الثورات التي اجتاحت الدول العربية اثبتت لنا حقيقة واحدة ان هذه الانظمة التي حكمت لاكثر من نصف قرن من الزمان وكتمت انفاس هذه الشعوب لهي اهون بكثير من بيت العنكبوت اذ تساقطت كما يتساقط اوراق الشجر بكل ماتملك من اجهزة قمع ولكن ارادة الشعوب هي التي انتصرت وهي تعلم ان للحرية ثمن يدفع من دماء الشباب والشيوخ والنساء . ان كل مشروع خاصة اذا كان مشروع كبير لبناء امة يحتاج لتضحيات جسام ومواقف يذكرها التاريخ وتفتخر بها الاجيال ان تاريخنا ملئ بالانتصارات علي المستعمر والمعارك التي خضناها من اجل ان نتحرر من عبوديتة وهو ينهب خيرات البلاد ويذل عبادها ولكن الحقيقة التي اكتشفناها اننا بعد ان طردنا المستعمر الخارجي تسلط علينا مستعمرون جدد هم من ابناء جلدتنا لافرق بينهم وبين المستعمر الخارجي فهم ايضا نهبوا البلاد والشعوب تعاني من الفقر و الجهل والمرض .ولكن لكل اجلٍ كتاب ولو كانت تعلم هذه الشعوب الغيب لما صبرت كل هذه السنين علي هذا العذاب لذلك خرجت وهي تهتف بسقوطهم فاصابهم الهلع والخوف ان سلاح هذه الجماهير والشعوب هي الكلمة التي عرفنا ان لها فراسة يمكنها ان تهزم جبروتهم والياتهم العسكرية وتفضح تشبثهم بالسلطة وجبنهم لقلناها من عشرات السنين ونجونا من ظلمهم واعتقالاتهم وسرقتهم لاموالنا اننا كأمة نمتلك كنوز ثمينة وثروات عظيمة وذخيرة غالية من علوم ومعارف نعتبرها هي الاساس الثابت والدعائم القوية لكل تقدم وازدهار وحضارة وقد عرفت الامة الاسلامية والعربية بهذا التقدم ولكن سنين البؤس والكبت وحكام السوء ارادوا لنا ان نكون في زيل الامم باستيلائهم علي السلطة بالقوة وتسلطهم علي الشعوب وتحويله من شعب عظيم الي شعب منكمش بافكارة وعاداتة ، ان الثورات التي تنتظم البلاد العربية هي ثورات تحرر ستجعلة يسير باتجاه مستقيم علي اسس من القوة والعبقرية والاتزان الذي عرف به ويستعيد دورة في شتي المجالات والعلوم لان اي تطور لاي امة يحدث في جو من الحريات الفكرية والسياسية والاقتصادية لان اجواء الكبت والقمع تقتل الابداع وتسبط الهمم ان الامة تنطلق اليوم لتتنفس نسيم الحرية وكما رفع احد شباب الثورة في تونس لافته مكتوب عليها انها ثورة الاحرار وليست ثورة الجياع نعم انها ثورة الاحرار التي وقودها الشباب الذين قدمو ارواحهم واريقت دمائهم ليكتبوا بها تاريخ امة قادمة لتقود الامم انها صيحات النساء التي تعالت تهتف في وجه الطغاة بدل البكاء والعويل انها ضحكات الاطفال وابتساماتهم التي تبشر بميلاد فجر جديد يعيشوا فيه احراراً انها دعوات الشيوخ والاباء لابنائهم الشهداء شهداء الحرية والعزة والكرامة لان الانسان بدون حرية هو شئ من سقط المتاع ولانعرف مبدأ كرم الحياة وأعلي من شأن الحرية والاحرار مثل الاسلام ولكن للاسف بعض حكامنا يحكمون باسم الاسلام ويصادرون حرية الاخرين ان مبدأ الحرية قد اعلنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال ( متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً ) ان العبث بحرية الانسان سواء كانت سياسية او دينيه شئ مرفوض ترفضة الاديان السماوية والفطرة الانسانية السليمة لان الله سبحانة وتعالي قد خلقنا احرارقوله تعالي( لاإكراه في الدين ) ان دعوات الاصلاح التي كانت تنادي بها الشعوب منذ وقت بعيد لم تجد اذن صاغية ولا محاولة لاي اصلاح طيلة السنين السابقة لذلك خرجت هذه الجماهير لتنتزع الحق الذي سلب منها فكفي سكوتا علي الظلم ولكن هذه الحكومات التي تدعي الوطنية وحرصها علي الشعب ومكتسبات البلاد واجهتهم بالرصاص الحي وعطلت اقتصاد البلد ودمرت بنياته التحتية كل ذلك من اجل بقائهم علي كرسي السلطة وان الانفس التي قتلت لاتساوي شئ مقابل بقائهم ولو دقائق علي كرسي الحكم ولكن ارادة الجماهير وعزيمتهم وحبهم للانعتاق من الدكتاتوريات التي تحكمهم جعلتهم يصبرون حتي يحققوا النصر فقد صبر الشعب التونسي حتي هرب بن علي وصبر الشعب المصري الذي واجه بلطجية النظام واجهزة امنه الباطشة حتي رحل مبارك وتنحي عن الحكم وتتواصل التضحيات في كل من سوريا واليمن وليبيا الحرة التي اصبحت عصية علي مجنونها القذافي الذي احرق شعبة وبلاده ونتمني ان تتواصل الثورات في كل البلاد العربية لتغير هذه الانظمة ونبني امة تدافع عن نفسها وتنصر المستضعفين من النساء و الاطفال في فلسطين يجب علي الشعوب ان تتحرك وتثور حتي تحقق الوحدة العربية والاسلامية التي فتتها هؤلاء الحكام من اجل مصالحهم الضيقة وموالاتهم وخوفهم من الغرب الذي يامرهم فيطيعون علي حساب شعوبهم حتي يضمنوا لهم البقاء في السلطة ولكن الموازين الان قد تغيرت فاصبحت الشعوب صاحبة القوة وهي التي تحدد من يحكمها وكيف تُحكم وترسم خارطتها السياسية بعزة وكرامة لانها هي التي صنعت مجدها بتضحياتها وثوراتها فقد ولي عهد الحاكم الذي يامر فيطيعة الشعب طاعة عمياء في ما احب وكره وليس فيما احب الله ورسوله ان الشعوب العربية والاسلامية قد توحدت تحت شعار واحد جمعها واصبح يتردد من المحيط الي الخليج شعار يؤكد حبهم للحرية وكرههم للانظمة الشمولية التي تحكمهم ان شعار( الشعب يريد اسقاط النظام) هو الشعار المحبب لكل بلد عربي لان هذه الكلمات الاربعة القلائل استطاعت ان تفعل مالم تفعلة الخطب و كتابات الصحف ومؤلفات الكتب لانها فعلت الكثير وغيرت الخارطة السياسية لعالمنا العربي و الاسلامي وحررته من حكام لايعرفون سوي لغة السيف ولابلاغة غير بلاغة السياط