بسم الله الرحمن الرحيم هيئة شئون الأنصار مهرجان شعبان عرس السودان خطاب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي الفرقان الوطني: شعبان، وربع قرن 29/6/2013م الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أخواني وأخواتي ، أبنائي وبناتي، السلام عليكم ورحمة الله عندي لكم إن شاء الله كلام مهم في أمر الدين والوطن، فأرجو تعطيل كل الحواس إلا النظر والسمع، لكي نخرج إن شاء الله ببصيرة مما نحن فيه. سأبدأ ب12 نداء: 1. نداء للأنصار: البقعة الجديدة، وأبا الجديدة، والوثبة الجديدة ضد الفتنة التي تقوم في الأمة. عندنا ضرورة الالتفاف حول البقعة الجديدة وحول أبا الجديدة وحول مشروع توحيد أهل القبلة. 2. نداء لجماهير حزب الأمة: وهو الاستعداد منذ هذه اللحظة لمشروع العمل لإقامة نظام جديد، واستحقاقات العمل، ووسائل تحقيق هذا النظام الجديد. 3. للمؤتمر الوطني: صحيح أنت لم تهزم بضربة قاضية، ولكن مفردات الهزيمة بالنقط كانت عليك كبيرة، والعاقل من يستبق المحتوم، فاستجيبوا لنداء الوطن، واعلموا: رأيت السيف قد ملك الشعوب ولم أر أنه ملك القلوب وأي حكومة بالسيف تقضي فإن وراءها يوما عصيبا 4. ونداء للجبهة الثورية: نعم عندكم مطالب مشروعة في إزالة مظالم جهوية وفي سودان عريض يسع الجميع، واعلموا أن محاولة إسقاط النظام بالقوة إما فشلت أو نجحت، فإن فشلت فسوف تعطي النظام مبرر بقاء، وإن نجحت فسوف تواجهون استقطاباً جديداً يعمم الحرب الأهلية. لذلك نوجه لكم نداء التحالف من أجل حل سياسي قومي ديمقراطي وسائل تحقيقه القوة الناعمة. 5. نداء لدولتي السودان: نحن نرحب بزيارة د. رياك مشار، ونطالب باتفاق بين الدولتين يمنع الحرب، ويدعم السلام والتعاون، ويحقق عدم التدخل في شئون الجار الداخلية، ويدعم حسن الجوار. فتغيير الأوضاع في الدولتين مهمة شعبيهما. 6. نداء للزملاء في قوى الإجماع: نقول لهم هنالك اختلافات بين بعض فصائل المعارضة، ولنا ولغيرنا اجتهادات، ويهمنا تجاوزها، وقد اتفقنا على تنظيم ورشة لتقييم الأداء ودراسة المبادرات لإصلاح العمل وضبطه، وندعوكم لتنظيم هذه الورشة فوراً فنرجو أن نتفق عليها وسيلة لجمع الصف. 7. نداء لشعبنا العظيم: يا أهلنا إن محاولة إطاحة النظام بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية. الخياران الوحيدان المؤتمنان هما: انتفاضة مدنية قومية، أو المائدة المستديرة من أجل نظام جديد إن حققناه وفرنا القدوة للآخرين، فكل البلدان الآن تنتظر القدوة الصالحة لتقتدي بها. 8. يا أهلنا في سودان المهجر: أنتم جماعة ذات وزن كبير حجماً وكفاءة، وقد أهملتكم الإحصاءات القومية، ولكن دوركم في إقامة النظام الجديد كبير فلبوا نداء الوطن، ووقعوا تذكرة التحرير فإن لكم من التأهيل والاتصالات ما سيكون له وزن كبير في بناء الوطن. 