منذ ان غادر الاستعمار السودان والبلد لم يسلم من الانتهازيين من العسكر والمتاجرين باسماء مختلفة , دخل السودان علي اثرها حقبة اخري عصر الانقلابات والنفاق السياسي تم تقسيم المواطنين الي فئات ودرجات علي حسب من يمتلك زمام الامور فتاه السودان علي مفترق الطرق والكل يشد باتجاه مصالحه وقد بلغ هذا السياسة رواجه في عصر من تفننوا وابدعوا في الكذب والافتراء السياسي عصر المؤتمر الوطني ومن علي شاكلتهم من الانتهازيين الجدد ,برغم ان السودان كان بها العديد من المشاكل الا ان الكراهية بين المواطنين لم تصل الي ما وصل اليه الان وذلك لدور الذي لعبه حزب المؤتمر الوطني في تبذير بذور الكراهية والحقد والغبن وكل اشكال العنصرية البغيضة , الكل يعلم بان ما وصل اليه هذا الجماعة من المكر والتشبث بالسلطة قد تجاوز كل الاعراف حتي اصبح لا يهمهم شئ حتي لو مات وتشرد وجاع المواطن واحترق البيوت ,ان المؤتمر الوطني قد اوسع الهوة والكراهية بين المواطنين وصرف الانظار عن فشله في تحقيق الاستقرار والتنمية واصبح وجوده في السلطة مرهون باللعب علي وتر الزعزعة هنا وهناك حتي اصبح السودان صفيح ساخن يتململ المواطن في كل انحاء السودان واصبح التهديد والوعيد الرئة التي يتنفس بها المؤتمر الوطني . ان حكومة المؤتمر الوطني قد انتهي عهده ويجب ان يعي بانه لم يعد هناك ما يساوم به واحتلاله لابيي لن يحل مشاكله وسوف يغادره عاجلا ام اجلا لان ابيي لديه ما يحكمه من برتوكول وحكم المحكمة في لاهاي اما بشان من يدعمون المؤتمر الوطني فهم قلة منتفعة ينتهي دعمهم بانتهاء المنفعة ,لقد عاني السودانين في ظل وجود هذا الحزب في السلطة اشد المعاناة , ليس في السودان من لا يشتكي من القهر وليس هناك من لا يشتكي من الفقر وليس هناك من لا يشتكي من الجهل وليس هناك من لايشتكي من الجوع لذلك فالظلم له نهاية والطاغية سيلقي مصيره . هناك من يكتب ويحرض علي الكراهية ويدعو للجهاد الاستاذ الطيب مصطفي وزفراته الحري التي تتقدم كل مقالاته لم اجده ايجابيا يوما ويكتب عن شئ يهم السودانين وانما كل كتاباته تتناول افرادا ولا تتحدث عن ما يهم الشارع من قضايا ومن المفارقات ان اسمه الطيب ونعلم بان صفة الطيبة تعني التحلي بالاخلاق والكرم والقيم والنبل ولكن هذا الشخص فريد من نوعه يدعو الي الشر والكراهية والهدم فهو لن يرتاح حتي يري النار وقد بلغ عنان السماء سيرتاح فقط عندما يبيد الشعبين في الشمال والجنوب بعضيهما وذلك لشئ في نفسه فالجميع قد راي كتاباته والحقد التي يتقطر من كتاباته اننا نعلم عندما يعمي الكراهية النظر فانها تكون مدمرا ,حكومة المؤتمر الوطني يرحب بمن يملك افكارا تحريضية وهدامة لذلك يسمح بمن يبث الكراهية والفتن اما من ينتقد سياساته فهو عدو يجب التخلص منه ولكن ما يجب ان يعلمه هؤلا هو ان الشعوب هم من يصنعون القادة وليس القادة من يصنعون الشعوب , استغرب الذين يؤيدون كتابات الطيب مصطفي فصحيفة الرجل لا يوفر جهدا في تقديم الاخبار المفبركة حتي اصبح رقم واحد في تقديم الاخبار الكاذبة علي مستوي السودان وتعداها , لا ينقصنا نفاق ولا تنقصنا اكاذيب ولا خلق الفتن فالسودان بين شطريه في حاجة الي الاستقرار والتنمية والعيش في السلام بدل من شحن النفوس والحديث عن الحروب في الميل الاربعين فهم لم يكونوا الناجين حتي يتحدثوا عن البطولات انما فقط لشحن النفوس فالذين يتحدثون عن الحرب لم يختبروا مرارة ذلك والشباب الذين ماتوا باسم الجهاد كانوا سينفعون اهلهم لو لم يزج بهم في حرب لا تعنيهم فالذين يدعون الي حرب ينعمون في الخرطوم في رغد والنعيم اولادهم يدرسون في افضل الجامعات