في بداية الثورة الليبية كانت المعطيات تقول أن القذافي قوة قد لا تقهر، نظرا لقوته وسطوته وانتشار عبيده في كل مكان، الآن الدولة ضعيفة جدا، ولكن الحقيقة الجيوبولتيكية تقول إنها أقوى من دولة القذافي ألف مرة، يا سادة دولة القذافي كانت دولة مركزية صلبة غير مرنة وبها رأس واحد يعني يوم (طاح الرأس طاح كل شيء)، دولة ليبيا اليوم قوية جدا من الناحية العسكرية والجغرافية والاستراتيجية، لا يوجد مركز عصب للقيادة في ليبيا، لا توجد قوة مركزية، لا يمكن أن يحدث انقلاب في البلاد، أقول أنه من يفكر في ذلك هو لا يفهم في أبجديات السياسة، القوات العسكرية في ليبيا الآن ولائها أدبي للحكومة والمؤتمر، العلاقة بين الحكومة والقوة ومعقدة وطلاسمية ، فالانقلاب يحدث في دولة بها مؤسسات عسكرية مرتبطة ومركز عصبي للقيادة والتحكم ، من ناحية أخرى ومن إنجازات الثورة الذاتية لم يعد هناك رمز بسقوطه تسقط الدولة، مثلا غادر عبد الجليل ثم المقريف وآخرون لم يتبدل أي شيء، نحن نعلم الحقيقة تماما، هناك أناس يحركهم حب الوطن وهم يبحثون عن الأفضل... وهناك الكثير من المندسين الذين يريدون تصفية الحسابات والمشكلة أنهم كلهم حمقى ويرفعون شعار عليا وعلى أعدائي، بذلك ستتخلص الدولة من بعابع كادت أن تجثم علي صدورنا باسم الديمقراطية، من ناحية خرى الشعب يعرف أن الآن مكمن الضعف هو الفوضى، والكثير من الميليشيات هنا لن يكون لها حاضن للتغيير كما حدث في أيام الثورة، استراتيجيا بالنظر إلى خارطة القوة المسلحة وتوزيع القوة واحتياطي الذخيرة يعطي انبطاع قوي حتى إن حدثت فوضى فإن الأمر سيحسم سريعا لصالح الشرعية، والحقيقة التي تريد الأحزاب أن تقفز عليها هي عدم وجود فكر حزبي حقيقي يعمل بشكل علمي لمصلحة الحزب ولكن الموجود هو إخفاقات وعدم نضج نتج عنه أن الأحزاب لا تملك من أمرها إلا يافطاتها، فهي في حقيقة الأمر توابع ومعاول، من الناحية النظرية للتغيير إن تكشف ما تريد تغييره ثم يكون عندك البديل والقوة الكافية، لكن الحقيقة الدولة والمؤسسات في ليبيا الآن جسم غير مرئي رغم وجوده لا يستطيع أحد الآن تحديد المركز العصبي لها، الحقيقة ان المؤتمر الوطني هيكل دستوري شرعي ناتج عن مخرجات شرعية معترفا به شعبيا وعالميا، السؤال الكبير هنا لمن يدعون الي اسقاط المؤتمر الوطني ان يعلنوا لنا عن البديل هل هو حكم العسكر او حكم المليشيات او حكم القبائل؟. اختتم بالقول أنه يجب التحرك للإصلاح والتسامح والإخاء، أما غير ذلك فإني أقول للمتصارعين في الخفاء، إن المعادلة معقدة جدا، ومن يتحرك أولا للقفز على الشرعية وسرقة الثورة سيفقد توازنه وسيسحق سريعا، وليس سرا أنه من يحلم بعودة النظام السابق يفكر ضد طبيعة الأشياء، لكن على الدولة أن تقوم بواجباتها بشكل جاد، وعلى المؤتمر الوطني أن يعلن خارطة طريق حقيقية وفق جدول زمني، أكرر لا مناص من الاتجاه إلى النظام والحضارة، ومن يعرض بضاعته وسط الطريق العالم فلعلم أن البضاعة الفاسدة تسبب الإفلاس، فليطمئن الجميع لن تسرق الثورة في ليبيا لأنها ثورة نادرة على نظام حكم نادر فليسجل التاريخ أنها أول ثورة تحميها قوتها الذاتية.