امام اهل دارفور فرصة اخيرة تشكل تحدى كبير امام الارادة والعزيمة نحو تحقيق الاهداف وهذه الفرصة هى ؟ كيفية صياغة التحالفات الذكية و تحديد القيمة الاستراتيجية للتشاور عند وضع برامج تتكفل في أدارة التغيير والسبل المطلوبة للتكيف مع بيئة التحالف كي تكون جاهزة لمعالجة الامور البعيدة الامد وتصب في مصلحة الاجيال القادمة ؟ كما ان المهمة الآخرى هو كيفيه دفع الآخرين لتقوية و تعميق الحوار للاطراف المتحالفه والمحافظة على جوهر التحالف و ان تكون البرامج منسجمه مع الواقع و ميدان التحرك للتحالف والظروف الموضوعيه وليس خطط و برامج تطرح على الرفوف تنتظر عقود وعقود كي يتغير الزمان . وهنا يبرز دور القيادات الواعية داخل المجتمع بأعتبارها أحد الاقطاب المحركة للعمل والادارة المؤثرة على أفكار الناس للتهيئة والقبول بالعمل السياسي والتحالف الذكى تبعا لنزاهة القائد واقتداره والمؤهلات التي يمتلكها من تنبؤ وحكمة وأمل في المستقبل تجعله متميز عن أقرانه ، والقادة العاجزين وتابعين السراب هم كالرسل الكذابين يرفضون التحالفات ويلحقون الضرر بالعمل السياسي وتبقى تنظيماتهم ديكورية فالقائد المقتدر الساعي لترسيخ مبدأ التحالفات يجعل القوى الاخرى والناس تعطيه ولائها ويطيعونه ولاينقضون له عهداً ، فالسعي لبناء علاقات بين مكونات المجتمع والقوى ذات المصالح المتشابهة وتشجيعها للوصول الى أتفاق كامل للعمل من أجل تحرير الأنسان من بعض قيوده داخل المجتمع يجعل من التحالف كيان عظيم كما ان الائتلاف كحالة أنسجام كامل أوشراكة دائمة من أجل هدف مشترك يستدعي تجمع الأفراد اوالتجمعات وفى نفس الوقت تسعى كذلك لاقامة شراكة معينة مع اطراف اخرى ذات مصالح مشتركة وان من أسباب الائتلاف هو التوجه لتشكيل قوة ذات تأثير والحفاظ عليها وتطوير المجتمعات الضعيفه وزيادة ثقلها بعد التاكيد على المصالح المشتركة بينهم في التحالف فالتعاون المشترك ينمي قدرات طرفي التحالف ويزيد في وزن كل فريق للوصول الى اهدافه وأبرزها صناعة مستقبل أفضل للمجتمع والانسان ويسعى التحالف الى معالجة الانانية المتوارثة في المجتمعات وتخفيف نسبة الحسد الكامنة في النفوس وكلها عوامل تؤثر في الطموح لتقوية التحالفات الاستراتيجية وأسس التلاقي الطوعي المتمثل بالأمانة والوفاء بعيدا عن الخداع ؟ دائما ما نجد ان تشييد البناء أعقد من تفكيكه وفي أعتقادي ان المرحلة المعقدة التي يعاني منها المجتمع في دارفور اليوم تتطلب من كل القوى المخلصة والشخصيات الوطنية ان توحد صفوفها وتتحمل مسؤليتها بصدق وتتصدى بشجاعة لمواجهة الاوضاع الحالية وان تساهم في عملية تغيير الوضع من خلال بلورة شعارات ومفاهيم ملموسة تنسجم مع الوضع السياسي العام والتاثير في ميزان القوى وكيفية بناء مشروع يهدف الى تاسيس تحا لف ذكى وقوى يشكل سياج لحماية القوى الاخرى ؟ فان مثل هذه المبادرات وفي المرحلة الصعبة التي تعاني منها دارفور يجب ان تحظى باهتمام وحراك جماعى من قبل كل القوى والشخصيات الوطنية من خلال نشر ثقافة قبول الاخر وتنشيط الوعي الثقافي لتوحيد صفوف كل القوى الوطنية والمحبة للخير والسلام والامن والاستقرار ؟ فاننى أرى وأوكد بان تاسيس التحالفات الذكية هى بمثابة عصى موسى لاحلال السلام الاجتماعى بدارفور وتشكل ميزان القوة التى تسهل عملية الوصول الى حكم الدولة السودانية سلماً أو حرباً وللتاريخ الحديث شواهد ودروس وعبر ؟