حاول كاتب يدعى عيسى إبراهيم (سبر غور الباحث د. محمد وقيع الله!!) فخارت قواه، وتهالك، وسقط من حالق، بعد أن أكمل قراءة مقال واحد فقط، من سلسلة ذرعها تسع مقالات. ومنذ أفاق الكاتب من سقطته من حالق، أدرك أن الفشل هو نصيبه الدائم، وقدره المحقق، فلم يمض شوطا أبعد في محاولة السبر المزعوم. وبدلا من أن يواصل محاولته تلك، اتجه إلى حشد مقالته بسخائمه، وشتائمه، وجللها بأكاذيبه. وهذا رد مفحم على بعض ما ادعى وزعم. قال الكاتب:" كتب د. محمد وقيع الله تسع حلقات في صحيفة الانتباهة وسمها ب (هل كان نميري معجباً بمحمود محمد طه؟) في الفترة من 23 يناير 2013 إلى الثاني من فبراير 2013، لم يخرج فيها من سياق من سبقوه في معارضة الفكرة الجمهورية بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؛ وذلك من خلال نقلٍ مخلٍ، أو فهم قاصرٍ، أو تشويه مقصودٍ، او تخريجٍ مؤوفٍ بروح القطيع، أو اتباعٍ لسابقين غير دقيق وبلا تمحيصٍ، أو قصور شخصي في الوصول للمعلومة الصحيحة ". وأنا أسأله أين الأدلة على ما سقت من اتهامات كثيرة في هذه الفقرة الطويلة؟! إن اتهاماتك لا يقام لها وزن حتى تسندها بأدلة وبراهين تثبتها وتؤكدها. ولا ريب أنك عجزت عجزا تاما، بعد سقوطك من حالق، عن إيجاد أدلة لما هرفت به بعد السقوط. أولا: أين الدليل هلى متابعتي لسياق من سبقوني في مجال نقد الفكر الجمهوري، وكيف كان ذلك؟ لكي تثبت ذلك كان عليك أن تذكر نموذجا لسياقات من سبقوني، ثم تبرهن من قولي كيف مضيت أنا على تلك السياقات. وأنت لم تفعل ذلك، لأنك عجزت عن أن تفعل ذلك. ثانيا: إن كنت تدعي أني نقلت عن شيخك الضال، الذي أضلك، محمود محمد طه، نقلا مخلا، فقد كان يتوجب عليك أن تأتي بالنص الذي نقلتُه عنه، ثم تأتي بالنص الأصلي، ثم توضح اختلاف النقل عن الأصل. وأنت لم تفعل ذلك، لأنك عجزت عن أن تفعل ذلك. ثالثا: إن كنت تدعي أني برهنت على فهم قاصر لنصوص شيخك الضال المضل، الذي أضلك عن سواء الصراط، محمود محمد طه، فقد كان يتوجب عليك أن تدل على ذلك بنص محدد، تشرحه لنا، ثم تبرهن من الشرح أني قد أخطأت فيه الفهم. وأنت لم تفعل ذلك، لأنك عجزت عن أن تفعل ذلك. رابعا: إن كنت تدعي أني شوهت معاني شيخك الدجال، الذي أزلك عن طريق الحق، وأخذ بيدك إلى مهالك الضلال، فقد كان يتوجب عليك أن تبرهن على ذلك بمثال عملي من شرحي المشوه لأقوال شيخك. وأنت لم تفعل ذلك، لأنك عجزت عن أن تفعل ذلك. خامسا: إن كنت تدعي أني عجزت عن الوصول إلى المعلومة الصحيحة، عن الفكر الجمهوري، فقد كان يتوجب عليك أن تعطي ولو مثالا واحدا لأي معلومة صحيحة، عجزت عن الوصول إليها، بعد أن قرأت سبعا وعشرين كتابا وكتيبا من إنتاج حزبكم، حزب الشيطان الرجيم، واستندت عليها في بحثي، كما استندت على مراجع إضافية، من غير ما أنتج الجمهوريون. وأنت لم تفعل ذلك، لأنك عجزت عن أن تفعل ذلك. ولأنك لم تستطع أن تورد أمثلة حقيقية تدل بها على ما تزعم ، فقد آثرت أن ترسل اتهاماتك جزافا. وهذا أمر سهل يسير، لا يتطلب إلا أن يكون الزاعم المفتري المجترئ، قليل أدب، وعديم خلق مثلك. هذا