ماقام به سفير الإتحاد الأوربي السيد توماس يوليشنى ، الأيام الفائتة من تفقد حال الصحافة في بلادنا ، خطوة يشكر عليها ، وخطوة لها تبعاتها ولها دلالاتها المستقبلية ، فالسيد يوليشنى ، دعا لمزيد من الحريات الصحفية وحرية التعبير ، وقال أن حرية الصحافة من تطور المجتمعات ونشر الوعي فيها ، وقال أن فترة الحوار الوطني تحتاج لحرية التعبير ، ودعا لمزيد من الحريات الصحفية ، وسهولة إمتلاك المعلومة ونشرها ، وتحسين الأوضاع الإقتصادية للصحافيين .. ماقام به السيد يوليشنى ، من زيارات لبعض الصحف السودانية ، محاولاً التعرف عن قرب ، عن الظروف التي تعمل فيها الصحافة السودانية ، خطوة مهمة وجريئة في نفس الوقت ، ونتمنى حقيقة أن الزيارات التي قام السفير لبعض الصحف قد أدت أغراضها الحقيقية وعرف السيد السفير البيئة الصحفية في البلاد ، وألا يكون قد مُلك معلومات مغلوطة عن واقع الصحافة والصحافيين في البلاد ، فكثير من الصحف اليوم تعمل في ظروف جيدة ، ووضع إقتصادي ممتاز ، وتناغم جيد وتبادل مصالح مع النظام ، وقد تتضرر فى ظل الحريات ..!! ولكن طالما دعا السيد يوليشنى ، لمزيد من الحريات الصحفية ، فهذا دليل على معرفته للظروف القاسية التي تعيشها الصحف والصحافة في البلاد ، فهي بين مطرقة القوانين الصحفية وسندان الظروف الإقتصادية السيئة وغلاء المواد والمعينات التي تساعد في الأداء ، فالخطوة إستهدفت الصحافة والصحافيين ، وتحدث السفير بلغة ولهجة الصحافيين ، في الوقت الذي نحتاج فيه لوحدة صحفية ، وصوت صحفي واحد ، ودعوة موحدة لمزيد من الحريات الصحفية ، وعلى الرغم من ضعف القيادات الصحفية المنوط بها حماية مصالح الصحافيين ، والمطالبة بإلغاء كل القوانيين المقيدة لحرية التعبير ، ورفض الوصاية من المؤسسات الأخرى التي تضع قوانين الصحافة كما يحلو لها دون مشاورة أهل المهنة ، كما هو حادث اليوم في البرلمان الذي قدم مسودة قانون جديد للصحافة والمطبوعات الصحفية ، دون الرجوع للقاعدة الصحفية ، ودون الإستناد على حالات رفض لقانون 2009 م ، ستظل هناك أصوات عالية ومسموعة ومؤثرة .. نعم دعوات السفير توماس يلوشينى ، لن تعيد الحريات الصحفية ، وإنما الحراك الصحفي الجاد من قبيلة الصحافيين هو الوحيد القادر على إنتزاع المزيد من هذه الحريات ، وماحك جلدك مثل ظفرك ، ومشكور السفير يوليشنى على هذه الخدمة الجليلة التي قدمها للصحافة السودانية ، في الوقت الذي أصيبت فيه كثير من الأصوات الصحفية بالصم والبكم ، ولم نسمع لها صوتاً ولو بالتأيد لمسودة القانون الجديد ، والذي سيجاز رغم أنف كل صحفي .. من الواجب شكر الرجل ، فهو طالب بما يجب أن نطالب به ، وقال مايجب أن نقوله ، على الرغم من رسمية الزيارات التي إستهدفت مجلس الصحافة والمطبوعات ، ولجنة الإعلام بالمجلس الوطني ، وهذه الجهات راضية كل الرضى عن الأداء الصحفي ، ووضع الصحافيين ، وتسعى لوضع قوانين جديدة لتنال مزيد من الرضى ، فشكراً جزيلاٍ توماس يوليوشنى ، فماقمت به عجز عنه كثير من أهل الدار .. ولكم ودي ..