9. نداء لأهلنا في مصر: الاستقطاب الحاد الحالي خطر على مكاسب الثورة وعلى الديمقراطية، ومن حسن الطالع أن القوات المسلحة متماسكة ومستعدة لدور الحَكَم لا الحُكْم، كذلك الأزهر الشريف. المليونيات تدل على الأزمة، ولكنها لا توفر آلية لحسم الاختلافات. لقد حاولنا ثلاث مرات أن نحقق اتفاقاً وفاقياً، دون جدوى، إن أمر مصر يهمنا ويهم العرب والمسلمين وأفريقيا، فتجاوزوا المواقف الحادة والخندقة الحزبية، واتفقوا على آلية مشتركة لمراجعة الدستور، وآلية مشتركة للحكم الانتقالي، واحتكام للشعب عبر الانتخابات. هذا نهج ممكن ونرجو أن تتجاوب معه كافة الأطراف لا سيما أبناؤنا وبناتنا في حركة "تمرد" وأن تباركه القوات المسلحة والأزهر الشريف. 10. نداء للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني: لم يكن انتخابك انتخاباً عادياً، بل استفتاء عبّر فيه الشعب الإيراني عن رغبته في التجديد والاعتدال. لقد كنت أنت صوت التجديد والاعتدال، فنرجو أن يؤدي ذلك لمصالحات إيرانية داخلية، ولمصالحات بين إيران وجيرانها. 11. نداء لسوريا الشقيقة: بعد عامين من اندلاع الثورة الشعبية وموت مائة ألف مواطن ومواطنة، وتشريد داخلي وخارجي لأربعة مليون؛ اكتسب النزاع طابعاً طائفياً وتحالفات خارجية ما وسعه وجعل حسمه أكثر صعوبة. ومع ذلك فإن ما حدث يجرد النظام الحاكم من الشرعية، ولكنه لا يجرده من الوجود، فأقدموا على حل يقيم نظاماً جديداً غير إقصائي لمكونات الشعب السوري. 12. نداء لأمير قطر، ورجاء للأمير الجديد: لقد دخل الأمير المتنازل طوعاً الشيخ حمد التاريخ بأوسع أبوابه، ففي عهده صارت قطر قصة نجاح وفلاح، ساهمت في القضايا العربية، والإسلامية، والأفريقية، والدولية، وساهمت في المصالحات على نطاق واسع، ونهجت نهجاً إعلامياً جديداً ومفيداً في المنطقة، وانحازت للتطلعات الشعبية المشروعة، هكذا أثبت عهده أن الأصغر يمكن أن يكون الأجدى، وانطلاقاً من هذا الرصيد يمكن للأمير تميم أن يواصل على سنة: إذا انت لم تحم القديم بحادث من المجد لم ينفعك ما كان من قبل هنالك أيها الحبيب الأمير أربعة ملفات نرجو أن تهتم بها إنجازاً: · السعي لتحقيق صندوق تنمية عربي عادل لتنمية البلدان العربية بصورة - مارشال- أوسع وأجدى. · احتواء الفتنة الطائفية لا سيما السنية/ الشيعية التي توشك أن تحرق المنطقة. · التعاون العربي الأفريقي في كل جوانبه لا سيما حوض النيل. · أساس ذكي وعادل للتعامل الإسلامي/ العربي/ الغربي. أختم هذه النداءات بدعاء للزعيم نيلسون مانديلا بالشفاء فقد كان للخطة التي وضعها هو والسيد ديكلارك دوراً تاريخياً عظيماً في الانتقال بالتراضي الحميد من الحرب للسلام، ومن الاستبداد للديمقراطية، ومن الفصل العنصري للمساواة في المواطنة، ومن الإفلات من المساءلة إلى المساءلة الناعمة، فوضع أساساً لعبرة لمن يعتبر. وبعد هذه النداءات الإثني عشر، أقول: إن الأنصارية ليست راكدة، وليست باقية على ما هي عليه باستمرار، إنما تخضع لسنة وتوجيه (لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال). ونحن استطعنا أن نحقق بالنسبة لهيئة شئون الأنصار. يتحدثون عن الثورة، الثورة الحقيقية هي هذه التي تحرك جسماً اجتماعياً كبيراً، تجعل مجلس الحل والعقد مجلساُ يمثل الجهات