الحلقة الاولي ( 1 – 3 ) ثروت قاسم [email protected] الرئيس البشير الشمس التي تدور من حولها المجرات الأنقاذية ! صارت العلاقة بين دولتي السودان أنهار من عسل مصفى ؟ مواصلة الحوار مع الحركة الشعبية الشمالية رغم خوازيق أم روابة ؟ 1 - مقدمة . تقاطر قادة وزعماءالعرب والمسلمين علي واشنطون خلال الاسابيع المنصرمة ، لكي يمسك كل واحد منه ( لوحه ) من يد اوباما شخصيا . يحتوي كل ( لوح ) علي المهام والواجبات المناط بكل دولة القيام بها للمساندة في الحرب التي تخطط اسرائيل لشنها ضد أيران ، وبشار ، وحزب الله وحماس خلال شهر الحروب في الشرق الأوسط ... شهر يونيو ؟ حج الي واشنطون طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي ، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل وزير الخارجية السعودي ، والشيخ حمد بن خليفة ال ثان أمير قطر ، والملك عبدالله الثاني ملك الأردن . وبقي في القائمة الرئيس البشير المتهم بدعم حماس ؟ تقول واشنطون ان الرئيس البشير هو الشمس التي تدور حولها كل المجرات في السودان ، وأن الترتار يقف عند أرجل الرئيس البشير . فهو رئيس الحكومة ( العميقة ) التي تدور ( المنفلة ) في مكنة السودان ، وتفتح ( الحنفية ) وتقفلها في بلاد السودان . وهو أيضا رئيس الحكومة ( الظاهرة ) التي تنفذ أوامر الحكومة ( العميقة ) . تدعي واشنطون أن الرئيس البشير هو الكل في الكل في بلاد السودان ، وهو ضمان الأستقرار في الشمال ، وبالتالي في الجنوب . وبالتالي تراهن واشنطون ، بأخر جنيه في جيبها ، علي حصان الرئيس البشير . تقول واشنطون أن الحركة الأسلامية حركة من ورق ، مهمتها الحصرية مباركة ودعم اوامر الحكومة الخفية ( العميقة ) . وتدعي واشنطون ان حزب المؤتمر الوطني ( ونوابه المنتخبين في المجلس التشريعي القومي وفي المجالس التشريعية الولائية ) حزب هلامي من لاعقي الأحذية والمستفيدين شخصيا ، وأغلبهم من غير الأسلاميين الأحقاق من أهل البيت ، ومهمته الحصرية البصم بالعشرة علي قرارات الحكومة العميقة . تدعي واشنطون ان ( الرك ) علي الحكومة العميقة وعلي الرئيس البشير شخصيا . كان من المفروض ، ولعدة أعتبارات نستعرضها لاحقا ، ان تدعو واشنطون الرئيس البشير لمقابلة اوباما أسوة بالرؤساء والزعماء العرب والمسلمين المذكورين أعلاه . ولكن وبحسب الدستور الأمريكي ، محرم علي اوباما ورجاله المتنفذين مقابلة أي شخص متهم من قبل محكمة الجنايات الدولية ، خصوصا اذا صدر أمر قبض ضده من هذه المحكمة . أعتبرت واشنطون أن الدكتور نافع علي نافع هو الرجل الثاني في الحكومة العميقة مباشرة بعد الرئيس البشير ، والذي يحوز علي ثقة الرئيس البشير المطلقة ، وكذلك علي ثقة كبار العساكر المتنفذين في الحكومة العميقة . دشنت المنظمة الأمريكية Act for Sudan في واشنطون حملة مكثفة للضغط علي أدارة اوباما لألغاء زيارة الدكتور نافع ؛ ونشرت المنظمة لافتات مكتوب عليها ( نافع علي نافع ليس مرحب به في أمريكا . ( ولكن