الرفاق الاعزاء انعقد المؤتمر السادس لحزب توده ايران في شباط (فبراير) 2013، وعلى رغم الصعوبات الناجمة عن ظروف العمل السري التي يعيشها الحزب والبيئة الأمنية الخطرة التي يعمل فيها، تمكن المندوبون من منظمات الحزب من الحضور والمشاركة والمساهمة في نجاح أعماله. وناقش المؤتمر السادس وصادق على وثائق سياسية مهمة من ضمنها "تقرير عن عمل اللجنة المركزية في الفترة بين المؤتمرين الخامس والسادس"، و"برنامج حزب توده ايران" الجديد. ويعكس البرنامج، الاوضاع السياسية السائدة في ايران، والوضع الاقتصادي – الاجتماعي في البلاد، وميزان القوى داخل المجتمع الايراني، ومطالب الطبقة العاملة والکادحين في المدن والارياف وشرائح المجتمع الشعبية والوطنية الأخرى. وجرى تطوير البرنامج وصياغته على أساس الولاء للماركسية – اللينينية وفهمها وتفسيرها بإبداع. ويرسم البرنامج السبيل للنضال الظافر والتاريخي لحزبنا من اجل السلام والديمقراطية والسيادة والحرية والعدالة الاجتماعية والتوجه الاشتراكي في بلادنا. ايها الرفاق تزامن انعقاد المؤتمر السادس لحزب توده ايران مع الذكرى ال30 للهجمة القمعية والغادرة على حزبنا من قبل النظام الثيوقراطي في ايران ( 3شباط 1983). في تلك الهجمة تعرضت الغالبية العظمى من اعضاء اللجنة المركزية لحزبنا والمئات من كوادره المتمرسين الى الاعدام او القتل تحت التعذيب. وفي تلك الهجمة الوحشية ذاتها جرى اعتقال وسجن الآلاف من اعضاء الحزب وانصاره. ولم يكن بالامكان إعادة بناء منظمات الحزب واستئناف نشاطها الذي يتحلى بالانضباط الاّ بجهود وتضحيات اتسمت بنكران الذات من قبل اعضاء حزب توده الذين بقوا على قيد الحياة. وفي تلك الفترة، كان الدعم المعنوي الذي قدمته الاحزاب الشقيقة يمثل بالتأكيد عاملاً مهماً في مساعدة حزبنا على أن ينهض مجدداً. ولذا فان المؤتمر السادس لحزب توده ايران أقرّ مجدداً وأكد بقوة أهمية التضامن الدؤوب والمتواصل الذي قدمتموه انتم، الاحزاب الشيوعية والعمالية الشقيقة، مع نضال کادحي ايران من اجل السلام والديمقراطية، وخصوصاً دعمكم لاستئناف نضال حزبنا من اجل حقوق الکادحين، ومن اجل التقدم والاشتراكية. لقد كان استلام رسائل التهنئة والتضامن من 52 حزباً شيوعياً وعمالياً من القارات الخمس بمناسبة انعقاد مؤتمرنا السادس تظاهرة رائعة لتضامن أممي لا نظير له، يفخر حزبنا بأنه حظي به على امتداد 71 عاماً من حياته وخصوصاً في العقود الثلاثة الاخيرة. وعبّر المندوبون في المؤتمر مراراً، بالتصفيق والدموع، عن الاعتزاز برسائلكم التضامنية مع النضال الحاسم الذي يخوضه الشيوعيون الايرانيون. لقد كان للدعم والتضامن السخي والنبيل من قبل الاحزاب الشيوعية والعمالية في العالم مع نضال حزبنا خلال العقود الثلاثة الماضية، وعبر عشرات البيانات المشتركة التي تحمل تواقيعكم، كشركاء في نضالنا من اجل السلام والاشتراكية، أعظم الأثر. ان دعمكم وتضامنكم قد منح دائماً ويستمر في منح الأمل لمناضلي توده ومناصريه، ولأعضائه وكوادره، وهم يخوضون نضالهم القاسي من اجل التحولات الوطنية - الديمقراطية الأساسية، من اجل التحولات البعيدة المدى والاستراتيجية لصالح کادحي وطننا. لقد كان حزب توده، على مدى اكثر من سبعة عقود من العمل والنضال، يؤمن وبقوة دائمه بسلامة مبادىء الماركسية – اللينينية والأممية البروليتارية، وأبقى العلم الأحمر المخضب بالدماء مرفوعاً على الدوام، مدافعاً عن مصالح العمال و الکادحين ومنخرطاً في نضال مستمرمن اجل التحولات الجذرية في ايران. وفي سِفر هذا النضال ا لمتواصل الذي يجري خوضه في الظروف المعقدة في بلادنا تسطّر صفحات مشرقة للحركة الشيوعية والعمالية العالمية والايرانية منقوشه باسم حزب توده ايران. الرفاق الاعزاء بالنيابة عن كل اعضاء ومؤيدي حزب توده ايران، يود المؤتمر السادس للحزب ان يعبّر عن تقديره وامتنانه للتضامن والدعم من الاحزاب الشيوعية والعمالية والافراد والمنظمات الثورية في ارجاء العالم. كما يؤكد المؤتمر مجدداً أن حزبنا اليوم، في خضم نضاله المعقد من اجل تحقيق تحولات حاسمة، وهو يبقي راية السلام والسيادة والحقوق الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية مرفوعة، والى جانب استناده الى قوة شعبنا وحيويته التي لا تنضب، يحتاج الى دعمكم وتأييدكم المستمر. ان حزب توده ايران يثمّن عالياً تضامنكم الأممي المنسق والفاعل مع نضال کادحي ايران ضد المناورات الماكرة والساعية للتدخل والحرب من قبل الامبريالية العالمية تجاه ايران، وبضمنه ادانتكم للعقوبات الاقتصادية المنهكة التي تشمل ضحاياها الفئات المهددة والمضطهدة في مجتمعنا. ان تضامنكم مع حركة الشعب الايراني من اجل الحرية والعدالة وضد السياسات القمعية، المناهضة للشعب، والمعادية للکادحين والمغرقة في رجعيتها، للنظام الثيوقراطي الحاكم في ايران، الذي يقمع بشدة أي شكل من اشكال التنظيم الشعبي الواسع والقوي، يكتسب اهمية كبيرة بالنسبة الى هذه الحركة والقوى السياسية الايرانية المناضلة. ان التأريخ الدامي للشعوب يبيّن انه عندما يرتبط صوت الاحتجاج وقوة التضامن الأممي مع النضال الشعبي والقوى الثورية لأي أمة، فان أبواب السجون ستُكسر، وسيرتفع أكثر علم السلام، وستصبح المسيرة الكفاحية للکادحين أقوى، وسيُثلم نصل سيف الجلاد، و ستزداد قوه الاندفاع لاولئك الذين يناضلون من اجل الحرية والسيادة والعدالة الاجتماعية. - عاش النضال من اجل السلام والاشتراكية والتقدم! - عاش التضامن الأممي للاحزاب الشيوعية والعمالية! - كل الدعم والتضامن دفاعاً عن حركة الشعب الايراني من قبل القوى المحبة للسلام والتقدمية في العالم! المؤتمر السادس لحزب توده ايران