تأملات [email protected] • أتابع منذ أيام مسلسل شطب اللاعب صغير السن جياد.
• لاعب يتم تسجيله وشطبه خلال أربعة أيام! دي جديدة لنج!
• أشدت من قبل بالمجهود الكبير الذي بذله مجلس الهلال الحالي لحل العديد من المشاكل التي ظلت عالقة على مدى سنوات عديدة.
• وأثنيت على تصميم أعضاء المجلس لإزالة كافة العقبات التي وضعها أمام البعض.
• وقلت أن ما قدموه خلال الفترة الوجيزة التي تولوا فيها شأن الهلال يحفز غالبية الأهلة لمساندتهم والوقوف معهم حتى يتحقق الحلم الذي ظل يراود الأهلة منذ عقود خلت.
• ورغم أنني لم أكن متحمساً لتسجيل لاعبين جدداً خلال فترة التسجيلات التكميلية، إلا أنني أشدت بضم اللاعب الموهوب توريه.
• ثم سمعنا بعد ذلك بصفقة الكاميروني أوتو فقلنا خير وبركة رغم أن الهلال ليس في حاجة لمهاجم آخر بقدر حاجة لمدافع.
• لكن بين هذا وذاك كان ذلك الخطأ الجسيم الذي وقع فيه مجلس الهلال.
• سجلوا لاعب أهلي مدني الصغير محمد جياد ثم شطبوه خلال أربعة أيام.
• ولأن السابقة غريبة وعجيبة كان طبيعياً أن تتضارب حولها الروايات.
• قالوا أنهم اكتشفوا أن الفتى مصاب وإن صحت هذه الرواية فهي مصيبة.
• وهناك من نفوا إصابة اللاعب، مؤكدين أن الخطوة أتت لتصحيح خطأ إداري بعد أن شعر أعضاء المجلس بحاجتهم الماسة لخانة أخرى لتسجيل اللاعب الربيع، وإن صدقت هذه فالمصيبة أكبر.
• قلت في مقالين سابقين أن الأفضل للأهلة أن يركزوا على فريقهم الحالي لأن الفارق الزمني مابين التسجيلات وبدء دوري المجموعات لا يكفي لضم وتأهيل وتحقيق الانسجام بين لاعبين جدد وزملائهم السابقين في الفريق.
• وكنت أعلم حينها أن المجلس والإعلام والجمهور الهلالي إن انشغلوا بأمر التسجيلات وتحمسوا لها فسوف يقع المحظور لأن في العجلة الندامة دائماً.
• وحادثة تسجيل وشطب جياد أبلغ دليل على صحة ما تخوفت منه.
• فالواضح أن مجلس الهلال استعجل الصفقة لأن البعض صوروا لهم أن جياداً لاعب مختلف ولابد من خطفه قبل أن تصله أيادي أهل المريخ.
• وهذا هو الوهم الذي بسببه ضاعت الكثير من موارد الأندية.
• لكن هذا الوهم الذي يسوقه البعض ليهدروا به موارد الأندية يدر على من يروجون له الكثير من الأموال.
• كان يتوجب على أعضاء مجلس الهلال أن يدركوا منذ اللحظة الأولى أن جياداً لاعب عادي ولو أن دوري المجموعات يتطلب لاعبين من نوعية جياد لما احتاج الهلال لتسجيله أصلاً لأن كشف الفريق يضم الكثيرين مثله.
• وحين تحدث البعض عن شطب النعيم وقفت ضد الفكرة بشدة وقلت لا يعقل أن يشطب الهلال لاعباً صغيراً وموهوباً مثل النعيم ليحل مكانه صغير آخر هو جياد.
• ولم أدر حينها أن جياداً سيتم تسجيله وشطبه خلال أيام فقط.
• ونحمد الله أن النعيم لم يشطب وإلا لكنا الآن نبكي بحرقة على اللبن المسكوب.
• تسجيل وشطب جياد ( غلطة ) لا يمكن ( بلعها ) من مجلس الهلال.
• وعلى المجلس إن رغب فعلاً في أن يكون شفافاً ومختلفاً عن المجالس السابقة أن يفتح تحقيقاً جاداً في هذا الأمر وأن يبلغوا جماهير النادي بنتائج هذه التحقيق.
