عقد مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان، بمصر، مؤتمرا صحفيا اليوم الاربعاء 8 يونيو ،حول الاحداث الاخيرة باقليم جنوب كردفان، بمقر الحركة بالقاهرة، تحدث فى المؤتمر، السيد عماد الخور الامين العام لمكتب مصر، ونضر الدين كشيب ، رئيس المكتب.
وقد تطرق الامين العام لمكتب الحركة، لسير الاحداث فى جنوب كردفان والانتخابات التى اجريت هناك مؤخرا ، والتى فاز فيها مرشح حزب المؤتمر الوطني، أحمد هارون، على المرشحين الاخرين تلفون كوكو ، وعبد العزيز الحلو، مرشح الحركة الشعبية ، فى انتخابات وصفت بالتزوير وعدم الشفافية ، فيما انكر حزب المؤتمر فوز مرشحه بالتذوير، الذي يرفضه مواطني المنطقة لانه متهم مطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية لجرائم حرب ارتكبها باقليم دارفور. وقال الخور بانه رغم وجود اجتماعات مشتركة بين شريكي اتفاقية السلام ، لادارة الملفات العالقة المتعلقة بالمنطقة ، الا ان حزب المؤتمر الوطني، قام من جانبه باثارة مشكلة وهى نزع السلاح من ايدى القوات التي تتبع للحركة الشعبية بجنوب كردفان،بقوات ارسلها المؤتمر الوطنى مما أدي لتأزيم الامور بشكل اكبر والي توتر أمني بالمنطقة. وقال الخور بأن القوات المسلحة قد قامت بتصعيد الوضع بشكل مخيف، وقامت بضرب منطقة جنوب كردفان، وتمت تسوية منزل عبد العزيز الحلو بالارض وحرقت ودمرت الكثير من المنازل وشردت المواطنين من المنطقة ، كما بدأ ضرب مكثف للمواطنين بالطائرات منذ الامس حتى اليوم ، وأن القوات الدولية المتواجدة بالمنطقة حاولت احتواء الموقف واجلت المواطنين الى خارج المنطقة. وعبر الخور عن استياء الحركة الشعبية وعدم رضاها على مايقوم به المؤتمر الوطنى فى حق أهالى منطقة جنوب كردفان.
فيما شجب نصر الدين كشيب ، رئيس مكتب الحركة بالقاهرة، التعتيم الاعلامى، على الاحداث المؤسفة التى تدور رحاها فى مناطق جنوب كردفان، ووصف هذه الاحداث بأنها عملية مقصودة شرع فيها المؤتمر الوطنى لابادة شعب جنوب كردفان، وانه قد سبق وأعلن الجهاد فى اعوام 1991-1992 ، ضد أهالى تلك المنطقة.
وعن بداية الاحداث الجارية فى المنطقة قال كشيب، انه فى يوم السبت الماضى تحركت عشرة دبابات من الجيش السودانى، نحو مدينة كادوقلى بجنوب كردافان، لنزع سلاح قوات الحركة الشعبية بالمنطقة ، وقد كان من المفترض ان يحضر الوالى الجديد من الخرطوم يوم 5 يونيو ،ليتم تنصيبه فى يوم 6 منه، فافتعلت هذه المشكلة لحماية تنصيب الوالى الجديد، وقد بدأت تلك القوات بنزع سلاح قوات حماية الحياة البرية فى المنطقة، والذين انصاعوا للامر فى البدء الا انهم عادوا ورأوا عدم صحة القرار، فقاموا باعادة تسليح انفسهم من مخزن للسلاح بالمنطقة وتمركزوا بكادوقلى،وفى منطقة امدورين بجنوب كردفان، تمردت بعض قوات الجيش السودانى على بعضها مما احدث تفلتا امنيا بالمنطقة واتهم الجيش الشعبى باثارته، بينما كان تدخل الجيش الشعبى بسبب التفلتات الامنية التى احدثها الجيش السودانى، وفى منطقة الدلنج ، تم تكليف الفرقة 14 ، لنزع سلاح الجيش الشعبى ، الا انها تمردت وانضمت للجيش الشعبى .
