انتم ،لا شك، قد سمعتم بخبر محاكمة الدكتور عمر القراى، التى بدأت اجراءاتها فى نهاية شهر مايو المنصرم، ولا شك انكم تعرفون التهمة التى اثيرت ضده، والخاصة بكتابتة مقال فى صحيفة اجراس الحرية، كان قد طلب فيه ان تتوقف حكومتنا عن الاستهتار بشرف وعرض نساء السودان ، ولا شك انكم ، الآن، تعرفون ان كل الشرفاء قد جاءوا للاعلان عن تضامنهم مع الدكتور القراى وتجمعوا لحضور بداية المحكمة، الا انتم. تدافع شرفاء السياسيين ، والمحامين، والصحفيين، لحضور هذا الحدث. حدث محاكمة كاتب عن مقال يدافع فيه عن شرف المرأة السودانية، وقد سجلتم انتم غيابا كاملا. اليس هذا امرا مخجلا ؟ العمل السياسى، ايها القياديون، هذا الذى تعيشون من ورائه، يبدأ بحرية التعبير، وحرية التعبير هذه، ايها القياديون، ابسط قواعدها، واهم اولوياتها انما هى حرية الصحافة، والعمل سياسى، هذا الذى يجذب اليكم الاضواء التى تحبونها، هذا العمل السياسى هدفه فى المقام الاول انما هو الحفاظ على العرض والشرف، فماذا قلتم لانفسكم حين تقاعستم عن الظهور لمجرد اعلان التضامن مع الدكتور القراى امام المحكمة؟ ماذا قلتم لانفسكم لكى تختفوا من هذا المشهد؟ وماذا تقولون لهؤلاء الملتفين حولكم، لتبرروا عجزكم هذا المزرى؟ هل هناك امر يهم الرجل السودانى ويهم المراة السودانية اكثر من الحفاظ على الشرف؟ الى متى سوف تظلون تصمون آذاننا بالكلام الفارغ؟ والى متى سوف تنتظرون فى الخفاء كالضباع التى تتحين الفرص لسرقة الغنائم؟ اليس الشرف يقتضى ان (تغبروا ارجلكم ) فى سبيل الحرية ؟ انتم تعرفون ان صحيفة اجراس الحرية، هى احدى الصحف القليلة التى تتبع مسارا شاقا من اجل الحرية فى بلادنا، وتعرفون الدكتور عمر القراى، وتحتفلون بمقالاته التى تشفى غليل صدوركم على من داس على كرامتكم، وتعرفون ان رجل الشارع العادى فى جميع انحاء العالم قد نهض لانتزاع حريته، ومع ذلك ما زالت نفوسكم تحبب اليكم الدعة و رغد العيش، فتنعمون باطيب الطعام، وتتقلبون فى فراشكم الوثير، وتمتلكون كل حطام الدنيا، وتحرصون على صوركم الزائفة فى مخيلة البسطاء، وتتحرقون لليوم الذى ياتى على اشلاء الشرفاء وعذاباتهم، لتقفزوا الى دكة السلطة ، اليس امرا بسيطا ان تظهروا لمجرد المشاركة والتضامن فى تجمعات الدفاع عن الحرية؟ هل هناك امر، عند السياسيين، اهم من الدفاع عن حرية الراى؟ هل هناك امر، عند الرجال والنساء، اهم من الدفاع عن الشرف؟ هل هناك وقت يمكن ان نقيس به جديتكم وصدقك غيرهذا الوقت؟ هل هناك موقف ابسط من التضامن من اجل الدفاع عن الحرية وعن كرامة وشرف المواطن السودانى؟ لقد راينا الاستاذ ياسر عرمان مع الجمهور فى ساحة المحكمة، وداخل قاعة المحكمة، وعرفنا مقدار اهتمامه بحرية التعبير، واثبت لنا انه يقدسها ويريدها لنفسه، واثبت انه يستحقها، واثبت ايضا انه يريدها لنا، وانه يعمل من اجل تحقيقها لنا، اما غيابكم عن هذا الحدث فليس له تفسير سوى انكم لا تعرفون قيمة حرية التعبير، ولا تهتمون بشرف الشعب السودانى. ابوبكر بشير الخليفة 3/6/2011