هذه المقالة كتبتها في العام 2006م عندما أتي الجنرال محمد نوري من السعودية لقياده التمرد العسكري التشادي وبعد انتخابات أثير حولها جدل عنيف في تشاد عام 2003م واحتدم الخلاف بين من يخلف إدريس ديبي بعد أن أحست قيادات شريفه من أبناء الزغاوه بان ديبي سيلعب بمصيرهم علي اعتبار حسابات حكم مغلوطة تخدمه هو شخصيا دون غيره.. ولكن تلك القيادات رأت لا طائل يرجى من ديبي لان سيدخلهم في نفق مظلم مقابل سياساته الخطيرة ضد الشعب التشادي باسم قبيلة الزغاوه.. وهذا خطر محقق بالنسبة إليهم باعتبارهم جزء من المجتمع التشادي بكل تعقيداته التاريخية.. وجاءت مقالتي بعد التعديل الطفيف وأجملتها في التالي:
قد تعود البلاد الى سابق عهدها من الحرب والدمار, بعد أن تبخرت تطلعات السلام وزيفت شعارات الوحدة الوطنية التي رفعها النظام في المؤتمر الوطني المستقل في 15يناير 1993م بأنجمينا, وإصرار ديبي على الإنفراد بالسلطة التحكم فيها, وفشل في تحقيق إصلاح البرنامج الديمقراطي الذي نادى به عام 1990م بينما أفرغت التعددية السياسية من كل معنى لها..وبرزت الأصوات المعارضة سلمياً وعسكرياً تطالب بإصلاحات شاملة في شتى مستويات الحكم(تقاسم السلطة والثروة ..الخ).. فمنذ أن رفض نظام ديبي كل مساعي الإصلاحات الوطنية, فقد كان ذلك إيذاناً بظهور تمرد أبناء الحجار بقيادة الراحل ملدوم بدا عباس 1991م, ومروراً بمجموعتي العقيدين لوكن باردي وكتي نوجي موييس في الجنوب, وإنتهاءاً بحركة الراحل يوسف تقويمي والحركات المسلحة في شرق البلاد ولم تخمد نارها بعد رغم التطبيع بين الخرطوم وانجمينا وانتشار القوات المشتركة علي الحدود(لا يزال هنالك جيوب نشطه للثورة التشادية والمتمردين في دارفورعلي ارض البلدين), وأن عودتها الى مسرح القتال تكشف ضبابية الموقف السياسي في البلاد, وهذا ليس استكشافا لعجز أجهزة الدولة الديبية فحسب, بل إنما تترجم عن فشل النظام الذريع عن تحقيق مطالب المواطنين الأساسية والتي تدفع الكثيرين الى حمل السلاح في وجهه كحد أدنى للتعبير عن تلك المطالب(تتعالي اصوات تشاديه مطالبه برحيل ديبي تنتشرعلي صفحات الفيس بوكDEBY DEGAGE ), وتزداد الحالة سوءاً عندما تجهض مشاريع التنمية الرئيسية, ويحتكر الرئيس وعشيرته بناء هيئه القوات الوطنية المسلحة(حرس جمهوري على مقاس حماية الرئيس) وتستمر عملية حمل الأسلحة الثقيلة والخفيفة ثقافة تقليدية تنفرد بها أسرة الرئيس في انجمينا دون غيرها, وتتباهى باستعمالها ضد المواطنين في اغلب الأحوال يتم ذلك خارج نطاق القانون.. إذا كان النظام يعتقد أن الثورة التشادية في شرق البلاد هي التي عمقت هوة النزاع الداخلي في تشاد, ينبغي عليه أن يفهم جيداً, إن الحكومة في أنجمينا هي التي رشحت الأمور لذلك بتبديدها لمقدرات الشعب التشادي في الحروب والمحسوبية والفساد), وذلك حينما سلك نظام ديبي مسلك مناصرة القبيلة ودعمها بإفراط بقيادة د. خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية التي خرجت من رحم الحركة الإسلامية والذي عرف بقيادة كتائب المجاهدين في جنوب السودان..