بعث إلينا الخبير الاقتصادي بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب أستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين برسالة أعتقد أنها تعيد الثقة والاطمئنان لكل صحفي باحث عن الحقيقة وللصحافة الاقتصادية حيويتها وأهميتها في المجتمع، كما أنها تمثل دليلا على أن ليس كل الذي يكتب في الصحف يذهب مع الريح وإنما يخلخل في المجتمع وإن كان ببطء .. فمعا إلى نص الرسالة التي وصلت عبر الإيميل: أخي الفاضل الدكتور شمبال، والحري بي أن أكتب الابن الفاضل ولكنك زميل صادق ومؤمن وشجاع وأكتب هذه الكلمات لأحييك، قرأت بالطبع عن الحادث المؤسف والحقيقة أنه مخجل، وأكتب لك لشجاعتك في الكتابة عنه ولكن أولا لصدق زمالتك وذهابك للبحث عن زميلك وعن الحقيقة. أفخر بأنني في مقدمة الذين كتبوا عن الفساد، وأن ما كتبته سابقا فتح الباب ... أبذلوا مجهودا أكبر لكي تفتحوا هذا الباب الذي ظل موصدا طويلا، افتحوه بحق الحق وهو اسم الله عز وجل .. افتحوه باسم العيون الجائعة والبطون الخاوية وزملائكم المحرومين من أكاديميين وأطباء .. افتحوه باسم إخواننا وأبنائنا الذين يشترون السكر بأكثر من جنيهين ونصف في الأقاليم والمحرومين من العلاج .. افتحوه لكي تقللوا من دموعنا التي أصبحت غارقة في الدموع عندما يأتينا طلابنا جائعين وغير قادرين على دفع المصاريف .. أستطيع الكتابة عما يجعل قلبي يزوي، ولكني أعرف أنكم أبنائي الكرام تحملون قلوبا مثلي... لكم التحية جميعا. بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب شكراً استاذي بروفيسور بوب، على هذه الثقة العالية فينا ونحن في القسم الاقتصادي نعتز بها أيما اعتزاز ونحسبها شهادة من لدن خبير عالم ببواطن الاقتصاد السوداني، وتدفعنا لتجويد العمل من أجل وطننا العزيز ومن أجل الفقراء الجياع، ومن أجل تأسيس نهضة تنموية راسخة الجذور مبنية على المكاشفة، والصدق، والاهتمام بقضايا الانسانية. وشكرا لكل الذين كتبوا والذين زاروا الصحيفة والذين اتصلوا، إلهامهم هذه المعاني فينا أو تبيين الطريق إلى صحافة اقتصادية فاعلة ومؤثرة تصنع القرارات والأحداث، وتكشف المستور، كما أنها تشرح وتحلل ما أشكل للناس، وأداة مراقبة ومتابعة لصيقة.