الأُبيض ............. ياسر قطيه . ليس بوسع المرء إلا الوقوف لبرهه تُعد كافيه تماماً لإستكمال قراءة ملف عمليات الحركات المسلحه العسكريه أو بالأحرى تلك المغامرات الإنتحاريه باهظة التكاليف والخسائر التى طالت مؤخراً مكونات ما يسمى بقوات تحالف الجبهة الثوريه الوليد الشرعى لوثيقة كمبالا سيئة الصيت والمُنبت فى حضن معارضه سياسيه كسيره هرمه منهزمه فى موكناتها وذواتها المركبه عليها من أشباح مرتزقه ومحترفى الدجل السياسى الذين أكل عليهم الدهر وشرب . إزاء ذلك لا يمكن لبشر سليم الوجدان والطويه إلا أن يتحسر وبشده ، على هذا الموت المجانى والدمار الهائل الذى أوقع فيه لوردات حرب العصابات المقيمين فى الخارج نفر ساذج وبسيط من مكونات شعبنا فى الداخل وتقديمهم كقرابين بشريه ووجبه دسمه لضربات سلاح الجو السودانى فى سبيل الوصول الى سدة السلطه مشياً على أجساد وجماجم أولئك النفر الغلابى الذين يشكلون عماد قوات التمرد . وما حدث صباح يوم أمس فى محيط قرية ( سِدره ) وعلى تخوم ومحاور منطقة ( جبل الداير ) بولاية شمال كردفان ما هو إلا دليل أخر دامغ يبين حجم الورطه التى أوقع فيها تجار التمرد أولئك البؤساء الذين قضوا نحبهم فى هذا الشهر الفضيل على نحو بالغ السوء والبشاعه . المشهد على الأرض لا يوصف ، والمنطقه الممتده على طول وعرض الشريط الرملى أبتداءً من جبل الداير الى أن يشارف الأرض الصخريه حول سدره ويتجه نحو الجنوب الغربى الى مشارف مدينة أبوكرشولا حيث التربه طينيه لزجه وعلى إمتداد هذه الكيلومترات البالغه بالتقريب حوالى 45 كليو متر تنكشف وعلى نحو بشع حقيقة المأساة وحجم الهلاك الذى وقعت فيه فلول التمرد وتحولت ألياتها بعتادها وقواتها الى محض هياكل بشريه شديدة التفحم جراء الهجوم الذى شنته طائرات سلاح الجو السودانى والذى أحالت فيه رتل هذه القوات التى حاولت الفرار والتراجع الى كتل متفحمه لا يكاد يقوى بشر على رؤيتها !! مغامره خاسره يائسه لا يكاد يدرى المرء الى الأن تلك الأسباب والدوافع التى تجبر هؤلاء البشر المساكين الى تقديم أنفسهم فى سبيل لا شيء لخدمة أهداف وأجندة بشر أخرين أعمى بصائرهم الطمع وشهوة السلطه ، ليفعلوا بها ماذا .... لا أحد يدرى !! ما من عذر واحد أمام أولئك المنضوين تحت لواء المعارضه ، المعارضه كلها بما فى ذلك القوى والأحزاب السياسه فى الداخل ولا من مسوغ أخلاقى أو قيمى يبيح لهؤلاء إستغلال نفر عزيز من أبناء هذا الوطن أينما وكيفما كانوا وتعريضهم لمثل هذا الدمار والهلاك الذى لا ولن يفضى الى أي شيء . فلا هذه القوات اليائسه التى أخرجها الجوع والجوع لا غيره من مخابئها بقادره على هز شعره واحده من حكومة الإنقاذ القائمه هذه ولا الإنقاذ نفسها وعندما سطت على السلطه ليلاً وبقوة السلاح كبدت منتسبيها أو جموع الشعب السودانى هذه الخسائر المذهله التى باتت تتراكم كالجبال وما هى إلا محض ذنوب يرتكبها عواجيز السياسه السودانيه وهم