إذن فان ديبي يعتبر أحد خلايا شبكة الجهاد الإسلامي في وسط أفريقيا(ولا يستبعد ان يكون ذلك مخبأ تحت أساليب كثيرة ويظهرالعلمانية مثل شاه إيران الذي يعاقر الخمرعلي مرآي من أعين الناس), وبينما تربط ديبي علاقات مشبوهة ويتلقى ديبي منها معلومات طفيفة لمغازله الضمير الغربي وتحويله عن مهمة إسقاط القذافي.. حيث قدم ديبي معلومات ليست مفيدة للغرب بان القاعدة في المغرب العربي تمتلك انظمه صواريخ سرقتها من ليبيا, ولا يكن إطلاقا النسيان بان ديبي كان احد المشرفين المباشرين على إنشاء تنظيمات مسلحة مشبوهة في تشاد تعمل مرتزقة لصالحه لاحتواء الصراع الداخلي منذ العام 1990م وحتي اليوم وهي تنتمي الي القاعدة في الأصل, والتي تم توجيهها فيما بعد لالتفاف حول قيادات تاريخية في دارفور وحول قضيه دارفور الي مساومات مع الخرطوم وتنكر لمطالب اهل دارفور بفشله في التسوية السلمية والتي تجعل من تشاد ان تلعب دورا محوريا ونبيلا في قضيه اهل دارفور بدلا من مراقب, ولكن نظام ديبي اكتفي بتعيين مخربين تم استخدامهم في تشاد واتخذوه قاعدة خلفية للحرب ضد دولة جارة وشقيقة( كان النظام محسوباً عليها في يوم ما), وجعل منهم(جيش واحد يقاتل في عده اتجاهات تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطي..الخ)ويعلم الجميع وبخاصة المطلعين علي الخفايا ان المرتزقة المرسلون من تشاد الي ليبيا كانوا قد جيء بهم في الاول من افريقيا الوسطي وكانوا ضمن طلائع حرس ديبي الخاص والمنتدب لحراسه الرئيس الوسط أفريقي بوزيره.. وكان ديبي والمتعاونون معه يمهدون بتلك الخطوة الانتحارية يريد منها النظام ان تصبح مناوئه للخرطوم ويأمل منها ان تلعب له لاحقاً دور شرطي الحدود بين تشاد والسودان ولم يفلح, ويسعي ديبي بهذا الي سد منافذ رياح التغيير السياسي والتي تأتي من الشرق دائما الي تشاد, وهذا ما يسمح له بالبقاء في السلطة مده اطول والاحتفاظ بقوة الردع المزدوجة علي طول الشريط الحدودي(في ظل النزاع القبلي وتلاشي الشعور بالانتماء للوطن في البلدين يمكن استغلال الشعور الإنساني العادي وتوجهه لاي غرض مهما كان نوعه), هذا وعندما تم كشفت حقائق إدريس ديبي لدي إسلاميي الخرطوم الاقل خطرا لدي الغرب وتم فضح مخططات نظامه تجاههم عبر تقرير أعده خبراء الأممالمتحدة عن علاقته بما يجري في في المنطقة, أشارت التقارير الي ان ديبي قام بافتعال نزاعات وهمية مع السودان لتحويل الانظارعن ما يقوم به داخل تشاد فضلا عن تسليح وتجييش منظمات عرقيه ومرتزقته تماثل تلك التي عملتها الخرطوم من أعراب دارفور البدو(في عمليه الرد بالمثل في مناكفه واضحة وتحدي), ومن ثم قام ديبي داخليا بألتفاف حول الديمقراطية وجعلها شعار فارغ المضمون في عمليه انتخابات مزوره باعتراف ضمني عالمي واعتماده سياسة أكثر دهاءاً ومكراً في الماضي بتعديل الدستور لإبقائه في السلطة وبإعداد مسبق معللاً حدوث فراغ سياسي في البلاد وصمولتها في أسوء الحالات.. وهذا كذب سياسي مفضوح, وهذه تعتبر سياسة استهلاكية لا يغفلها أي تشادي متبصر, وفي الوقت الذي يمكن للنظام أن يستفيد من الأخطاء الماضية ويدخل التاريخ إذا قام بإرساء ألمبادئي الديمقراطية والإصلاح السياسي الشامل, وهي قضايا أساسية يطمح اليها شعب تشاد أجمع بما يمكنه من التطلع الي تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية والتداول السلمي والسلس للسلطة, بدلاً من العجز والإفلاس السياسي, وجر البلاد وأبنائها إلى مأساة جديدة تنذر بحرب أهلية قادمة لا محالة في ظل تلك الظروف( ليس لأن إدريس دبي سار إلى أنجمينا قادماً من الشرق فأنه لن يكون بمقدور مغامر آخر فعل الشئ نفسه), وهذا أمر طبيعي وممكن جداً بقراءة أحداث 13 أبريل2006م و2 فبراير2008م كمعيار لذلك لولا تدخل أطراف خارجية(ديبي لا يستطيع حسم امر بلاده الداخلي لولا تدخل طرف خارجي)..