخرج الشعب من قبل مرتان في اروع ملاحم بطولية وثورية ضد الانظمة الديكتاتورية ؟؟!! يا اخي ثروت ان هذا النظام البائس الفاسد ذاهب لا محالة وسيخرج الشعب عن بكرة ابيه غدا فلا سبيل سوا البقاء لان وجود النظام يعني الفناء للشعب والوطن والنظام لم يترك للشعب خيارا فقد حاصره من جميع الجهات وخرب البلاد وافقر العباد ونهب كافة الثروات ويريد ان يدمر ما تبقى من الوطن باعادة انتاج الحروب ويكفي الهزائم المتتالية للجيش السوداني الذي خربه الطاغية البشير ووزير دفاعه وبات السودان مستباحا للطائرات الاسرائيلية وتناقصت الحدود شمالا وجنوبا وغربا وشرقا مصر من ناحية واريتريا من ناحية واثيوبيا وضاع الجنوب باكمله والتماس كله لهيب من نار اوغدها الطاغية بغباءه وسوء تصرفه ورعونته وتهيجه الذي ما حرر ارضا ولا حمى سماء وعمت الامراض البلاد وبيعت المستشفيات لحرامية ولصوص المؤتمر اللاوطني ودمرت البنى التحتية وتفاقمت ازمة الدين الخارجي بادعاء مشاريع تنموية زائفة زادت من ازمة المواطن وتوقفت الحياة في جسد الاقتصاد الوطني بانهيار اكبر المشاريع الزراعية في افريقيا والشرق الاوسط مشروع الجزيرة وتدمير هيئة سكك حديد السودان والنقل النهري وخروج الناقل الوطني الجوي سودانير وكل ذلك كان بايدي كبار قادة المؤتمر الوطني وباشراف مباشر من البشير شخصيا لا يهمهم الا نسبتهم فيما يوقعون من عقود التصفية والانهيار ..
وبلغ السوء والحصار بالمواطن ان قطعت ارزاقه حتى نادى الثعلب المكار علي عثمان بهجرة الشباب الي الخارج ليتركوا له ومن معه من اوغاد ارض المليون ميل يعيثوا فيها الفساد والخراب .. بل انعدمت ابسط مقومات الحياة في المستشفيات وعجزت اكبر المستشفيات عن توفير خيط للعمليات الجراحية بل حتى الاكسجين انعدم تماما رغم ان المواطن يدفع من جيبه تكاليف ما لا يجده .. بل بلغ الامر ان يدفع المتبرع بالدم مبلغا طائلا من اجل ان ينقذ حياة مريض وبمستشفى يفترض انه يمول من وزارة الدفاع صاحبة النسبة الاكبر في الميزانية .. مستشفى القوات المسلحة !! فاين تذهب كل هذه الاموال والشعب السوداني يعاني اشد من المعاناة نفسها ؟؟!!
من سينتظر يا ثروت خمسة وعشرون عاما اخرى لتفاوض المهدي مع النظام وانتصار القوة الناعمة وتحقيق البرلمان الشعبي ؟!! هذه المسميات التي باتت اكثر من عدد الرمل ما باتت تحقق طموحا ولا تلك الحشود الضخمة في الاطراف تحقق شيئا طالما انها بعيدة كل البعد عن مركز البلاد ومركز القرار فما من احد يسمع بها الا بعض مئات علي العالم الافتراضي .. ان الحشود لا تكون صاحبة قوة وتاثير ان لم تكن في العاصمة وما جاورها وما دام الحشد بعيدا والتصريح ضعيفا فلن يزعج ذلك الطغاة .. ولكن حركة واحده من الحركات الشبابية استطاعت ان تزلزل اركان النظام وترعبه ولولا تقاعس بقية افراد الشعب لذهب النظام الى غير رجعة ولكن هؤلاء الشباب لم تلن عزيمتهم والان بدأت جموع الشعب في التحرك بعد ان ايقنت بحقيقة ما يقوله الشباب فبدات الاحتجاجات في التلفزيون القومي الذي بيع بأكمله للصينين رغم ما يمثله من سيادة ,, هل تعلم ما معنى ان ينتفض عمال وموظفي التلفزيون رغم انهم هم من ساعد في تضليل الشعب ؟ ان هذا لذو اثر عظيم يا ثروت ... وهل اتاك نبأ العاملين بجامعة الخرطوم واضرابهم عن العمل طلاب وعمالا ؟!! وهل اتاك نبا العاملين بمستشفى الخرطوم ؟ وهل اتتك اخبار الاقاليم التي بدات تفور وتغلي من كثرة الظلم والفساد في ابشع صوره لقيادات المؤتمر اللاوطني فمنهم من بلغت به الجراة للزنا في نهار شهر الصيام ومنهم من اغتصب طفلة وارهب اهلها بسلطته وسطوته وجبروته بل بلغ الانهيار الاخلاقي مدى اختطاف واغتصاب الاطفال حتى داخل المدارس وانتشار حفلات المثليين اصحاب الشذوذ الجنسي من علية القوم والعياذة بالله .. فانى لشعب غيور حي ان يسكت علي مثل هذا الفساد وغدا سيأتيك نبا ما لم تحط به علما فستتوقف الة طبع العملة بعد ان تعجز عن توفير ورق العملة وستدخل ضائقة النظام التي بدات فعليا في الانشاقات والانقلابات الداخلية , وسيكون الاختلاف و( الدشمان ) الداخلي رهيبا مما يقل الخسائر التي قد تنجم في ارواح المواطنين وسترى القوم يتقاذفون بعضهم البعض وكثيرا منهم الهاربون الي الخارج , سيحاول المهدي وبقية احزاب المعارضة اللحاق بالمد الجماهيري وحينها سيكون البرلمان الشعبي حقيقة واقعة تصدهم اجمعين عن اختطاف ثورة الشعب ..
يا سيدي ان المهدي يعلم جيدا ان عاصفة التغيير قد بدات ريحاها وان اول المتضررين منها هو شخصيا فلذلك لا نريد منه ان يقاوم العاصفة بل ان يتنحى بيده لا بيد غيره ليحفظ تاريخه ومكانته سوف لن يتأثر احد للطاغية البشير وغيره من الطغاة ولكن سوف يكون الحزن كبيرا علي اجبار رجل في قامة المهدي علي التنحي .. واقول للمهدي من ابطا به عمله لم يسرع به نسبه وان ذلك الذي اعتصم بجبل الطاغية لا مكان له بين جماهير الانصار واعضاء حزب الامة القومي وان ما اردتموه ان يكون سوابقا لمن تعاونوا مع النظام وعادوا لن تكون لهم يدا في التغيير ولا نتائجه فهم سيخلعون خلعا من حزب الامة القومي غدا ولا مكان لمن عمل في الانظمة الشمولية حارسا ومساعدا وباطشا بين القوى الوطنية ابدا ..
محمد حسن العمدة
21 فبراير 2013م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.