فى أراذل العمر وعلى موعد وشيك مع هادم اللذات ! هذا الموت المجانى وهذا الهلاك والدمار الهائل وهذه الأرواح متمرده كانت أم مواليه هى فى النهايه أرواح بشر وهى عزيزه عند الله كيفما كانت ويتحمل وزرها فى الدنيا والأخره كل من حرض أو جند أو دعم وأوعز ، أيد ، هلل وشجع وكبر ، فرح ولم يدين ولم يشجب أو يستنكر وكل من يتشدق بدعاوى إسقاط النظام سيدفع الثمن خزياً وعاراً فى الحياة الدنيا ويتلظى به ناراً تستعر فى الأخره ويبوأ مقعده بجداره وفى أسقل سافلين فى قعر جهنم خالدين فيها أبداً جزاء ما كانوا يفعلون !! أي سلطه تلك وأي طمع هذا وأي نفوس مريضه هذه تلك التى تدفع بغيرها من السذج والمغرر بهم لتُزهق أرواحهم على هذا النحو البشع ؟ أين هم من كل هذا الذى يجرى لهؤلاء المساكين المخدوعين ؟ لماذ لا يكون أباطرة الحرب هؤلاء أنفسهم فى الميدان ؟ أين ياسر عرمان وأين الحلو وأين مالك عقار وفاروق أبوعيسى والتوم هجو وحسنين ؟ بل أين أبناءهم وبنتاهم وزوجاتهم وأهلهم وذويهم من معاركهم هذه ضد النظام ؟ أوليسوا مؤمنين بعدالة قضيتهم ؟ لما لا يخوضون معاركهم بأنفسهم إن كانوا رجالاً ملء كلامهم ؟ أين كمال عمر الذى يشنف أسماعنا ليل نهار ويدعوا جهراً ومن منابر النظام لإسقاط النظام ؟ لماذا لا تحمل سلاحك وتذهب لتقاتل هذا النظام الذى تتفيأ ظله وتأكل من صنع يديه وتنام هانئاً غرير العين أمناً فى سربك ومطمئناً ومحروساً بقوات النظام ؟ أي خطلٍ هذا وأي تيه وأي شيزوفرينيا هذه التى يمارسها هؤلاء العطالى والمتسكعين بين ردهات الفنادق وإستديوهات التلفزه ؟ أين هم هولاء ( الحكامات ) من ذاك الجحيم الذى يسوقون إليه شبابنا وفلذات أكبادنا وبنى هذا الوطن الذين كان سيكون لهم شأن أخر فى رفعته وإزدهاره ورفاهيته بسواعدهم الفتيه التى وظفتها عبقريتكم الشيطانيه لتغدوا نصلاً يذبحون به البلاد والعباد ؟ هؤلاء الفتيه المغرر بهم والذين رأينا أجسادهم متفحمه على نحو مأسوى ذاك الصباح والله إنكم لتتحملون وزرهم الى يوم القيامه . والله إنكم لتدفعون ثمن هذا الجحيم الذى سقتم إليه هؤلاء وتركتم أبناءكم يسبحون فى ترف العيش ويرفلون فى نعيم الدنيا ستدفعونه فى أنفسكم وأولادكم وأزواجكم فالله يمهل ولا يهمل والله ليس بغافلٍ عما تعملون . سدره .... فى سدره كان المنتهى ، فى سدره كان الجحيم ... ! وخسائر ديناصورات السياسه وخدم الصليب والخونه والعملاء ، أذناب الصهيونيه والإمبرياليه لا تحصى ولا تعد ، والحكومه تطبق على أربعات البلاد وتطوقها بأذرع فولاذيه ، ساذجاً من كان وما يزال يظن إن هذا النظام سيسقط بالعمل العسكرى ، معتوه من يراهن على حفنة مساطيل يقودهم عربيد لإسقاط النظام ، ومنذ أحداث أبوكرشولاء المنتنه ومنذما أسفرت فلول العملاء عن أقبح الوجوه ما كان من شرفاء هذا الوطن وأهله وشعبه الذى لم يتلوث بداء الحقد والعنصريه إلا أن برهن لأولئك وهؤلاء تصريحاً أو تلميحاً على إنه شعب راشد ويعرف