تجددت إعتدأت مليشيات الجمجويت نهار أمس على قرى شعب القمر في بلدة إنتكينا ثاني أكبر حواضر دار قمر الصعيد.و تقع في الناحية الجنوبية الغربية لبلدة كتيلة ؛ وتضاربت الرويات حول حجم الخسائر حصيلة الضحايا وسط المدنين ؛ فيما إتفقت جميع الرويات خسارة كبيرة تكبدتها مليشيات الجمجويت المعتدية من المدافعين . وقال محليون أن شباب مدافعون عن اهلهم من القروين بالمنطقة يحملون أسلحة خفيفة نصبوا كمائن متعددة ضد المليشيات المعتدية؛ في قرى "كبا وكبو" و" ابوبشير " شمال غرب بلدة أمتيكنا ؛ وتمكنوا من إلحاق المليشيات المهاجة لأرضهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وكسبوا أسلحة . وكانت الأخبار المنتشرة في جنوب دارفور حتى مساء اللإثنين 27 ماي الماضي ذكرت هشود كبيرة وتجمعات للمليشيات في بلدة عد الغنم المقر الرئيسي للجمجويت ؛ أن نحو الفي من هذه المليشيات يرتدي بعضها زي رجال شرطة حرس الحدود ؛ تحركت بنحو 60 سيارة دفع رباعي مزودة برشاشات ومدافع ؛ و7 شاحنات كبيرة في طريقها لبلدات أمتيكنا وسيسبان وكالقو جنوب دارقمر. وتمكنت المليشيات في صباح الأربعاء رغم مقاومة المدافعين من دخول بلدة إنتكينا ؛ وحرقت جزء من المنازل ونهبت ؛ إلا أنها عجزت الخروج فقد وقعت في إحدى الكمائن للمدافعين وارعبت المدنين الذين أخلوا منازلهم من تكاثف النيران ؛ غير ان الشباب استمروا في المقاومة . وذكرت التقارير الأخيرة من مناطق الأحداث أن 11 شخصا من السكان المدافعين عن القري لقوا مصرعهم و21 أخرين منهم أصيبوا بجروح الا ان المدافعون اجبروا المليشيات على الفرار وترك 4 شاحنات محملة بالمعدات والزخائر ؛ و7 سيارات دفع رباعي مزودة بالرشاشات ؛ وانواع مختلفة من الأسلحة ؛ ودمرت ثلاث سيارات جميعها عليها شعارات الشرطة المركزية المعروفة محليا بالأبوطيرة . بينما تجاوز المئة شخصا حسب جثث القتلى من المعتدين. " من جانبه أعلن الحاكم العسكري لولاية جنوب دارفور الجنرال آدم محمود جارالنبي في مدينة نيالا أن مليشيات أجنبية من دول مجاورة تقاتل بالإنابة عن شعب البني هلبة في عد الغنم وتهاجم شعب القمر على حد قوله. وهذا هو أول تصريح منه يقر فيه بوجود مليشات أجانب تعتدي على المدنين الأبرياء ؛ دونما أن يتحرك لوقف إعتداءاتهم ؛ وهو يدرك أن تسليحها ومعداتها تاتي من النظام في الخرطوم . وقال الجنرال جارالنبي ؛ أن لولايته "عدو داخلي بتمثل في الحركات المسلحة المدعومة من الاجانب " نص عبارته ؛ وهو أغرب تصريح لمسؤول في النظام يقر بوجود أجانب تعتدي على المدنين ويستنكر التبرير الموضوعي التي حملة المليشيات القبلية المتمردة على الثورة ضد نظام يستخدم مليشات أجنبية ضد شعبهم. ومنذ مارس من هذا العام يتعرض شعب القمر في بلدات وقرى كتيلة وحرازة وأمتيكنا لإعتداءات وحشية من قبل مليشيات قبيلة البني هلبة المنطقة في بلدة عد الغنم بدعم مباشر من النظام الحاكم ؛ ويستهدف الهجمات على تهجير السكان قسرا من أرضهم او ابادتهم أسوة بشعوب الداجو والفور والمساليت والزغاوة خلال السنوات الماضية من حملة الابادة الجماعية على اقليم دارفور . وقتل في الأحداث العديد من المدنين وحرقت القرى ؛ و بين القتلى ناظر عشائر القمر السيد أبكر أبو ديلي الملقب بأبو راسين وواصل أبناء الشعب ومنظمات عديدة في الخارج تنديدهم بما يجري في قرى كتيلة ؛ واصفين النظام ومليشياته يواصلون ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في دارفور ؛ وتطهير عرقي لشعب القمر . وتنقل التقارير عن سؤ الأوضاع الإنسانية التي يعيشها المدنين ؛ من نقص حادي او انعدام في الضروريات الاساسية اليومية في الطعام والشراب والدواء للنازيحين والجرحى في مستشفى تلس المجاور بنص حديث أبكر التوم عن شعب القمر في كتيلة . وبجانب شعوب الداجو والتنجور والفوو الفور ؛ والتاما والبرقو والميما و والزغاوة والميديوب والبرقد والبيقو ؛ يعتبر شعب القمر ضمن أعرق الشعوب الإفريقية التي عاشت في إقليم دارفور منذ عهد بعيد وأسهمت في بناء نظامه الإجتماعي وتقاليده ؛ حيث أسس الشعب سلطنة مستقلة بعد وقبل توحيد اللإقليم بإسم دارفور في عهد عرش عائلة الكيرا من الفور بعد التنجور ؛ وهي سلطنة دارقمر في بلدة كلبوس في الجزء الشمالي الغربي للسودان. . ويذكر الرحالة الرحالة الألماني جوستاف ناختيجال في مدونته سنة 1876ف المعروفة بإسم : (سلطنة دار فور أقاليمها وأهلها وتاريخهم) عن سلطان شعب القمر قوله : " يعتبر سلطان القمر هو أكثر شخصية محترمة في إقليم دارفور بعد سلطان فور ؛ وهو الوحيد الذي له مجلس بجانب سلطان الفور في الفاشر فيما يجلس زعماء القبائل على الأرض " وكغيره من سكان اللإقليم التاريخيين ينتشر أفراد شعب القمر بكل حرية في جميع أجزاء دارفور يفلحون الأرض ويبنون ويعمرون ؛ لكن يعتبر سكان بلدات كتيلة وحرازة وخورشمام وامتكينا وسيسبان متجاورا مع افريقيا الوسطى والتي تعرف باسم دارقمر الصعيد يضم أكثر افراد الشعب عددا خارج كلبوس ؛ ويعيشون في قرى بسيطة مثل كل أهل دارفور؛ يهتمون بزراعة الفول والدخن وتربية الأبقار والأغنام . مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 29.ماي. 2013ف