كلام الناس نور الدين مدني لا حياة لمن ننادي *إذا كان الأزواج يعانون من الحرمان في حياتهم الأسرية فإن الحرمان يكون أشد في حالة الذين حرموا من زوجاتهم لأسباب قاهرة لعل أصعبها حالات السجناء والسجينات؛ لذلك اهتم الباحثون الاجتماعيون والأخصائيون النفسيون بإيجاد السبل المشروعة لتلبية هذه الحاجة الحيوية داخل الأسرة، وفي بعض السجون بالخارج توفر لهم الخلوة الشرعية في غرف خاصة داخل السجن نفسه. *نقول هذا بمناسبة ما أعلنته مديرة سجن النساء بأم درمان العقيد أميرة آدم، عن سعيها لإدخال الخلوة الشرعية لتلبية حاجة السجينات المتزوجات بدلاً في تركهن فريسة للممارسات الشاذة التي ينبغي أن نعترف أنها تجد طريقها وسط السجينات، تماماً كما تنتشر وسط السجناء وفي الداخليات وفي المعسكرات المقفولة وإبان فترة النزاعات والحروب. * لقد سبقت السجون السودانية منذ أن كانت قائمة بذاتها قبل أن تدمج عبر نظام الشرطة الموحدة، بالعمل بنظام الإجازة للزوج السجين لقضاء ليلة وسط أسرته يعود بعدها إلى السجن حسب نظام الضمانة الذي ما زال يعمل به في نطاق ضيق. *معروف للداني والقاصي كيف تتم العلاقات الجنسية الشاذة وسط السجناء والسجينات وهي علاقات ضارة بالبناء الاجتماعي للأسر والمجتمع بأسره، وهناك حالات انحراف وعنف تتم في هذه العلاقات أو بسببها؛ لذلك فإن إعطاء مثل هذه الرخصة المشروعة للسجناء المتزوجين والسجينات المتزوجات تحفظهم من الانحراف وتساعد في التماسك الاسري وتمتن جسور العلاقة بين السجين أو السجينة والمجتمع المحيط. *للأسف فإن الحرمان من هذه العلاقة الحيوية الأهم في الحياة الأسرية موجود داخل الأسر خاصة في بلادنا حيث تفتر هذه الرغبة خاصة وسط النساء لأسباب تتعلق بالختان وأخرى بالتربية والمفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي تؤدي إلى هذه الجفوة المفتعلة بين الزوجين التي قد تدفع الأزواج للبحث عن هذه الحاجة الحيوية خارج الأسرة وفي أحسن الحالات لدى زوجة أخرى. * صديقي الخمسيني التقى بي عقب صلاة المغرب قبل يومين ليحكي عن استمرار حالة الشكوى التي تكلمنا عنها قبل أسابيع وهو يقول ساخراً: إن زوجاتنا للأسف لا يقرؤون ما تكتب، وحتى إن قرأنه فإنهن سيسخرن منه، وقال لي بحزن هل تصدق أن "بت إبليس" زارتني قبل يومين وزوجتي المصونة على بعد خطوات مني وسط أولادها تغط في نوم عميق. *ختم شكواه لي ساخراً وهو يقول لي: يبدو يا صديقي العزيز أنه حياة لمن ننادي!