جيداً أين يقف أزاء ما يجرى وأين يضع رهانه وخياره ، هذا الشعب السودانى السليم الوجدان والمعافى هو سيد نفسه وقراره ومصيره وهو ما فتأ وعقب كل مجزره تُركتب أو أرواح تزهق بإسم تحريره وتحت دعاوى خلاصه يضحك ملْ شدقيه من أولئك النفر التعساء الذين لم يفوضهم أحد ليقوموا مقامه ، وعلى الدوله تقع مسؤولية حماية شعبها ، بما فى ذلك حماية وقود حرب العصابات هذه من شباب هذا البلد والمقاتلين الذين زُج بهم فى أتون حرب ومواجهات حصدت أرواحهم نعم على الدوله تقع مسؤوليه أخلاقيه كبيره فى حماية وتوعية وأرشاد مكون مقاتلى الحركات المسلحه وجنودها المساكين الذين يخوضون حرباً لا ناقة لهم فيها ولا جمل وحماية هؤلاء تأتى بتجريم أولئك الخونه والمندسين والعملاء والطابور الخامس المقيم فى الخارج وفى أرقى فنادق أوربا ومنتجعات سويسرا والريفيرا الفرنسيه وكذلك أولئك المقيمين بين ظهرانينا ، هؤلاء الجبناء الماكثين فى الظل والذين ينامون فى أحضان زوجاتهم وأبناءهم مدللون بينهم ينعمون بكل الأمن والأمان ويدفعون بأبناء الغبش والهامش الذين يدعون نصرتهم من مواخير أوربا وهم يوم القيامة لا يُنصرون على الحكومه يقع عبء تجريمهم فوراً وتقدميهم لمحاكمات فوريه أقلها بتهم تتعلق بالتحريض وتسبيب الأذى الجسيم للغير والقتل مع سبق الأصرار والترصد وتهديد الأمن الداخلى والنهب والسلب واكل أموال الخواجات بالباطل فهم لا يحاربون بأنفسهم بل يدفعون ثمناً زهيداً لبضعة أطفال ويدفعون بهم الى حيث يلاقون حتفهم . وعلى الحكومه كذلك أرغام أي معارض للنظام أو مُدعى أفاك على تقديم عدد من أبناءه وأهله الى ساحات الحرب والعمليات على أن يكون فى طليعتهم هو !! تريد أن تتشدق وتظهر كبطل قومى فى قنوات الإعلام والتلفزه وتقع فى دائرة الضوء وعدسات المصورين وتحتل أبرز عناوين الصحف وتدعى إنك معارض أدفع بأهل بيتك الى ساحات الوغى وعدد من قضى نحبه فى العمليات من أهلك تنال حق المعارضه العلنيه أو فأخرس . ! وقد قصدنا فى هذا المقال أن نخرج من السياق التقليدى للسرد التفصيلى وفضلنا أن نأخذ هذه المره منحنى المعالجه من منظور إجتماعى وطنى واضح واضعين فى الإعتبار إن الميديا المحليه والعالميه قد قتلت التفاصيل الميدانيه لأحداث سدره وأوفتها حظها من النقد والدراسه والتحليل ومع ذلك سنعود لاحقاً وفى تقرير أخر منفصل لنتحدث عن مغزى هذه العمليه اليائسه التى أقدمت عليها قوات التمرد بخاصه وإن ولاية شمال كردفان يجلس على سدتها الأن مولانا أحمد هارون الرجل الذى يعرف جيداً كيف يكسر شوكة التمرد . فى فاتحة عهده فى الولايه لقن فلول الخونه والعملاء درساً أخراً بليغاً ومن ميدان جديد أخر وقد دشن فاتحة عهده فى هذه الولايه التى إنتظرته طويلاً بخوض غمار ملحمه بطوليه هائله خاضها بنفسه وقاد فيها حجافل جيشه معززاً فى الأذهان صورة بطولاته الأسطوريه ........... أحمد هارون هنا كردفان تنام ملء جفونها ولا نامت أعين الجبناء .