والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الدكتور هاشم التني رئيس المعهد العالمي للسلام وحوار الثقافات و مؤسسة سلام سودان


حوار مع الدكتور هاشم التني
رئيس المعهد العالمي للسلام وحوار الثقافات
و مؤسسة سلام سودان

حاوره / خضرعطا المنان

كثيرون من هم خارج حدود الوطن ولكنهم يحملونه هما دائما ويعايشون
احلام شعبه ويهيمون في بلاد الله الواسعة والسودان في حنايا أفئدتهم ..
من هذه الفئة الدكتور هاشم التني والذي ظل – وهو خارج السودان في واشنطن – ينادي بضرورة اصلاح حال السودان وتوافق أهله على منظومة تخرجه من عثراته وتقفز به الى المراقي العلي ليلعب دوره التاريخي كجسر للتواصل بين الثقافتين العربية والأفريقية .
دون موعد مرتب وفيه كثير من ملامح ما بخاطر الرجل كان هذا اللقاء :
1 - متى تأسست وما هي الفكرة أو الأهداف التي قامت عليها أو من أجلها مؤسسة "سلام سودان" التي تقف أنت على رأسها اليوم ؟
ولدت الفكرة في سجن كوبر عام 1971 بأمل غرس بذرة ثقافة الحوار وسماع الرأئ والرأى الآخر إذ - في البدء كان الكلم - حيث قضيت أربعة أشهر في السجن فقط لأني عبرت عن رأيي عبر برقيتي الشهيرة ب ( من هاشم إلى هاشم) للمرحوم الرائد هاشم العطا من قصيدة أكتوبر الأخضر للصديق محمد المكي إبراهيم ورد فيها:
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر
من غيرنا ليقرر القيم الجديدة والسيير
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة
جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة
المستميت على المبادئ مؤمنآ
المشرئب الى النجوم لينتقي صدر السماء لشعبنا
جيلي أنا
وتم تسجيلها عام 1985 بباريس بإسم تجمع الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان في السودان وتطورت الفكرة للعالمية والدعوة لثقافة السلام عبر حوار الثقافات والحضارات والديانات وإنتقلت معي إلى واشنطون وتم تسجيلها عام 2002 كمعهد ومؤسسة غير ربحية.
2- كنت قد فكرت في الترشح خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالسودان رغم أنه قد سبق لك الانسحاب من تجربة مماثلة .. لماذا ؟
كانت قناعتي – ولا زالت - بحاجة المجتمع لبديل حقيقي فكرآ ومنهجآ وممارسة ترقى لطموحات أهل السودان وفاءآ للوطن وممارسة لحقي كأي مواطن تنطبق عليه الشروط والإستفادة من الفرصة لإسماع صوت مهاجر منذ 1972 للناس وكما يقول أهلنا في السودان (الأرضة جربت الحجر) !
وكما تعلم فإني مفكر ولست بسياسي - كما وأني وبصراحة لست بغاوي سياسة بالمفهوم التقليدي السائد الذي يمسك بتلابيب محترفي السياسة في السودان فأصبحوا صورآ كربونية بعضهم لبعض مما أدى لإنسداد آفاق الإنعتاق الفكري والتحديث الرؤوي وبالتالي حيرة الشعب وقنطه منهم جميعآ. كما تعلم أني تبوأت مناصب عدة وزهدت فيها جميعآ لأسباب فكرية وفلسفي ولا أطمح لسلطة أو لثروة أو لشهرة فارغة من أي مضمون. لكني كمثقف ملتزم بقضايا الحرية والعدالة والكرامة أستشعر واجبآوأسعى لإسماع صوتي وبالتي هي أحسن على الصعيد الشخصي والأسري والوطني والقومي والعالمي - كما وأشعر بمسؤلية المشاركة في الشأن العام من حيث المبدأ كواجب ودين علي- لذا إستجبت لطلب أهلى الأنصار في دائرة ام روابة عام 1986 ولنفس السبب إستجبت على حذر لطلب الكثير من الأصدقاء بأن أعلن ترشحي لرئاسة الجمهورية بمنطق أن الإنتخابات فرصة لطرح رؤيتي وأفكارى للمستقبل خاصة وإن قضية حرية الفكر والبحث عن حلول وافكار تنفع المؤمنين وغيرهم كانت أساس هجرتي من الوطن للمهجر في سويسرا وفرنسا وأخيرآ الولايات المتحدة الأمريكية. ما يحتاج له السودان اليوم هو برنامج وخطة ليس لتغيير نظام وإنما لتغيير المجتمع نفسه إذ لا يغيير الله قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وهذا هو التحدي التحدي الحقيقي ولب رسالة معهدنا - ليس للسودان وحده وإنما لمحيطه الإفريقي والعربي الإسلامي وكذا امريكا وأوروبا والعالم بأسره .
