ناصر البهدير نوافير الدم والموت المجاني لأهلنا بدافور الجريحة تنساب على أرخبيل القلوب وتدميها.. والوقت يمضي ولا أحد ينظر بموضوعية ومسؤولية خالصة إلى حمم الرعب وحمامات الدم التي تصنعها اولجاركية الانقاذ في كل واد من الفزع الأكبر.. وعباقرتها السفلة في قفاطينهم المذهبة جميعا مشغولون بترقيع ثوب الحيض وسلالة دم الناموس والربا وضخ المال في شرايين مولوخ. غمر الكدمول الانقاذي قلوب الأرزقية وتناسل صديد وأذى وفاض على الجميع وكما غطى عثانينهم القذرة ودك حصون الوطن الغالي وصدور الأطفال والنساء والشباب والكهول.. واختلط طحين دم الغنامة والبقارة والابالة والنمتي والجنجويد والقمل السياسي.. وما عدنا نميز الوطن عن (الجبانة)؛ أقصد مقبرة ابناء الذوات وطبقة الرفاهية الجديدة.. يا ترى هل سنظل هكذا في صمتنا القهقري وغيابات الغفلة والبلد تحترق وتموت إلى الأبد؟ ما جرى من حريق ومسغبة ويجري الآن في دارفور شهادة مفزعة وفاتورة مرهقة تصب في تمزيق المزيد من أوصال البلد وتماهيه مع مشروع حفنة الضباع الجائعة التي تمسك بتلابيب السلطة في المركز. لا تقولوا لنا بإن خيول المعارضة الهرمة ستنقذنا من وحل الأنقاذ حتى لا نقذف بحديثنا -أن شئت قل: الآثن- إلى سلة النسيان ومستنقع الخيانة ونغيب في صمتنا من جديد ونولي ظهرنا الوطن الجميل الذي كاد أن يفلت من بين أيادينا كما هرب من قلوب البعض ويلوذ بالفرار مع كل صباح جديد للبلد مرهون للظنون والغياب والعَتاب والعِتاب! فخيول المعارضة المطهمة بحرير الوجاهة والتمرغ في وحل أرباب بعض الأسر التي تتحكم في مفاصل البلد يطعمها ضرع الانقاذ وطائرها (محل ما تلبن بنقده).. أبعد هذا الحديث! ماذا تنتظر أيها الغافل والمحدق في وجه قمر الكذب الآفل والمنتظر جثة عدوك لكى يحملها لك نهر الاحلام والفجيعة!؟ لا حوش الخليفة ولا حتمية التاريخ ولا ضريح سيدي ولا موت البعث ولا أزرق الزريبة ولا أحمر الفضيحة ولا حتى ذلك المعتوه؛ حصان الانقاذ في بعثرة أوراق المعارضة في كل حين.. تتخطفهم جميعا ريح الفجعة وميول الذات واختصار المسافات للصعود إلى أسفل وقضاء حاجتهم في كنيف الشمولية. قولوا لا!.. في وجه اللصوص حتما ستنتصر الإرادة الوطنية لو كل منا أشعل شمعته ومضى في طريق الخلاص! فطريق النضال لن تعبده خطوات أثرياء الغفلة والكوراث الراجفة.. فالطريق يصنعه المشي!!