بقلم ستيفن كوفمان، المحرر في موقع آي آي بي ديجيتال واشنطن- حذرت حكومة الرئيس أوباما بأن ثمة خطرا جديا يتمثل في اندلاع المزيد من الصراع بين الحكومة السودانية وقوات جنوب السودان بشأن أبيي، وأهابت بكلا الجانبين أن يستعيدا الهدوء والتعاون في المنطقة. وقد شجب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان برينستون ليمان، في تصريح أدلى به في واشنطن العاصمة يوم 23 أيار/مايو، كلا من الهجوم الذي شنته القوات الجنوبية يوم 19 أيار/مايو على سرية من الجنود السودانيين، واحتلال القوات السودانية لمنطقة أبيي يوم 21 أيار/مايو. وقال ليمان إن الهجوم على قافلة الجيش السوداني التي كانت تشق طريقها بمعية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "حادث يؤسف له ويجانب الصواب" كما أن احتلال الجيش السوداني لمنطقة أبيي "حادث غير مسؤول ورد لا يتناسب إطلاقا" مع حادث 19 أيار/مايو. وأضاف المبعوث الأميركي الخاص أن الأزمة الراهنة هي أخطر تهديد للتسوية السلمية بين السودانيين الشماليين والجنوبيين منذ الهجوم السابق الذي تعرضت له أبيي عام 2008. ونبه ليمان بأن "خطر اندلاع المزيد من الصراع في أبيي خطر جدي". وطالب المسؤول الأميركي القوات السودانية بالانسحاب من أبيي وبإعادة إدارة أبيي إلى مراكزها بعد أن كان الرئيس السوداني عمر البشير قد أمر بحلها بصورة أحادية. وقال ليمان إنه ينبغي على البشير والنائب الأول للرئيس السوداني كير، وهو أيضا رئيس حكومة جنوب السودان، "أن يجتمعا فورا لتهدئة الوضع" ويستأنفا تعاونهما مع استمرار المفاوضات توطئة لإعلان الجنوب استقلاله يوم 9 تموز/يوليو المقبل. جدير بالتنويه أن الطرفين وقعا عام 2005 على اتفاقية السلام الشامل التي أنهت قرابة عشرين عاما من الحرب الأهلية التي فتكت بما يقدر بمليوني نسمة. وقال المبعوث الأميركي الخاص إن من شأن استكمال اتفاقية السلام الشامل بنجاح- ومن بين بنودها التفاوض على تسوية لقضية أبيي- أن يبت في قدرة الولاياتالمتحدة على تطبيع علاقاتها مع السودان وإزالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ثم خلص ليمان إلى القول: "إذا لم تستكمل اتفاقية السلام الشامل بنجاح، وإذا تعذر التفاوض على مسألة أبيي بدلا من احتلالها، فسوف يكون من العسير المضي قدما نحو البت في هذه الأمور".