17 مايو 2011 - 02:43 صباحا مرات المشاهدة : 1042 مطالبات بالكف عن إعتصامات اللاجئين السودانيين بالقاهرة واللجوء إلى التكاتف فيما بينهم لحل مشاكلهم المادية القاهرة- أفريقيا اليوم/ سمير بول حاولت "نعمة حامد عيسى" لاجئة من إقليم دارفور السوداني بالقاهرة الإنتحار بحرق نفسها أمام مبنى المفوضية العليا لشئون اللاجئين صباح أمس، وذلك بعدما رفضت إحدى الموظفات فى المفوضية، وتدعى ( أمانى ) مقابلتها بل وطردها بطريقة غير لائقة حسب قول (هانى بول) شاهد عيان فى وقت وقوع الحادث . وتعانى نعمة وهى أم لأربعة أطفال من حروقات فى جسدها بعدما تشوهت أجزاء كبيرة من جسدها، وإحترق وجهها، ويقول هانى ل " أفريقيا اليوم" أن المفوضية رفضت التدخل إلا بعد أن أكد الأطباء بمستشفى أم المصريين بالجيزة أن الحالة ستتفاقم ، ويضيف هانى أن الأطباء فى بداية الامر رفضوا التعامل مع الحالة . ويتابع هاني أن حالة نعمة سيئة للغاية ، مستنكرا التعامل الغير إنسانى للمفوضية مع اللاجئين السودانيين ، ويؤكد أنه شخصياً يفكر فى الإنتحار ، ويحمل هانى بطاقة صفراء كعلامة إنتظار دون النظر لحالة لجوئه منذ 6 سنوات . ويصف هانى تفاصيل الحادثة بأن نعمة عندما أرادت التحدث الى الموظفة رفضت الأخيرة، وبعدما ردت عليها بعنفوان أشعلت نعمة عود كبريت على ثوبها البلاستيكى لتتحول فى لحظات الى كوم من اللهيب المشتعل، وكادت أن تحترق كليا لولا تدخل بعض اللاجئين السودانيين والصوماليين الذين كانوا بمكان الحادث . ويقول "عبدالرحمن صديق هاشم" رئيس مركز وفاء الثقافى ومتابع لشئون اللاجئين وحقوق الإنسان فى مصر ل (أفريقيا اليوم ) أنه على اللاجئين أن يعوا أن الإعتصامات أو الإحتجاجات لن تستجيب لها المفوضية، بل تنتهى بالتفريق بالقوة كما حدث فى 2005 ، وأن المفوضية توفر الحماية فقط . وطالب عبدالرحمن بالكف عن الإعتصام والبحث عن البدائل الأخرى كالتعاضد والتعاون فيما بينهم إذا ما كانت أوضاعهم سيئة . موضحا أن السودانيين يعانون من ظروف لجوء صعبة فى مصر خاصة بعد ثورة 25 يناير ، وقال شاهدنا إعتصامات كثيرة أمام مبنى المفوضية ، ولكن الإحتجاجات والإعتصامات لا تحقق ما يطالبون به، لأن المفوضية نادرا ماتستجيب للمطالب وينتهي الأمر بالقمع والتفريق بالقوة كما حدث في عام 2005 أمام مسجد مصطفى محمود بضاحية المهندسين بالقاهرة، مضيفا أن المطلوب هو أن اللاجئ يجب أن يعلم أن المفوضية من البداية لا يمكن لها أن تحقق أحلام، ولايمكن أن تلبى كل مطالبه وإحتياجاته فى مصر، ويجب على السودانيين جميعا أن يدركوا أن المفوضية لا تحمل عصا موسى وأنها الجهة الخطأ إذا إعتقدوا أنها يمكن ان تحل مشاكلهم ، مطالبااللاجئين السودانيين بمصر أن يكفوا عن الإحتجاج والإعتصام، وأن يبحثوا عن بدائل أخرى ، إذا كانت المسألة تتعلق بالظروف المادية الحرجة جدا فى مصر ، وقال أن السودانيين لديهم تراث من التعاون والتعاضد والتكاتف فيما بينهم كفيل بأن يجعلهم يمدوا يد العون لبعضهم البعض فى حل مثل هذه الإشكاليات، بدلا من مكتب المفوضية ، ظنا منهم أنه يمكن يكون لديه الحل، مبينا أن مصر موقفها من إتفاقية 1951 واضح، وقال أن السودانيين وبعض اللاجئين من أفريقيا يقدموا على اللجوء إلى مصر، وهم غير مطلعين وغير مدركين لحقيقة واحدة ومهمة جدا، وهو أن مصر عندما وقعت على الإتفاقية تحفظت على بنود أساسية ومهمة عن الأمور الإنسانية .