«الأولاد يسقطون في فخ العميد».. مصر تهزم جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر الشهيرة "ماما كوكي" تكشف عن اسم صديقتها "الجاسوسة" التي قامت بنقل أخبار منزلها لعدوها اللدود وتفتح النار عليها: (قبضوك في حضن رجل داخل الترام)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقد كتاب (نبوة محمد: التاريخ والصناعة) للدكتور محمد أحمد محمود (14)


محمد وقيع الله
من دون أن نستجيب لشرطه التعسفي العجيب الذي قضى بأن نقوم بإدانة مادة بعينها من مواد القانون الجنائي الإسلامي السوداني حتى يتنازل لمنازلتنا فكريا جاء المؤلف مضطرا كي يجادلنا.
وقد كان له الحق أن ييأس من أن نستجيب لطلبه هذا الغريب العجيب الذي ما رأينا له مثلا في المعارك الفكرية التي دارت في العصر القريب.
ولكنهاةعادة التقدميين اليساريين الفاسدين استبدت به وتمادت معه حتى أصدر شرطه هذا الرهيب.
وما كان لنا أن نستجيب لشرطه حتى لو وافق رأينا فلسنا ممن يستجيب لشروط الضغط والابتزاز.
لاسيما إن جاءت من ملحد رذيل غير نبيل.
التباكي الطفولي
وتشكى المؤلف من صحيفة (الانتباهة) لأنها نشرت مقالات في نقد كتابه بدعوى أنه لم يتح للقارئ السوداني أن يطلع على كتابه ابتداء ولا يمكنه الحصول عليه إن أراده.
وقال:" ماذا عن القراء العاديين في بلد مثل السودان مثلا - ماذا عن القراء الذين قرأوا ما كتبه عن الكتاب في صحيفة الانتباهة، هب أن قارئا من هؤلاء أراد قراءة الكتاب ليُكَوِّن رأيه المستقل عنه، كيف سيحصل هذا القاريء على الكتاب؟"
وما أدري ماذا كان واجب (الانتباهة) إزاء كتابه؛ أكان من واجبها أن تنشر فصولا منه، أم تستكتب مؤلفه ليقوم بعرضه والدفاع عنه على صفحاتها؟
ليس من العدل طبعا أن تكلف الآخرين بأن يبادروا بخدمة فكرك والدفاع عن رأيك والترويج له.
لاسيما إن كانوا يخالفونك الفكر والرأي.
وما أظن كتاب (الانتباهة) إلا كذلك.
وحتى لو رفضت (الانتباهة) نشر مقالات لك بادرت بإرسالها إليها فلها الحق في ذلك بموجب مبدأ الحرية نفسه، فهي حرة لكي تنشر ما تشاء نشره، وترفض نشر ما لا تشاء نشره مما يخالف عقيدتها ورسالتها المهنية.
فلن تقف (الانتباهة) محايدة فيما أعتقد إن تعرض كاتب لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالتحقير.
وليس من واجبها أن تنشر رأي كاتب مجدف طائش يجهر بإلحاده ويسيئ إلى ثوابت العباد في البلاد.
تماما كما لا يجب على أي صحيفة بريطانية محترمة أن تنشر تجديفات كاتب طائش يصادم ثوابت الإنجليز الثقافية السياسية بالمطالبة بإلغاء النظام الملكي البريطاني وتشييد نظام جمهوري على أنقاضه.
وتماما كما لا تلتزم أي صحيفة أمريكية محترمة بنشر تجديفات كاتب طائش يصادم ثوابت الأمريكان الثقافية السياسية بالمطالبة بإلغاء النظام الجمهوري الأمريكي وإحلال نظام ملكي محله.
ولا أظن أن الدكتور قد أرسل بمقالات منه إلى (الانتباهة) ولو لمجرد اختبار موقفها منه.
ولا أظنه حاول تسويق كتابه البغيض في السودان وعجز عن ذلك أو حيل بينه وبين بيعه هناك.
فكثير من كتب الإلحاد أراها مبثوثة بمعارض الكتب التي تقام بالخرطوم، وبمكتبات السودان التجارية والعامة، مثل كتب عبد الله القصيمي، وصادق جلال العظم، وحسين مروَّة، وأدونيس، وغيرهم من عتاة الملحدين العرب الناقلين عن الغرب.
وتجد هنالك أيضا كتب الملحدين الغربيين، فكتب جورج هيجل، وكارل ماركس، وبرتراند رسل، وغيرهم ما تزال تعرض وتباع بالخرطوم.