العالمية وعندما ينقلب الساعة سيهربون الي الخارج لينعموا بما وفروه من ثروات يكفي احفاد احفادهم فالحق يقال ان ما حدث في ابيي سيحدث يوما ما في الشمال وان عدم الاستقرار التي يتحدثون عنها في الجنوب سيطال الشمال ايضا كما كانوا يقولون بان المشكلة مشكلة الجنوب والان اصبح هناك دارفور وشرق وامكان اخري الجنوب ذاهب ولكن سيبقي المشكلة في الشمال اذا يجب ان يعي الشعب بان المشكلة في الحكومة وليس في الشعب . النقيض العجيب في تشكيلة المؤتمر الوطني هو انهم يقولون ويفعلون اشياءا غريبة متي ما جاءهم الوحي فمنهم من ينتفض ويصرح بتصريحات مجنونة ومنهم من يتوعد بدون سبب ومنهم من ينتفض من نومه ليعلن الحرب في هواء طلق ليروح عن نفسه وعن من يحدثهم من محبي الحماسة , وزير هنا يشتم وواحد هناك يتهم واخري يتوعد وذلك يسلح ووزير الدفاع يذهب الي البرلمان ليقول سندافع عن اي ارض مهما كبرت او صغرت اين كان سيد الوزير عندما تم التعدي علي شرق السودان الم يكن ذلك الجزء تحت مسئوليته اننا لا نعرف هل من يوجدون في السلطة الان يفخر الاخوة في الشمال بان هؤلا هم من يمثلون مصالحهم , ان الشرعية التي يتحدث بها السيد البشير يجب ان يراعي مصالح الشعب لا مصالحه بدلا ان يخرج كل يوم ويقول بانه منتخب من الشعب ويقود الشعب في الشمال والجنوب الي الاقتتال مرة اخري ,ليس هناك من يتحدث عن الحرب غير البشير الرئيس سلفا كير كان حكيما وهو يعرف قيمة الحرب والسلام وان عدم التعجل يتيح للقيادة في جنوب السودان فرصة الرد المناسب وان فشل المفاوضات يتحمل المؤتمر الوطني مسئوليتها فالحرب عندما يعلن سيعلم الجميع بان ليس هناك مناص منه حينها سيعرف من كانوا يطبلون لها اي مبلغ قد بلغ وهذا هو عين العقل فالشعبين في غني عن الحرب واذا كان هناك من يجب ان يدفع ثمن اخطائه فهو حزب المؤتمر الوطني لان الزمن تغير والسودان الشمالي والجنوبي بحاجة استقرار وعلي المؤتمر الوطني ان تدرك بان الشعب باق وعليها ان يذهب غير ماسوف عليه ويدفع ثمن اخطائه ,وعلي الاخوة في الشمال ان يقرروا مستقبلهم ويعرفوا بان الاحترام المتبادل بين الشمال والجنوب هو ما سيضمن مستقبل البلدين وان التوجه العدائي سيهدم العلاقات ويجعل الشمال اكثر انعزالا . ان احتلال ابيي لم تكن قرارا حكيما وليست ذات معني ولا تعبر عن الحكمة انما تعكس مدي تخبط واليأس الذي يعيشه البشير وحاشيته وذلك لاقتراب اعلان دولة الجنوب والملفات السياسية الشائكة التي تنتظر حزب المؤتمر الوطني في الشمال من موقف المجتمع الدولي من البشير والمحكمة الجنائية والعقوبات الاقتصادية والقائمة اياها, وايضا ما جعل المؤتمرالوطني يحتل ابيي هو الطمع وخيال لعب بروؤسهم وهيأة لهم الشيطان بان ذلك هو الحل قتل المدنيين ليست سذاجة ويجب ان يحاسب عليها البشير ومن يظن بان اغتصاب الحق حق يتوهم لان ابيي معروف الي اين ينتمي والدينكا الذين يقطنونها هم اصحاب تلك الارض وان طمس الحقائق لن يجدي, 2ذا غير المؤتمر الوطني تاريخ السودان فهذا لن يغير ما في العقول فالتاريخ معروف والكل يعرف من اين اتي , علي الاخوة المسيرية ان يعرفوا بان زمن استخدامهم قد ولي وعليهم ان لا يدفعوا ثمن اخطاء الحكام وعليهم ان لا يكونوا الورقة التي يلجاء اليها الحكام لتحقيق المكاسب لان المهمش الذي يعيش تحت ظلم حاكمه ولا يتمرد عليه هناك ظلال من الشك علي انسانيته لذلك فليعطي كل ذي حق حقه وابيي سيبقي دوما لمشايخ دينكا نقوك التسعة سيعود اهلها وسيبنون ما دمره مرتزقة البشير الذين يسمون نفوسهم بالقوات المسلحة ابيي سيبقي دوما الارض والمصير وليس هناك ما سيغير هذا حتي لو كان الاحتلال.