و بعد تلك التجارب الداخلية والخارجية المريرة خلال حكمه المضطرب وانه يجب ان يتعلم النظام دروسا بليغة في عدم اعتماد سياسة التنصل من التزاماته السابقة والتي تتعلق بإرساء المبادئ الديمقراطية والحريات للكل وتقاسم ثروات البلاد علي من يستحقونها..وعدم تفتيت الكيانات القبلية التاريخية بغية السيطرة عليها(التخفي وراء القبائل واحتلال مراكز تقليديه ليست له..كسلطنة الزعاوه التاريخية), إضافة الى شراء الناس والذمم بالأموال والتي وفرتها له فرص مصادر النفط(بيع أناس لا يومنون بواقع ارتضوه ولكنهم يأخذون النقود دون تقديم ادني خدمه يريدها ديبي علي وجه التدقيق)..مع انه نظام ديبي يريد منهم أحيانا التصفيق فقط .. وتركهم يعوثون فسادا عبر(المحسوبية واستشراء عمليات الفساد الواسع) والتي قفزت الى دول الخليج العربي لتسجل ارقاما قياسية(عمليه الدينار البحريني المغشوش), لأن تلك الأموال كانت توجه لتمويل حروب داخلية وخارجية وشراء الأسلحة لمواجهة التمرد المتنامي والمواطنين أحيانا العصاه لنظامه, تركت تلك السياسة آثارا السلبية على الأوضاع العامة في تشاد وعلى اي حال فان سياسة القمع المنظم والقوة القهرية لن تساعد النظام على الاستمرار والبقاء في السلطة كما يريد.. كما أن تورطه في قضايا كل من أفريقيا الوسطى ودارفور والكنغو ورواندا وليبيا, كلها كانت نقاط سوداء على جبين النظام, والتي لعب بالنار فيها فعلاً, والتي لن تساعد النظام في طي صفحات اليائسة والأكثر قذارة في المنطقة.. وبطبيعة الحال فإن الأحوال السياسية لإدريس ديبي تزداد قتامه من هنا فصاعدا في انتظار تفجر البراكين أكثر من أي وقت مضى.. داخليا دعي ادريس ديبي ائمه المساجد -ان كانوا صادقين في في فتواهم تلك- إلي عدم عصيان المواطنين له وهم رعيه يجب طاعة ولي الأمر ولكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق(المظاهرات حرام), وتزداد الأمور سوءاً عندما تتدخل أطراف خارجية للدفاع عن كل هذا الهراء وهي تعلم تماما نظام ديبي ومغامراته المختلفة.. وهي ذاتها منغمرة في صراعاتها التقليدية الإقليمية والدولية المتأطره منذ أزمان سحيقة, فنجد مثلا أن فرنسا تريد فرض ديبي على التشاديين بالقوة العسكرية بكل هذه التناقضات, وكان ذلك جلياً في أحداث 13 أبريل 2006م 2 فيراير 2008م بأنجمينا,(إما أنا أو الحرب), لقد صدت القوات الفرنسية المتمركزة في تشاد قوات المتمردين بعنف وأوقعت ضحايا من بينهم مدنيين, وأن فرنسا بتدخلها العسكري لصالح نظام دكتاتوري دموي في عهد شيراك وساكوزي المتردد في دعم الدكتاتوريين في أفريقيا, تكون فرنسا قد أقحمت نفسها بالطول والعرض في الشأن الداخلي التشادي بالانحياز المطلق لدعم سلطة قمعية فاسدة ومتورطة في جرائم بحق البشرية في وسط القارة الافريقيه..وان فرنسا بذلك أصبحت لا تراعي مصالح الشعب التشادي الذي ترنح من ويلات سياستها المزدوجة والتي عجزت منذ الاستعمار وحتى اليوم في المساعدة على تحقيق أدنى مطالب الشعب التشادي الصديق لها في الاستقرار والتنمية( وهي طبعاً شريكة التنمية والاستقرار..الخ)!! وإلا فما معنى وجودها على الارض التشادية أربعيين عاماً ؟ لماذا لم توقف القتال بين حسين هبري وديبي على طول الشريط الحدودي بين تشاد والسودان وفي عمق دارفور أحيانا, وكم وحروب تشادية أخرى أستعرت على التراب الوطني سنوات عدة ألا تخشى السياسات الفرنسية السابقة من أن تداري فشلها الدولي في أفريقيا كلها بالوقوف الى جانب الدكتاتورية المطلقة والقتلة في القارة, وقد كان بإمكانها فرض الديمقراطية والإصلاح السياسي على الأنظمة الدائرة في فلكها مثل الدعم اللوجستي والعسكري تماماً بدلاً من البحث عن مسوغ أممي لإبقاء الدكتاتوريين ضمن مصالحها.أن الضابط الفاسد إدريس ديبي قد قدم لفرنسا خدمات جليلة بأفريقيا ولكنها أضرت بالمصالح الفرنسية كثيرا وبحسب اتجاهات السياسة الخارجية تجاه أفريقيا(فرانس افريك).. وبتلك السياسات أضحي ديبي مخلب قط للدمار والتخريب في المنطقة " الكنغو الديمقراطية, برازافيل ورواندا, افريقيا الوسطى ودارفور وليبيا", لقد أصبح يشاكس السياسة الغربية بشكل في ليبيا بدعمه القذافي ضد الشعب الليبي وقمعه.. حيث انه ساهم بشكل كبير في إجهاض مهمة قوات حلف الناتو في بادئ الأمر بإرساله الحرس الجمهوري للقتال هناك نظير حفنه من الدنانير الليبية.. وهو الأمر الذي وصفته منظمه العفو الدولية في تقرير بان هناك ممن تدربوا علي النظام العسكري الغربي يخدمون أغراضا وأطرافا تناهض مصالح دول الغرب..وربما يتحولون فيما بعد إلي مجرمين في العالم)هذا بالإضافة الى ان ديبي جعل تشاد ثكنة عسكرية للقوات الفرنسية والتي يعتبر قضية سحبها من القارة قضيه لا تزال تورق مضجع القيادات العليا فيها, وترى فرنسا أن وجودها بتشاد وأفريقيا المركزية يرتبط بعهد قديم تتشبث به باريس كإرث عريق وماضي ووحيد بقي للفرنسيين في القارة الأفريقية والتي استعمروها ردحاً من الزمن, والذي يعود الى عقود التحرر الفرنسي من تسلط ألمانيا النازية عليها, وتلك العقلية كانت ولا تزال مرسخة في عقيدة الجيش الفرنسي منذ أبعين عاماً عملاً بمدأ التدخل العسكري لحل الخلافات في الدول الأفريقية من باب المصالح الفرنسية(تم نشر قوات اليوروفور علي تلك الخلفية رغم ممانعة ديبي لذلك)! وأن فرنسا بذلك تريد استنساخ قيم سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ذاتها في القارة الأفريقية رغم انتقادها لذلك دون حياء مما يجعلها في وضع صعب ومحرج في آن واحد أمام الضمير العالمي الذي ظل يراقب ويتفرج في أبجديات تلك السياسة القديمة والمتجددة لفرنسا الحديثة في أفريقيا, هي التي جعلت الكثير من الساسة الافارقه العزوف عن سياستها والبحث عن بديل وحليف لهم في فضاء العالم الشاسع من السياسات الدولية المتشابكة, على النحو الذي تتذرع به فرنسا من أن المتمردين التشاديين في الشرق قد تلقوا دعماً عسكرياً من الصين الشعبية باستعمالهم أسلحة صينية الصنع, بدلا ًمن الفرنسية والأمريكية, الأمر الذي قد يدفع بالولاياتالمتحدة هي الأخرى إلى دخول حلبة صراع القارة الافريقيه من اجل حماية مصالح شركاتها النفطية في حقول نفط" دوبا التشادية" في قلب افريقيا على طريقة(حث أعضاء الكونغرس الأمريكي إدريس ديبي بعدم طرد الشركات البترولية الامريكيه من تشاد), وذلك بموجب إستعار وتيرة السباق الدولي التقليدية للقوى الدولية في المنطقة, خاصة وأن الصين قد أعادت علاقاتها بقوة مع أنجمينا وإقرار قعود سابقه كانت يرفضها ديبي بإيعاز من فرنساوالولاياتالمتحدة في أفريقيا, وان إقرار ديبي لتلك العقود النفطية التي تريدها الصين في ضواحي انجمينا ثم قطع علاقته مع تايوان ورغم التباين والتناقض الرهيب لنظام ديبي في إدارته للعلاقات الدولية مع العالم الخارجي إلا ان ذلك يعتبر