مكتب المتحدث الرسمي 23 ايار/مايو 2011 نص لقاء صحفي علني للمبعوث الأميركي الخاص لدى السودان، السفير برينستون لايمن بشأن أعمال العنف الأخيرة في منطقة أبيي السودانية 23 ايار/مايو 2011 واشنطن العاصمة السيدة فولتون: أسعدتم مساء. ومرحبا بكم في وزارة الخارجية.. اليوم من دواعي سرورنا البالغ أن نستقبل من جديد السفير برينستون لايمن، مبعوثنا الخاص لقضايا السودان، كي يتحدث عن العنف في أبيي وأعمال العنف الأخيرة في أبيي. والآن وبدون الإفاضة سأحول الميكروفون للسفير لايمن. شكرا لكم. السفير لايمن: شكرا جزيلا لكم على حضوركم. كما يعرف كثيرون منكم، الوضع شهد فعلا تفاعلات خلال الأيام الأخيرة. فقد وقع حادث يوم 19 أيار/مايو حينما هاجمت قوات من جنوب السودان قافلة للأمم المتحدة كان على متنها جنود شماليون في طريقهم لبلدة تدعى غولي. وهوجمت القافلة وجرح بعض أفرادها ونتج عن الحادث ما نشعر بأنه رد غير متناسب للغاية من قبل حكومة السودان. وهم (الشماليون) غزوا أبيي وباتوا يسيطرون على الجزء الأكبر من منطقة أبيي واحتلوا مدينة أبيي. ولاذت حكومة البلدة بالفرار— وحقيقة الأمر أن حكومة (الخرطوم) تحتل أبيي فعلا. وهذا يشكل انتهاكا خطيرا لاتفاقية السلام الشامل وهو بالتأكيد يهدد عملية التفاوض التي كانت جارية لتسوية المسائل العالقة قبل أن يصبح الجنوب بلدا مستقلا يوم 9 تموز/يوليو. ونحن كنا، أي الولاياتالمتحدة، كانت تتعاطى بنشاط خلال الأيام والليالي القليلة الماضية من خلال التباحث مع الأطراف والتحدث إلى زعماء إقليميين وإلى الأممالمتحدة وإلى الإتحاد الأفريقي وغيرهم حول عدة نقاط أساسية. بادئا، إننا نشعر بأن الهجوم على قافلة الأممالمتحدة جدير بالإستنكار ويجانب الصواب، لكننا نشعر أن رد حكومة (الخرطوم) لم يكن متناسبا وبالأحرى كان متهورا. ونحن نرى أن هذه القوات ينبغي سحبها وإعادة تشكيل الإدارة المدنية التي حلها الرئيس البشير من جانب واحد. كما حثثنا الرئيس البشير ونائب الرئيس كير الذي يرأس حكومة جنوب السودان على الالتقاء على الفور للعمل على تهدئة الوضع وإعادة مستوى التعاون الذي تحدثا عنه بعد الاستفتاء يوم 9 كانون الثاني/يناير الماضي. وهما لم يلتقيا مؤخرا ولم يتصل، الواحد مع الآخر، ونحن نشعر أن هذا أمر في منتهى الأهمية يتعين عليهما القيام به. والآن كان من باب الصدفة أن وفدا من مجلس الأمن الدولي كان يزور السودان بالتزامن مع هذا الحادث.. وفي الحقيقة كان من المقرر أن يزور أعضاؤه أبيي لكن تعذر عليهم ذلك في ضوء الظروف. وقد حضر الوفد إلى الخرطوم أمس وأصدر بيانا آمل أن تكونوا قد أطلعتم عليه وهو يذكر في الأساس نفس النقاط التي ذكرها البيت الأبيض ليلة السبت والذي شجب الهجوم على قافلة الأممالمتحدة وبشكل خاص رد الفعل المفرط هذا واحتلال أبيي؛ وحث فيه على سحب القوات واجتماع الزعيمين (الشمالي والجنوبي) على الفور والعودة للتفاوض وفق بنود اتفاقية السلام الشامل. كما