وكلات دولية: 29/4/2011 فى تصعيد دولى غير مسبوق شدد مراقبون و نشطاء حقوقيين دوليين بضرورة اسراع المجتمع الدولى لفرض رقابة دولية جوية صارمة لحماية نزاهة الانتخابات بجنوب كردفان، و التدخل العسكرى المباشر لتغيير نظام البشير فى السودان، اذا ما دعت الضرورة لحماية المدنيين و شعب ولاية جنوب كردفان، خاصة بعد الخطاب الذى القاه البشير بمدينة المجلد بولاية جنوب كردفان يوم 27/4/2011م، باعتباره خطابا تحريضى يدعو الى الجهاد و الحرب و تفكيك النسيج الاجتماعى و محاولة لتزييف ارادة الجماهير و تزوير الانتخابات، محاولا استخدام بساطة شعب المسيرية لاستخدامهم دروعا بشرية و زجهم فى حرب بالوكالة، لتطويل امد بقائه فى العاصمة الخرطوم. و قد صرح قادة المسيرية فى الداخل و الخارج بانهم واعون بما يهدف اليه المؤتمر الوطنى و لا يمكنهم تلويث تاريخهم بالتصويت لهارون و اعطائه شرعية زائفة باعتباره مجرم حرب ايادية ملوثة بدماء بنى جلدته فى دارفور. و فى صور و تسجيل مسموع و مرئ إلتقطته الاقمار الاصطناعية اعتبر عدد من المراقبين الدوليين أن ما ذهب اليه البشير فى تصريحاته هو نكوص كبير و واضح فى تنفيذ اتفاقية السلام الشامل التى وقعها نظام البشير و شهد عليها المجتمع الدولى، وتدميرا لجهود كل الوسطاء و الدول لحل القضايا العالقة فى اتفاقية السلام الشامل، خاصة برتكولى جنوب كردفان و أبيي، مما يشير بصورة اكثر وضوحا الى التماطل المقصود من نظام البشير فى تنفيذ كل الاتفاقيات التى وقعها منذ العام 2005م. و قد انتقد المجتمع الدولى اصرار نظام الخرطوم على تقديم مجرم الحرب أحمد هارون لمنصب الحاكم فى ولاية حساسة كولاية جنوب باعتباره مطالبا من محكمة الجنايات الدولية لارتكابة 44 مخالفة قانونية متعلقة بالابادة العرقية و القتل و الاغتصاب و التهجير و الابدال السكانى و غيرها، بجانب حضور قادة الجنجويد و المليشيات من ولايات دارفور المجاورة لتدشين حملته، مما يؤكد تورط البشير فى خلق غطاء للاشخاص الذين مارسوا ابادة عرقية فى دارفور و يخططون لتنفيذ مجازر اخرى فى ولاية جنوب كردفان بدأت ملامحها فى احداث الفيض فى الثالث عشر من هذا الشهر. و اشار محللون ان فشل المؤتمر الوطنى فى المحافظة على السودان و الصراع الداخلى بين اقطابه و قضايا الفساد و انتهاك الحريات و الوضع الامنى المأزوم و القبض على طائرة و قادة مليشيات مدعومين من المؤتمر الوطنى فى جنوب السودان و التورط فى احداث الفيض و الازمة الاقتصادية و ارتفاع الاسعار و التظاهرات فى العديد من المدن و محكمة الجنايات الدولية كلها عوامل يحاول نظام الخرطوم ان يغطيها عبر اعلان الحرب فى جنوب كردفان و خداع و جر المسيرية فى حرب لا تخدم اغراضهم. و دعا ناشطين المجتمع الدولى الاستعداد المبكر فى امر السودان، حتى لتفادى وقوع كارثة ليبيا و ساحل العاج التى راح ضحيتها الالاف قبل تدخل فرنسا و الولاياتالمتحدةالامريكية و حلف الناتو. و قال نشطاء حقوقيين دوليين ان نظام الخرطوم هيأت له من الظروف الدبلوماسية ما فيه الكفاية لتصحيح صورته و لم ينجح، خاصة فيما يتعلق بقضايا الارهاب عبر ايوائه اسامة بن لادن سابقا و تحريك استثماراته و العديد من المنطمات الارهابية و اعلان الحرب و الجهاد و الابادة العرقية و الاعتقالات ضد مواطنية و تجاهل قضايا الحريات و التحول الديمقراطى و حقوق الانسان، مما جعل السودان يتزيل قوائم الفشل عالميا. ذاكرين ان تطبيق ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل و خاصة انتخابات جنوب كردفان بجانب قضية دارفور ستكون بمثابة الفرصة الاخيرة لنظام الخرطوم لتفادى ضربات عسكرية جوية، و تغيير نظام الخرطوم خاصة و ان اكثر من نسبة 95% من الشعب السودانى يقف ضد الشمولية و الدكتاتورية و يدعم قضايا التحول الديمقراطى و الحريات و تحقيق معيشة افضل للمواطنيين. هذا و قد طالب المبعوث الامريكى الاسبق للسودان اندرو ناتيوس فى اكتوبر من العام الماضى بضرب نظام الخرطوم جويا اذا تعنت فى تنفيذ اتفاقية السلام الشامل متضمنة استفتاء جنوب السودان و ابيي و تنفيذ برتوكولى جبال النوبة و النيل الازرق. كما أصدر السناتور جون دانفورث و الجنرال سمبوى الوسطين فى اتفاقية السلام الشامل فى بيان مشترك قبل عدة اشهر تحذير شديد اللهجة لحكومة الخرطوم من خطورة التناول الجزئي لاتفاقية السلام و تجاهل برتوكولات مهمة و هى برتكول جنوب كردفان و النيل الازرق و أبيي. و فى نوفمبر 2011م حث المبعوث الامريكى السابق للسودان ويلمسون الرئيس الامريكى اوباما بالايفاء بوعده الذى وعد به الناخب الامريكى فى مايو 2008م بوضع حد للابادة العرقية فى السودان و جعل درفور محظورة للطيران الحربى الحكومى وتنفيذ كل بنود اتفاقية السلام الشامل، و حثه على التدخل العسكرى والجوى الآنى اذا دعى الامر. و يرى محللون عسكريين و امنيين دوليين ان تغيير نظام الخرطوم عسكريا سيكون ايسر بكثير من نظامى صدام و طالبان اذا ان النظام يتسيطر على العاصمة الخرطوم فقط امنيا و فاقد لاى سند شعبي و جماهيرى فى كل اقاليم السودان و خاصة الهامش، بالاضافة الى ان القوى السياسية الشمالية المعارضة تقف ضده فى الخرطوم و مواقع نفوذها الاخرى، كما ان النظام معزول دوليا بما فى ذلك من الدول المحيطة به سواء كانت عربية او افريقية و التى لها جميعا علاقات مميزة مع الغرب و خاصة امريكا، كما ان عدم تجاوب النظام فى تقديم مجرمى الحرب للمحكمة الدولية و عدم تنفيذه لاتفاقيات السلام التى وقعها وتلاعبة بقضية دارفور و كبته للحريات و خاصة الصحفية، بجانب وضعيته ضمن الدول الراعية للارهاب سيجعل من تنفيذ فكرة التغيير الدولى الخيار الاول اذا استمر الوضع كما هو الآن. و فى اول رد فعل رسمى انتقدت الخارجية الامريكية خطاب البشير فى المجلد و اعتبرته نكوصا عن تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وعلى صعيد اخر بعثت عدد من المنظمات النشطة و ذات الصلة بمواقع صنع القرار بخطابات الى بان كيمون الامين العام للامم المتحدة و ادارة اوباما و الاتحاد الاروبى و حلف الناتو و عدد من المنظمات الدولية و الاقليمية تدعوها الى مراقبة الاوضاع عن كثب فى جنوب كردفن و دارفور و التدخل العاجل بالاساليب المناسبة فى اسرع فرصة لحماية المدنيين. و فى ربط بين احداث ليبيا و الفيض ام عبدالله التى تشير اصابع الاتهام فيها الى تورط حاج ماجد سوار، يلقى المدعى العام لمحكمة الجنايات الدولية خطابا امام مجلس الامن فى نيويورك الاربعاء القادم لتحريك دعوة ضد القذافى و ابنائه و بعض قيادات النظام الليبى جنائيا، و قد يقوم باستلام الملف الاولى الخاص باحداث الفيض و ملف اعددته جهات قانونية عن سوار، و تحركات الجيوش بالامس فى ابوجبيهة و تطويق منزل معتمدها بجانب انتشار الجيش فى منطقة الرحمانية بالقرب من كاودا احدى المعاقل الرئسية للحركة الشعبية لتحرير السودان بجنوب كردفان.