www.dabaiwa.com قبل فترة كتب الى قاريء ينتمي الى أحد المؤسسات الحكومية ذات النفوذ أن المسئول (ذكره بالإسم والصفة الرفيعة) مشغول بالأحجبة وغشيان المشعوذين وأنه يزور (فكياً) معروفاً بشكل متكرر، وأضاف القاريء المحترم أن المسئول المعني والذي يتحرك عادة بعدة سيارات يزعج سكان الحي الفقير بشوارعه الضيقة. الحقيقة لم يقترح الرجل علي شيئاً والكثير من القراء يتسامرون معنا عبر البريد الإلكتروني وغيره ونحن نحتفي ببعضنا كأصدقاء في مجتمع الكتابة والقراءة. فكرت وقلت ماذا لو وفر المسئول غرفة في قصره لل(فكي) المحظي وجعله خاصاً به يكتب الأحجبة ويصنع (الرتينزات) له وحده دون منافسيه من الساسة والمسئولين؟ كان سيكسب البركات لوحده ويريح سكان الحي البعيد من ازدحام الشارع بطاقم الحراسة. الشهر الماضي، اعلن والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر في حديث صحفي خاص أنه يجد في بعض الأحيان ثعابين في جيبه مشيراً الى أن خصومه يفعلون السحر ضده، لكنه قادر على مقاومتهم دون مساعدة من شيوخ آخرين. منذ وقت بعيد يتحدث الناس عن عصا الرئيس الراحل نميري التي كفلت له حكم البلاد ولست أدري ماذا اصاب تلك العصا حين لفظت الجماهير الرجل عن السلطة في انتفاضة شعبية مجيدة! الشارع يحدث عن استعانة الحكومة إبان عشرية الإنقاذ الأولى (حتى لا يغضب رجال العشرية الثانية والثالثة على صحيفتنا هذه) بال(الفقراء) لمساعدتها في بعد القضايا مثل حادثة اختطاف الطائرة الإثيوبية التي هبطت في الأبيض. حتى يوم الإثنين الماضي، كنت أعتقد أن حكامنا يستخدمون السحر لكن السحر لا يصيبهم، لكن زعيم منبر السلام العادل في جهده التنويري الإستثماري الكبير كشف لجماهير الشعب السوداني عموماً و(قبائل النعام) منا بصفة خاصة أن بعض الوزراء من المشتغلين بملف العلاقات مع حكومة جنوب السودان قد تعرضوا لسحر أسود قدموا تحت تأثيره مواقف متساهلة جداً في قاعات التفاوض. في مقاله بعنوان (فستذكرون ما أقوله لكم) قدم السيد الطيب مصطفى بعض المعلومات وأخفى بعضها الآخر(حفاظاً على أسرار الدولة) مما يشيب به الولدان، حسب تعبيره. هذا اختراق خطير في سلامة العقل المشغل لأغلب سياساتنا، وإذا ترك الأمر دون عناية من السلطة فقد يمتد الى ما هو أبعد من قادة التفاوض المسحورين. على السلطات منذ الآن ان تهتم بالتحقيق للوصول الى الجناة الذين عملوا تلك (الأعمال) لمسئولي بلادنا وفي نفس الوقت على السلطات أن تستنفر مبطلي السحر لعلاج المسئولين المصابين وفحص الآخرين. يمكن للحكومة أن تسند الأمر الى وزارة (العمل) بحكم الإختصاص وتوافر الوزراء فيها ويكلف أحد هؤلاء بقيادة شعبة (العمل) الإيجابي التي تحمي المسئولين من السحر والعين والحسد، ويكلف وزير آخر بقيادة شعبة (العمل) الوقائي وتكون مهمتها استنفار كافة السحرة وال(فقراء) ووضع برامج محددة لهم لسحر قادة بعض الدول الغربية، والعربية (النفطية)، وروسيا، والصين وفق خطة استراتيجية تهدف لسيطرة السودان على مخزون التكنولوجيا، والنفط، والسلاح، والمال العالمي، وقيادة مجلس الأمن. يمكن لقائد هذه الشعبة أن يساعد إخوتنا في فلسطين على تحرير أرضهم من المغتصبين الصهاينة فإنما نحن إخوة! أعتقد أن افضل مناسبة لممارسة نشاط هذه الشعبة هو المؤتمرات الدولية إذ يمكن دس الأحجبة في غرف المشاركين، وخلط المشروبات ب(المحايات) وإرسال (الأبخرة) العابرة للقارات بمساعدة اصدقائنا في الصين وايران. لحين تنفيذ مقترحاتي هذه أنصح الحكومة بإلزام الوزراء بلبس الأحجبة والخرزات الزرقاء لمقاومة السحر وكف العين. لقد حذرناك ايتها الحكومة وعقلك في راسك تعرفي خلاصك!