الفتح ام درمان :حسين ود خيرمنو بت قاقونا قبيل حلول الثامن من مارس الحالي والذي يتوافق مع اليوم العالمي للمراة كانت المراة السودانية تتقدم الصفوف والمبادرات دفاعاً عن حقوق الانسان وعن الحريات بكافة أشكالها وقدمت تضحيات كبيرة تمضي في ذات الدرب والمشوار الذي خاضته المراة السودانية طوال تاريخها النضالي المشرف،منذ عشرات السنين دفاعاً عن الحقوق والواجبات.وبالرغم من محاولات اهانة المراة وقهرها بواسطة الحكومات الديكتاتورية والشمولية لاسيما حكومة الانقاذ التي فصلت قوانين جائرة وظالمة ومهينة وتدميرها للمشاريع الزراعية ومصادر الرزق بالاقليم بجانب الحروب الا ان المراة السودانية وبفضل نضالاتها كانت حاضرة وتقدمت قائمةالشرف وسجلت تاريخها بأحرف من نور.وفي هذا اليوم (يحق )لنا ان نفتخر بهذا التاريخ الناصع للمراة السودانية التي كانت حاضرة في المعتقلات تواجه الطغاة بصبر وصمود لا يعرف الانهزام حيث كانت ومازالت العشرات من نساء جبال النوبة خلف القضبان واليوم هناك خديجة محمد بدر الموظفة بوزارة الصحة بولاية جنوب كردفان خريجة جامعة الزعيم الازهري والتي تم إعتقالها منذ نوفمبر الماضي وحتي الان،وتعول خديجة التي ترقد طريحة الفراش وبحاجة الي جلسات للعلاج الطبيعي تعول أسرتها حيث أن والدها طاعنا في السن ووالدتها ربة منزل مسنة أصيبت بالصدمة لإعتقال أبنتها وصارت طريحة الفراش.وكذلك الصامدة رئيسة لجنة المراة بالهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات الاستاذة انتصار العقلي التي مازالت في المعتقل منذ اكثر من شهرين وفي لفتة بارعة تجسد تلاحم وتضامن المراة السودانية سجلت قيادات نسوية رفيعة المستوي من نساء الاحزاب بقوي الاجماع الوطني وبعض الناشطات زيارة الي اسرة انتصار العقلي. بيانات وكلمات الناشطات والناشطين بهذه المناسبة لم تغفل الاعداد الكبيرة من النساء النازحات في المعسكرات داخل وخارج السودان واخريات في دارفور المكلومة منذ أكثرمن عشرات السنين وحتي الان بجانب نساء النيل الازرق ونساء المهن الهامشية (بائعات الشاي والطعام وعمال الضهرية ولقيط القطن وفي المكاتب وفي ساحات المحاكم والقضاء والمدارس والمستشفيات والصحف والاعلام بكافة انواعه) استثمار الغضب : وفي كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للمرأة دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تحويل الغضب الذي يثيره العنف ضد المرأة إلى عمل ملموس للتصدي لهذا الانتهاك الذي تعاني منه الكثيرات في أنحاء العالم. وشدد كي مون على ضرورة ألا يسمح بمعاقبة النساء على ما يتعرضن له من اعتداءات مطالبا بتجديد التعهد بمكافحة هذا الخطر العالمي أينما كان. وتعهد الامين العام للأمم المتحدة كذلك بمضي المنظمة الدولية في حملة (اتحدوا من أجل إنهاء العنف ضد المرأة) التي تستند إلى منطلق بسيط وقوي في نفس الوقت مفاده أن جميع النساء والفتيات يتمتعن بحق إنساني أساسي في أن يعشن حياة خالية من العنف.