كلام الناس نور الدين مدني السكر يمد لسانه مرة أخرى.!! *ما بين سخرية وزير الزراعة الدكتور عبد الحليم المتعافي من المساءلة التي حدثت له في المجلس الوطني وإقالة الفريق أول مهندس صلاح عبد الله "قوش" من منصبه مستشارا لرئيس الجمهورية يمد لنا السكر لسانه غير عابئ بكل ما يجري في الساحة السياسية من خلافات فوقية ويطير سعره من جديد بالزانة ليصل سعر الجوال إلى "182"جنيهاً. *هذه ليست المرة الأولى التي يرتفع فيها سعر السكر بلا مقدمات ولا مبررات متحدياً أي ضوابط لضبط سعره بل متحدياً السوق الحر الذي يحكمه قانون العرض والطلب والسعر الرسمي المعلن. *أمس كشفت الزميلة "الأحداث" عبر متابعاتها لهذه السلعة الإستراتيجية عن ارتفاع سعر جوال السكر إلى "182" جنيهاً بدلاً عن السعر الرسمي لدي الشركة المحدد ب"152"جنيهاً. *عزت الصحيفة حسب إفادة مصدر في السوق أن أسباب إرتفاع أسعار السكر هذه المرة يعود إلى وكلاء التوزيع الذين يبيعون بعض ما يستلمون من السكر بالسعر الرسمي ويخفون الباقي لبيعه تحت الكنب بالسعر الأسود. *نبهنا من قبل إلى احتكار توزيع السكر لعدد من التجار وإن ذلك إلى جانب أنه يخالف سياسة التحرير الاقتصادي فإنه يفتح الباب أمام مثل هذه الأساليب الملتوية في ظل غياب الرقابة وازدياد الطلب على هذه السلعة الإستراتيجية خاصة وسط الشرائح الفقيرة من المواطنين حيث يعتبر السكر فاكهتهم الوحيدة المتاحة. *مرة أخرى ليس هناك ما يبرر هذه الزيادة ولا حتى الزيادات السابقة التي تستجيب جزئياً لبعض المعالجات والضوابط ولكنها سرعان ما تتجاوزها لتعود من جديد بسعر أعلى أيضاً من السعر الحقيقي، وكل ذلك يتم تحت مظلة سياسة التحرير الاقتصادي التي تركت حبل الأسعار على غارب السوق حتى في ظل وفرة السلع، التي تهرب لدول الجوار لتستورده البلاد لتغطية النقص المتعمد، وهكذا ندور في حلقة مفرغة كما تدور السياسة في بلادنا في دهاليز المتاهات التي أدخلت الوطن والمواطنين في هذه الدوامة من الضغوط والأعباء المتزايدة التي لم يعد يتحملها المواطنون. ------------------------------------------ صحيفة السوداني