بقلم بدوي تاجو المحامي أن اعلان الاستاذ فاروق أبو عيسى تدشين العمل الجماهيري لخطة مائة يوم لتحالف المعارضة لاسقاط النظام ,يضع كافة القوى الحية من أبناء شعبنا أمام التزاماته الوطنية للوقوف و التنادي جميعاّ لانجاز هذا العمل الوطني الديمقراطي النبيل. أنه المحك للبقاء و الأستمرار لهزيمة قوى الموت و الحرب والدمار و على ذات السياق أتت\ وتواترت تصريحات كافة قوى المعارضة الحزبية من قوى الاجماع الوطني, الاستاذ كمال عمر\ عن الشعبي –اقتربنا من اسقاط النظام- و بتوكيد الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.جسن الترابي في الدوحة بتصريحه "بانهم اشد الناس حرصا على التحول الديمقراطي و اسقاط النظام لانه منسوب تاريخيا الى الأسلام, و لا نريد أن يتمثل الاسلام بنظام فاسد و شديد الفساد و جبروتي" و على ذات المنحى –السيد الصادق المهدي في مؤتمر حزب الامة القومي بمركز الحزب بتاريخ ىونيو2013,بعنوان "خريطة الطريق نحو مستقبل الوطن,حيث افاد و بوضوح "بأن الانتفاضة الاعتصامية المتفق عليها قوميا, أو المائدة المستديرة المنشودة لنظام جديد هما الاساسان الاّمنان لقيام نظام جديد يحقق السلام العادل و الشامل و التحول الديمقراطي الكامل", و على هذا الاصطفاف بأختلاف حواشيه و أضافاته و درجاته لدى مختلف القوى السياسية الاخرى,فقد جاء الاتفاق متوحدا و مجمعا, على أسقاط نظام الفساد و الاستبداد و الشمول لدى كافة القوى السياسية الأخرى ,الحزب الشيوعي ,حزب البعث,الناصريون,الاتحاديون, الخ و جبهات العمل الوطني الجبهه الوطنىه العريضه , الثوريه-وجبهات العمل الوطنى - و منظمات المجتمع المدني. وكون وجود خلافات بين قوى الأجماع الوطني – المعارضة عموما على طرائق و وسائل اسقاط النظام – الانتفاضة "أو المائدة المستديرة", أو النضال المسلح (الجبهة الثورية), أو الانتفاضة المحمية فهذه أمور بديهية,غير أن الاختلاف في الوسائل لا يجعل بالضرورة عدم الأتفاق على الخط الجوهري و الاستراتيجى . و حتى دعوة حزب الأمة بموجب تصريجه"ودعواه لمشروع ميثاق و هيكلة و مسمى أكثر احاطة بالموقف الفكري و السياسي"لا تقدح في أن شكل "الأجماع" الحالي هو الوعاء و الماعون المطروح في الوقت الحالي. كما وأنه أيضا ليس تميمة, أو ضربة لازب لا فكاك منه, أن أقتضت ضرورات التغير و الواقع الوطني أجراء أي تعديلات عليه و هذا يتم في داخل أطار هذا الوعاء ,بالنقاش الدؤوب و الحوار الراشد, و الاحترام المتبادل المترقى الى أنجاز و تحقيق الهدف الوطني النبيل, في ازالة حكم الشمولية و الأستبداد و الفساد,و أقامة الدولة الوطنية الديمقراطية القائمة على سند العدل و حكم القانون (2) الظرف التاريخي ناضج تماما لمراكمة جهود كافة القوى السياسية و قوانا الوطنية الحية لانجاز مهام التحول الديمقراطي . _ أن التردد و أرجاء عمل اليوم للغد, أو أبداء المسوغات غير الراشدة, و الجدل العقيم , في أي الاولويات , أمر يضر بولادة التغيير _ لنوحد قوانا بشفافية و صدق فشعبنا ينتظر الخلاص,ووطننا يحتاج للتقدم و الخروج من اليباس و العقم (3) نورد مقال تم نشره في سنوات سالفة عصيبة للعبرة و أعادة النظر التجمع:بين طينة البؤس,و بذرة الخلاص بقلم بدوي تاجو المحامي لا جدل و لا جدال في أن صيغة التجمع الوطنى الديمقراطى هى الصيغه المتاحة و المثلى اّنئذ, لجمع أقوام السودان و قواه, سياسة وثقافة و تنوعا و قدر ما هي مبني تاريخيا نتاج تجاريب "الأزمة"و "الفشل"و "الأستبداد الديني"و "الاستعلاء العرقي",فهي أداة للتحرير