رهنت الحكومة، انسحاب القوات المسلحة السودانية من ابيي وعودة الترتيبات العسكرية الي وضعها الاول بإعادة تأسيس القوات المشتركة وعدم عودة قوات شرطة الجنوب أو أية قوات غير شرعية الى داخل حدود المنطقة ، وأبدت الحكومة مرونة لمعالجة الوضع المتأزم في ابيي، مؤكدة استعدادها لمراجعة الوضع القائم الآن، شريطة انخراط الجانبين في مفاوضات جدية ، وبينما وافق البرلمان أمس، بالإجماع على بقاء القوات المسلحة في أبيي الى حين إجراء ترتيبات جديدة عبر التفاهم السياسي،واعتبر ما قام به الجيش، أمراً قانونياً وفق نصوص الدستور واتفاقية السلام الشامل، قالت بعثة الأممالمتحدة في السودان»يونميس» ،ان أعمال حرق ونهب تُرتكب الى الآن من قبل عناصر مسلحة في مدينة أبيي،واعلن المبعوث الامريكي الخاص للسودان برينستون ليمان انه من الصعب رفع السودان من قائمة الارهاب بسبب أبيي. الحكومة مستعدة لمراجعة الوضع في أبيي: وأفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، خالد موسى، بتقديم الحكومة مقترحات لاعادة إنشاء القوات المشتركة، واعتبر ما طرحته الحكومة من مقترحات امام وفد مجلس الامن لاعادة الترتيبات الامنية بأنه حل سياسي متقدم حسب وصفه ،وأعلن عن موافقة الاممالمتحدة وبعثة اليونميس على البدء في وضع الترتيبات للشروع في مباحثات للنظر في قضية ابيي والمقترح الحكومي ، ووجه موسى في تصريحات صحفية انتقادات حادة لمجلس الامن لعدم ادانته الحركة الشعبية ،وقال « من يجب ان يدان هي الحركة الشعبية « واستنكر رهن الادارة الامريكية تطبيع العلاقات مع السودان بحل قضية ابيي، قائلا»ان الربط بين التطبيع وابيى غير موفق وغير موضوعي؛ « لان القضية لن تحل الا عبر الحوار والتفاوض، وان الضغوط التى تمارس على الحكومة مهما تكاثفت لن تخلق سلاماً»،وشدد على ان مايجرى فى ابيى ليس له اية علاقة موضوعية بأية شروط يمكن ان تفرضها اية دولة فى علاقتها مع السودان. ودعا واشنطن الي استخدام نفوذها السياسي للضغط على الحركة الشعبية وتحفيز الاطراف الاخرى على التفاوض السياسى ،موضحاً ان الضغوط الخارجية ستشجع الحركة على مزيد من الخروقات و أضاف «بدلا من عصا الضغوط فإن جزرة التفاوض والحل السلمى هى الاولى». «يونميس»: أعمال الحرق والنهب مستمرة في أبيي: من جهتها، قالت بعثة الأممالمتحدة في السودان»يونميس» ،ان أعمال حرق ونهب تُرتكب الى الآن من قبل عناصر مسلحة في مدينة أبيي. وقالت البعثة في بيان لها أمس،انها تدين تلك العمليات،مؤكدة أن الحفاظ على القانون والنظام مسؤولية القوات المسلحة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. ودعت البعثة، الحكومة الى إتخاذ ما يلزم لضمان قيام القوات المسلحة بمسؤوليتها وذلك بالوقف الفوري «للأعمال الإجرامية». وفي السياق ذاته، أعلنت الممثلة السامية للاتحاد الاوروبي لشؤون السياسة الخارجية والامن، ونائبة رئيس المفوضية الاوروبية كاثرين أشتون في بيان أمس،ادانتها لحوادث العنف التي وقعت في أبيي خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت إن اللجوء إلى العنف لا يتماشى مع اتفاق السلام الشامل. وناشدت اشتون، جميع الأطراف بحل خلافاتها في إطار اتفاق السلام ،وكشفت أن مجلس الشؤون الخارجية الاوروبي سيجتمع اليوم للنظر في ما قد يلزم من إجراءات لضمان احترام اتفاق السلام الشامل واستعادة السلام، بما في ذلك التعاون مع لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى. من ناحيته، قال المبعوث الامريكي الخاص للسودان برينستون ليمان أمس ان الولاياتالمتحدة ستجد صعوبة في رفع السودان من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب ،اذا واصل شمال السودان احتلال منطقة أبيي ، بدلا من التفاوض مع الجنوب بشأن مستقبلها. «الوطني»:تدخلات مجلس الأمن تعقد المسائل: لكن المؤتمر الوطنى انتقد تدخلات مجلس الامن فى قضايا وملفات السودان ،ورأى انها لا تأتي بأية حلول بقدر ماتحمل المزيد من العقوبات التى تتنزل على الشعب السودانى وليس الحكومة. وتحدى الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، الدكتور الحاج ادم يوسف، تهديدات رئيسةوفد مجلس الامن سوزان رايس بتشديد العقوبات في حال تصاعد الاوضاع في منطقة ابيي، وقال « يعني حيدخلونا تحت الارض» ورأى أنها لم تأتِ بجديد لأننا ظللنا تحت العقوبات لسنوات طويلة، ورغم ذلك نحن نمضى للامام وليس للخلف، ورأى ان ربط تصريحات رايس بحادثة اقتحام القوات المسلحة لمنطقة ابيي يمثل عين الظلم الذى يمارسه المجلس لما للأمر من حيثيات واضحة تمثلت فى تعرض هذه القوات وفى معيتها القوات الدولية لكمين من قبل الجيش الشعبي . وقال ادم ان القوات المسلحة وفقا لهذا لا يمكن ان تنتظر مجلس الامن وتتقدم بشكوى له خاصة وان السودان تقدم بالعديد من الشكاوى ازاء مثل هذه الخروقات ولم يتلقَ أي رد ،واشار الامين السياسي للوطنى الى ان بروتوكول ابيي الذى يمنع العدائيات كان الاولى ان تلتزم به قوات الجيش الشعبي التى مارست الاعتداءات اكثر من مرة وبصورة متكررة اضطرت معها الجيش السودانى لأن يتخذ مثل هذه الاجراءات التى تعد من واجباتها فى الحدود التى تسمح بتحقيق الحماية لها وللمنطقة .