وما زلت أبذل لك التحدي، بعد التحدي، وأتحدى بقية إخوانك الجمهوريين، وحلفاءكم اليساريين، أن تثبتوا أني كذبت عليكم في أي مقال كتبته عنكم. ثم قال هذا الكاتب المفتري المجترئ، التابع لحزب الشيطان:" نلحظ لأول وهلة أن الدكتور محمد وقيع الله لم يشر إلى أي مرجع من كتب الأستاذ محمود أو الفكرة الجمهورية أو كتيباتها استند إليه في هذا المقال الأول بالتاريخ المشار إليه في مقاله الذي نحن بصدده الآن!! ". ولأن الكاتب توقف عند قراءة المقال الأول من السلسلة، وغشيته الغيبوبة إثر السقوط، فلم يتمكن من متابعة بقية المقالات، فإنه لم ير استدلالاتي على جميع ما قلت بمستلات، من كتابات شيخه المضل، الذي أزله، حيث أوردت أقواله بشكل نصي، وأحلت القارئ الكريم إلى مصادرها، فذكرت عنوان الكتاب، ومكان طبعه، وسنة طبعه، والصفحة التي أخذت منها المقتطف النصي. وفيما يلي أمثلة لما ذكرت من المراجع التي أخذت منها بعض النصوص أحلت إليها القارئ: 1- (راجع: محمود محمد طه، رسالة الصلاة، الخرطوم، 1972 م، ص 77). 2- (راجع: الإخوان الجمهوريون، عقيدة المسلمين اليوم، الخرطوم، 1983م، ص 51 - 54). 3- (راجع: محمود محمد طه، الرسالة الثانية من الإسلام، الخرطوم، 1967م، ص 146 – 147). 4- (راجع: محمود محمد طه، تطوير شريعة الأحوال الشخصية، الخرطوم، ص 43). 5- (راجع: محمود محمد طه، الرسالة الثانية من الإسلام، ص 39 - 40). 6- (راجع: الرسالة الثانية من الإسلام، ص 130). وهذه مجرد نماذج عارضة ، وغيرها كثير تجده في ثنايا المقالات. ومن ضحالة عقل الكاتب الذي يردُّ عليَّ، أن يصر على أن أستشهد على مقالات شيخه الضال في أول مقال. وما كان المقال الأول سوى مقدمة عامة، تعرضت لأفكار شيخه الضال، على نحو الإجمال. وكان لابد من إرجاء مناقشة أفكار شيخه تفصيلا إلى المكان المناسب في المقالات الثمان الباقية. وكان يجب على الكاتب قبل أن يرمي بهذه التهمة الجزافية في وجهي، أن يراجع بقية المقالات ليرى إن كنت قد اقتبست فيها نصوص شيخه التالف أم لا. ثم لم يكن هذا التابع الجمهوري الموتور من الفطنة، بحيث يبصر تناقضه مع نفسه، وفضحه لنفسه بكذبه، عندما قال إني نقلت أفكار شيخه مبتورة ومشوهة. فأي قوليه المتناقضين سيثبت عليه الآن: قوله الأول: إني لم أستشهد بأي من أقوال شيخه؟ أم قوله الثاني: إني استشهدت بأقوال شيخه ولكني بترتها وشوهتها؟ وهكذا وقع الموتور في شر الشرور، وفي عاجل عواقب صنيعه، غير المبدئي، وغير الشريف، فانكشفت عورة نيته الفاسدة، واتضحت ملامح إصراره على الكذب، وعلى الولوغ فيه، والتمرغ بوحله. فحبل الكذب، كما قيل قصير، جد قصير. هذا وإن كان الكاتب الجمهوري المتطرف، يحب أن يرى قريبا نصوص شيخه، شيخ السوء، مقتبسة بشكل مكثف في كتاباتي النقدية لفكره، فما عليه إلا أن يتصبَّر قليلا، بانتظار صدور كتابي القادم عنه، حيث يرى فيه الإحالات مكتملة كلها. ففي الكتاب يتسع المقام لما لا يتسع له المقال. وأعده، وأعد رفاقه الجمهوريين، ورفاقهم الشيوعيين، بأني سأعجل لهم بنشر الكتاب ما أمكن الحال، بإذن الكريم المتعال.