3- وهل كان الترشح لرئاسة السودان بالنسبة لك هدفا في حد ذاته أم أنه وسيلة لغايات أخرى ؟ وماهي تلك الغايات ؟
الهدف هو إيصال صوتي للناس وليس الرئاسة - وبما أني أعي عبقرية الشعب السوداني وأشواقه للحرية والعدالة والكرامة فمن يدري كيف سيستقبلون أفكاري ؟ كما تعلم أنا والحمد لله مشغول وأتمتع بالحرية والكرامة والبحث والكتابة ولست بحاجة لوظيفة - كم أني زاهد في السلطة والثروة فقد كرمني الخالق بحياة مهنية وفكرية غنية ومتميزة - لكني لن أتردد أن أقدم ما أستطيع في مجال الخدمة العامة لو سنحت لي فرصة لذلك وفاءآ للوطن الذي أجبرتنا السياسات الفاشلة للبعد عنه بأبداننا وليس بعقولنا ووجداننا. كم وأني أنحدر من أسرة لها باع في الدعوة والشعر والأدب والفن والتجارة والصناعة والطب والخدمة العامة- لذا فإن ترشحي كان وسيلة وليس غاية - فكمفكر إضطر للهجرة بسبب عدم قبول الرأى والرأى الآخر في بلاد السودان وهيمنة ثقافة الأبوية والشللية والقبلية ورفض الخروج عن التفكير النمطي الطائفي أو التطرف العقائدي والديماغوغية والتهريج اليميني أو اليساري وكمواطن سوداني بالمهجر أعتبرت الترشح - بجانب أنه حق لكل سوداني وسودانية يستوفي شروطه - فرصة لمواصلة الدعوة للإستنارة ولأفكاري والتي بدأت نشرها منذ تسجيل المؤسسة والمعهد بالسودان في يونيو 2006 حيث نظمنا ورش عمل عن السلام والديموقراطية في دارفور والخرطوم وام درمان - جدير بالذكر رفض نظام الجبهة طلباتنا للتسجيل منذ عام 1996.
4 – ما الجديد الذي كان يمكنك طرحه مغايرا لما هو موجود أصلا على الساحة عبر كافة المرشحين الذين كانوا قد خاضوا التجربة في الانتخبات الرئاسية الاخيرة ؟
كل شيء بدءآ بقصة ومشوار حياتي كسوداني أغبش يحمل رؤية طموحة للوطن وللبشرية ألهمت خياراته منذ الصغر ولم يحيد عنها قط برغم الإضهاد والتهجير والكيد من ضعاف الضمير. كمواطن سوداني ولد وترعرع في أسرة بسيطة في ام روابة بشرق كردفان وكشخص بدأ حياته ببيع الحلوى والكبريت من طبليته أمام منزل الأسرة بحي الشيخ أديب وكراع لصغار الأبقار مع آخرين وكناشط سياسي بإتحاد طلاب جامعة الخرطوم ومشارك في ثورة أكتوبر 1964 وثورة طلاب السوربون الفرنسيين عام 1968 وكمواطن إختار البعد عن الوظائف وإستعبادها للإنسان والأستقالة من الدبلوماسية السودانية عام 1975 للعمل وبنجاح ضد ديكتاتورية جعفر النميري ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ثم وكشخص زامل الطيب صالح إبان عملنا معآ في منظمة اليونسكو وكشخص طلق ولج القطاع الخاص مالكآ لشركة التواصل 21 لخدمات الترجمة ومؤسس المعهد العالمي للسلام ومؤسسة سلام سودان - أقنعتني مجموعة من الأصدقاء أن ترشيحي يمكن أن يتيح للشعب السوداني الإضطلاع على مشوار وقصة وكفاح ومثابرة وتجربة مهاجر من أجل قضية الكرامة والحرية والعدالة سودانيآ وإقليميآ ودوليآ- هجرة معاناة وإنجاز نتجت عنها رؤية مستنيرة للحكم الراشد أساسها الحرية والعدالة والديموقراطية وإحترام حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون توائم بين تراثنا الروحي والمادي وقادرة على نقل المجتمع السوداني للقرن الحادي والعشرين - لقد هاجرت بحثآ عن رؤية مقنعة والحمد لله - وبتواضع أشعر بأني وجدتها وفي إطارها ظللت وفيآ للوطن وصوتآ محترمآ وجد الترحيب داخل السودان وعالميآ ورأيت في الترشيح سانحة لمواصلة الدعوة إليها وتمليكها للشعب السوداني صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري- وذلك أضعف الإيمان.
5 – كيف تنظر لما يجري اليوم على الساحة السياسية السودانية ؟
المجتمع السوداني - وأعني كل المجتمع - في إعتقادي يعاني من الخوف والفقر وأنعدام حرية الفكر والتعبير والبحث العلمي وتسيد ثقافة الإستبداد والديكتاتورية ويحتاج لثورة حقيقية من أجل الحرية والكرامة - ثورة لتحرير العقل السوداني وإنعتاقه - لقد فشلت كل الطروحات منذ الأستقلال لأنها لم تكن نتيجة بحث ودراسة متعمقة وتشخيص جاد للأمراض التي يعاني منه المجتمع السوداني وأهمها الإنسداد والتكلس الفكري وبخاصة إستغلال الدين لمآرب سياسية ودنيوية غريبة عن التراث الروحي والصوفي المتسامح الذي عرف به السودانيون عبر العصور. فغياب التشخيص الجاد للأزمة يحول دون إيجاد العلاج الناجع القادر على إنجاز الشفاء.
وفي رأيي قد آن الأوان لتغيير جذري يتجاوز كل ما هو في السحة السياسية الآن - إذ أن الواضح هو أن جميع اللاعبين في المجال السياسي حكومة ومعارضة برهنوا بالتجربة أنهم جزء من المشكلة وعليهم الإعتراف بذلك وترك الساحة لبروز أفكار جديدة ووجوه جديدة من داخل وخارج الوطن ذات رصيد وطني ناصع وإيمان بالقيمة الأسمى للحرية والعدالة والديموقراطية وتأهيل علمي وتجارب تؤهلهم لقيادة الثورة السودانية القادمة لا محالة- والبداية هي في التنسيق بين المبادرات الشبابية الجارية وتوحيدها وتنظيمها في حركة شعبية جديدة كالتي بدأناها مع مجموعة وأطلقنا عليها إسم الحركة السودانية للحرية والسلام والوحدة يمكن تحويلها لحزب سياسي عصري وحداثي يتجاوز أمراض الأحزاب القائمة وتستند على ديناميكية الشباب وإبداعاتهم والتكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الإجتماعي والإنترنت.
6 – ما المواصفات التي ترى ضرورة توافرها في أي مرشح للرئاسة ؟
الوطنية والتجرد - العلم والمعرفة - الخبرة المهنية - ذو سيرة تعكس الإلتزام بقيم الحرية والعدالة والسلام والديموقراطية وإحترام حقوق الإنسان والحكم الراشد.
7 – هل ترى أن السودان كان فعلا بحاجة لكل ذلك الكم من المرشحين لهذا المنصب ؟
ولم لا ؟ أمر طبيعي بعد 21 عامآ من الصمت المفروض على رقاب البشر. سانحة لإنتزاع حق حرية التعبير وإسماع الشعب أصوات أخرى لأبنائه وبناته.
