ان تاريخ الجيش السوداني الطويل في انتهاك حرمة المدنيين حتي في ايام السلم لن تتوقف , وان ما يجري في ابيي الان دليل علي صدق ما يقال فهذا الجيش التي لا تحكمه عقيدة ولا الاعراف الانسانية ظل يمارس تقتيل المدنيين والتشريد وحرق القري علي نطاق الجنوب والغرب السوداني وبعض المناطق المهمشة التي ترفض الخضوع للظلم والتهميش , لقد تجازوت حكومة الخرطوم كل الخطوط بجيشه الذي يمتلي سجله بالانتهاكات ضد حقوق الانسان والممارسات اللاخلاقية , ان الهجوم واحتلال ابيي لن يحل مشاكل حزب المؤتمر الوطني التي اباح دماء المدنيين في ابيي ليس لشئ انما لتشتيت الانظار عن الصراع الذي يعصف بحزب المؤتمر الوطني وبالشمال من تململ سياسي وعدم الرضاء في ظل انتشار الفساد وتضييق الحريات وانتهاك حقوق الانسان واحتكار السلطة . الهجوم الغاشم علي ابيي بالطيران والدبابات وحرق المنازل ونهبها لن يكسر عزيمة اهلها وان استقواء الجيش السوداني علي المدنيين العزل لن تكسبهم نصرا وسيكون نصرا بطعم الهزيمة وان راينا ابواق المؤتمر الوطني تهلل وتكبر بالنصر المخزي علي المدنيين , هل الاعتداء علي المدنيين في ابيي شرف يتباهي بها الجيش الذي لم يخض حرب مع دولة اخري دفاعا عن الارض رغم الانتهاكات التي يتعرض لها , ان دخول الجيش السوداني ابيي ليس الا انتهاكا للمواثيق والاتفاقيات التي جاءت في اتفاقية السلام الشامل بدءا ببرتوكول ابيي ثم تحكيم المحكمة الدائمة في لاهاي. ان تصريحات سيد البشير تدل علي اليأس وفقدان القدرة علي التماسك , رغم الغزو الغادر ورغم قتل المدنيين ورغم التشريد ورغم حرق البيوت ونهبها فان ذلك لن يغير هوية ابيي الجنوبية المنتمية لمشايخ دينكا نقوك التسعة فان ما قام به الجيش السوداني احتلال بديل رفع العلم واي احتلال مصيره الزوال . ندين ما فعله الجيش السوداني وميلشياته وتصريحات البشير التي تخالفان اتفاقية السلام الشامل والتي تدل علي روح العدائية التي يتعامل بها البشير مع القضايا ونيته في جر البلاد الي اتون اخري من الحروب والشعب الشمالي في غني عن الحروب فالاستقرار هي الغاية التي يجب علي البشيران يعمل له بعد اعوام من الحرب لم يجني منها الشعب في شمال السودان شئ , اما الشعب في جنوب السودان فقد اختاروا مستقبلهم ولا يتطلعون علي الحرب بل يريدون علاقات ودية مع اخوتهم في الشمال ولديهم قيادة حكيمة تعرف مصلحة شعبها وان قرارات الحرب لا تتخذ في الهواء الطلق ,اما بخصوص المسيرية فهم فئة مهمشة تستخدمه الحكومة كورقة للحصول علي المكاسب السياسية وكذريعة لخلق عدم الاستقرارفي المنطقة فعلي قادة المسيرية عدم الانسياق وراء تهورات ومغامرات حزب المؤتمر الوطني وعليها ان تدرك بان اشتعال فتيل الحرب لن يتضرر منها قادة المؤتمر الوطني انما هم من سيدفعون الثمن ولن يكون هناك رابح ,ان السلام لا يصنعه الا الشجعان والقادة الذين يعرفون قيمة الحرب والسلام هم من يمتلكون تلك القرارات ,فالسيد البشير وقيادة المؤتمر الوطني يطلقون تصريحات ويطبلون للحرب وكلنا نعلم ان ذلك لن يجدي والا لما وقعوا اتفاقية السلام . ابيي سيظل دوما جنوبية وشعبها جنوبيون وان الاحتلال البغيض سوف يرحل لان الارض الذي احتلها القوات المسلحة السودانية لو كانت شمالية لما رفع العلم فيها وهذا دلالة علي الاحتلال ومسرحية رئيس هيئة الاركان ما هي الا لتاكيد ذلك وان ما تعرض له المدنيين من قتل وتشريد وتهجير وحرق البيوت والنهب للممتلكات علي يد القوات المسلحة السودانية ترقي الي جرائم حرب ونطالب المجتمع الدولي حماية المدنيين والتحقيق في الانتهاكات التي مورست ,ان انتماء ابيي لا جدال فيه وان اغتصاب الارض وقتل المدنيين لن يسكت عليها وعلي القوات المسلحة السودانية الانسحاب فورا من ابيي , نرجو من السيد البشير ان يراجع نفسه اولا وان يعرف بان لديه التزامات يجب عليه الايفاء بها , ابيي سيتجاوز الاحتلال وسيتجاوز الجراح والمحن وستبقي دوما جنوبية رغم المرارات ورغم الطغيان . بقلم /بقت مليك اجينق