• لا يكفي أن نسمع من الأمين العام للمجلس الدكتور الكاروي ما يعبر عن رغبتهم في التحقق من الأمر، لأن الإداريين عودونا أن يقولوا مثل هذا الكلام بافتراض أن ظروفاً كثيرة ستتغير ومعها سينسى الناس القضية التي يركزون عليها في لحظة ما.
• لن ننسى لكم قضية جياد يا أعضاء مجلس الهلال والحل الوحيد هو أن تحققوا فعلاً في الأمر وأن تعاقبوا من تسببوا في هذه المهزلة.
• وإلا تكونوا قد بدأتم أولى خطواتكم على طريق من سبقوكم في إدارة النادي.
• عندما انتقدنا وبكل القسوة بعض الإداريين الذين سبقوكم في الهلال، لم لنا دافع سوى الرغبة الأكيدة في أن نرى عملاً مؤسسياً في هذا النادي الذي يناصره معظم جمهور الكرة في البلد.
• وما حدث في أمر تسجيل جياد لا يمكن بالطبع أن يصب في اتجاه المؤسسية.
• لم يكن صعباً أن تلتزموا بالتقرير الذي قدمه مدرب الفريق بعد مناقشته فيه باستفاضة، قبل أن تتحركوا كإداريين لتسجيل لاعب لتكتشفوا بعد فترة أنكم استعجلتم في أمره وأن هناك من سيفيد الفريق في الأشهر القريبة القادمة أكثر منه.
• هو خطأ فادح جداً، لكن جل من لا يخطي ويمكننا طي هذه الصفحة شريطة أن نسمع في القريب العاجل عن نتائج التحقيق فيه.
• ولدي بعض النصائح لمجلس الهلال التي أرجو أن يعملوا بها، ليس لأنني أعلم من غيري، وإنما لأنني اعلم أن التجرد وإخلاص النية بات من الأمور النادرة في سودان اليوم وهو أمر مؤسف للغاية.
• نصيحتي الأولى لمجلس الهلال هي ألا يتعامل أفراده وكأنهم في تحد مع آخرين.
• فالضجة الكبيرة التي أحدثتموها بتسجيل اللاعب الكاميروني اوتوبونج ما كان لها أن تكون، لولا أنكم حاولتم إثبات شيء!
• قبل اوتوبونج نجحتم في صفقة توريه الأهم لكنكم لم تمنحوها نفس درجة الاهتمام التي حظي بها أمر اوتوبونج رغم أن الهلال يحتاج لمجهودات توريه أكثر مما يحتاج لأوتو.
• رفعتم سقف توقعات الأهلة من هذا اللاعب إلى درجات عالية جداً وهذا سلاح ذو حدين.
• لم تستفيدوا من الخطأ الذي وقع فيه أهل المريخ عند تسجيل وارغو ولم تتأملوا الأسباب الذي وقفت حائلاً دون نجاح الفتى النيجيري رغم أن موهبته لا ينكرها إلى مكابر.
• فقد فشل وارغو لأن الإعلام المريخي بالغ في الاحتفاء به ولأن مجلس وجماهير المريخ منحوه أكثر مما توقع ولأن الإعلام الأزرق سعى بكل قوة لإحباطه.
• وأذكر أنني حينما سجل المريخ وارغو كنت قد أشرت إلى هذه النقاط ورجوت كتاب المريخ أن يكفوا عن الاحتفاء الزائد باللاعب إن كانوا فعلاً يريدون الخير لناديهم.
• وفي ذات الوقت طلبت من كتاب الهلال أن يتركوا وارغو في شأنه ويلتفتوا لناديهم، وأكدت أن ما يفعلونه آنذاك سيدفع كتاب المريخ لمحاولات النيل من أول صفقة ناجحة للأزرق.
• أعدتكم للوراء ولتلك الفترة بالذات لأنني أعلم أن بعض إعلامي المريخ الغاضبين جداً من حالة الانفراج التي عاشها الهلال مؤخراً سيسعون لإفشال لاعبيه الجدد، مثلما فعلوا قبل وبعد تسجيل وارغو مع بعض محترفي الأزرق.
• وهذا الأمر يضع إعلام الهلال أمام مهمة جسيمة.
• رددت كثيراً أن إعلام الناديين لا تهمه مصلحة هذين الناديين كثيراً.
• كما أن بعض الكتاب لا ينظرون سوى تحت أقدامهم.
• وعلى كتاب الهلال أن يتصدوا للمهمة الجسيمة التي أسهم بعضهم في تعقيدها.