المختلفة والتخصصات، وتجعل الجهاز التنفيذي يقوده شباب متخصصون نستطيع أن نباهي بهم في كل المجالات قدرة وحماسة وتأهيلاً. هذا هو الجديد في أمر الأنصارية ودورها ليس فقط في الأمر الداخلي، ولكن كذلك في قيادة خط دولي يعمل على توحيد أهل القبلة على أساس الأجندة الوسطية. أما حزب الأمة، فالمتجدد فيه أننا نريد موقفا محددا هدفه الأساسي التطلع لإزالة سوء الحال الذي تواجهه البلاد لكي نحقق النظام الجديد. اسمعوا يا أبنائي فقد جئتم لتستمعوا لا لتسمعوا. أقول لجماعة "الإنقاذ" لقد وجدتم السودان واحداً، الآن انفصل الجنوب وصارت فيه ست جبهات قتال. وجدتم الاقتصاد معافىً، والآن الاقتصاد في حالة ترد لا يسمح للناس بالمعيشة، ووجدتم السودان حر الإرادة ليست ضده قرارات دولية ولكن صدر ضدكم 47 قرار من مجلس الأمن وصار بالسودان (30) ألف جندي أجنبي، وحتى الملف الإسلامي اتخذتم فيه مواقف خاطئة حتى صار الأمر الآن سودانيون يكفرون الآخرين ويقولون إما أجندتنا أو نقتل جهاداً، وآخرون يقولون بأجندة علمانية؛ هذا جعل الأمر في السودان أمر فتنة قادمة. نعم الديمقراطية في السودان عانت، ولكن "درب الفيل غطى درب الجمل"، ونقول: عتبت على سلمٍ فلما هجرته وجرّبت أقواماً بكيت على سلمِ إذن بعد ربع قرن من الإخفاق حان موعد الرحيل. ونقول لهم: وصفتك باللي فيك ما جبته من عندي! فيما يلي أفصّل الحيثيات وأوصاف البدائل. أولا: ما الذي يؤهلنا لنقول هذا الكلام؟ لدينا أربع شرعيات لا يمكن أن يجادل فيها أحد: - الشرعية التاريخية إذ نمثل امتداداً للاستقلال الأول والثاني والقوى التي حققته. - الشرعية الشعبية فأي انتخابات حرة أجريت في السودان كنا الرقم الانتخابي الأول. - الشرعية الفكرية فكل المبادرات التي أدت إلى ميثاق أكتوبر في الانتفاضة وميثاق رجب/ أبريل في الانتفاضة وحتى الآن كل الوثائق الوطنية لنا فيها مبادرة هامة. - الشرعية الدولية فالقوى السياسية في الغالب تعمل داخلياً، ونحن لدينا حضور إقليمي إسلامي، عربي، أفريقي ودولي. هذا هو الذي يبرر اتخاذنا موقفاً واضحاً من منطلق هذه الشرعيات. ثانياً: فشل المشروع الحضاري: التمكين مزّق الجسم الإسلامي، ومزق الجسم الوطني، والناس صوتت ضده بالهجرة إلى خارج السودان، أو بالانضمام إلى حملة السلاح، أو بالأيقونة الحواتية، أو بالهروب من الواقع عن طريق المخدرات، هذا هو الذي حدث ويدل على هذه الإدانة للمشروع الحضاري الفاشل. ثالثاُ: القوات المسلحة: من مساوئ التمكين تردي الأداء المدني والعسكري. سلطوا على القوات المسلحة هذا التمكين فأضاعوا كثيرا من العناصر المكونة لها، عانت نزيفاً في الكفاءات، ونحن الآن نشهد فيها وندعم صحوة قومية تتطلع لقوميتها. نحن ندعم هذه الصحوة القومية في القوات المسلحة ونطالبها بستة استحقاقات لتحقيق الإصلاح المطلوب هي: · أن تكون قيادة القوات المسلحة مهنية وليست تحت أية سيطرة حزبية. · أن يرد اعتبار العسكريين المفصولين تعسفياً، فهؤلاء وسائر المفصولين تعسفياً في القضاء والخدمة المدنية يشكلون استثماراً بشرياً