قتل الزعيم القبلي أبكر محمد أبو ديلي عمدة عشائر شعب القمر في بلدة كتيلة أول من أمس في إعتداء جديد للمليشيات القبلية المسنودة من النظام في الخرطوم ؛ والتي تتخذ من بلدة عد الغنم مقر لعملياتها ضد المدينين في قرى كتيلة وإنتكينا جنوب دارفور . وولقي مع في الحادث 25 إنسان حتفه ؛ سبعة من النساء و15 من الرجال وثلاث أطفال حسب شهود من الضحايا بالمنطقة . ويعد الإعتداء الذي وقع صباح الأربعاء 22 ماي 2013ف هو الأعنف من نوعه في سلسلة هجمات تشنها مليشيات قبيلة البني هلبة في بلدة عد الغنم المجاور لبلدة كتيلة ؛ قام الدكتاتور البشير بتغييرها إلى (عد الفرسان) عرفانا لعمليات مليشياتها حلفاء النظام الاستراتيجيين في حربهم ضد المتمردون في إقليم دارفور؛ والذي استهدفت من فيها العزل من المدنيين. واستمرت اعتداءات المليشيات طوال الثلاث أشهر المنصرمة على القرى والبلدات الواقعة في دائرة حاكورة شعب القمر ؛ مستهدفة المدنين العزل والابرياء؛ قتل العشرات من المدنين وتشرد المئات ؛ وحرقت العديد من القرى من بينها امبطيخة وجقمة وحرازة وغبيبيش وجويخين وعديرة ووصل الاعتداء اليوم الى كتيلة كبرى حواضر المنطقة. وغالب القرى حرقت على يد مليشيات شرطة الإحتياط المركزي المعروفة محليا بإسم قوات الأبطرة مستخدمة سيارت دفع رباعي وأسلحة وفي زي رسمي . يدين مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء ؛ هذا الإعتداء المستمر على شعب كتيلة ؛ ويدين مقتل الزعيم القبلي أبكرمحمد أبو ديلي ؛ ويدعو منظمة الاممالمتحدة ؛ وبعثتها المشتركة مع الإتحاد الافريقي في دارفور ؛ و المحكمة الجنائية الدولية في اجراء تحقيق عاجل في هذه الأحداث ومقتل السيد أبو ديلي . كما يدو المركز المجتمع الدولي والإقليمي إلى القيام بواجبه تجاه المدنين العزل الذين يواجهون ظروف مهلكة من النظام ومليشياته ؛ ويعيش آلآف من النازحين في بلدات كتيلة وأمتيكنا وتلس ظروف إنسانية بالغة الحرج. عرف عن العمدة أبكر أبو ديلي والمشهور بأبورأسين ؛ بمواقفه صلبة في معارضة فكرة النظام تجنيد شعبه القمر في كتيلة ضمن مليشيات النظام ومحاربة المتمردين منذ عام 2003ف . وتعرض بسبب مواقفه للسجن والعزل من موقعه القبلي التقليدي وإبعاده من المنطقة وتشويه سمعته؛ إلا أن ذلك زاد من حب شعبه له ؛ كما يقول أهل كتيلة . وقام شعب القمر الإغراءات والترهيب المتكررة من النظام وحلفائه بغية تغير مواقفه . ما دفع بالعمدة أبكر أبوديلي بالإلتحاق بحركة تحرير السودان- قيادة مني أركو مناوي عقب توقيع إتفاق أبوجا للسلام سنة 2006ف بحثا عن حقوق شعبه . وإستمر مقاومة شعب القمر بكل فروعه وفي كل مناطق سكنه لسياسيات النظام وأعونه ؛ وتمرد السلطان إبراهيم أبكر هاشم إدريس السلطان الفعلي لشعب القمر في كلبوس عام 2006 ايضا ؛ وإلتحق بحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة دكتور خليل ابراهيم حيث تم أسره في احداث مايو 2008ف في الخرطوم ؛ ولا يزال سجينا في بسجن كوبر منذ ذلك التاريخ. والعمدة أبكر أبوديلي هو العمدة الثالث في سلسلة رؤساء عشائر شعب القمر ال16 في بلدة كتيلة ؛ بعد العمدة يوسف و نجله العمدة محمد يوسف ؛ وينتهي نسب العمدة يوسف إلى آخر نظار شعب القمر الصعيد في كتيلة وإنتكينا وهو الناظر محمد حسين المشهور براس التور من سلالة الناظر حمد الله . وعمد شعب القمر في كتيلة الثلاث يحملون لقب (عمدة) و يرأس كل منهم فوق 11 من عمديات أفرع وعشائر القمر والقبائل الأخرى في كتيلة ؛ الإ إنه لا يحمل لقب (ناظر) رغم أن الناظر ايضا يرأس فوق (11 )عمدة فما فوق بحسب العرف القبلي في إقليم دارفور. ومرجع ذلك ان الإدارة الإستعمارية في السودان سنة 1924ف قامت بتجريد القائد القبلي لشعب القمر في كتيلة من لقب (ناظر) وذلك عقب ثورة الأنصار من شعب القمر والفلاتة والمساليت في دارفور بقيادة الفكي عبد الله السحيني الذي ينحدر أصوله من شعب القمر . وتم إتباع الإدارة التقليدية لشعب القمر إلى