هزيمة نكراء لأمريكا في تشاد والتى كانت تبحث ل(تايبي)عن مسوغ لها في القارة الافريقيه لدعم مواقفها الانفصالية عن الصين الشعبية الكبرى, وذلك بإقامة علاقات مع دول يلهث قادتها وراء المساعدات المالية دون الاكتراث لما قد يحدث لاحقاً من تبعات ذلك علي المسرح الدولي وتناقضات سياساته(ديبي وسط تيارات متعاكسة), ويشكل الأسلوب المخزي الذي أتخذه نظام ديبي بإعادة العلاقات التشادية الصينية والتشادية السودانية صفعة قوية على وجه فرنسا حليفته بصوره مباشرة, وأروبا بصورة تلقائية, وهو بذلك يحاول بيأس بألا تدعم بكينوالخرطوم المتمردين التشاديين ضده في الشرق التشادي, وهي خطوة يأمل ديبي من خلالها قطع الطريق أمام معارضين له يسعون للتحالف مع الصين والسودان, وبتلك السياسة أصبح النظام يفقده وعيه بإنتهاجه سياسة إنتحار يرى إنها تساعده على إطالة عمره في السلطة, وتكشف السياسات أيضاً عن خلل كبير في موازين القوى والعلاقات الدولية وأبجديات صراعها في المنطقة(قلب نظام افريقيا الوسطى والتوتر مع السودان رغم التطبيع الحذر وارسال قوات لمسانده القذافي مما يساهم في أعاقه مهمة القوات الدولية التي تحمي المواطنين من هجمات كتائب القذافي الانتقامية)تلك وغيرها تعد أكثر السياسات الخطرة وتكشف لنا عدم استطاعة ديبي التعامل معها والصمود أمام هذه التحديات التي تواجهه على الصعيد الاقليمي والدولي"والتي قد تضع علامات إستهام حول مستقبل سياسته في المنطقة, وأيضاً مع حلفائه الفرنسيين والأمريكيين على حد سواء, والذين يخشون ازدياد النفوذ الصيني وتنامي العمل الإرهابي والذي يرتبط به(جماعه بوكو حرام في نيجيريا) وبهذا الصدد, وهنالك تكمن مفارقة تجعل من ديبي وحلفائه في وضع صعب ومؤلم للغاية, حينما يصل الجميع الي قناعه وطريق مسدود في ذروة تلك الأحداث ومنعطفاتها المتلاحقة, وربما يقود التفكير في ذلك كله في نهاية المطاف, وبحكم المصالح والواقع على الارض, بأن يسعى الكل الى التخلص من الآخر بالطريقة المعروفة ب(فك إرتباط تعسفي), وهي الطريقة التي تعتبر أقسى بكثير من هجمات المعارضة المسلحة وغاراتها في الشرق على نظام السيد/ إدريس ديبي كما حدث للعقيد القذافي الذي تخيل إليه ان وصف الثوار في ليبيا بالارهابين ومتعاطي حبوب الهلوسة أمر يقربه الي الغرب ببث الفزاعات لدي الغرب والذي مكنته النزاعات في الشرق الأوسط فهم خلفيات صراع القاعدة وكذا التعرف علي الكثير من تناقضات العالم العربي والإسلامي وفك طلاسم لعبة القيادات السياسية فيه والمتاجرين بقضية الإرهاب وتسويقها في سوق البلدان الغربية وهي تجاره أضحت غير رائجة تماما نظرا لاستغلالها وابتذالها.. وقد فهم اللعبة حتي السكارى في شوارع المدن الغربية علي اعتبار ان استغلال مصالحهم ببث بفزاعه الإرهاب وربطها بكل من يناهضك وهم يعرفون من أنت في حقيقة الأمر.. ولذلك جاءت معلومات ديبي للغرب من ان القاعدة سرقت سلاحا ليبيا من المخازن هي مجرد دعاوي فارغة المضمون مثل تلك التي ساقها القذافي ضد الثوار الليبيون في البداية بأنهم ارهابيين من صنف القاعدة في ببلاد المغرب الإسلامي يريدون انشأ إمارة إسلاميه في ليبيا.. وهذا ما افشل مهمة وزير الخارجية التشادي إقناع الفرنسيين بالفكرة خلال زيارته الأسبوع الماضي مما أحدث جمودا في العلاقة بين باريس انجمينا في قضيه الازمه الليبية التي يري ديبي بأنها تهدد المنطقة كلها إذا لم يتخل الغرب عن ضرب القذافي.