يحتاج الوطن لأصحابه. · فتح باب التجنيد لكل مكونات سكان السودان، فقد كان النظام يحرم جماعتنا وآخرين، والمطلوب الآن فتح الأبواب ليمارس المواطنون حقهم دون موانع التمكين الجائرة. التمكين معناه أن نميز ونقرب ذوينا، وأن نشرد الآخرين. · أن يكون الدخول للكلية الحربية وكافة المعاهد النظامية مفتوحاً للكافة حسب التأهيل لا المحسوبية. · أن يكون قانون القوات المسلحة وكافة قوانين القوات النظامية مجسداً قوميتها ومهنيتها بعيداً عن ظلامات التمكين، بل في إطار قوات قومية الانخراط في صفوفها واجب وطني. ونقول إنه، في إطار هذه الاستحقاقات، نحن ندعم التجنيد في القوات المسلحة كواجب وطني على أساس دعم قومية القوات المسلحة. ولتكملة القومية، لا بد من مراجعة الدفاع الشعبي ليتبع القوات المسلحة. ومراجعة الاحتياطي المركزي لتكون مهمته حفظ الأمن والاستقرار في دعم الشرطة. كما تراجع هيكلة جهاز الأمن بحيث تلحق قواته الضاربة بالقوات المسلحة، ويقوم بواجبه الأمني الاستخباراتي والمعلوماتي دون ذراع تنفيذي. الهدف الأساسي هو أن تحتكر القوة الضاربة للقوات المسلحة ذات القيادة القومية والتكوين الجامع لسكان السودان. الخلاصة هي أن قومية القوات المسلحة هي جزء من المطلوب لتحقيق قومية الدولة، وأنه ينبغي أن تتحد البندقية القومية لتكون هي الحماية المطلوبة للسودان. رابعاً: النظام هو المسؤول: يتحمل النظام المسئولية عن كل ما حدث، نحن لا نقبل أن ما حدث له مؤامرات خارجية إنما كانت من أعماله: يا سادتي لم يدخل الأعداء من حدودنا لكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا العيوب هي التي أدخلت هذا التدخل الأجنبي. كل ما قالوا وفعلوا كان مثلما فعلت "البصيرة أم حمد" حينما أدخل الثور رأسه في "برمة"، فقطعت الرأس وكسرت البرمة. هذا النظام يتحمل المسؤولية عما حدث. ونقول للنظام إنك وقعت في خطأ وخطر ف(التدورو كله ، بالتمكين، تعدمه كله). خامساً: أجندات المستقبل: السؤال هو: ما هي أجندات المستقبل لتحقيق النظام القومي الديمقراطي؟ بالنسبة لأجندات المستقبل، نحن نتحدث الآن عن سياسات جديدة لا بد منها لكي تحقق نظاما جديدا. نظاما شاملا وليس عازلاً. هناك الآن خمس أجندات تتبارى في الساحة: - أجندة جبهة الدستور الإسلامي. هؤلاء لم يراعوا ولا رعوا أن هذا الكلام الذي يقفز على الواقع كانوا يقولونه في الستينات وفي السبعينات وفي الثمانيات من القرن العشرين، والنظام الحالي هو نتيجة لهذا التسرع غير المدروس، غير المراعي للواقع. هناك من يقول من هؤلاء: إما برنامجنا "جبهة الإسلام" أو "جبهة الدستور الإسلامي" أو نعلن الجهاد، مثلما كانوا يقولون: ثورة المصاحف، وثورة المساجد. فدفعوا بهذا إلى الحماقة التي أوصلت السودان إلى ما هو فيه الآن. - الجبهة الثورية: هؤلاء أولادنا وبناتنا، ولكن العمل بالأجندة الحربية يحقق عكس مقاصده، لذلك نقول لهم لا تستمعوا لنصائح من يريدونكم لأجنداتهم هم، يريدون بدمائكم أن يحققووا أجندتهم. فلا تستعدوا عليكم قوماً هم معكم إذا توافر شرطان. نحن