استغاثة الامين العام السابق للاتحاد الافريقي لانقاذ السودان من الانقاذ ؟ ثروت قاسم [email protected] 1- أستغاثة السيد سالم احمد سالم ؟ بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، و10 سنوات على أقامة مفوضية الاتحاد الأفريقى ، نشر السيد سالم أحمد سالم ، عضو هيئة الحكماء فى الاتحاد الأفريقى والأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية ، أستغاثة في شكل رسالة مفتوحة بعنوان ( أدعو الاتحاد الأفريقى للجرأة تجاه السودان ) في صحيفة لوموند الفرنسية وعدة صحف دولية أخري ، تناول فيها حصريا ، ومن دون جميع مشاكل القارة المتفاقمة ، المسألة السودانية ، مما يؤكد أنها أم وحبوبة مشاكل القارة ، وأن السيل قد بلغ بل قد تجاوز الزبي . طالب السيد سالم في رسالته : + معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات السودانية ؛ + عدم تجزئية المشاكل والنزاعات وبالتالي عدم أيجاد حلول جزئية لكل نزاع علي حدة . علي العكس ، يجب أيجاد حل شامل لكل النزاعات مجتمعة وغير مجزأة ؛ + يجب علي الاتحاد الأفريقى التحرك علي عدة جهات ودعم عملية سياسية شاملة تعالج جذور النزاعات التى يشهدها السودان ووقف معاناة السودانيين؛ + في العادة ، سوف يتحرك الزعماء الأفارقة إذا ما أوشكت نقاط التوتر الساخنة على الوصول إلى نقطة الانفجار. ينبغى على الزعماء الأفارقة أن يتحلوا بعبقرية الإلهام ، لا لكي يتركوا علامة فى التاريخ فقط ، بل وليصنعوا هذا التاريخ، بإنهاء عدم الاستقرار والانقسام المزمنين فى السودان. + يجب أن لا تكون عمليات السلام مقتصرة على الأطراف المتحاربة فقط ، بل ينبغى أن يشارك فيها كل من يستطيع لعب دور للتوصل إلى نتائج ناجحة للمفاوضات. + الاستجابة الفعالة للنزاع تتطلب إرادة سياسية قوية ، والتزاما لا يتزعزع . لذا وتلبية لتطلعات القمة الخاصة ( مايو 2013 ) ، سوف يستطيع الاتحاد الأفريقى فى احتفاله عام 2014 ، بمرور سنة أخرى على إنشائه، أن يحتفى أيضا بالسلام الدائم والمصالحة فى السودان. أنتهي ملخص أستغاثة السيد سالم لأنقاذ السودان من ناس الأنقاذ. أدعو المكتب الخاص للسيد الامام أن يتكرم مشكورا بارسال نسخة من الأجندة الوطنية ( رؤية استراتيجية ) ، وخريطة الطريق ( المشروع ... برنامج النظام الجديد ) المصاحبة والمكملة للاجندة الوطنية للسيد سالم ، ( بصورة للأتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والاتحاد الاروبي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الأسلامي ) لأنه من المؤكد أن السيد سالم ( وبقية المنظمات ) يجهلون وجود هكذا وثائق جاهزة للتفعيل ، والا كان السيد سالم قد أشار الي هذه الوثائق في رسالته المفتوحة . رحم الله أمرئ اهدي الينا عيوبنا ، وأشار الي عوجة رقبتنا ونبهنا الي أننا صرنا رجل أفريقيا المريض ؟ أستغاثة السيد سالم ، وهو قامة أفريقية ودولية سامقة ، تدق الأجراس بأن الوضع في السودان متأزم ومحتقن ، وسوف ينفجر في وجوهننا اذا لم نصل اليوم وليس غدا الي تسوية سياسية شاملة ( بدون أقصاء لمشكلة أو طرف ) تضمن السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل والحقيقي . ولنتذكر أنه لا يغير الله ما بقوم ، حتي يغيروا ما بأنفسهم . الكرة في ملعب المكتب الخاص للسيد الامام ، فهل من مستجيب ؟ 