8 - كيف يتسنى لك أن تنافس من هم بالداخل من مختلف الاتجاهات السياسية ومعايشين لما يجري هناك وأنت بعيد عن أرض الوطن منذ سنوات؟
المثل السوداني يقول ( كترت الطلة تمسخ خلق الله) فقد سإم السودانيون ما هو مطروح في الساحة السياسية وآن لهم أن يستمعوا لأصوات أخرى كما وأن عصر الإنترنت والتواصل الإجتماعي قد قرب المسافات - وكسوداني إختار النضال الفكري لإيمانه بأنه (عند غياب الرؤية المستنيرة يفنى البشر) وكشخص رفض الوظيفة الدبلوماسية البراقة وغيرها في المنظمات الدولية وآثر الهجرة بعد أن خرج من سجن كوبر كواحد من ضحايا الإضطهاد الفكري لأنه عبر عن وجهة نظر منحازة للمواطنين الكادحين عام 1971 بدلآ من نفاق السلطة آنذاك - وكمهاجر سعى عبر البحث والدراسة عن رؤى وأفكار جديدة يمكن أن تساهم فى وجود مخرج من المأزق التاريخي للوطن - وكإنسان نذر نفسه وقضى حياته فى الدفاع عن وخدمة قضايا الحرية والعدالة والديموقراطية في إطار منظمات المجتمع المدني في المهجر - وكمتابع لمجريات الأمور داخل الوطن والعالم- وددت أن اساهم من خلال ترشيحي بطرح ما لدي من أفكار وجدت إستحسانآ في العديد من بلاد العالم أن يكتشف المواطن السوداني بالداخل نموذجآ من إبداعات المهاجرين وأن بالمهجر مواطنون سودانيون ملتزمون بقضايا الوطن ومنافحون عن كرامة الإنسان في كل مكان ليقارنوا بين سير كل المرشحين وبذا يمارسوا حرية إختيار من يرون فيه الكفاءة إذ بضدها تتمايز الأشياء.
9 – ماهي ملامح البرنامج الذي كنت ستتخذه أرضية لطرح نفسك؟ .. وهل تعتقد أنه يمكن أن يجعلك مقبولا لدى الشعب السوداني ؟
الشعب السوداني أضحى رهينة للخوف والترهيب وغسيل المخ اليومي عبر التضليل الإعلامي - وأرى أنه قد آن الأوان للشعب السوداني أن يكتشف خيارات ورؤى فكرية وشخصيات جديدة أخري غير هؤلاء الذين ظلوا محتكرين لحق الكلام وكأن حواء السودان عاقر.
يرتكز برنامجي حول العشرة محاور التالية:
الحرية - العدالة -الحقيقة - السلام - الكرامة - الديموقراطية وحقوق الإنسان-الحكم الراشد وسيادة حكم القانون - - التنمية المستدامة - الرفاهية -الوحدة والإحتفاء بالتنوع
10 - هل ترى انه كان بامكانك أن تشكل حضورا في الساحة السياسية السودانية وتقنع الناس وقد جئت متأخرا سيد هاشم ؟
لست متأخرآ من المنظور الفكري - وهنا دعني أذكرك بمحاضرتي بالنادي الثقافي السوداني بدبي في يونيو 1998 أيام قبل إنقلاب الجبهة على السلطة بعنوان : أزمة السودان السياسية وغياب المشروع الوطني الطموح والتي نشرت صحيفة الخليج ملخصآ لها بتوقيعك - قد ظللت أبشر بأفكاري المستقلة عبر مواقفي وخياراتي منذ إنتخابي كأحد رؤساء داخلية عبد الله جماع بمدرسة وادي سيدنا الثانوية 1958والإستمرار في ذلك عبر الحضور في الإنترنت ثم قضاء عام كامل في السودان بين اغسطس 2007 إلى أغسطس 2008 بشرت فيه عبر وسائل الإعلام بآخر ما لدى من أفكار للتغيير وجدت ترحيبآ وقبولآ بين قطاعات من الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني السوداني- لكن بالنسبة لي ما كنت أفكر أصلآ في ولوج عالم السياسة لزيادة العدد وإنما بهدف التغيير الحقيقي في إتجاه الحداثة ومن خلال الإجتهاد الحر في مواءمته مع روح العصر وتحديات القرن الحادي والعشرين أحسن الوصول المتأخر من عدم الوصول - وعلى كل إستطعت بسبب الترشيح أن أقول كلمتي ولكني إعترافآ بالتأخير في قبول الفكرة ومراقبتي ورصدي لما كان دائرآ في الساحة وقتها صرفت عنه النظر وقررت مواصلة عملي من خلال المؤسسة والمعهد وبناء الحركة السودانية للحرية والسلام والوحدة في أوساط الشباب وخاصة في الجامعات ولنا صفحة على فيسبوك.
