تقرير : لمياء الجيلى إعلان الحركة الشعبية عن تكثيف اتصالاتها مع قوى مسلحة بشرق السودان لفتح جبهة شرقية بهدف إرهاق الحكومة وتشتيت جهودها قوبل باستنكار من بعض الجهات وبالسخرية من قبل قيادات فى المؤتمر الوطنى، إلا أن مراقبون حذروا من الاستخفاف بهذا الاتجاه الذى أعلنت عنه الحركة الشعبية فى اجتماع لقادتها مطلع الشهر الجارى، باعتبار أن هتالك إشكالات وقضايا وحقوق مهضومة لمواطنى شرق السودان يمكن إستعلالها . وأن اتفاقية الشرق 2006 لم تنل حظها من التنفيذ ولم تحقق أهدافها. بالإضافة إلى اتجاه بعض الحركات المسلحة بالشرق لتظيم صفوفها والإعلان عن خططها عبر الواقع الإلكترونية المختلفة وبعض وسائل الاعلام. سبق إعلان الحركة الشعبية عن فتح جبهة بالشرق حراك سياسى ومطلبى واسع منها اعتصام مسرَّحو قوات جبهة الشرق بمباني مفوضية التسريح وإعادة الدمج (DDR) بحي “ترانزيت” ببورتسودان احتجاجاً على الأوضاع السيئة للمصرحين وعدم الألتزام بما جاء فى اتفاقية الشرق بخصوص إستيعابهم فى مؤسسات الدولة المختلفة . وفى هذا الجانب أوضح رئيس لجنة المسرحين المعتصمين عمر هاشم الخليفة في تصريحات للصحف ان اوضاع المسرحين سيئة للغاية مطالباً بسحب ملف المسرحين من الولاة وقال ” نحن نطالب بسحب الملف من الوالي وفقا لاتفاقية الشرق وتوفيق اوضاع المسرحين وارجاع القيادات الميدانيين والضباط الاكاديميين الذين تم اقصائهم بنفس رتبهم السابقة " .وجد إعتصام مسرحو الشرق تضامن واسع من قوى الشرق داخل وخارج السودان تناولتها عدد من المواقع الألكترونية وصفحات الفيسبوك الخاصة بأبناء شرق السودان وتنظيماتهم المختلفة . كما أمن مؤتمر البجا في بيان له على عدالة مطالب المعتصمين في إعادة الدمج في الحياة المدينة بصورة عادلة ومشرفة، وحمَّل المؤتمر سلطات الولاية مسؤولية سلامة المعتصمين تجاه أي محاولة لفض هذا الاعتصام السلمي. وأعلن عن تضامنه مع مطالبهم في التعويض المجزي للقبائل عن الحواكير والأراضي التي أخذتها الحكومة لإقامة مصفى بشائر، وحذَّر من عواقب المساس بحقوق القبائل في الأرض، حتى لا تتحول الولاية إلى دارفور أخرى. كما أكد مؤتمر البجا وقوفه مع حقوق أهالي “الكرباب” في جزيرتهم المغتصبة (مقرسم) التي يتنازع على ملكيتها أشخاص لا يمتلكونها، مشدداً على أن سكان المنطقة أصحاب الحق الحقيقي في أرضهم ويستحقون أي فائدة من أي مشروع إستثماري يقام على جزيرتهم . وفى نفس الاتجاه أبدت قيادات فى جبهة الشرق من الموقعة على اتفاقية سلام الشرق تذمرها من ضعف تنفيذ الاتفاقية ومن تغول الولاة على أموال صندوق الشرق مما أضعف تنفيذ الاتفاقية وعدم إنعكاسها على حياة الإنسان هنالك ، مواصلة لحراك أبناء الشرق و الذى لم يقتصر على الجهات المعارضة بل تعداهم لشركاء الحكومة والموقيعن على اتفاقية سلام الشرق فقد وشكا موسى محمد أحمد ، فى خطاب وجهه لمجلس الولايات ، من اعتماد الولايات الشرقية على اموال صندوق اعمار الشرق نسبة للتداخل في المهام التنموية مما أدى الى اقعاد الصندوق عن القيام بالدور المنوط به تجاه برامج أعادة بناء وتنمية المناطق المتضررة والمتاثرة بالحرب والاقل نموا وعدم وضع قانون اتحادي للصندوق يحدد الصلاحيات وكيفية الادارة ، كما كشف لأول مرة عن وجود مليشيات حكومية قبيلة تحت مسمى حرس الحدود محذراً من خطورتها على أمن الإقليم. ولم تقتصر موجة السخط والاحتجاجات على معارضى النظام أو حلفائه من الموقعين اتفاقيات سلام أو من أحزاب توالى بل شملت قيادت وأعضاء نافذين بالمؤتمر الوطنى ، فقد أدى قرار وزير الكهرباء والسدود أسامة عبد الله بإلغاء مشروع مد مياه ولاية البحر الأحمر من نهر النيل إلى تهديد أعضاء بالمجلس التشريعى لولاية البحر الأحمر بفصل شرق السودان أو تقديم إستقالاتهم فى جلسة طارية للمجلس مؤخراً ومن والواضح أن الحراك السياسى بشرق السودان وبوادر للحراك المسلح وتنظيم صفوف قوى الشرق المختلفة كان يقلق المؤتمر الوطنى قبل إعلان الحركة الشعبية الأخير بفتح جبهة قتالية فى الشرق فقد إتهم والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا من اسماهم بتجار الحرب بمحاولة اشعال فتيل التوتر في شرق السودان مستبعداً في الوقت ذاته نجاح مسعاهم وقال فى لقاء جماهيرى بولايته مؤخراً ان الشرق ودع الحرب إلى غير رجعة بتوقيع اتفاقية السلام في العام 2006 مستبعداً حدوث صراع مسلح بالشرق وأكد أن أبناء الشرق لن يحملوا السلاح من أجل تدمير بلادهم وتشريد أهلهم ولن يحملوا السلاح لقتل وترويع ونهب أموال المواطنين واستشهد بالدمار الذي لحق بإقاليم دارفور وكردفان جراء الحرب .من جانبها أعلنت الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة لشرق السودان عن نيتها رفع السلاح في وجهه حكومة المؤتمر الوطني بالتعاون مع الجبهة الثورية لاسقاط حكومة المؤتمر الوطني وكشفت فى عدد من الواقع الألكترونية عن اتفاق تم بينها وبين عدد من مكونات الشرق للتنسيق وتوحيد الجهود. كما دعت الجبهة الثورية الديمقراطية لشرق السودان فى صفحتها على الفيسبوك كل قوى الشرق إلى حمل السلاح لتحقيق مطالب إنسان الشرق العادلة ولرفع الظلم والتهميش الذى ظلت تعانى منه المنظقة وخاصة قبائل شرق السودان. ويظل التساؤل مطروحاً عن مدى تأثير الحراك السياسى والتهديدات التى اطلقتها عدد من الجهات على سياسات المؤتمر تجاه الإقليم وتجاه إنسان المنطقة والذى ظل يعانى من التهميش لعهود طويلة قبل أن ينفجر الوضع ويتحول الإقليم الى بؤرة صراع تفتح شهية العديد من الحركات والجبهات الواقعة فى شرق أفريقيا والدول الحدودية لاستغلال الصراع بشكل أو بآخر .