2 - مشروع قانون محاسبة السودان - 2013 ! + في أبريل 2012 ، تقدم أعضاء من الكونقرس الأمريكى (بمجلسيه ... مجلس النواب ومجلس الشيوخ) من الحزبين الديمقراطى والجمهورى بمشروع ( قانون السلام والأمن والمحاسبة فى السودان لعام 2012 ) . احتوى مشروع القانون على ثلاثة محاور أساسية تمثل الخيارات المتاحة ضمن أجندة الولاياتالمتحدة في التعامل مع الشأن السوداني ، وهي: أولا : تتخذ إدارة اوباما ( ومجلس الأمن ) إجراءات تحت الفصل السابع ( فصل الحرابة ) تجبر كل دولة من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة باعتقال كل من صدر ضده أمر قبض من محكمة الجنايات الدولية من المسوؤلين السودانيين ، وتقديمهم للمحاكمة في لاهاي ! وتفرض عقوبات قانونية ضد أي دولة تمتنع عن اعتقالهم! ثانيا : حظر الطيران الحربي في المناطق الحربية في السودان ( الحدود بين دولتي السودان ، دارفور ، ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ) ؛ وتوسيع العقوبات ضد حكومة الخرطوم ! ثالثا : تتعهد حكومة الخرطوم بالقيام بإصلاحات بنيوية وتحول ديمقراطي حقيقي ، وإلا عصا صدام وعكاز القذافي لمن عصى ! + يحمل مشروع القانون ، في جوهره وباطنه ، العذاب ضد شخص الرئيس البشير وحكومة الخرطوم ... مخطط لإعلان حرب مدنية وعسكرية ضد شخص الرئيس البشير وحكومة الخرطوم ! كان من المتوقع إجازة مشروع القانون بحلول أكتوبر 2012 ليصبح قانونا يلزم إدارة اوباما بتفعيله . ولكن نجحت الإدارة ( المبعوث الرئاسي الخاص السابق برنستون ليمان والسفيرة سوزان رايس ) في أقناع الكونقرس بتجميد ( وليس إلغاء ) دراسة مشروع قانون محاسبة السودان – 2012 ، لتتمكن الادارة أقناع حكومة الخرطوم بحلحلة الملفات العالقة ( موضوع مشروع قانون الكونقرس ) عن طريق الضغوط السياسية عبر مجلس الامن والاتحاد الافريقي علي حكومة الخرطوم . نجحت أدارة أوباما فيما بعد في أجازة القرار 2046 من مجلس الأمن ( مايو 2012 ) ، وبروتوكولات أديس أبابا التسعة بين دولتي السودان ( سبتمبر 2012 ) ، حسب وعدها للكونقرس . وافق الكونغرس على ترويق المنقة ، حتى تنضج مجاهدات إدارة اوباما مع دولتي السودان على نار هادئة في أطار قرار مجلس الأمن 2046 ، وتم تجميد مشروع ( قانون السلام والأمن والمحاسبة فى السودان لعام 2012 ) ، حتي أشعار أخر . + تعثر تطبيق البروتوكولات التسعة ، خصوصا عدم تدفق البترول الجنوبي في أنابيب الشمال ، وبدأت الحرب الباردة بين دولتي السودان ، بسبب أتهامات الخرطوملجوبا بدعم الجبهة الثورية السودانية . + في أبريل 2013 ، قامت الحرائق في ام روابة وأب كرشولا والقري المجاورة . أتهمت الخرطومجوبا بدعم الجبهة الثورية ، وأشعال الحرائق . تكهرب الجو بين دولتي السودان ، وتقدمت دولة الجنوب بشكوي الي مجلس الأمن ضد الخرطوم ، متهمة الخرطوم بتدبير مقتل ناظر منطقة أبيي . + أتهمت أدارة أوباما حكومة الخرطوم بقصف المواطنيين المدنيين في ولاية النيل الازرق وولاية جنوب كردفان ، وبمنع الأغاثات الأنسانية من الوصول الي النازحين في الولايتين . أتهم الوزير كيري حكومة الخرطوم بأجبار مواطني ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بتبني الثقافة العربية والدولة الدينية الأسلامية بدلا من خيارهم المفضل للدولة العلمانية والثقافة الأفريقية المحلية . + في يوم الاربعاء 24 ابريل 2013 ، تقدم (24) من أعضاء الكونقرس الأمريكى من الحزبين الديمقراطى والجمهورى بمشروع ( قانون السلام والأمن والمحاسبة فى السودان لعام 2013) ... نسخة معدلة من نفس القانون لعام 2012 ، كما هو مذكور أعلاه . + في يونيو 2013 ، رجعنا الي الوضع المتأزم في أبريل 2012 قبل أجازة مجلس الأمن لقراره 2046 ( مايو 2012 ) ومباشرة بعد معركة هجليج ( أبريل 2012 ) ؟ ساقية جحا لمدة عام ونيف ، ومحلك سر كما في أعقاب معركة هجليج في ابريل 2012 ؟ + السرد الموجز اعلاه يختزل الخلفية التي يبدأ في أطارها الدكتور نافع علي نافع زيارته لواشنطون تلبية لدعوة أدارة اوباما التي تقدمت بها لدكتور نافع في ابريل 2013 ، وجمدتها نتيجة ضغوط اللوبيات الأمريكية ضد الزيارة ، ثم جددتها مرة ثانية في مايو 2013 . 3 - الزيارة ؟ رفعت واشنطن درجة اهتمامها بملف دولتي السودان ، وبالأخص ملف دولة السودان عقب تولي السيد جون كيري حقيبة الخارجية. بدعوة من السيد كيري سوف يزور الدكتور نافع علي نافع واشنطون خلال شهر يونيو 2013 ، بوصفه الرجل الثاني في الحكومة العميقة ( بعد الرئيس البشير ) ، لمناقشة عدة ملفات مع المتنفذين في ادارة اوباما ، حسب تصريح الناطقة الرسمية لوزارة الخارجية الامريكية . نستعرض ادناه بعض الملفات التي تنتظر الدكتور نافع في واشنطون : اولا : سوف يتم تعريف الدكتور نافع بمبعوث اوباما الخاص الجديد ( لم تتم تسميته رسميا بعد ) لدولتي السودان ، ليكون التيار ساريا بين الرجلين عندما يبدأ المبعوث جولاته المكوكية بين الخرطوموجوبا واديس ابابا والدوحة في القريب العاجل . سوف يتبادل الدكتور نافع والمبعوث الجديد كروت الزيارة وارقام الهواتف السرية للاتصال المباشر بين الرجلين . ثانيا : سوف تؤكد ادارة اوباما ، للمرة العاشرة ، للدكتور نافع الأهمية القصوي التي توليها واشنطون للملف الخاص ب ( العلاقة الحبية بين دولتي السودان ) ، لعدة أسباب نذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر الأتي : + تخشي واشنطون من أن يصير النزاع بين دولتي السودان رافعة لاستقطاب عربي أفريقي ، ولمؤجج للخلافات بين افريقيا شمال الصحراء وجنوبها ، وعامل فرقة بين المسلمين والمسيحيين ، مما يزيد من عوامل الفرقة بين دول حوض النيل ، ويقود الي تفلتات أمنية وحروب أقليمية . + العلاقة بين دولتي السودانَ لا تخص الدولتين وحدهما، بل جميع الدول الأفريقية والعربية . فإن دولتي السودان إما أن تتعاونا تعاوناً تكاملياً لمصلحة الدولتين والقارة الأفريقية ، وإما أنهما سوف تندفعان لانتحار متبادل ، تجران اليه بقية دول المنطقة ، وينتهي الي حرب قارية . أذن حسن العلاقة بين دولتي السودان أمر يهم ادارة اوباما بصورة أساسية. ثالثا : سوف تعرض ادارة اوباما صفقة شيطانية علي الدكتور نافع ، وتطلب منه تفعيلها مع المبعوث الامريكي الخاص . سوف تعتمد الصفقة علي تبادل التنازلات بين دولتي السودان للوصول الي منطقة وسطي تضمن الاستقرار بين دولتي السودان . يمكن أختزال الصفقة كما يلي : اولا : + تعارض أدارة أوباما الأطاحة بحكومة الخرطوم أن بالوسائل الخشنة وأن بالوسائل الناعمة . وتدعم أدارة أوباما أستمرار الرئيس البشير رئيسا للجمهورية لفترة أخري وحتي عام 2020 . سوف لن يملك الدكتور نافع الا ان يقول شكرا ! نواصل بقية بنود الصفقة في حلقة قادمة ...