بسم الله الرحمن الرحيم توفبق عبد الرحيم منصور (أبو مي) http://www.tewfikmansour.net المشهد الأول .. زيارة للمملكة .. انبهار بالنهضة المعمارية التي تنتظم الرياض .. إبننا الأستاذ نبيل حسن وابنتنا الدكتورة هند يجوبان معنا أرجاء الرياض بكل صبر وكرم .. أسواق الرياض عادة ما تجنن المرأة وبعلها .. المرأة في حالة (زلعة), والبعل يتحسس جيبه ويحسب حساباته مهما بلغ كرم الضيافة .. المرأة تشتري وتشتري, وتقيس هذا وتترك ذاك, والرجل الذي هو إنا تعبت قدماه وتمسكن وأسلم أمره لله .. ويا لشماتة ابننا (عاصم البلال) لو رآني في هذا المشهد, فأنا أغيظه دوما وأصفه بأنه جد مطيع لأهل بيته في المراسيل التي ينجزها دوماً في صمت وأدب وانضباط تام !!.. المشهد الثاني .. الشراء يستمر فاصيح .. كفاية يا حاجة .. فترد .. أصبر يا راجل, ده كله ما ليكم !!.. فارد أنا بقوة ظننتها مقنعة .. لكن الوزن .. أعملي حساب الوزن .. ثم أسكت وأتمسكن مرة أخرى .. وفجأة صاحت حرمنا .. هااي ووووب داك محل الدهب .. فأجبتها وووب عليك والا علي أنا ؟ فقالت أصبر يا راجل وانستر انت ما حتدفع حاجه .. وبداية لم أفهم هذه (الغلوطية) التي تفهمها فقط المرأة السودانية, حيث ولجت الحاجه حرمنا لمحل المجوهرات وأخرجت قطع ذهبية متفرقة صغيرة قام صاحب المحل بوزنها ثم اختارت أسورة محترمة .. كل ذلك وأنا اختلس النظر من على البعد (خوفاً من الاحراج) .. ثم وضعت الاسورة في حقيبة يدها دون أن تدفع ريالاً واحدا .. فسالتها بعد خروجها من المحل .. كم دغعتي لهذه الصفقة .. فأجابت والله هو طلب 160 ريالاً وأنا رفضت ! .. فقال لي طيب شوفي الشايب الواقف بره ده خليه يدفع .. فقلت له والله البره ده تلقاه يغلي كالمرجل فإن (هبشته) سيلغي هذه الشروة وتكون انت الخسران .. المشهد الثالث .. مطار الرياض الحلو ونحن في طريقنا لتبوك .. الطائرة السعودية .. لطف واحترام وسفرية ممتعة رقمها 1561 اقلعت تجاه تبوك في 2 مايو .. الضيافة بالطائرة قمة, ومطار تبوك منمق ومنسق وصغير نسبياً .. استقبلنا البروفيسور الطبيب ابننا عاصم عبد المنعم أخصائي العظام المتميز.. ونحن في الطريق لمنزله اتصلت بنا الخطوط السعودية .. هل نسيتو شيء في المطار ؟ فأجبنا لا والله شنطنا عددها مكتمل .. وصلنا البيت بالسلامة .. فتحنا الشنط .. شي جبنة وشي بركاوي وشي (عجينة) وحلو مر ونبق والحاجة وهي (تبعبش) بيديها في الشنطة أرادت أن تهز يدها لتري ابنتها الدكتورة مي جمال اسورتها, فافتقدتها وصاحت هاااي سجمي السوار ضاع .. فأجبتها وأنا منزعج سجمك انت؟ والا سجمي أنا ؟ والا أقوووول ليك سجمنا كلنا !!.. وهنا استدرك ابننا عاصم بأن الاستفسار الذي جاءنا من الخطوط ونحن في طريقنا للمنزل لم يكن عادياً, فاصطحب الحاجة حرمنا للمطار مباشرة .. وهناك اتضح بأن الخطوط السعودية بالفعل عثرت على السوار, واحتفظت به في خزنتها بالمطار .. وعندها ونحن في حالة اندهاش سالنا المسؤول ما إذا كانوا قد اتصلوا بجميع ركاب الطائرة ؟ .. فأجاب بأن الإسورة وجدت على مقعد الحاجة حرمنا .. وعلى ضؤء ذلك قام طاقم الطائرة بمراجعة أرقام حجز المقاعد, وعن طريق هاتفنا تم الاتصال بنا .. وعليه فنحن نثمن هنا اهتمام ودقة وأمانة طواقم وأطر الخطوط السعودية التي أحالت (حسرتنا) على ضياع السوار لابتسامات وكلمات تُسطر, فلهم منا كل التقدير والاحترام .. توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) http://www.tewfikmansour.net