وهب أن المؤلف حاول تسويق كتابه بالسودان ومنع أما كان بمقدوره أن يقوم بتهريب نسخه إلى الداخل أو يبيحه مجانا لقراء الشابكة الدولية للمعلومات؟!
لقد كان بمقدور المؤلف أن يلجأ إلى شيئ من ذلك لو كان جادا وذلك بدلا من أن يمعن في التباكي وبثِّ صراخ الشكوى والإستعطاف.
ولكنه هدف من وراء صراخه إلى تحقيق هدف خبيث فحواه اتهام خصومه من أحباب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأنصاره والمدافعين عنه بأنهم من أعداء الرأي الحر ودعاة إلى مصادرة الكتاب.
وفي الواقع فإن أحدا من هؤلاء لم يدع إلى مصادرة الكتاب وإنما سعوا إلى منازلة كاتبه الأثيم ومقارعته الرأي بالرأي.
فليكف المؤلف إذن عن التخلق بأخلاق صغار الأطفال في التباكي ورفع العقيرة بالضجيج والزعيق.
إدمان السرقة من التراث الاستشراقي الإسرائيلي
جاء الدكتور يجادلني ويقول إني توهمت أنه نقل شبهاته وترهاته من جمهرة المستشرقين الإسرائيليين.
وعبثا حاول السارق أن ينفي عن نفسه تهمة السرقة من مستشرقي بني إسرائيل فقال إن:"مقالات السيد محمد وقيع الله نموذج صارخ على ذلك إذ نسبني لعدد من المستشرقين اليهود الذين خطروا بباله".
وواضح ما في عبارة المؤلف من ضعف وهشاشة وهلامية لا تغني عنه من الحق شيئا ولا ترد عنه تهمتي الموجهة إليه ولا تدحض ثبوتها الأكيد.
فقد أوردت بجانب نصوصه ما يماثل محتوياتها من كتب المستشرقين الإسرائيليين.
ولو أراد المؤلف أن ينفي عنه التهمة فما أمامه سوى أحد سبيلين:
أن يزعم أن المستشرقين من بني إسرائيل قد سرقوا منه.
وهذا محال لأنهم أقدم منه في التاريخ فلا يعقل أن يأخذ المتقدم عن المتأخر.
أو أن يلجأ إلى منهجيتي تحليل المحتوي والتحليل المقارن، فيفحص النصين: نصه الذي أنشأه اعتمادا على النص الإسرائيلي، والنص الإسرائيلي الأصلي، فيثبت أنهما غير متشابهين، وأن التشابه الموهوم إنما مجرد خاطر جال ببال محمد وقيع الله فقط.
ولا شك أن المؤلف أعجز عن سلوك هذا السبيل الثاني.
لأنه أصعب من السبيل الأول الذي قلنا إنه محال!
نقد كتاب (نبوة محمد: التاريخ والصناعة) للدكتور محمد أحمد محمود
محمد وقيع الله
(الحلقة الأخيرة)
اضطُر الدكتور محمد أحمد محمود إلى أن يسحب شرطه العجيب بأن يقوم نقاده بشجب المادة 126 من القانون الجنائي الإسلامي السوداني قبل أن يرد عليهم.
وقام بالرد علي قائلا:" ولقد هاجمني مؤخرا (كلمة مؤخرا لا أصل لها في اللغة العربية والصحيح أن يقال أخيرا!) السيد محمد وقيع الله، الكاتب الإسلامي الغزير الكتابة، وأشار لإسقاطي لعبارة الصلاة على محمد من اقتباساتي من المصادر الإسلامية وقال إنها “جناية” واتهمني “بالجنوح النفسي” وارتكاب ما لا يقدم عليه عادة حتى المستشرقون (يقصد المستشرقين، فحتى حرفُ غايةٍ وجرٍّ يا عالم اللغة وأستاذها!) الذين “ينقلون صيغة الصلاة كما ترد في أي نص يستشهدون به ويغضون الطرف عن مشاعرهم الخاصة التزاما بمطالب مناهج البحث العلمي وإجراءاته … ” ولقد اقتبس السيد محمد وقيع الله من مقدمة كتابي هذه العبارة: “وفي اقتباسنا للأحاديث والأخبار واتباعا لقاعدة الاختصار فقد أسقطنا عبارة الصلاة على محمد التي ترد في المصادر كلما ذُكر اسمه وغيرها من العبارات التبجيلية.” إلا أن السيد وقيع الله وقع وبكل أسف في مستنقع التدليس فأسقط باقي عبارتي التي تقول: “ولقد أشرنا لحذف عبارة الصلاة وغيرها بوضع نقاط الحذف الثلاثة ( … ) حسب تقاليد الاقتباس الحديثة.” وهكذا فالأمر ليس أمر “جنوح نفسي” وليس أمر “ضيق بصلاة المسلمين وتسليمهم المتكرر على نبيهم” (وكأن الكاتب قد أصبح عرّافا يملك القدرة على كشف دواخلي ومشاعري).