من المستبعد ان تستجيب ادارة اوباما لضغوط المنظمة ، وغالبا ما تتم الزيارة كما مخطط لها خلال شهر مايو 2013 . في سياق أخر ، فأن العلاقة بين الرئيس البشير ونائبه الأول الاستاذ علي عثمان محمد طه مضطربة شيئا ، بعد أن خير الاستاذ علي الرئيس البشير بين بقاء الفريق عبدالرحيم محمد حسين وزيرا للدفاع أو بقائه هو نائبا اول ، لفشل الفريق عبدالرحيم في دحر غزوة ام روابة ، ضمن أسباب أخري متعددة . في المحصلة ، سوف يزور الدكتور نافع واشنطون خلال شهر مايو الحالي بصفته الرجل الثاني في الحكومة العميقة والمحرك لكل قطع الشطرنج السياسي السوداني . دعنا نستعرض في هذه الحلقة وحلقات تالية ، الملفات الستة التي سوف يتم فتحها ومناقشتها مع الدكتور نافع في واشنطون ، ومحاولة أقناع الدكتور نافع بتبني الموقف الأمريكي في كل ملف منها . للأسف سوف لن تفتح واشنطون مع الدكتور نافع ملف المعارضة المدنية والتحول السلمي والديمقراطي للسلطة في السودان . حسب الأستراتيجية الأمريكية في السودان المعتمدة من أدارة اوباما ( الثاني ) خلال الفترة 2013 – 2016، فان أدارة أوباما سوف تستمر في دعم حكومتي الرئيس البشير ( العميقة والظاهرة ) ، وتواصل في دعم الرئيس البشير شخصيا علي رأسيهما ولفترة رئاسية اخري حتي عام 2020 ؛ وترفض واشنطون الاطاحة ( الخشنة ) بحكومتي الرئيس البشير ، ولن تقبل حتي بالتغيير ( الناعم ) لهما ! نقطة علي السطر ! قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ! دعنا نستعرض في هذه الحلقة الأولي الملف الاول ( العلاقة مع دولة جنوب السودان ) الذي سوف تفتحه واشنطون مع الدكتور نافع ، ونرجي أستعراض الملفات الخمسة المتبقية الي حلقات قادمة . سوف تحمل واشنطون عصا ضخمة وراء ظهرها تتعمد أظهارها ، خلسة وعلي استحياء ومن أن لأخر ؛ وتضع علي الطاولة عدة جزرات ومنقات وموزات يسيل لها لعاب الدكتور نافع . العصا لمن عصي ؛ والجزرات لمن قال ( سمعنا واطعنا ) ! 2- الملف الأول ... العلاقة مع دولة الجنوب . + بمباركة أمريكية ، وفي يوم الثلاثاء 12 مارس 2013 ، اتفقت دولتا السودان على خارطة طريق ( مصفوفة ) بسقوف زمنية ، وبمراقبة اقليمية ودولية ، لتفعيل بروتوكولات أديس أبابا التسعة ، التي وقع عليها الرئيسان البشير وسلفاكير ( الخميس 27 سبتمبر 2012 ) ، والتي ظلت حبرا على ورق طيلة ال 166 يوما السابقة لتوقيعها . كرست زيارة الرئيس البشير الي جوبا ( الجمعة 12 أبريل 2013 ) الاجواء التصالحية التي سادت بين دولتي السودان بعد التوقيع علي خريطة طريق ( مصفوفة ) أديس أبابا . أنتهت أجتماعات اللجنة الأمنية العسكرية السياسية المشتركة ( اديس ابابا - الجمعة 26 ابريل 2013 ) بالموافقةعلي فتح المعابر بين دولتي السودان ، وأقامة المنطقة الحدودية منزوعة السلاح بين الدولتين ، وعدم دعم الدولتين للمتمردين من الدولة الاخري . علاقة حميمية فيها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، و فيها لهم من كل