شاركت جهات أخرى. فقد شارك كبير الوسطاء للاتحاد الأفريقي، رئيس (جنوب أفريقيا) السابق مبيكي، الذي اجتمع بالرئيس البشير واجتمع بنائب الرئيس كير هذا اليوم. ونحن نحاول أن نضع هذه الأزمة تحت السيطرة. وهي الأشد خطورة منذ الهجوم على أبيي في 2008 ونحن نشعر أن على الجانبين أن يستعيدا الهدوء والتعاون بينهما. ومن المفارقات أن كل ذلك حدث بالتزامن مع إجراء جلسات مثمرة إلى حد ما بين الطرفين حول مسائل إقتصادية تجمعهما. وكانا مجتمعين في إثيوبيا في ذلك الوقت بالذات. وذلك ما هو إلا إشارة أن ثمة الكثير الذي يتعين عمله وأن هناك الكثير من المفاوضات التي وضعت خطط لها وجارية حاليا وأن هذه الأزمة تستحضر موضوع كيف يمكن اختتام تلك المفاوضات في الوقت المناسب بالروح المناسبة. إذن دعوني أتوقف عند هذا الحد وسيسعدني أن أرد على أسئلتكم. سؤال: هل بإمكانك أن تؤكد صحة أو تنفي ما جاء في تقارير أفادت أن الشمال يعكف على إعادة توطين إقليم أبيي. ليمن: نحن نعلم أن أفرادا من قبيلة المسيرية شوهدوا في مدينة أبيي. ومن العسير التثبت مما إذا كانوا قد جاءوا في أعقاب الغزو أو كانوا يهمون بالتوطن. لكن بما أن استيلاء (الشماليين) تم للتو خلال عطلة نهاية الأسبوع يبدو من المبكر قليلا أن نصدر حكمنا على ذلك. سؤال: بيان البيت الأبيض خلال نهاية الأسبوع أعلن أن الوضع قد يؤثر على عملية تطبيع العلاقات بين الخرطوموالولاياتالمتحدة. هل يمكنك أن تتوسع في ذلك وأن تناقش التأثير الذي يمكن أن تمارسه الولاياتالمتحدة تحديدا على حمل (الشماليين) للإنسحاب. لايمن: كلا، وأسعدني أنك اثرت هذه النقطة لأن خريطة طريقنا باتجاه التطبيع تشمل، تحديدا، تسوية لمشكلة أبيي، وهي تسوية يتعين أن تتم بالتفاوض. وتنطوي على التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل. إذن، هذا الإجراء (من قبل الشمال) إنما يعقد الأمور وما يعنيه هو أن قدرتنا على السير باتجاه التطبيع سيشوبها التعقيد كذلك. وكما تعلمون، نحن بدأنا عملية كيفية إزالة إسمهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب وكنا نتعاون مع البنك الدولي وغيره بشأن وضع الديون (السودانية). كما كنا نتدارس احتمال تعيين سفير كامل التفويض في الخرطوم بعد 9 تموز/يوليو. وكل هذه هي خطوات هامة في التطبيع. ولا يمكن تلبيتها إذا تعذر استكمال اتفاقية السلام الشامل بنجاح. سؤال: كيف ستتأثر تلك الخطوات نتيجة لاحتلال أبيي؟ لايمن: النقطة هي أن كل تلك الخطوات هي باتجاه التطبيع. وإذا لم نحصل على استكمال ناجح لاتفاقية السلام الشامل وإذا تعذر التفاوض على أبيي بدلا من احتلالها سيكون من الصعب المضي قدما حول هذه الأمور لأن جميعها جزء من خريطة الطريق. إذن ليس بوسعنا أن نستكمل خريطة الطريق إذا تعذر علينا استكمال الوفاء بهذه الشروط. سؤال: ماذا بشأن الإستفتاء؟ متى يمكن أن ينظم وكيف يمكن أن يجري بعد فرار أو إجلاء العديد من سكان أبيي؟ وكيف يمكن إنجاز ذلك فعلا في أي وقت قريب من الآن؟ لايمن: طبعا الإستفتاء لم يجر لأن الجانبين لم يمكنهما الإتفاق حول مسألة من هم الناخبون المؤهلون، أي من سيكون له الحق في الأساس -- النغوك دينكا أو المسيرية-- وبسبب هذا الخلاف والعديد من اللقاءات سعيا لحله تحول الإنتباه إلى حل إداري أي ما إذا بمقدور الرئيس البشير أو نائب الرئيس كير أن يتوصل إلى حل متفاوض عليه في أبيي. والرئيس مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق، الذي يقود المفاوضات برعاية الإتحاد الأفريقي طرح عدة خيارات بل خيارات إدارية على الرئيسين قبل عدة اشهر. ولم يتمكن هذان من الإتفاق على أي منها وتحولا عائدين للمجتمع الدولي عضوا عن ذلك. وتسائلا: "هل بإمكانكم أن تطرحوا افكارا أخرى؟" وفي الحقيقة كنا نعمل سعيا لتطوير مقترح جديد لهما وهذا كما هو واضح يجعل من الأصعب عمله. لكن الإنتباه تحول من الإستفتاء كي نرى ما إذا كان هناك حل إداري. سؤال: أتساءل ما إذا كانت الولاياتالمتحدة لمست أية مؤشرات على نقل أسلحة أو عدد أزيد من الجنود يمكن أن تدعم الإيحاء الأعم بأن الجانبين هما على شفير العودة إلى الإقتتال. هل تعتقد أن هذا تهديد واقعي في ضوء ما بلغناه الآن؟ لايمن: أعتقد أن خطر وقوع اقتتال أطول في أبيي هو خطر جدي. يدور بعض القتال الآن باتجاه الحدود الجنوبية حيث لا تزال قوات من الجنوب تتمركز في أبيي وتحارب، في الجنوب، القوات المسلحة للسودان. إذن خطر وقوع مزيد من الإحتراب خطر هائل لكني لا أعتقد أن الجانبين سيخوضان حربا شاملة. لكن احتمال اندلاع حرب لا سيما في منطقة تعتلج بالانفعال والمصاعب كأبيي هو احتمال جدي. سؤال: هل يمكنك أن تفيدنا عن الاتصالات الأميركية مع الطرفين؟ هل تنوي أن تتوجه إلى هناك؟ لايمن: وزيرة الخارجية، ودنيس ماكدونو من مجلس الأمن القومي، وأنا، وجوني كارسون مساعد الوزيرة للشؤون الافريقية – جميعنا على اتصال مع الطرفين ومع قادة إقليميين على الدوام خلال الأيام القليلة الماضية. وبالطبع، كما تعلمون، السفيرة سوزان رايس موجودة هناك برفقة ممثلين عن مجلس الأمن الدولي، وبالطبع لدينا قائمان بالأعمال في كل من الخرطوم وجوبا؛ والجميع يتعاطى بهذا الشأن. وأنا من المقرر أن أذهب إلى المنطقة خلال هذا الأسبوع. ولم أحدد اليوم بالضبط لكني سأغادر في الأسبوع الحالي. سؤال: هل ستشمل جولتك السودان؟ آسف أنت ذكرت المنطقة ككل. لايمن: نعم السودان. سؤال: هل تعرف من بالضبط تحدثت إليه وزيرة الخارجية؟ ومن...؟ لايمن: تحدثت إلى نائب الرئيس (السوداني) طه فيما تكلم دنيس ماكدونو مع وزير الخارجية كارتي كما اتصلت الوزيرة بنائب الرئيس كير. وأنا تحدثت إلى نائب الرئيس كير. أما جون كيري، فقد أجرى مكالمات هاتفية وأصدر بيانا هذا اليوم، أو ربما أمس، قد تطلعون عليه. إذن جرت اتصالات كثيرة. فولتون: هل من أسئلة اخرى؟ حسنا. شكرا جزيلا لكم على انضمامكم لنا. لايمن: شكرا لكم جميعا. نهاية النص