وإنما هو قرار تحريري يقوم على مبدأ سليم وراسخ هو مبدأ الاقتصاد في الاقتباس إذ أن غرض الاقتباس هو إعطاء القاريء المعلومة الضرورية لسياق الحديث وإسقاط الزوائد وما لا يضيف لمدلول الكلام مع الالتزام بالإشارة لما تمّ إسقاطه بوضع نقاط الحذف. وإن شاء بعض المستشرقين الاحتفاظ بعبارة الصلاة على محمد فهذا شأنهم، إلا أن هذا لا يقدح في إسقاطي للعبارة من المقتبسات طالما أنني فعلت ذلك وفقا لقواعد الاقتباس الأكاديمي وإجراءاته (وربما يلاحظ القاريء أنني في اقتباساتي أعلاه قمت بنفس الإجراء). إلا أن ما لم أفعله وما لن أفعله هو أنني لم اجتزيء واقتطع اقتباسا لأدلّس على القاريء وأخدعه، فأنا لا أرى نفسي في حالة حرب تبرر لي الخداع باعتبار أن الحرب خدعة وإنما في حالة بحث عن الحقيقة تتطلّب أول ما تتطلّب الصدق مع النفس والصدق مع الآخرين ".
والحقيقة أن المدلس هو الدكتور محمد أحمد محمود لأن وضع ثلاث نقاط لا يعطي معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم.
وإنما يعكس معى الضيق بها.
ولولا أن الدكتور ضيق العطن بالصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، لما حذف عبارة الصلاة عليه، ولم يسمح لها أن تظهر (ولو بالصدفة!) مرة واحدة في قرابة خمسمائة صفحة من كتابه.
ولولا جنوحه النفسي لوضع الرمز الطباعي الصغير للصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو رمز يحتوي على العبارة كلها في شكل مصغر، لا يزيد طوله كثيرا على النقاط الثلاث التي وضعها بدلا عنها.
ولولا أن للدكتور موقف نفسي مسبق ونهائي ضد صيغة الصلاة والسلام على النبي، صلى الله عليه وسلم، لسمح بظهور هذه الصيغة مرارا قليلة على سبيل التمثيل، والتدليل على أنه ليس صاحب موقف نفسي جانح.
ولو لا كره المؤلف المطلق لرسول الإسلام، صلى الله عليه وسلم، لسمح بورود صيغة الصلاة والسلام على نبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم، في نصوص المؤلفين الذين اقتبس أقوالهم.
ولكنه جرد هذه المقتطفات من كل صيغ الصلاة والسلام على نبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم.
فظهرت دواخله ومشاعره طافية على ظهر تصرفاته.
وما بقي أحد بحاجة لكي يصبح عرافا حتى يملك القدرة على كشف دواخله ومشاعره.
فقد أظهر المؤلف دواخله البغيضة المبغضة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبدى شناعة بخله برفضه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبخل البخلاء هو من يبخل بالصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
ثم أكد المؤلف دخوله في طائفة الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل.
وذلك عندما حذف عبارات الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، من نصوص الكتاب الذين صلوا عليه وسلموا تسليما.
ليست من قبيل الزوائد
والصلاة والسلام على النبي، صلى الله عليه وسلم، ليست من قبيل الزوائد كما ادعى المؤلف.
وليست من قبيل العبارات التمجيدية التي يزجيها الناس إلى الزعماء السياسيين حتى إذا انزاحوا عن الحكم أو ماتوا شرعوا في نقدهم وسبهم.
وليست الصلاة والسلام على النبي، صلى الله عليه وسلم، من قبيل عبادة الأشخاص
Personality Cult
وإنما هي عبادة خالصة لله عز وجل ينال المرء عليها أجلَّ الثواب.
ولذلك يتسارع الأتقياء إلى الجود بها مبادرين كلما جاءت مناسبة وكلما لم تجئ مناسبة.