معكم وبكم ونتحالف معكم إذا توافر شرطان، والشرطان هما: الرهان على حل سياسي، والآخر: الإبقاء على وحدة السودان. إذا توافر هذان الشرطان نحن يمكن أن ندخل في تحالف من أجل نظام جديد. قولوا بصوت واضح: نحن نتطلع لنظام جديد، سودان عريض، وقولوا نحتفظ بسلاحنا حتى الاتفاق السياسي، وقولوا نتحالف قومياً في إطار الحل الساسي والحقوق داخل الوطن الواحد، وستجدون أننا نتجاوب معكم في تحقيق هذه الأجندة الوطنية القومية. - أجندة الاجماع: نقول بالنسبة لزملائنا في الاجماع نحن قد اشترطنا النظر في كافة الأمور عبر ورشة والآن سننظم هذه الورشة لكي يتفق الجميع على خط مستقيم. - أجندة المؤتمر الوطني: نقول للأخ الرئيس اسمعوها وعوها. هنالك من يقول لك ليست هناك معارضة، وهناك من يقول لك من داخل صفوفكم ليست هناك معارضة، فلا تسمع. النظام حتى من داخله متعدد الأصوات المعارضة، وتشمل عناصر المعارضة الآن عناصر كانت من أكثر العناصر ولاءاً لنظامكم. لا تسمع كلام أحزاب الزينة فهؤلاء "تريلات" يريدون أن تجرهم لا أن يجرّونك، ولا تسمع لأحاديث مسيلمة. هل هناك من يمكن أن يقارن بين ولاء هؤلاء وبين ولاء صلاح قوش وولاء ود إبراهيم؟ صلاح قوش وود إبراهيم كانوا من أكثر الناس ولاء للنظام لماذا غيروا؟ هناك تغيير وهناك معارضة من داخل النظام. كذلك غازي صلاح الدين ومجموعة السائحون، هؤلاء جميعا كانوا من أنصار النظام وبذلوا في سبيله ما بذلوا، والآن يتحدثون بلغة أقرب للغتنا في المعارضة. خذ هذا في الحسبان. هؤلاء كانوا من أقوى المؤيدين فصاروا من أقوى المعارضين، لماذا؟ هناك معارضة قوية في داخل النظام لا تهملوها. كذلك خارج النظام المعارضة واسعة للغاية. - الأجندة الوطنية: نقول للمؤتمر الوطني، بيدك أن تدخل التاريخ إذا جمعت القوى السياسية وقلت لها إننا نقبل الآن أجندة وطنية، وهذه الأجندة الوطنية التي نقبلها نريد أن نختار رئيساً وفاقياً ليطبقها. هذا الرئيس الوفاقي يكون وفق أساس واضح للسودان الجديد، الذي يقوم على الحريات والسلام والاتفاق على الدستور والمصالحة بين الدولتين السودانيتين. سادساً: تذكرة التحرير: إننا نعلن اليوم بدء التوقيع على تذكرة التحرير، التي تقول: النظام الذي استولى على السلطة بالانقلاب المخادع، واستمر فيها بالتمكين الاقصائي أفقر الناس، وأهدر حقوق الإنسان، ومزق البلاد وأخضعها للتدويل فاستحق أن يطالب بالرحيل، ارحل. نحن نعمل لإقامة نظام جديد يحرر البلاد من الاستبداد والفساد ويحقق التحول الديمقراطي الكامل، والسلام العادل الشامل، وسيلتنا لتحقيق ذلك التعبئة والاعتصامات وكافة الأساليب المتاحة إلا العنف، وإلا الاستنصار بالأجنبي. نعاهد شعبنا على ما في تذكرة التحرير. ومن يومنا هذا نوقع على هذه التذكرة تذكرة التحرير بالملايين لتكون التعبير عن موقفنا. أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي أرجو أن تكونوا مدركين أننا أمام موقف حساس وخطير، إذا كان من الناس من لديه أجندات أخرى فليذهب إليها، أما من يريد الأجندة الوطنية والخلاص