[email protected] * قرأت الخبر الذى أوردته الزميلة (الاهرام اليوم) أمس عن شبكة بيع الأطفال التى تتكون من بعض ( الأمهات) و ( القابلات ) و ( الضباط !! ) وكلهم سودانيون مائة بالمائة .. يتاجرون بالاطفال ويسمسرون فيهم ويتقاسمون الارباح وكأنهم يبيعون قطعا من الدمى الرخيصة او نفايات المصانع الصينية التى تباع بالكوم فى اسواق الخرطوم على إيقاعات الأغانى الركيكة ( كل حاجة بى مية ) مية قرش موش جنيه التى يرددها الباعة وهم فى حالة طرب شديد من تهافت الناس على بضاعتهم الفاسدة، او فى الحقيقة، على بضاعة العصبة الفاسدة التى أغرقت البلاد بالبضائع الصينية الفاسدة وقضت على كل الصناعات السودانية التى كانت مزدهرة ذات يوم بدءا من الطواقى مرورا بالأثاثات الفاخرة وحتى النسيج والصناعات الغذائية التى انهارت تماما ولم يعد لها وجود بفضل الفساد الحكومى الفظيع وسياسة التبعية المذلة لدولة الصين الانتهازية التى حلت محل الامبريالية القديمة فى (مص ) عرق الشعوب الذى طال حتى ( الحبوبات والأمهات ) اللائى كن يعلن اسرهن بالمال القليل الذى يعد عليهن من حياكة وبيع الطواقى وصرن الان تحت رحمة الجوع والفقروالذل.. بعد أن كن عاملات منتجات عزيزات عاليات الرؤوس ومحترمات من الجميع .. وتسمع بعد كل ذلك من يتبجح بالقول بأن ( من لايملك قوته، لا يملك قراره) ... فأين هو القوت وأين القرار ؟! * صدقونى لم استغرب من ذلك الخبر الذى كان فى يوم من الايام يثير دهشتنا واستنكارنا عندما نقرأه فى الصحف والمجلات التى تأتينا من الخارج ونتساءل فى استغراب عن تلك الشعوب التى تبيع فيها الامهات أو الاباء فلذات اكبادهم ببضع جنيهات لا تساوى ابتسامة واحدة يبتسمها الطفل فى وجه أمه أو ابيه، او حتى صرخة واحدة يصرخها فى سكون الليل متضايقا من جوع او عطش او وجع، الآن صرنا ننافس الذين كنا نستغرب منهم فى ابتكار اروع قصص الدراما الواقعية الحقيقية التى يعجز أكثر كتاب الدراما عبقرية وأخصبهم خيالا فى ابتكار مثلها، وليتنا كنا من المبدعين فى مجال الدراما والتمثيل لالتقط أحد مبدعينا تلك القصة الحقيقية وحولها الى مسلسل اجتماعى سياسى متشابك الخطوط والاحداث يجتذب اليه كل ليلة ملايين المشاهدين يجلسون امام الشاشات الفضية فى صمت رهيب لا تسمع سوى دقات قلوبهم وهى تبكى واصوات دموعهم وهى تنخر لها أخاديدا تجرى فيها على خدودهم ..!! * أرجوكم إقرأوا هذه الفقرة كما جاءت فى الصحيفة، واحكموا بعد ذلك بانفسكم الى اين وصلنا : (وواصل المتحري في سرد بقية القصة بأنه تم القبض على المتهمة الرابعة وهي قابلة ومتزوجة ولها أحفاد وأن المتهمة الثانية أخبرتها بأن لديها أطفالاً تريد تربيتهم وأنها أخبرت المتهمة الخامسة ووجدت معها المتهم الثالث فقامتا بتسليمه الطفل الأول وتسلمت والدته (3.500) وسلمتهما منه مبلغ (300) جنيه، وعندما عرضت الطفلين اتصلت بالمتهم وتمت المبايعة قرب جامعة النيلين موضحة أنها تعرفت على المتهمة الثانية منذ عام وأنها تجهض الفتيات اللائي يحبلن سفاحاً وإحداهن أنجبت طفلاً وباعته لسيدة بمبلغ مليون جنيه وآخر عمره عامان باعته بمليونين) .. تخيلوا الى اين وصل بنا الحال !! الاخبار، 9 يونيو 2011