فقد قال الله تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
وقال نبيه صلى الله عليه وسلم:( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا). رواه مسلم.
وقال صاحب تحفة الأحوذي في شرح الحديث: أي أعطاه الله بتلك الصلاة الواحدة عشرا من الرحمة.
وليست من ممارسات القرون الوسطى
وقد رشَح بعض من مخزون سفاهة الدكتور محمد أحمد محمود، عندما ادعى أن المطالبة بإسداء الصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ممارسة من ممارسات القرون الوسطي.
وقال في هذا الصدد إن:" الإصرار المتكرر على الصلاة على محمد كلما ذُكر اسمه وإبداء الغضب أو الانزعاج عندما لا يتم الالتزام بذلك هو أحد مظاهر سيادة خطاب الإسلاميين الذين نجحوا في بعث الكثير من ممارسات القرون الوسطي ونشرها وتطبيعها".
وفوق السفاهة البادية في هذا القول فإن فيه تأكيد لموقف المؤلف النفسي المسبق ضد مبدأ إسداء الصلاة والتسليم على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
كما يكشف عن تخبط المؤلف في استخدام المصطلحات الأوروبية استخداما غير موفق.
فليس في تاريخنا الإسلامي قرونا وسطى وإنما أظلت هذه القرون الظلامية الوسطى ديار الغر ب الأوروبي وحده.
وقد كانت تلك أكثر تلك القرون قرون أنوار وازدهار في تاريخ حضارتنا الإسلامية المجيدة.
العقاد من عشاق الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن إفراط المؤلف في التدليس قوله:" ونلاحظ أن بعض كبار الكتاب الإسلاميين الحديثين الذين ينتمون للمرحلة التي سبقت صعود هيمنة الخطاب الإسلامي لم يتحرجوا بتاتا من إسقاط صيغة الصلاة وهم يكتبون عن محمد. وهكذا نجد مثلا أن محمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد عندما يكتبان عن محمد يسميان كتابيهما حياة محمد وعبقرية محمد من غير استخدام لصيغة الصلاة في العنوان ومن غير التزام بها في المتن. وفي السودان نجد أن محمود محمد طه لم يكن يستعمل صيغة الصلاة إطلاقا، وكان عندما يسأل عن ذلك يقول إن حديثه عن محمد ودعوته لطريقه وعمله هو صلاة عليه وسلام ".
ومن علامات تدليس المؤلف استشهاده ببعض الكتاب الإسلاميين ليوحي بأنهم يمثلون الكل.
وزعمه أن عبارة الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، لم ترد على متني الكتابين مثلما لم ترد على عنوانيهما.
والحقيقة الأكيدة هي غير ذلك.
فمن الكذب الزعم بأن إمام الفكر العقاد، رحمه الله، لم يصل على النبي، صلى الله عليه وسلم، في كتابه (عبقرية محمد) ذلك مع أنه، رضي الله تعالى عنه، صلى على نبي الإسلام الأعظم كثيرا في المتن وإن استخدم صيغة (عليه السلام).
وكذلك فعل في سائر مؤلفاته عن العبقريات الإسلامية وفي سائر مؤلفاته العبقرية في مجالات الدراسات الإسلامية.
وأما الدكتور هيكل فقد صلى أيضا على النبي، صلى الله عليه وسلم، في متن كتابه، وإن لم يكن بالكثرة التي صلى بها العقاد، رحمه الله، على نبي الهدى، صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن للدكتور هيكل موقف نفسي جانح مسبق ومؤكد في رفض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد كان مؤمنا محبا للنبي، صلى الله عليه وسلم، وما كان ملحدا ذا هوى، ولا كان مبغضا لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
وقد دحَض الدكتور هيكل شبهات المستشرقين، ونقَض إساءاتهم لجناب النبي الأعظم، صلى الله عليه وسلم، ولم يعمد إلى امتصاصها وتمثُّلها وإعادة إفرازها في كتابه، كما فعل الدكتور محمد أحمد محمود في كتابه الذميم.
وأما استشهاد المؤلف بشيخه السابق في درب الضلال، محمود محمد طه، فهو استشهاد في غير محله، فهو ليس مفكرا إسلاميا مثل هيكل والعقاد، وإنما هو غنوصي دجال ذو ضلال.
