تنفيذا لسياسة الأرض المحروقة من أجل تغيير ديموغرافية دارفور عن طريق إبادة أوتهجير سكانها الأصليين و إحلالهم بمستوطنين جدد وبإشراف ودعم مباشر من حكومة الإبادة الجماعية من تموين وتسليح وزى رسمى ووسائل نقل وإتصال، بالإضافة إلى الدعم الإستخباراتى والمعنوى وبعد ساعات من مغادرة وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير جهار الأمن و الإستخبارات لمدينة نيالا أصدر والى جنوب دارفور أمرا بسحب القوات المسلحة المرابطة بكتيلا ليتم الهجوم عليها يوم الأربعاء الموافق 22 مايو 2013م من قبل قوة منتقاه من القوات النظامية المنتمين لقبيلة البنى هلبة السودانية والجنجويد البنى هلبة القادمين من تشاد على متن العشرات من سيارات الدفع الرباعى مزودة بأحدث الأسلحة (دوشكات وراجمات)، بمعاونة كم هائل من الجنجويد على ظهور الجمال والخيول والدراجات النارية (المواتر) فعاثوا فى المدينة قتلا وسحلا وسلبا. يأتى الهجوم على كتيلا بعد سلسلة من الهجمات على قرى "دارقمر الصعيد" بدعوى أن هذه الأرض ضمن حدود قبيلة البنى هلبة وبأن القمر ماهم إلا ضيوف فيها وقد آن الأوان لإخلائها. وقد نتج عن هذا الهجوم البربرى الغاشم إستشهاد العشرات من خيرة شباب وشيوخ المنطقة يتقدمهم العمدة أبكر محمد أبدلى الشهير (بأبكر أب رأسين) وجرح المئآت من سكان المنطقة وحرق المنازل ونهب الممتلكات وقد بقى سكان المنطقة يعيشون ظروف إنسانية فى غاية السوء. إنه لمن العبث الحديث عن ملكية الأرض لغير سكانها لأن وجود القمر فى هذه المنطقة ضارب فى عمق التأريح شأنها مثيلاتها من القبائل الزنجية الأخرى، كما يتشرف القبيلة بأن أحد أبنائها (الشهيد الفكى عبدالله السحينى) قاد ثورة ضد المستعمر فى عشرينيات القرن الماضى بمساعدة إخوانه من القبائل الزنجية الأخرى فى حين أن بعض القبائل كانت تعمل مع المستعمر كقوات صديقة لتأديب الثوار (راجع تقرير الحاكم العام عن ديار القبائل عقب ثورة السحينى) وقد نتج عن تلك الحملة تدمير المنطقة بالكامل . ولما عجز نظام المؤتمر الوطنى من تطويع أحفاد السحينى للعمل لصالح مشروعها العنصرى الجنجويدى البغيض جادت قريحتهم النتنة للتغرير بالبسطاء من أهلنا البنى هلبة للقيام بدور التأديب نيابة عن حكومة الإبادة الجماعية وكأن التأريخ يعيد نفسه. ولكن نقول هيهات، فإن الدماء الذكية التى سالت ستسقى هذه الأرض الطاهرة ليظل إنسانها متشبثا بها فوقها أو تحتها سيان. إن تجمع أبناء القمر بدول المهجر إذ تدين هذا الإعتداء الغاشم تلفت إنتباه المجتمع الدولى والمحلى للوضع الإنسانى الحرج الذى يعيشه سكان المنطقة وللجرائم التى أرتكبت خلال هذه الحملة والتى تدخل ضمن التعريف الدولى لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والجرائم ضد الإنسانية وإنها تحمل حكومة المؤتمر الوطنى المسئولية الكاملة عن هذه الجرائم وكذلك تحمل العديد من الأفراد الذين نحتفظ بأسمائهم المسئولية الفردية والجماعية فى التحريض والإشراف على إرتكاب هذه الجرائم.