· البعض يريدنا أن نتحدث عن معناة الشعب ونترك الحديث عن الجماعات الإرهابية ، ويريدنا أن نتحدث عن التجاوزات المالية وعدم المسؤولية التي أصبحت سمة أساسية للدولة ، ونترك الحديث في السياسة ..!! · نعم لاخلاف في أن للمعناة اليومية الأولوية ، ولا جدال في أن فضح الفساد والمفسدين هو الهدف السامي للصحافة ، ولا خلاف في أن الغلاء وصعوبة المواصلات وإنعدام الخدمات الطبية وأكوام القمامة هي مسائل في غاية الأهمية يجب أن نتناولها يومياً ..
· ولكن أيضاً يجب أن لا يكون هناك خلاف في أن كل هذه المعناة التي يعاني منها الناس هي معناة سياسية ، ويجب أن لايكون هناك خلاف أيضاً في أن هذه الجماعات الإرهابية هي سبب معظم هذه التوترات داخلية كانت أو إقليمية ، وهي سبب عدم الإستقرار السياسي للدولة وبالنتيجة هي سبب عدم الإستقرار الإقتصادي ..!!
· نعم سنتحدث عن معناة معظم أحياء الخرطوم إن لم يكن كلها من قطوعات المياه والكهرباء المستمرة ، ولا تخلو حارة أو يخلو حي أو مربع من هذه المأساة ، وفي حالة تناولنا لقضية المياه لا بد أن نتحدث عن هيئة المياه والتي تتبع للوالي الخضر والذي يتبع للمؤتمر الوطني الذي يتبع للحركة الإسلامية التي تحكم السودان فعلياً ، وإذا تحدثنا عن الحركة الإسلامية لا بد أن نتحدث عن إنقلابها على الشرعية ، وبذلك نكون قد بدأنا الخوض في السياسة والجماعات الإسلامية ..!!
· وإذا أردنا أن نتحدث عن تذبذب التيار الكهربائي ، والقطوعات اليومية والتي تتسبب في إحراق أجهزتنا الكهربائية وتعطل أعمال الكثيريين ، لا بد أن نتحدث عن هيئة الكهرباء التي تتبع للوزير اسامة عبدالله الذي يتبع للمؤتمر الوطني الذي يترأسه البشير واللذان يتبعان للحركة الإسلامية التي جاءت بإنقلاب عسكري ، وبذلك سنتحدث عن الجيش والسياسة والجماعات الإسلامية ..!!
· وعليه إذا أراد الشعب كهرباء ومياه وصحة وتعليم ، لابد أن نتحدث عن الأسباب الحقيقية وراء إنعدام هذه الخدمات ، ولابد بالتالي أن نتحدث عن الحزب الحاكم وبالتالي لا بد أن نتحدث عن فكر وتوجه هذا الحزب ، وإذا أراد الشعب كهرباء ومياه ، لابد أن تمر هذه الإرادة بإرادة التغيير ، هذه الإرادة التي تحمل مفاتيح جميع الحلول ..!!