نفى الجنرال محمود جار النبي الحاكم العسكري لولاية جنوب دارفور الجمعة 24 ماي الماضي ما نسب اليه من إصداره أمرا بسحب قوة عسكرية كانت متمركزة قرب بلدة كتيلة صبيحة اليوم الذي قتل فيه الزعيم أبكر محمد أبوراسين ناظر عشائر قمر الصعيد في 22. ماي .2013ف الماضي .؛ إلا أن الجنرال لم يذكر الجهة التي أصدرت أمرا بسحب القوة من المنطقة. وذكر مواطنون من بلدة كتيلة أن مليشيات الجمجويت هجمت على بلدتهم بعد نصف ساعة تقريبا من مغادرة القوة المكلفة من الوالي حمايتهم ؛ وقالوا أن قائد القوة و قوامها الف جندي ؛ وهو برتبة عقيد قال صباح الأربعاء انه تلقى تعليمات من الجنرال جارالنبي باخلاء المنطقة .. وقال المواطنون ان اول منزل هجم عليه مليشيات البني هلبة في كتيلة ذلك الصباح كان منزل العمدة أبكر ؛ ولم يحرقوا بقية البلدة إلا عقب قتل الرجل وحرق منزله وقتل عدد من أسرته. ويذكر أن القوة المكلفة بحماية كتيلة لم تكن نظامية ؛ بل مليشيات تتبع قياداتها لعبد الحميد موسى كاشا ولاية الضعين الحالي ووالي اسبق لجنوب دارفور. ويذكر الرجل في وصية نشرت عقب موته أن هناك مؤأمرة كبيرة تحاك ضد شعب القمر في ارضهم كتيلة وانتكينا تستهدف تهجيرهم قسرا منها أو قتلهم جميعا . وصف السيد أبكر في تعبيره ب المؤامرة يدعمها النظام "الطمعانين في أرض دارقمر كثيرون ما بني هلبة وحدهم والحكومة واقف معاهم ". وتنبأ الرجل بمقتله لأن هذه المؤأمرة يشترك فيها جميع قادة المليشيات و المجموعات التي تعرف على أنها عربية في ولاية جنوب دارفور واعضاء الحزب الحاكم وبدعم مباشر من النظام كما وصف. و طلب من شعبه وبكلمات ثابتة الدفاع عن أرضهم وحقوقهم ؛ رغم قلة أسلحتهم ونوعيتها وبدون سند في هذا الزمن الظالم بحد وصفه . كما طلب منهم أن لا ينزحوا من أرضهم أو يموتوا بها على حد وصيته. وقال عليهم أن يجمعوا عشائر القمر "خشوم بيوت القبيلة " ويعلنون ناظرا جديدا لهم خلفا له. وتؤكد معلومات من عد الغنم مركز مليشيات الجمجويت الاكبر بدارفور الجنوب أن المليشيات التي تعيث في كتيلة القتل والتطهير تتبع رئاستها مباشرة للدكتور الحاج أدم يوسف النائب الثاني لرئيس النظام ؛ وعلى قيادتها العسكرية أقربائه وأن إثنين من أشقائه قتلا في المعارك بين مليشاته والمدافعين من شعب القمر . وضع يتشكل انماط الولاء فيه للقبيلة والانتماءت الاولية ؛ وتبنى على اساس هذا الولاء و الانتماء المواقف السياسية؛ هو وضع تنهار فيه منظومة القيم والاخلاق الانسانية وتهضم الحقوق؛ وتسود بدلها روح التنافس بين الكتل وتنتشر النزعة العنصرية والتمييز ؛ والوضع يزداد خطورته على حقوق الانسان حين يتحول اعضاء النظام من ابناء القبائل الى قادة لمليشيات عسكرية مسلحة تبحث عن مكاسب. في ظل هذه الظروف فان الجهة التي اصدرت امر انسحاب القوة كان جزء من الخطة المدبرة لقتل العمدة أبكر وله مصلحة في المذابح التي إرتكبت في حق المدنين . الدكتور الحاج ادم يوسف (بني هلبة) الوالي الجنرال جار النبي( هباني) و عبد الحميد موسي كاشا ( رزيقي) أحدهم أو جميعهم أصدر الأمر بسحب القوة كي يفسح المجال للمليشيات بالمهاجمة بالقيام بعملها ؛ وللرجال الثلاث أيضا سلطة أكبر مما سواهم بإصدار أمر يوقف هجمات المليشيات على الأبرياء . وهذا يثبت أن تدبيرا مسبقا تم بين جهات عليا في قيادة المليشيات على تصفية الناظر أبكر أبوراسين الرجل القوي في كتيلة ومواصلة ابادة اهله . ويذكر أن الجنرال جار النبي سبق أن أصدر قرارا في أبريل الماضي يقضي دون حق بتجريد شعب القمر من أرضهم التاريخي في كتيلة ويسلم الأرض للبني هلبة وراء سلطة الإستبداد العرقي وتغيير الأعراف ؛ إلا انه عاد و أنكر القرار الذي أذيع في وسائل الإعلام باسمه ؛ وهو القرار الذي يشكل الداعم الرئيسي للمليشيات المنطلقة من بلدة عد الغنم لمواصلة إرتكاب جرائمها في حق الأبرياء دولة تدار بالمليشيات القبلية الموالية للنظام ومليشيات قبليةأخرى متمردة اضطرت للقيام بواجب الدفاع عن نفسها وتقاتل النظام تكون فيها قضايا حقوق الإنسان ضمن خطر حقيقي وكبير ؛ ويكون فيها أمر تغيير النظام و أسس الدولة أولوية قصوى لدى العقلاء لكي يمكن بناء دولة يحمي الإنسان ويصون حقوقه. على صعيد متصل أفادت الأخبار من جنوب دارفور أن مليشيات الجمجويت واصلت إعتداءاتها على المدنيين مستهدفة إبادة شعب القمر ؛ إعتدت على بلدة إنتكينا ثاني حواضر المنطقة هذا الصباح الثلاثاء ؛ ولم يتبين بعد حصيلة الضحايا من الأبرياء العزل في هذه الهجمات. المشهد الذي يصوره العمدة أبكرمحمد أبوديلي في رسالته قبل قتله عن ما يتعرض له شعب القمر في كتيلة من إضطهاد وتطهير يعكس مدى لا نهائي من الإستبداد والظلم الذي يمارسه النظام وأعوانه ومليشياته بالمنطقة في حق المدنيين العزل ؛ اذ توجه طاقة دولة باكملها لمحاربة قبيلة لا يملك رجالها سوى اسلحة خفيفة يدافعون بها عن انفسهم واموالهم واعراضهم في عالم ظالم . حروب يفقد رجال الدولة فيها انسانيتهم ويعدون وراء الطمع وتستمر تواصل مليشياتهم اعتداءاتها على الابرياء دون أدنى إهتمام بما يخلفه هذا الطمع المستبد بحقوق لإنسانا أو ادني شعور بأن هناك نهاية لهذا الإفلات المستمر من العقاب. . مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 28. ماي . 2013ف .