إداراة الرعاة في عد الغنم التي كانت حليفة للمستعمر وقتها وهو امر ظل يرفضه شعب القمر بإستمرار . وظل مطلب ترفيع شعب القمر لقيادتهم التقليدية الى مرتبة ناظرعموم العشائر و في وضع مستقل مسعى العمدة أبكر أبو ديلي لشعبه وله من المبررات والقوة لذلك ؛ اذ يعد شعب القمر ضمن ثلاث سلطنات تاريخية مستقلة أسست دارفور الحالي وصاغات عرفه وتقاليده واسهمت في بناء السودان . ولحكمته وشجاعته واخلاصه تم إختياره من قبل عشائر قمر الصعيد في كتيلة خلفا للعمدة محمد يوسف رغم إنه ينحدر من عشيرة (الكربو ) وليس من عشيرة ( الجرموك) التي تتوارث المنصب التقليدي بقمر الصعيد ؛ والناظر يعد منصب جليل وفق العرف المحلي في اقليم دارفور ذو التقاليد العريقة ؛ ويتحتم توفر الحكمة و الكياسة والإحترام والإعتدال. وعشائر قمر الصعيد ال16 هي : جرموك ؛ لوك ؛ أبجوخة؛ كربو ؛باقي ؛ ألماك ؛ تبجوك ؛مرتوك؛ مروك؛ بتكوك؛ مووك ؛ كرموك ؛ كربلوك ؛ متكوك ؛ شالي ؛ أورة؛. يزيد علي16 عشيرتين في حالة قمر الريح هما ؛ دروك ؛ وميقي .وميقي هو البيت الذي يتوارث منصب السلطان في بلدة كلبوس والعميدات في الريح ؛ ويعتبر السلطان هو أعلى منصب في الإدارة الأهلية في إقليم دارفور. ويأتي من بعده الملوك وثم نظار القبائل وفق الأعراف في النظام التقليدي المتوارث جيلا عن جيل. وهي أسماء إفريقية تثبت أصول شعب القمر الذي يندرج ضمن مفكرة الأمم الزنجية بعكس محاولات الهادفة الى محو هويته الثقافية . ويعيش شعب القمر في بلدات كتيلة وإنتكينا وخور شمام ؛ ورميلي وحرازة منذ مئات السنين قبل وصول الرعاة البدو الى دارفور وكردفان. فالقمر ضمن السكان التاريخيين لإقليم دارفور ؛ وينتشرون بحرية في كل أرجاء البلاد منذ تأسيس أول نظام حضاري بغرب السودان في عهد السلاطين من شعب داجو قبل ألفي سنة. إن حجة الرعاة من قبيلة البني هلبة بملكية الأرض ؛ دونما غض النظر عن توقيته تعد إساءة بالغة للأعراف والتقاليد المتوارثة في إقليم دارفور ؛ وتعبيرا واضحا للإستبداد العرقي كطبيعة لنظام الحكم في السودان الذي يسند هذه الإدعاء لتوفق الهوية العرقية والثقافية بين توجه النظام وحلفائه من الرعاة المهاجرون إلى الإقليم. مركز السودان المعاصر يحمل مقتل السيد أبوديلي وجمع من ضحايا قبيلته نظام الخرطوم ؛ ويعتبر ما جرى في كتيلة مذبحة تاتي في سياق حملة الإبادة العرقية المستمرة منذ عشر سنوات في حق الأبرياء العزل بلاقلين والتي تشترك فيها المليشيات المدعومة من النظام والجيش النظامي ؛ أويقى الجيش يرقب الانتهاكات وهي تجري ضد المدنين. يشيرالمركز إلى أن الجنرال محمود جارالنبي الحاكم العسكري لولاية جنوب دارفور والذي سبق أن أصدر قرارا مضمونه تجريد شعب القمر من أرضه؛ أمر قبل ساعات من تنفيذ هجوم المليشيات على بلدة كتيلة بسحب قوة عسكرية وضعت في البلدة بهدف حماية المدنيين كما ذكر ؛ فيما ظلت هذه القوة العسكرية تراقب خلال شهر أبريل حرق وقتل المدنين في قرى غبيبيش وجوخين وعديرة من قبل مليشيات البني هلبة . ويذكر أن الهجوم الذي نفذته المليشيات ضد أهل كتيلة بالأمس والذي قتل فيه السيد أبكر أبو ديلي جاء بعد يومين من زيارة رؤساء أجهزة الأمن والدفاع في النظام لولاية جنوب دارفور في 20 ماي 2013ف ؛ وذكر كل من عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع ؛ و إبراهيم محمود وزير الداخلية ؛ ومحمد عطا المولى رئيس جهاز الامن والمخابرات ؛في لقائهم بالجنرال جار النبي أن الأوضاع في جنوب دارفور ( آمنة) .وفي صبيحة اليوم التالي سحبت القوة المتمركزة قرب بلدة كتيلة ليقع الهجوم في صبيحة الأربعاء ؛ وهو ما يؤكد الترتيب المسبق للنظام وأعوانه ومليشياته باستهداف الأبرياء . يكرر مركز السودان المعاصر إبلاغه الجنائية الدولية بالمسؤولية الجنائية للحاكم العسكري بالولاية والوزراء الثلاث ؛ وقائد المليشيات المهاجمة المشهور بإسم (السافنا) . مركز دراسات السودان المعاصر مجلس المدراء التنفيذيين 24. ماي .2013ف.