الثمرات ! + في هذا السياق ، سوف تذكر واشنطون الدكتور نافع بأنها أبلغتهم في مارس 2013 بوجود حشود من قوات الجبهة الثورية السودانية ، حول منطقة هجليج ، وأن هدف هذه الحشود كان الهجوم على هجليج . وقد تم تجميد الهجوم بعد مكالمة هاتفية أجراها ، حسب طلب واشنطون ، الرئيس البشير مع الرئيس سلفاكير . + سوف تعلل واشنطون موقفها من عدم تحذير الخرطوم بهجوم قوات الجبهة الثورية السودانية علي اب كرشولا وام روابة ( السبت 27 أبريل 2013 ) ، بأنها أفترضت بان الخرطوم كانت علي علم مسبق بالهجوم الذي كان حديث المنتديات حول ستات الشاي في الأبيض والرهد وام روابة قبل ايام من وقوعه . ثم أن أم روابة ليست منطقة متنازع عليها بين دولتي السودان ، كما الحال في هجليج ؟ في هذا السياق ، سوف تسأل واشنطون دكتور نافع : محمود يريد أن يعرف أين تذهب اكثر من 70% من ميزانية دولة السودان المرصودة لاجهزة الأمن والأستخبارات ، والتي فشلت في تتبع قوات الجبهة الثورية ( 150 عربة عسكرية ... الكترابة ؟ ) من كاودا في داخل جبال النوبة ، مرورا بأب كرشولا شمال ولاية جنوب كردفان ، وعدة قري في ولاية شمال كردفان ، حتي دخولها أم روابة ( علي بعد أكثر من 500 كيلومتر من كاودا ) دون أن يعرف بمقدمها الميمون جهاز المخابرات والامن الوطني . هل نعزي السبب لان ( الواطة كانت ضلمة ) كما في هجمات أسرائيل في شرق السودان ؟ أم فقط أن العريس عبدالعزيز الحلو ( جاب قون ) في العروسة ؟ + سوف تحاول واشنطون أن تشرح للدكتور نافع بان هجوم قوات تحالف كاودا الثوري علي ام روابة ( السبت 27 أبريل 2013 ) ما هو الا ( فرفرة ديك مذبوح ) ؛ والقصد من الهجوم الأنتحاري هو توكيد أن قوات التحالف قادرة علي المقاومة بل الهجوم ، بدون أي دعم من حكومة الجنوب . الأمر الذي يؤكد وقف دعم حكومة الجنوب لقوات تحالف كاودا الثوري ، وطردهم من دولة الجنوب الي يوغندة ودارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان . في هذا السياق ، قدرت واشنطون وشكرت الخرطوم علي توكيدها عدم ضلوع دولة الجنوب في غزوة ام روابة ! كما شكرت واشنطون الجامعة العربية علي أدانتها لغزوة ام روابة ، وأستغربت من عدم أدانة حزب المؤتمر الشعبي ( الوحيد من بين جميع الأحزاب السياسية الشمالية ) لغزوة ام روابة ؟ كما شكرت واشنطون الخرطوم أنها سمعت كلام واشنطون وقررت مواصلة الحوار مع الحركة الشعبية الشمالية في أديس ابابا خلال مايو 2013 رغم خوازيق أم روابة ؟ رغم أن غزوة ام روابة قد وقعت ساعات بعد أنهيار مفاوضات أديس أبابا بين الخرطوم والحركة ( الجمعة 26 أبريل 2013 ) ، فأن واشنطون قد أستبعدت ربط الغزوة برغبة الحركة تحسين كروتها التفاوضية في أديس ابابا خلال مايو 2013 . كانت الغزوة مخطط لها في حالة فشل او نجاح مفاوضات اديس ابابا ، وكان الهدف منها الوصول الي الخرطوم كما في مايو 2008 . وهي أول غزوة تقوم بها الحركة خارج ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان . + هنأت واشنطون دكتور نافع لان المظاهرات في ام روابة وقراها التي خرجت بعد تراجع قوات الجبهة الثورية لم تكن مظاهرات تأييد للجبهة ، بل علي العكس أستنكار لتقاعس الخرطوم عن حماية مواطني أم روابة ضد هجمات قوات الجبهة ضد المواطنين الأبرياء . هذه المظاهرات الشعبية الطوعية أدانة لغزوة ام روابة ، مما يؤكد فشل الجبهة في بلوغ أهدافها ونجاحها في بلوغ عكس مراميها تماما . + سوف تحذر واشنطون الدكتور نافع من تنفيذ قوات تحالف كاودا لهجمات نوعية على بعض المواقع الإستراتيجية في دولة السودان ( حسب تهديد القائد مني اركو مناوي يوم السبت 27 ابريل 2013 ) . الهدف من هذه الهجمات ( أضرب وفر ) هو إضعاف ثقة المواطن في حكومة الخرطوم ، بزرع البلبلة والخوف وعدم الأستقرار في قلوب المواطنين . + سوف تؤكد واشنطون للدكتور نافع الاية 14.6 في سفر يشوع بن سيراخ في العهد الجديد : ( الصديق الأمين معقل حصين ؛ ومن وجده فقد وجد كنزا ) ! وأن واشنطون سوف تكون كنزا للخرطوم ؟ لو سمعت الخرطوم الكلام ؟ + سوف تطمئن واشنطون الدكتور نافع بانها سوف تخبرهم مستقبلا ومسبقا باي تحركات مشبوهة ، حتي لو كانت من حمارة كلتوم ست اللبن ، وحتي لو كانت ( الواطة ضلمة ) ... بشرط أن ترجع الخرطوم الأسانسير ؟ + سوف تؤكد واشنطون للدكتور نافع أن الرئيس سلفاكير قد قلب الصفحة وعفا عما سلف ، وأنه بصدد بدء صفحة جديدة من التعاون والتنسيق بل التحالف مع حكومة الخرطوم . وحكاية ( هجليج مارس 2013 ) خير دليل علي توكيد حسن الثقة وأزالة الشك القاتل بين دولتي السودان . + كما سوف تذكر واشنطون الدكتور نافع بالعفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس سلفاكير لأكثر من 3 الف متمرد جنوبي رحلتهم حكومة الخرطوم برا الي الجنوب يوم الجمعة 26 أبريل 2013 ، ( حسب بنود المصفوفة المذكورة اعلاه ) مما يؤكد حسن نية الرئيس سلفاكير تجاه حكومة الخرطوم . + هناك مقولة في جوبا تدعي أن الدكتور رياك مشار هو ( زول ) الخرطوم وانه سوف يسعي لتطبيع العلاقات مع الخرطوم ، وبالتالي أنهاء الضائقة المعيشية التي يمر بها المواطنون الجنوبيون اذا فاز ضد الرئيس سلفاكير بالرئاسة في أنتخابات الحركة الشعبية المزمع عقدها خلال شهر مايو الحالي . في حركة أستباقية ولكي يزايد علي الدكتور رياك مشار في سعيه للتطبيع مع الخرطوم ، سلب الرئيس سلفاكير الدكتور رياك مشار من جميع ملفاته التنفيذية ، وتركه ( أباطو والنجم ) ! وكأن لسان حال الرئيس سلفاكير يفتخر قائلا : انا زول الخرطوم ؟ وانا ( وليس الدكتور رياك مشار ) الذي سوف يصدر النفط عبر الخرطوم ويقضي علي الضائقة المعيشية في الجنوب . في المحصلة ، سوف تقفل واشنطون هذا الملف بعد أن يؤكد لها الدكتور نافع بأنها ( بيضاء لبن ) مع حكومة الجنوب ، وأن حكومة الخرطوم سوف تنفذ ما يليها من برتوكولات أديس ابابا التسعة ( الخميس 27 سبتمبر 2012 ) ، حسب قرار مجلس الامن 2046 ( مايو 2011 ) ! نواصل أستعراض بقية الملفات .