ولم يترك منتدي انهاء زواج الطفلات(دعوها تكبر)الذي تم تكوينه في نهاية العام الماضي من قبل مجموعة من الناشطات والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ومنظمات المجتمع الملتزمين بالعمل من أجل مجتمع خالٍ من زواج الطفلات ومن أجل إنهاء العنف المنزلي الذي يمارس ضد الطفلات بمناسبة اليوم العالمي (تمر) دون اصدار بيان له بهذه المناسبة التاريخية والملهمة،حيث أكد المنتدي بأن زواج الطفلات دون سن الثامنة عشرة يعتبر انتهاكاً واضحاً لحقوق الفتيات و شكلاً من أشكال العنف ضد الطفلة /المرأة لما يترتب عليه من أضرار صحية ونفسية وإجتماعية بليغة، لا تقتصر على الطفلة فحسب، بل تتعداها لأسرتها ومجتمعها ككل. الأمر الذي يجعل هذا الزواج جريمة إجتماعية ترتكب في حق الطفلة والمجتمع. واعتبر المنتدي المراة بانها شريك أصيل في الاسرة والمجتمع وليست تابعاً فقط. وقال بيان المنتدي ان اي زواج يتم قبل أن تصبح الطفلة امرأأتتتتاتنتتاىاأة راشدة، سيؤدي لتفكك الأسرة وإزدياد المشاكل الزوجية ومن ثم العنف المنزلي الذي يقع على الزوجة الطفلة والأبناء؛ وونبه المنتدي الي انه يعمل على محاربة ظاهرة زواج الطفلات بإعتبارها شكلاً من أشكال العنف ضد المرأة، ويعلم تماماً صعوبة العمل في بيئة تجد فيها هذه الظاهرة غطاءً قانونياً يكسبها المشروعية. وأكد بيان اللجنة التنفيذية للمنتدي بانه سيكون(سداً منيعاً) لمحاربة ظاهرة زواج الطفلات وكافة أشكال العنف ضد المرأة، ولأن يكون مناصراً ومدافعاً عن حقوق المرأة وكرامتها وإنسانيتها. ويسعى بكل الوسائل المتاحة لرفع سن الزواج للثامنة عشرة بدلاً عن العاشرة، وأن تصبح شهادة الميلاد شرطاً من الشروط الواجب توفرها في وثيقة الزواج. كما يسعى أيضاً بكل وسائل الضغط الممكنة لأن يصبح زواج الطفلات جريمة معاقباً عليها قانوناً، تعزيزاً لكرامة المرأة وإيماناً بدورها الفاعل في الأسرة والمجتمع ككل. أغنية امرأة واحدة: وكانت الأممالمتحدة قد اطلقت بمناسبة يوم المرأة العالمى الموافق 8 مارس أغنية بعنوان “امرأة واحدة” أو one woman، وذلك فى احتفال موسيقى بالنساء على مستوى العالم، وتضم الأغنية أكثر من 20 فنانا من مختلف أنحاء العالم.وسوف تكون هناك مقاطع فيديو لما وراء كواليس الأغنية التى استمر إنتاجها لمدة عام. وتدعو اغنية (امرأة واحدة) إلى التغيير وتحتفل بالشجاعة والتصميم من قبل النساء العاديين اللاتى يقمن يوميا بمساهمات استثنائية لبلدانهن ومجتمعاتهن فالكلمات من وحى قصص نساء دعمتهن هيئة الأممالمتحدة للمرأة، فهيئة الأممالمتحدة المرأٔة هى منظمة تابعة للأمم المتحدة فى جميع أنحاء العالم تعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وبدأت عملها فى عام 2011، كأول منظمة دولية جديدة منذ عقود. وتعتبر “امرأة واحدة” هى الأغنية الأولى لمنظمة من منظمات الأممالمتحدة.يذكر أنه قد تبرع المطربون والفنانون نساء ورجال من جميع المناطق، بوقتهم وساهموا بمواهبهم. وتهدف “امرأة واحدة” إٕلى أن تصبح صيحة استنفار تلهم المستمعين حول مهمة هيئة الأممالمتحدة للمرأة وتعمل على إشاركهم للانضمام إلى حملة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. حكايات من السجن : وفي مقال لها بعنوان(من تجربتي من سجن النساء بامدرمان) تقول الدكتورة أمال جبر الله سيد أحمد: الأيام في السجن تمر ببطء خاصة الليالي. بكاء الأطفال من السخانة و الجوع و الرقاد على الأرض ، الجميع أخلاقهم ضائقة من الإحباط و الإهانة و القلق على من تركن ورائهن. لكن وسط هذا كله كانت هناك الكثير من اللحظات الجميلة و المبهجة ، حينما تكتشف القدرات الكامنة لدى هؤلاء النسوة في مباصرة الدنيا ، وعندما يتبادلن الضحكات و القصص و النكات. أذكر أنه في بعض الليالي و خاصة القمرية منها ترتفع أصوات السجينات بالغناء ، دائماً تبدأ واحدة و تتبعها