نقلت مصادر هذا الصباح أن مدينة نيالا كبرى مدن إقليم دارفور وحاضرة المقاطعة الجنوبية في الإقليم شهدت إشتباكات مسلحة واسعة إستمرت طوال الليلة الماضية ونهار اليوم 4. جوليه ؛ بين المليشيات القبلية وقوات نظامية تتبع لجهاز الامن والمخابرات . ويقول مواطنون أن تبادل إطلاق النار يجري في شوارع المدينة وبين الأزقة في الأحياء بين مليشيات النظام دونما تقدير لمخاطر هذه الإشتباكات على المدنين الأحياء بالمدينة . ونيالا هي ثاني اكبر مدينة في السودان يسكنها نحو ثلاث مليون نسمة ويحيط بها تسع مخيمات للنازحين أكبرها مخيم كلما التي تضمن نحو مئة ألف نازح من الأمم الزنجية ضحايا حرب التطهير . وذكرت المصادر أن الإشتبكات وقعت بعد قتل زعيم في إحدى المليشيات يدعة (دكروما) على يد قوات الأمن ؛ إلا أنه من المعتاد ان يقع تبادل إطلاق النار بين المليشيات التابعة للنظام في دارفور غالبا لا تكون أسبابها ذات أهمية أو واضحة في ظل إنتشار كبير للسلاح بين السكان ؛ وتحويل كتل قبلية إلى مليشيات مسلحة تعادي بعضها بعضا ودون رقابة او ضبط مما خلق ظاهرة الإنفلات الامني . ودائما ما تكون الدوافع للعدوان البيني هو التنافس بين القبائل الموالية لإستحواذ على مزيد من النفوذ والسلطات على حساب قبائل اخرى في الإقليم الذي يشهد أسؤ صراعا بين السكان تدعمه الدولة وتسنده بألتها العسكرية. وتشهد ولاية جنوب دارفور منذ مطلع هذا العام صراعا دمويا حادا حول مدينة نيالا تارة بين مليشيات معارضة وأخرى موالية للنظام وتارة بين مليشيات قبلية معارضة فيما بينها وطورا إعتداء من مليشيات قبلية موالية للنظام ضد مدنين كما الحال في القتل الجماعي للبشر التي إستهدفت المدنين من شعب القمر في قرى كتيلة وإنتكينا . كما أن الحالة الدموية أيضا شهدتها مناطق السريف بني حسين في شمال دارفور حيث إعتدت مليشيات النظام على قبيلة البني حسين ولا تزال مناطق السريف ؛ وعطاش وجبل عامر تحت سيطرة المليشيات بعد طرد أهلها . وقد أجبر هذه الأوضاع الألاف من شعب القمر في كتيلة وإنتكينا للنزوح إلي مدين ةنيالا التي تشهد أحداثا دمويا اليوم وبعضهم نزح الى بلدة تلس ؛ كما نزح الالف من المدنين من بلدة السريف بني حسين الى كتم وسرف عمرة فيما قتل المئات من المدنين في المنطقتين خلال الاشهر المنصرمة. وتزداد الأوضاع الإنسانية والأمنية في مناطق كتيلة والسريف ني حسين سؤ يوما بعد يوم في ظل نقص حاد لإحتيجات الغذاء والدواء والكساء والمأوى للنازحين ويقول الأهالي أن المليشيات المدعومة من النظام قد تعيد هجماتها على السكان في المنطقتين ايزاء بقتل اكبر عدد من سكانها . وقال مواطنون في إنتكينا ان سيدة توفت قبل يومين نتيجة لعدم توفر العلاج الكافي لها ؛ والسيدة هي خديجة ادم احمد زوجة إمام مسجد إنتكينا الكبير محمدين عبد الله ؛ الذي عم مصلين في صلاة الجمعة في ساحة عامة فالمسجد الكبير قد تعرض للتدمير الكامل من قبل مليشيات الجمجويت في إعتد على البلدة قبل شهر . ويقول المدنينون من بلدة أنتيكنا أن المرضى والجرحى بقرى عمود السحب وود بشير ويموتون لأنهم لا يجدون أطباء ولا دواء ولا عناية صحية. وكانت المليشيات القبلية التي إعتدت على قرى وبلدات كتيلة وإنتيكنا في دارقمر تحركت من بلدة عد الغنم بقادة عسكريين نظاميين وقادة فرسان من قبيلة البني هلبة ؛ وهذه المليشيات القبلية مهيكلة في النظام الأمني للدولة كشرطة إحتياط مركزي مشهورا محليا بأسم "قوات الأبو طيرة" و يقودها الشقيقين نصرالدين وأحمد وهما إبنى شرطى سابق يدعى محمد عبدالرحيم من البني هلبة . أما قوات "حرس الحدود" لقبيلتي الرزيقات يقودها (حمدتي دقلو ) ومليشيات التعايشة يقودها على عبد الرحمن كوشيب المطلوب للجنائية الدولية . وتعرف جميع هذه المليشيات بإسم "الجمجويت " وهي المسؤولة عن الجرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية في دارفور ؛ ويطال مركز السودان بوضع الأشخاص المذكورين ضم قائمة مرتكبي الجرائم في دارفور ويجب محاكمتهم. وهذه المليشيات هي ذاتها التي تبادل إطلاق النار داخل مدنية نيالا اليوم مع قوات الأمن والمخابرات والتي على الأرجح مليشيات تتبع لقبائل أخرى . مركز دراسات اسودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 4. جولية 2013ف.