ولم يعرف لمحمود محمد طه تواضع يدعوه إلى احترام جناب النبي، صلى الله عليه وسلم، إذ كان يرى نفسه في مقام فوق مقامه صلى الله عليه وسلم.
فقد زعم أنه رسول الرسالة الثانية من الإسلام، أي النسخة الثانية المنقحة والمزيدة من الإسلام، التي تعلو على النسخة التي جاء بها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم وتنسخها!
وأما أن تكون دعوة محمود محمد طه وحديثه دعوة لطريقة محمد صلى الله عليه وسلم، كما ادعى وكما ادعى له المؤلف، فأشد ما يكذب ذلك عصيان الدجال محمود محمد طه، لأمر الله تعالى بالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد أوردنا الدليل على ذلك قبل قليل.
سر انزعاج المؤلف
وقد عجبت للوهلة للأولى لانزعاج الدكتور من ملاحظتي رفضه الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه.
فقد حمَّل المؤلف هذه الملاحظة أكثر مما تحتمل ذلك مع أني اتخذت له العذر ابتداء بصفته ملحدا وليس بعد الإلحاد من ذنب بالطبع.
ولكن انتبهت إلى أن المؤلف قد شكَّته هذه الملاحظة التي بينَت أصل دوافعه في إنشاء كتابه، من حيث أنها لم تكن دوافع علمية خالصة، وإنما كانت نفسية الطابع، وقودها الغضب المستعر، والحنق المتفجر، بسبب ما حُظي به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمجيد.
وقد وخَزَ المؤلفَ وصفُ (الجنوح النفسي) التي نعته به.
وارتعد كما يرتعد المريض النفسي، لاسيما من كان مريضا بكره النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا ذكر بأصل الداء الذي يعاني به!
وحذف عبارات أخرى
وطالما فتح المؤلف القول في هذا الجانب فدعنا ندفع بملاحظة ثانية فيه، حيث لحظنا قيام المؤلف بشطب العبارات التي تمجد الله عز وجل وتثني عليه من نصوص المقتطفات التي استلها من المراجع.
ووضع محلها نقاطا ثلاثا باعتبار أن المحذوف لا قيمة له.
وكذلك شطب المؤلف عبارات السلام على سيدنا عظيم الملائكة جبريل، عليه السلام، من المقتطفات التي انتزعها من المراجع، ووضع محلها نقاطا ثلاثا لا قيمة لها.
ولو لم يكن بالمؤلف جنوح نفسي متمكن لما بالى بترك عبارات المؤلفين الآخرين على ما هي عليه ولما جار عليها بالحذف بدعوى الاختصار.
مع ملاحظة أن الاختصار ليس من عادات المؤلف ولا من دأبه في شأنه التحريري.
وإلا فانظر إلى كتابه هذا الذي امتد حتى ناهز الخمسمائة صفحة، وانحشد فيه من النصوص ما لم يكن لازما للبحث، ولم تستدعه عملية فحص الفرضية الأساسية لكتابه.
وانظر إلى تعليقات المؤلف الطويلة التي جارى فيها هواه، وجهد بها على تفريج كربه النفسية المستعصية، ولم تكن من صميم البحث.
واسأل بعد ذلك كيف اتسع كتابه لكل هذه الحشود التي اكتظ بها وما ضاق عنها، ثم ضاق عن إثبات عبارات قصار في الصلاة والتسليم على النبي العظيم صلى الله عليه وسلم؟!
ولا نقول ذلك لأنا كنا نطمع أن يزداد عدد المصلين على النبي، صلى الله عليه وسلم، فردا واحدا هو الدكتور محمد أحمد محمود.
فما يضر نبي الإسلام أن يتخلف عن الصلاة والسلام عليه صابئ واحد، بعد أن بلغ عدد المؤمنين به والذين يصلون عليه في عام الناس هذا أكثر من مليار وستمائة مليون نسمة؟!
وما يضر نبي الله صلى، الله عليه وسلم، ألا يصلي عليه جاحد حاقد يحمل اسمه مثلثا؟!
ألا رحمة الله تعالى على أبيك أيها المؤلف الجاحد الحاقد، ذاك الذي سماك على خير البرية، بعد أن حمل الاسم ذاته، إذ حمَّله له أبوه الذي يحمل الاسم عينه.
ألا رحمة الله تعالى على أبيك وجَدك وآلك الأكرمين، أيها المؤلف المَهين، فقد خذلتهما بفعلك الفاضح في سبِّ النبي الأمين، خذلانا أيَّ خذلان مبين!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.