الوطني فهذا هو طريقنا، ومن أراد طريقاً آخر فليذهب إليه، نحن لا نمنعه ولكن نقول لا بد من الحكمة والقومية والوطنية في درب المستقبل. وأقول لكم دعونا لهذا الاجتماع لمخاطبتكم بهذه المعاني، وليبدأ تنفيذ أجندة التحرير. وهذا يعني أن ننفض من هذا الاجتماع بسلوك حضاري سياسي ملتزم، لا تسمحوا لأحد أن يندس فيخرب هذا الاجتماع العظيم، ولا تعاملوا بعضكم بأي نوع من العنف، ولكن قولوا لمن يريد خطاً آخر فليذهب لهذا الخط الآخر، ولكن لا ينبغي له أن يحاول جرنا إلى ما يذهب إليه من هلاك. لذلك نقول لا بد من الالتزام والانضباط. نحن نجتمع هنا لنسمع هذا الكلام ولنبدأ في تنفيذ الأجندة الوطنية للتحرير. يمكن أن يندس في الصفوف بعض المخربين يريدون أن يخربوا هذا الاجتماع يريدون أن يضروا بهذه الأجندة الوطنية، ويريدون أن يلحقوا بها الضرر ولكن هؤلاء يجب أن نعزلهم ونبعد عنهم ونقول هؤلاء في الحقيقة مخالب قط لقوى أجنبية تريد أن تضر بالوطن وبمسيرته وبوحدة أهله. هذا اللقاء لن يكون الأخير، سنعمل لقاءات إن شاء الله عبر حزب الأمة في كل أقاليم السودان لكي نعزز الأجندة الوطنية، ولكي نعزز التوقيع على تذكرة التحرير، وسنفعل هذا إن شاء الله. من أراد شيئا آخر ينبغي أن ينضم لما يريد سواء أراد أن ينضم لحزب آخر أو لجماعة أخرى، استودعناه الله "الباب يفوت جمل". ولكن الذين يدركون الوعي والمسئولية ويدركون أننا بالحكمة استطعنا أن نحافظ، مرات نشد ومرات نلين، لماذا؟ لكي نحافظ على هذا الكيان الذي هدف كل الطغاة لأن يمزقوه ويقلعوه من جذوره فانقلعوا هم وما انقلعنا، لذلك نحن نقول استطعنا أن نحقق هذا العمل بقوة الموقف وبحكمة الموقف وبقوة القيادة وبحكمة القيادة. وأقول لكم حزبنا حزب الأمة حزب له دستور ديمقراطي ومؤسسات، لا نسمح لأحد أن يحاول أن يختطف أجندته من الخارج، ولا نسمح لأحد مأجور أو مفتون أن يحاول أن يعرقل مسيرتنا، فمن أراد خطاً آخر فليذهب، وهو مسئول عن أعماله، ولكن نحن كقيادة منتخبة مسئولون ومحاسبون أمام المؤتمر العام، ولا يمكن أن نفرط في هذه الأمانة ولا في هذه المسئولية لأي طيشٍ مما قد يحدث. نحن نعتقد أن هناك بعض الافراد كانوا معنا واختاروا خطاً آخر، فيذهبوا إلى ذلك الخط الآخر، ولكن لا يحاسبونا بأخطائهم نحن يحاسبنا ضميرنا وشعبنا وربنا. هذه الحسابات الثلاثة هي التي بموجبها نسير، وسنحقق إن شاء الله هذه المسيرة بما فيها من حار وبارد، إلى أن نصل إلى بر السلام ونقوم بمهامنا إن شاء الله، وسوف تقوم في السودان إن شاء الله ديمقراطية دائمة وسلام شامل، ونقول للذين يتشككون ويتوهمون افعلوا ما تشاءون، ولكن العنقاء أكبر ان تصادا. نحن لا تصيدنا جماعة المؤتمر الوطني، ولا جماعة القوى السياسية الأخرى. هذا غير ممكن. من يريد أن يذهب معنا على أساس واضح وبين فمرحبا وأهلا وناقة ورحلا وجملا سبحلا، ومن لا يربد "ودعناه الله" يحاسبه شعبه يحاسبه ضميره ويحاسبه ربه بالموقف الذي يتخذه ولكن لا يحاول أن يجرنا إلى أجندات الهلاك التي لا مصلحة فيها للشعب. والسلام عليكم.