كنت فى الاسبوع الماضى واحدا من ضمن ،، الملايين ،، الملايين المشفقين على وحدة الجنوبيين ،، وذلك على اثر قرار القايد سلفا كير ميارديت باعفاء نايبه ،، رياك ماشار ،، و حل مجلس الوزراء ،، واحالة السيد باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية للتحقيق ،، وما تبع ذلك من تراشق اعلامى ،، وتصريحات صحفية ،، كل هذه الاجراءات ،، اثارت فينا مخاوف ،، مبعثها حبنا ،، ومعزتنا لشعب جنوب السودان ،، وتقديرنا لنضالاته من اجل الاستقلال،، لهذا كتبت فى الاسبوع الماضى مقالا بعنوان ( انى اصلى من اجل ان تتماسك دولة جنوب السودان) ،، والمقال هو رسالة محبة لشعب جنوب السودان ،، معلم المهمشين فى اطراف السودان الحديث قيم الصمود ،، والتسامح مع بعضه ،، و منح الاولوية ( للقضية) عندما تطفح الجراحات الشخصية . زالت الغمة بوصول الاخبار السارة من جوبا،، تحرك الكبار ،، جوزيف لاغو ،، و ابيل الير ،، الكبار بقامة جبال الاماتونج ،، يذكرونى ،، يا سيف الدين خواجة ( هلالابى على السكين فى الدوحة) يذكرونى امين زكى وسبت دودو ،، فى الزمن الجميل ( امين فى الشرق وامين فى الغرب ) ،، وجودهم فى الميدان يطمن ،، يدخل الرحمن فى القلب ،، هدا الاوتاد ( لاغو والير) اللعبة ،، وكانى بهما يقولان للاطراف المعنية : معقول !! بعدما لبنت نعطيها للطير؟!! اه ،، الما عنده كبير يشترى ليهو كبير ،، الكبار ،، لاغو والير ،، لملموا القضية ،، فجاءت الاخبار من جوبا عن لقاء مطول بين الرييس سلفا ،، و دينق الور ،، ومخرجات الاجتماع ان من المرجح مشاركة دينق الور فى الوزارة القادمة المقلصة ذات ال 19 حقيبة . كما رشحت فى الانباء مشاركة د لام اكول فى الحكومة القادمة ،، مما يعنى تضييق الهوة بين حكومة جوبا والمعارضة الجنوبية ،، واذا علمنا ان د لام قادم من الخرطوم سنعلم كيف ان حكومة الخرطوم قد فقت كرت ضغط كبير على حكومة الجنوب . يسلموا الكبار ،، لاغو و ابيل الير ،، و يسلم جنوب السودان ،، معلم الشعوب ،، يسلم شعب ال 2 مليون شهيد ،، و تسلم القيادة الجنوبية التى انجزت مشروع الاستقلال ،، و هكذا تثبت هذه القيادة انها قادرة على الحفاظ على مكسب الاستقلال ،، هكذا يبرهن القادة الجنوبيون ان الخلافات الشخصية واردة بينهم ،، ولكنهم لا يختلفون على الوطن ،، ومصالح الشعب العليا مقدمة دايما . كلمة السر فى مقدرة الجنوبيين على الوحدة والتماسك؟؟ الاسقلال غالى جدا عند الجنوبيين ،، والوطن له طعم فى حلوق الجنوبيين ،، لان كلفة الاستقلال كانت عالية ( 2 مليون) مواطن ،، وحرب لمدة نصف قرن ،، ومعاناة ،، ونزوح ،، و لجوء .. الخ بالمقابل فان استقلال السودان الشمالى كان قليل التكلفة من حيث النفوس والدماء والدموع ،، فقد كان السودان عبءا على خزانة دولتى الاستعمار الثنايى،، لذلك ،، فى الشمال اتسمت الممارسة السياسية بالمكايدات منذ الديمقراطية الاولى 1956 الى 1958،، ونتيجة لهذه المكايدات تم التفريط المتعمد فى العملية الديمقراطية نفسها ،، باختصار،، فى الشمال عندنا ( الحزب مقدم على الوطن ) ،، اما فى الجنوب ،، حتى الان ،، الوطن مقدم على الحزب ،، و مقدم على الجراحات الشخصية ،، وهذا يعود الى ان الجنوبيين دفعوا الكثير والغالى للوطن ،، فاليحفظ الله وحدة وتماسك الجنوبيين ،، ويحفظ ليهم كبارهم . ابوبكر القاضى كاردف