إني إسترقت السمع مرغما متيقن أن ذاك الصوت صوتها نغم ولا كأنغام زرياب بل أروع من سمفونيات بيتهوفن يضفي علي إيقاع المدينة سحرا ثم طلت مثل سحابة خجلي مشرقة وجهها يضيء عتمة السنوات تصدعا غارت المرءاة وإذا بنا نلملم بقايا دهشتنا في قلوب خشبية نخرتها الأنا والهم وحمي الذات نذعن طوعا قبيل أن تؤمي سبابتها إلي أيما شيئ نأتيها به طواعية من قمة الصخر من لجة البحر أو من فراغنا الممل نتلهف للمخارج نترقب ما ينساب من كلمات يطربنا حرف مسكون وكأنها تخشي الحسرة فلا تبسطها كل البسط وإن هي تناست تتموج ذبذبات لثغتها كما النسمات تداعب الأفئدة والعيون.