الأخريات ، أغانى من مناطق مختلفة و بلغات مختلفة. وختمت جبر الله مقالها بالقول انها (قصدت) بهذه الكتابة المساهمة في كشف الحجاب عن واقع النساء و أن أدعو لضرورة كتابة توثيق تجارب النساء في سجون السودان المختلفة و كشف هذه الأوضاع. وقالت ان ما ذكرته مجرد نقطة في محيط من تجارب النساء المختلفات في هذه السجون. وتابعت (أتمنى أن تهتم المنظمات النسائية و الحقوقية بهذه الفئات من النساء. و تنبع أهمية الإرتقاء بالنظام القانوني و العدلي في علاقته بالنساء و الثقافات المختلفة و تطوير مفاهيم العقاب و الإصلاح و المؤسسات المرتبطة بهما لتسهم في الإرتقاء بسلوك و قيم الإنسان بدلاً من المهانة و الغبن). ألف احمر: ونهار أمس الاثنين أستقبلنا أهالي منطقة الفتح 2 با مدرمان التي شهدت الاحتفال باليوم العالمي للمراة الذي تنظمه كل من (جميعة البئيين وجمعية التمييز الخيرية وجمعية نفحات الخيرية بالتعاون مع منتدي انهاء زواج الطفلات "دعوها تكبر"والمنظمة السودانية للبحث والتنمية "سورد") استقبلونا بترحاب وبشاشة الناس (الطيبين والزينين )وسط شلالات الفرح والترديد مع أغاني :"يا حبيبي نحن اتلاقينا مرة ..في خيالي وفي شعوري ألف مرة وكذلك اغنية"كتبت ليك لمن لقيتك جايه من قلب الطريق ولمحة فيك ريحة المشاوير البعيدة ..وعينيك حس أطفال بنادوا القمرة للغائب يعود ..وجبينك الضواي حجا الحبوبة في الزمن السحيق"وكذلك اغنية "وطن الجدود نفديك بالارواح" وقالت المدير التنفيذي للمنظمة السودانية للبحث والتنمية "سورد) الدكتورة عائشة الكارب نحن كنساء فخورين بتاريخنا النضالي طوال الاعوام الماضية والحالية وخصت الكارب الامهات والحبوبات بالتهاني في يوم عيدهم وقالت (امهاتنا وحبوباتنا علمننا بالشقي والتعب وغيروا واقعنا واوضاعنا لذلك لابد من ان نكون اوفياء لهن وان نعلم بناتنا من اجل المستقبل)واضافت هذا اليوم (حق) للمراة وزادت (أيادينا في اياديكم لكي يكون يوم بكرة افضل)ومن جهتها تقدمت عضو اللجنة التنفيذية لمنتدي انهاء زواج الطفلات الاستاذة حنان حسن بالمعايدة والتبريكات الي النساء في المعتقلات ومعسكرات النزوح وقالت انها فخورة بالنساء في السودان لاسيما في معسكرات النزوح مشيرة الي انها اي المراة تحملت المسوؤلية كاملة غير منقوصة وتصدت لكافة المهام الاسرية والتربوية والمعيشية في ظل ظروف قاهرة وتابعت(نحن امام تحدي كبير)وعندما قدمت المنصة المحامية امال الزين لمخاطبة الحضور استبقت حديثها بقصيدة تعبر عن المناسبة والواقع ومن بعد ذلك قالت انها سعيدة بمقابلة نساء الفتح 2 والاحتفال معهم في اليوم العالمي للنساء وشددت الزين علي ضرورة تعليم الطفلات وقالت بالتعليم حقوقنا لن تضيع ورددت(تعبنا من المهن الهامشية والتعليم يغير اوضاعنا واوضاع بناتنا )ووصفت امال الزين زواج الطفلات بانه (سكة الظلم والموت ) وتابعت موجهه حديثها للحضور (مسوؤليتنا كنساء هي حماية طفلاتنا من الزواج المبكر)وقالت ان زواج الطفلات خطر وهو لا يحل مشكلة الفقر، وشددت انهن سيقفن كنساء ورجال وناشطين ألف احمر ضد زواج الطفلات واردفت(تزويج الطفلة يفاقم نسبة الفقر) ملحوظة:كاتب المقال هو الصحفي والناشط الحقوقي (حسين سعد) وفي هذا المقال المتزامن مع اليوم العالمي للمراة فقد رايت تقديرا وعرفانا الي امي العظيمة والمراة السودانية وكل نساء العالم ان اكتب هذه المقالة باسم والدتي خيرمنو ووالدتها حبوبة قاقونا؟