· أحيانا نخرج عن المألوف، وبدلا من أن نكتب (كلام الناس) نجد انفسنا في حاجة إلى أن نكتب كلامنا يا (امانويل تعبان) عن مشاعرنا واحاسيسنا، ليس فقط لاننا نستمد المدد الذي نعلم يقينا أنه من الله عز وجل عبركم وانما لأننا في جميع الاحوال نحتاج للتنفس والفضفضة معكم. · اكتب اليوم اليكم لا لكي أقول وداعا، لأن حبال الوصل لن تنقطع بيني وبينكم وانما ستمتد بمشيئة الله وتوفيقه عبر محطة صحفية أخرى في بلاط صاحب الجلالة. · أعترف لكم بكل الصدق أنني "ولوف" ولا أحب التنقل ، لكنها سنة الله في خلقه الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، تنقلت اكثر من مرة "غصبا عني" من "الصحافة" التي أحس بأنني ولدت مهنيا بها وخرجت من مولدها "بدون حمص" ومن "الاسبوع" ومن "الخليج" الاماراتية "اباطي والنجم" ومن محطات صحفية محلية وعربية أخرى كنت اراسلها من الخرطوم ، إلى أن استقر بي المقام في "السوداني" التي كنت اكتب فيها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي قبل أن انتقل للعمل بها عقب اعادة صدورها عام 2006م. · اسمحوا لي أن أحيي مؤسسها رئيس مجلس ادارتها ورئيس تحريرها السابق صديقي الصحفي الكوكب محجوب عروة وطاقم إدارتها وأسرة تحريرها الذين تفرقت بهم سبل العمل الصحفي. · التحية موصولة لرئيس مجلس ادارة الصحيفة الحالي جمال الوالي ورئيس تحريرها الصحفي الشاب المبدع ضياء الدين بلال وطاقم إدارتها الحالي وأسرة تحريرها من أبنائي وبناتي الذين مازالوا يقبضون على جمر الصحافة في أصعب الظروف. · كما ذكرت لكم أنني لا اقول وداعا ولكن لإيماني أن الصحافة ليست مهنة تقليدية قصدت أن اخبركم بهذه الطريقة غير التقليدية أنني في طريقى بمشيئة الله وعونه للانتقال الى محطة صحفية جديدة. · أسأل الله أن يعينني على مواصلة مسيرتي الصحفية عبرها، رغم علمي بالظروف الصعبة التي تعمل فيها الصحافة السودانية اقتصاديا ومهنيا وسط تحديات أصعب تواجهها وتواجه البلاد عامة، وهذا أدعى لأن نتحمل مسؤوليتنا قدر ما نستطيع تجاهكم وتجاه الوطن. · اسأل الله عز وجل أن يعينني على غرس "فسيلة" الصحافة فيما تبقى لي من أيام في هذه الدنيا الفانية بكم واليكم ومنكم وعبركم .. فإلى اللقاء بمشيئة الله. /