11 – ماهي مشكلات السودان الأكثر استعصاءا اليوم .. ويمكنك أعطاءها الأولوية في برنامجك الانتخابي ؟
ندني بالإئتلاف آمالنا البعيدة
لا نعرف الخلاف في الجنس والعقيدة
فالدين للإلاه والمجد للوطن
العودة للدولة المدنية الديمقراطية العصرية القائمة على المواطنة والفصل بين الدين والسياسة وتحرير المجتمع من حالة الإحتقان والإحباط النفسي الجماعي الذي حول البلاد لسجن كبير - بداية نهج جديد لدولة الحرية والعدالة والديموقراطية ووضع حد لإستعباد الناس بالمزايدة الإنتهازية بإسم الدين لردم الهوة السحيقة وإنعدام الثقة بين الشعب والدولة التي أدت اليها سياسات كل الحكومات وبخاصة الحكومة الحالية منذ إنقلاب يونيو 1989 والتي في سعيها لقبول المجتمع الدولي لسياساتها الإستعلائية المتطرفة تسببت في إعادة إستعمار السودان وتقسيمه مما زاد الشقة بين المواطنين وكل محترفي السياسة في كل من السلطة والمعارضة وإستغلال الشرطة والجيش دولة الحزب الواحد القائم على أيدولوجية إسلامية ٍ متطرفة وغريبة على المجتمع السوداني تقودها أقلية من الذين يسمون أنفسهم بلإسلاميين.
12 – أخيرا : كيف تنظر لمستقبل هذا السودان في ضوء ما يسود ساحته السياسية حاليا ؟
إن تركت الأمور تسير كما هي عليه فيمكن ان يصبح السودان صومالآ ثانية. لذا قد دقت ساعة العمل وعلى الجميع إيقاف ممارسة الشكوى السالبة للسياسات الفاشلة والإستمرار فى أنتمائهم بذلك لمن تسببوا في المشكلة أصلآ. على الكل أن يتواضع ويمارس النقد الذاتي ويسأل نفسه وبصدق وبدون مزايدة أو إدعاءات ماذا قدم لوطنه السودان؟ ماذا قدم لإفريقيا؟ ماذا قدم لأمته العربية والإسلامية؟ وماذا قدم للبشرية؟
كأحد الذين نالوا شرف المشاركة في قيادة ثورة 21 أكتوبر 1964كعضو في جبهة الهيئات ممثلآ لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي تشرفت بالعمل كنائب رئيس للعلاقات الخارجية فيه؛ وعملت في المهجر من خلال سلام سودان لفضح ديكتاتورية جعفر النميري حتى سقط نظامه الذي إغتال الأستاذ محمود محمد طه وترك لنا قوانين سبتمبر التي فرخت لنا هذا الليل الدامس السواد توظيفآوإستغلالآ سيئآ للدين لأهداف سياسية دنيوية لا علاقة لها بالإسلام - وبعد نجاح ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وقبلها تحرير جنوب إفريقيا وجنوب السودان فإني على يقين من أن التغيير الذي يتوق له الشعب السوداني لا محالة قادم - وعلى الوطنيين السودانيين الشرفاء داخل الوطن وفي المهاجر أن ينظموا أنفسهم لمساعدة نجاح الثورة السودانية من أجل الحرية والسلام والوحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.