و النهضة,الوحدة الوطنية و البناء القومي , وعليه فمواثيق التجمع وسنامها مقرارات مؤتمر أسمرا للقضايا للقضايا المصيرية 1995 هي "البلورة الفعلية"و"الوثيقة الأساسية"لهذا المبادئ المجمع عليها على أطار الفقه النظري,السياسي و الدستوري. و ما أتت هذه التوطئة ألا مدخلا ٍلتوطين الرأي بأن التجارب السابقة في الأضراب السياسي,جبهة الهيئات أكتوبر 1964,و الانتفاضة الشعبية ابريل 1985, ومع عظم مواثيقها و أهدافها,لم يهيئ لها المناخ التاريخي للتأطير و البرمجة و التجدير المسبق حتى يتسنى أعمالها كمشروع قومي و طني واضح الرؤيا,محدد المعالم للانقاذ و الأنجاز.فقد تاه مشروع البناء الوطني و التحرر القومي في عتمة الشقاق العليل,و مماحكة الخواء و الادهى أن أنساق هذا المشروع و تسربلته ثرائيات "الوهابية السودانية القديمة",معمقة الاستباق و الرهان على دستور ثيوغراطي خاسر –الحاكمية اولاّ,أو الدستور الأسلامي لاحقا,و المشروع الحضاري كأعلى عليين,ملهبة الحس الشعبوي و الديني في بلد تناوشه الأمية و الهشاشة من كل حدب و صوب,مؤطرة لعصبة "الشوفنية الدينية" كنقيض مخاصم لولاء "المواطنية المدنية"وصل نجريبها الفاشل قوانين سبتمبر 1983 الغبراء,و سنامها العاطل دستور 1998 الابراهيمي, الذي "دونه الأرواح"كما ذهب رئيس الجمهورية, و الذي أوصل الوطن بحق وحقيقة دركه اسفل السافلين ترديا و تخلفاو بدائية و غوغائية ,دمارا و تدميرا فسادا وأفسادا, فصار البلد أرض ت.س ألبوت ,"الأرض و الحرب"! أن ظروف حاضر اليوم تختزن تلك التجارب,سلبياتها و أيجابياتها,و تراكم من معارفها, و تعمق من توجهاتها بغرض الخروج من سلطان العسف و الشمول لبناء دولة التعدد و السيادة القومية, سيما أن تميز وعبره هذه الحقية أن مواثيقها من الوحهة النظرية لم تعد أهداف عامة,و مفاهيم نظرية متفق عليها و حسب, بل أزكتها "التجربة المره"نضوجا وأصرارا على "الكليات الوطنية"بأن امتد و أنداح الأداء للتقدم في اشتراعها قوانين مقترحة سندا للتحول الديمقراطي القادم, و قد بزغت "السجادة الصوفية"ناراّو نوراّ في حلكة العتمة, تجاوبها روح "الجسارة و الأقدام", فراقا غير وامق (1) الوفاق والفراق – الصادق المهدى -, و على الأكمه تبدل النفس رخيصة لمنازلة "الوحش الهمجي", أما بالداخل فملاحم المدائن و البوادي تخبر عن سقيا الفولاذ و الصمود. أن التجربة المرة, تجربة الفجيعة فتحت الاعين و الأفئدة للتلاحم و التجمع, و الاتفاق و التواثق على أعمار الوطن, وقد علم بنوه في هذه الظروف الصعبة كيف تبنى الأوطان, و كيف يدمر الانسان. أن الاتفاق و الوحدة و التماسك على تعزيز "المشروع الوطني الديمقراطي" هي الخطوات الابتدائية لبشارة الخصب و الأعمار و قلع طينة البؤس و الأفقار. شريعة الاختلاف و الشقاق القديم أن الاتفاق الاجماعي على "الكليات الوطنية"البرنامج و الأهداف لا يلغي شرعية الاختلاف في الوسائط و الطرق المفضية لتحقيقه و كل ذلك يمكن تحققه وفق أدراج الفعل السياسي و استصحابه للعملية الديمقراطية في اداة الحوار عليه,و بسط منبره, والتفاكر حوله بل و التباين حوله لنهو كل هذا بعد بلورته ألى فعل سياسي مبني على المصداقية و الحقيقة, والشفافية و المعرفة,و في ظل هذا الحراك الفاعل تتجذر المفاهيم و المواقف و الاستنارة لتصب كلها في مواعين النهضة و الدينامية و البناء الوطني المخلص,لا غرابة أن يتداعى نفر نقداّ, هادما لكل ما تم أنجازه, مشككا في كل ما تم تحقيقه,و هو نظر كليل , تروقه الفجيعة ,و يهرول لها, لسبب ذاتي كان, أو مبيت و هو أرجحه , و يفرحه البؤس و اليباس بل يقدحه التشتت و الشتات , يؤجج لها و ينضد شروخها ,و ما نحن بهذا معنيين,ألا بقدر استكناه مقصوده, وكشف معدنه و اقشال تبريره و رغائبه.