بسم الله الرحمن الرحيم .......... برز نجم الإنقاذ في ظروف كانت غاية في الدقة في تلك الفترة ومن الأمانة أن نتذكر تلك الفترة من تاريخنا بحيث كانت البلاد في مهب الريح من الضعف والهوان وإنهيار الإقتصاد وفقدان الأمن ، تميزت تلك المرحلة بتآكل الجنوب وقرب وصول التمرد للخرطوم والكل كان يتصارع في السلطة والورث وقوات قرنق كانت علي بعد خطوات وبيوت الصفيح التي أحاطت بالمدن وكانت جاهزة للإنقضاض علي كل المدن ، خزينة الدولة فارغة من كل شئ ووصلت الأرواح إلي الحناجر وضاقت الأمة . كان بروزها في هذا الوقت العصيب طوق نجاة تمسك به الشعب كخيار من عند الله ، ولقد وجدت الإنقاذ من الشعب السوداني ترحيبا وموافقة لم تكن تتصورها الإنقاذ كثورة مجهولة المصدر يقوم بها عسكر لا وجود بين لهم في الحياة العامة من قبل . كان وقوف الشعب السوداني بكل أطيافه في صف الإنقاذ عبارة عن طوق نجاة تعلق به كل الشعب وبيد واحدة وسالت دماء كثير من الشهداء طلاب الجامعات وخيرة دكاترة الجامعات والعامة والطلاب في سبيل إعادة الحياة في البلد إلي سيرتها الأولي من الأمان الآ رحم الله شهداء الوطن وجعل الجنة مثواهم وهم في حواصل الطير الخضر تحت عرش الرحمن . لكي لا نكون ناكري جميل كانت للإنقاذ محاسن كثيرة في تغيير خارطة ذلك الوطن ولكن كانت لها كبوات كبيرة وهفوات وتماسيح أساؤا إلي تلك المسيرة ولو حاولنا أن نعرج علي التغيير الذي حصل في السودان في هذا العهد هو كان إعلاء كلمة الله وإزكاء روح الشهادة والزود عن الوطن بالنفس والمال ، وقد يستنكر البعض منا هذا القول ولكن لا ننكر مجموعات الشهداء التي دافعت عن العقيدة والوطن وهم كانوا أبناء أسر كريمة ومحترمة وكانت قناعتهم هي النصر أو الشهادة وواجب علينا أن ندعوا لهم بالمغفرة والرحمة وأن يجمعنا معهم الله يوم الحشر ، تغيرت خارطة السلوك العام وتبدلت أحوال الناس وإمتلأت المساجد بالمصلين والدعاة وكانت صورة السودان في حينها كبيرة وكبيرة جدا خارج السودان عند كل الشعوب وكنا أكثر فخرا بهذا الذي أصاب أمتنا من خير ، وتم تحرير كل الجنوب وكسرت شوكة التمرد في حينها . في تلك المرحلة تربعت الإنقاذ في كل مفاصل الحياة في البلاد وكانت لا توجد أية فرصة لأي قوة معارضة ضدها وفي هذا الجو المفعم من الحراك الشعبي غزا العراق الكويت وما حصل لموقف السودان في تلك المرحلة والتي كانت بحق مرحلة مفصلية في تاريخ السودان ، شاهدت يوتيوب عن الحيوانات المفترسة وكانت مجموعة من الذئاب أحاطت خنزير وأطفاله كانت الذئاب تهجم علي الصغار من جهة والأم تحاول الدفاع من جهة ومن جهة تختطف الذئاب الصغار وهكذا تدور الأم وتدافع في معركة خاسرة تفقد فيها كل الصغار وعندما تشعر بالضعف والضياع تهرب بجلدها ، منذ ازمة الخليج وحكومة السودان مثل ذلك الخنزير وكثرت عليها الذئاب ولم تفتر أبدا كل تلك الذئاب ولو عرفنا السبب لماذا شاخت الإنقاذ بعد إتفاقية نيفاشا ولو كانت هذه الإتفاقية في بلاد ديمقراطية لتم محاسبة الذين قاموا بتلك الإتفاقية والتي كانت كارثة للسودان بكل المقاييس ، مسألة إنفصال الجنوب كانت ستتم سواء كانت الإنقاذ أو غيرها لأن المشهد الإجتماعي بين الشمال والجنوب منذ إستقلال السودان كان الميزان مختلا في كل شئ والناظر للحالة العامة كان يلاحظ التباعد الكبير والتباغض بين الشمال والجنوب ولو إستمر الحال على ماهو عليه لما تحركنا قيد أنملة في العلاقة ولكن ظهور البترول في الجنوب وهذا من الأخطاء الإستراتيجية التي سقطت فيها الإنقاذ عجل من مطالبة الجنوب بالإنفصال ، خطأ نيفاشا عدم وجود إستراتيجية واضحة فيما ستصل إليه الأتفاقية والتي كانت مؤسسة علي جانب كبير من الضغوط الخارجية والترضيات والمجاملات وكأن الإتفاقية تمت في جلسة ( جبنة ) ولم تراعي كل تلك الألغام التي تركت لما بعد الإنفصال والتي إعتبرت من أكثر الأخطاء والتي كان يجب أن تحاسب عليها المجموعات التي صرفت من مال السودان في سبيل طعن السودان والتي ستكون من أكثر المشاكل تعقيدا حتي يقضي الله أمرا . في ذلك الجو المشحون تقوقعت الإنقاذ في نفسها مما جعل الوزراء وغيرهم من الدستوريين ( يكنكشون ) في السلطة وفيهم من مكث في مكانه منذ البداية وكان شابا واليوم شائبا ولم تتجدد الدماء في الحكومة وظلت نفس الوجوه بينما تغير في تلك الفترة أكثر من أربعة رؤساء في اميركا مما يجعل الإحتقان مستمر بشكل دائم مع تجدد أية رئاسة جديدة في اميركا بينما أصاب الخمول والعجز عواجيز الإنقاذ وذلك من التنازلات التي تحبط الشارع في كل قضية وسيطرة السلطة والثروة بيد مجموعات اثرت علي حساب المواطن وتركزت الثرة بيد مجموعات صغيرة ، تجديد الدماء بالشباب يخلق نوع من الموازنة في السلطة ولكن أن ( يكنكش ) المسئول في المنصب حتي يصبح شيخا في مواجهة رئيس شاب جديد في اميركا ، من أضخم أنجازات الإنقاذ هي تلك السدود التي تم إنفاذها برغم تلك الظروف التي مرت عليها ولكن يجب أن تتبدل تلك الوجوه ويتم تغذية السلطة بشباب ذو دماء حارة حتي يتم تسخين الجو العام ، أما كهول المعارضة فهم من أسوأ الخيارات المطروحة .وحملة السلاح مجموعات عنصرية حاقدة لا خير فيها ولو اراد الله وسيطرت علي البلاد فهي نهاية وطن وأما عرمان ( شيطان الرجيم ) فهو يلعب لعبة وستكون نهايته كالجلبي الذي دخل بغداد فوق دبابات الأمريكان فهو مندفع وحاقد وقليل عقل وأداة يركبها الغير في سبيل الوصول لأهداف معينة ويرمى في مزبلة التاريخ بعد حصول الهدف المرجو من استخدامه فيه كما حصل في نيفاشا عندما ربط خارج القاعة .