وأضا ف كشيب، انه على اثر الانفلات الامنى جاء وفد من الخرطوم به وزير الدفاع السودانى، وياسر عرمان، من الحركة الشعبية ، من اجل مواصلة المفاوضات مع الحلو، الا انها فشلت، وتم الاتفاق على معاودتها ، ولكن بمجرد مغادرة طائرة وزير الدفاع تم ضرب مدينة كادقلى بالمدفعية وسوى منزل الحلو بالارض، وحرقت العديد من احياء المدنية وامتد الضرب للمناطق الاخرى بجنوب كردفان، ومنذ الامس تقصف المنطقة بالطيران، كما تتم تصفيات فى داخل الاحياء، لبعض اعضاء الحركة من ابناء النوبة.
وكشف كشيب عن حرص المؤتمر الوطنى على ابقاء قبضته محكمة على هذه المنطقة، سواء بتذوير الانتخابات او ابادة مواطنيها، وتذوير الاحصاء السكانى بها مما استلزم اعادة اجرائه، وكذلك عدم دعم الوالى عبد العزيز الحلو فى ادارتها ، كما انه كانت هناك نية مبيته من حزب المؤتمر الوطنى لتنفيذ اغراضه فى المنطقة حتى قبل اتفاقية نيفاشا حيث رفض مناقشة مشكلة جنوب كردفان من ملفات نيفاشا حتى تم اختراح منبر آخر بكينيا نتج عنه اقرار البرتكول الخاص بها بتطبيق المشورة الشعبية عليها، وعزى كشيب حرص المؤتمر الوطنى على جنوب كردفان، الى ان هذه المنطقة تعد واحدة من أغنى ولايات السودان بالموارد الطبيعية، وان المؤتمر الوطنى يعول عليها كثيرا لسد الضعف الاقتصادى الذى سيعانيه الشمال جراء انفصال جنوب السودان فى دولة مستقلة به فى التاسع من يوليو المقبل، كما عبر عن ذلك قادة المؤتمر الوطنى فى احاديثهم أمثال مندور المهدى، وقد ظهر جليا استعداء واستهداف ابناء المنطقة فى دولة شمال السودان الجديدة واضحا فى خطابات الرئيس عمر البشير الاخيرة خاصة خطابه فى مدينة القضارف، حول هوية هذه الدولة، وخطابه فى مناطق كادوقلى وفى المجلد، حيث أكد دعمهم لفوز هارون بمنصب الوالى ولو اضطر الامر لخوض الحرب ضد أهالى المنطقة، كما يريد المؤتمر الوطنى كذلك تركيز وجوده فى اطول منطقة حدود تربطه مع الجنوب مع الشمال وتبلغ حوالى 60 % من جملة هذه الحدود، بالاضافة لجعلها منطقة لدعم حلفائه داخل جنوب السودان أمثال جورج آتور وغيره لزعزعة استقرار الدولة الوليدة. وأضاف كشيب بانه قد تصادف مؤخرا زيارة وفد من مجلس الامن لمنطقة جنوب كردفان، ولما لم يكن من المناسب ان يلتقى بالوالى الجديد للمنطقة أحمد هارون بصفته مجرم حرب سابق فقد افتعلت الحكومة مشكلة مع قوات الحركة الشعبية لتغطى على هذا الحدث وقامت باحراق منطقة ابيى واحتلتها.
وعن كمية قوات الحركة الشعبية فى جنوب كردفان ذكر كشيب أن هذه القوات تتجاوز ال50 الف فرد، وانهم لم ينتموا للحركة الا من أجل حل مشاكل منطقتهم بمحاربة المركز.
وقال رئيس مكتب الحركة بالقاهرة، ان القوات الحكومية قد قامت بانتهاك البرتكول الخاص بنزع هذه الاسلحة بلجوئها للعنف وتنصلها من الترتيبات الامنية المقررة للولاية وقامت بمعاملة ابناء المنطقة كأنهم رعايا دولة احنبية. فى ختام حديثه ناشد كشيب المجتمع الدولى والامم المتحدة القيام بواجبهم تجاه ابناء جنوب كردفان، لان الولاية فى وضع مزرى والجثث منتشرة فى الشوارع ، وكذلك رفع مستوى حماية المواطنين من البند السادس، وهو الذى ينص على المراقبة والمتابعة الى البند السابع وهو حماية ابنا المنطقة وتوفير الاغاثة والعلاج لهم بشكل عاجل، كما نطالب كل اجهزة الاعلام بالقايام بدورها الحيادى فى توصيل المعلومات للراى العام المحلى والدولى فمن يقتلون بجنوب كردفان بشر وليسوا بحيوانات. كما نناشد مجلس الامن استصحاب مناقشة الاوضاع فى جنوب كردفان خلال جلسته يوم الجمعة لمناقشة قضية ابيى .