و هنالك من تفردوا بالمبادأة و المبادره, و بحسن طوية فيما نحسب و في غياب التعبئة الحامعة,و التيقن القطعي, يودي النتاج للنزاع و الصراع,ونحن لدواعي الوحدة و الائتلاف أرغب, حتى لا تثار أطروحات أن الخطوات المتخذة "أتت فوق رؤوسنا"و يأت الرد مجاراة مجانفة "ما العمل مع الأخشاب الناشفة"!و ندري تماما ترابط و اتساق الفعلين ,نجاعة أيجابياتهما و جدليتها في هذا الظرف العصيب, للوصول لخطوات صادقة راشدة. أن مكوث دولة الشمول الديني لهذا الزمان الرزي,لم يات محض قدر أو ايحاء سحر,أنما استفاد من مكنون تجارب الشقاق القديم بين القوى الوطنية,مستلهما "فقه الولاء الحركي" "للمولاة الدينية"نصرة وأخوة و بيعة "للجماعة الأسلامية", ومستغلة بل مؤججة لفكرة "المؤامرة"على المشروع الحضاري رفدا للتماسك و الوحدة و العلو في الأرض بين أتباعها أقرانها و مواليها, في "أن الاحزاب أعدت لكم",لكن قيض الله لهذه الموالاة بكل حمية انحيازها الشوفيني و الحزبي في تخليق الطواغيت و العظام من التوابيت و الفطام, وبكل تمايزها وأقصائها القسري للاّخر, قد أصابها الاّن العجز و الوهن, الترهل و التحلل, لحملها "بؤس"فلسفتها في أحشائها ......أن استسراع النضال الوطني و حشد قواه الفاعلة و القاعدة و ادراجها في قلب المعركة هي الدروب السالكة المفضية للانتقال الوطني الديمقراطي...... ديناميات على دروب التحول: شهدت الاشهر القليلة السابقة خطوات متلاحقات و و مؤتمرات متتابعات,و توسيع مكاتب علي أصعدة غالبية قوى أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي و لا أخال ألا أنها جميعها خطوات جادة على دروب فاعلية الأداء وتطويره لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة كان أو تجويد الأداء ليظل الغصن أخضر,و المستشرق لتواتر هذا البناء و تطويره و الرقي به,لا تخونه الذاكرة- في أنه بناء مستمر لا يأتي و ليد اللحظة و الفجأة, أو التداعيات العجلى للرغبات الذاتية أن أحد معالم هذا العماد و التطوير ندوة الديمقراطية المنعقدة بالقاهرة 93 تحت أعداد مركز الدراسات السودانية الجامعة لكافة القوى السياسية اّنذاك حيث توثق عمل مبدع كان فتحا طيبا لما تلته من أيام, أثراء للتجربة السياسية, و نقض الركام عن مكامن الضعف, و استجلاء اّليات الأقلاع و التحول. و على ذات الوتائر فقد تداعت و تنادت المنابر رفدا و حمية على ذات السياق دفعا للتجمع الوطني الديمقراطي بأن طاقات أبناء الوطن في الشتات طاقات كامنة,حية و ثرية و كلها رهن الأشارة و البشارة,للنداء و الفداء و أن اللغة الخشنة المنتقاة ما ينبغي تفسيرها ألا بالحدب الجاد الوطني, وتفجير الطاقات في العجز ليصبح مسك ختامها رفدا لنسق التحول الديمقراطي. أن بروز المراكز البحثية و الثقافية و قرينها منظمات المجنمع المدني و حقوق الأنسان كلها ديناميات مساعدة ينبغي أدراجها كاالاّليات و أذرع,السماع منها ,و التواصل معها أن أقدمت أو أقعدت, فهي بذور الأخصاب و الخلاص للمجتمع القادم,خاصة لو قرأنا فيها التحديات الجسام و المزمنة المدلهمة بالوطن الواسع الشاسع. و الأقضية و الأشكالات العصية الشائكة تنتظر الحلول و العلاج أن ساحات الجلاد و الكفاح في هذا الوطن الفسيح الفيدرالي أو الكنفدرالي أو وفقما سيكون, أرحب من أن يملأها بنوه! نشرت بجريدة الخرطوم بتاريخ 23\2\2000 بالقاهرة