بقلم أتيم أتيم بول ملبورن استراليا ليس من العدل ان نطلق لفظ الدولة الفاشلة على الجنوب ، هذا المصطلح السياسى الذى اعتاد القائد باقان اموم استخدامه لاكثر من مرة بمقابلات وحوارات مختلفة ، لوصف حكومة المؤتمر الوطنى فى فشلها لجعل الوحدة جازبة و فشلها فى ان تجعل السودان وطناً يسع الجميع ، وترتكز نظرية باقان على حقائق عديدة اهمها تصويت الجنوبين على انفصال الجنوب . لكن عندما نعتبر الطفل الذى برحم امه طفلاً فاشلاَ ، فاننا نتحدث بمنطق اللامعقول ، فكيف يمكن وصف طفلاً لم يولد بعد بالفشل ، وان كان كثير الحركة و الرفس لامه لا يدعنا ان نطلق عليه طفلاً فاشلاً . الصرعات القبلية وما يحدث من انشقاقات عسكرية هى امور طبيعية تحدث بدول ما يعرف بالعالم الثالث التى لم تسلك طريق الديمقراطية الحقيقية بعد ، ويظهر ذلك جلياً ليس بالجنوب وحده ففى دولة الشمال حركات دارفورية متعددة تناطح بعضها عندما تضع الحكومة يدها على ملف ما يدعى مفاوضات السلام ، وتتفق فى مواجهة ومقاتلة عدوا واحد ، يحدد الوجود الدارفورى الاسلامى الافريقى عندما يتوقف مسلسل المفاوضات . ومايحدث بلبنان من احتقان طائفى وصراع حزبى ليس افضل من الجنوب ، لان رقعة الانشقاق بالجنوب محددة والمنشقين قلائل ، وما حدث بروندا و بورندى من اقتتال قبلى مات خلالها الالاف انتهت بالمصالحة ، وهى اسؤ بكثير من ما يشهده الجنوب اليوم فالنتفائل فستسقر الاوضاع الامنية يوماً مهما طال التوتر . الامثال عديدة للدول الافريقية و العربية التى مرت وتمر الان بالازمة التى تهب على الجنوب والتاريخ خير شهاد لذلك ، بل تكاد تكون كل الدول العربية تعيش الان ازمات لاتختلف كثيراً عن ما نعانيه ، بل نحن افضل حالاً من بعضها رغم شح الامكانيات حالياً بالجنوب . فنحن أمنياً افضل قليلاً من بلاد الرافدين العراق عربياً ، وافضل من ساحل العاج افريقياً ، وافضل من افغانستان اسيوياً ، رغم ما بنا من محن . اما عن الجوع والفقر و المرض ، فالسودان مر على استقلاله اكثر من نصف قرن كامل واعداد المحتاجين خبزاً ودواء فى ازدياد مطرد ، الحمير و البغال والاحصنة تستخدم كوسيلة نقل وتنقل داخل العاصمة القومية و كاننا بالعصور الحجرية او الوسطى فى عصر التكنلوجيا و المعلومات المتقدمة ، فكيف نحاسب دولة وليدة لم يمر على عمرها بضعة سنوات لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة . الطيب مصطفى ومن معه يريدون من الجنوب الجريح ، ان يصبح بين ليلة و ضحاها أمنا اكثر من ولاية القرأن دارفور ، بها مستشفيات تعالج كل الامراض ، بها جامعات عالمية ، دولة مكتملة المؤسسات السياسية و التعلمية والتجارية الخ..كيف يحدث ذلك لا يهمهم بالرغم من ان الحركة الشعبية و حكومة الجنوب لا يملكون العصاء السحرية التى جاءت بابن الاخت المشير البشير الى سدة الحكم فى ليلة واحدة . العافية درجات ايها الخال العزيز . انهم يطلبون من الجنوب ان يكون مسلماً اكثر من اسلام مجلس علماء المسلمين الذى يترأسه الشيخ القرضاوى ، يطلبون منه ان يصبح كاثلوكياً اكثر من بابا الفاتيكان . لقد احترنا فى امر هؤلا كحيرة الفيل فى مثل الدينكا الذى يضرب لكل من لا يدع الآخرين بشائنهم . اصل المثل لمن ام يسمع به هو ان الفيل ضل طريق قطيعه فدخل قرية خطاء ، فما كان من رجال تلك القرية الا و تنادوا لقتل الفيل للحصول على وجبة دسمة من لحمه .تقاطروا من صوب كل يحمل عصاءه وحرابه لقتل الفيل المسكين ، لاذ الفيل بالهرب لينجوا بحياته و ليلتحق بقطيعه . فكان كلما جرى الفيل طاردوه صارخين واذا توقف لمواجتهم توقفوا صامتين ، فينطلق ثانية هارباً ويعودون لمطاردته ، وتكررت العملية دون قتل الفيل واحتار الفيل فى امر هؤلا القروين فلا هم مستعدون للمواجهة ولا هم يريدون تركه لمواصلة رحلته للالتحاق بالقطيع . هكذا الطيب مصطفى و آخرين طردوا النواب الجنوبين بالبرمان القومى مبكراً ، فلا هم تركوالوزراء الجنوبين بالبرلمان ولا هم تركوا حكومتهم الجنوبية بحالها