• أما أنتم يا أعضاء مجلس الهلال فيجب أن تنسوا فكرة تحدي الآخرين.
• لم يكن هناك سبب واحد يدعوكم لأن تستنفروا الجماهير لاستقبال اللاعب الكاميروني بتلك الطريقة المبالغ فيها، لأنه حتى اللحظة لم يقدم للهلال شيئاً.
• صحيح أن الصفقة ناجحة من وجهة نظركم، لكن هل يكفي ذلك؟!
• وعلى جماهير النادي أن تعي حقيقة أن كثرة المديح تعمي القلوب.
• قلت أكثر من مرة أن الاحتفاء الزائد باللاعبين الأجانب الذين يأتون لبلدنا يسهم في إفشالهم لأنهم يشعرون منذ الوهلة الأولى بأنهم حصلوا على كل شيء.
• ولو أن مجلس الهلال لم يستنفر الجماهير وتركها تتصرف بتلقائيتها لما لمناه.
• لكن الواقع يقول أنهم أرادوا أن يحدثوا كل هذا الضجيج والرضا في رأيي بداية لحالة استرخاء غير مطلوبة في هذا الوقت.
• فتسجيل اللاعبين الثلاثة الذين ضمهم الهلال لا يعني شيئاً قبل أن نرى مردودهم في الملعب.
• ويجب أن نذكر المجلس بأن رغبة الأهلة ليست هي أن يتم تسجيل لاعبين من أجل التسجيل، فقد ضم الهلال خلال السنوات الماضية الكثير جداً من اللاعبين الذين رأى البعض أنهم الأفضل حينها.
• ما يريده الأهلة هو أن يساهم هؤلاء اللاعبون في تحقيق حلم الكأس الأفريقية، وما لم يتحقق هذا الحلم لا يفترض أن يشعر أعضاء المجلس بأنهم فعلوا شيئاً.
• التحدي الوحيد الذي يفترض أن تضعونه نصب أعينكم يا أعضاء مجلس الهلال هو الكأس الأفريقية.
• أما ما عداه من أمور هامشية وتصريحات ومانشيتات واحتفالات فقد سبقكم إليه الكثيرون ولم يجنوا في النهاية سوى السراب.
• أمنح نفسي حق رفض المبالغة في الاحتفاء باللاعبين الجديد،لأنني ظللت أعيد وأكرر هذا الرفض منذ سنوات عديدة.
• لكنني رغم هذا الرفض، استغرب لمن يستنكرون علي أعضاء المجلس الحالي النزوع لمثل هذه التصرفات رغم أنهم أبرعوا فيها في فترات سابقة أو كتبوا مؤدين ومناصرين وداعمين لمن أتوا بها.
• استقبال المحترفين الأجانب في المطار ليس جديداً.
• وحمل هؤلاء النجوم على الأعناق وتسييرهم في مواكب فرح ليس بدعة.
• و ( اندلاق ) رئيسا الناديين الكبيرين وتقريب المسافة بينهما وبين المحترفين الكبار عادة قديمة ونهج خاطئ روجت له صحافتنا الرياضية التي تزعم الآن أنها غير موافقة عليه.
• ويكفي فقط كمثال تلاعب المدرب المصري البدري بمجلس المريخ ورئيسه الوالي.
• أعود لنصائحي لمجلس الهلال وأقول لرجاله أن العبرة دائماً بالنهايات.
• دعكم من هذا الضجيج فارغ المضمون واسعوا بجدية لتصحيح الأخطاء التي وقعتم فيها وركزوا مع فريق الكرة ووفروا له المعينات، فهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق النهايات السعيدة.
• صدقوني لن ينفعكم الكتاب الذين يدبجون المقالات هذه الأيام حول اللاعبين الذين تمكنتم من ضمهم، إن فشل الهلال في نيل اللقب الأفريقي.
• فإن حدث ذلك لا قدر الله سوف تطاردكم لعنات نفس هؤلاء الكتاب الذين يخدرون الأهلة ويبالغون في مدحكم حالياً، لأنهم فعلوا ذات الشيء مع من سبقوكم.
• التسجيلات كما أسلفت أكثر من مرة تعني لهم تحقيق المزيد من المبيعات، وصور اللاعبين الجدد محفز كبير جداً لشراء الصحف.
• ولهذا لا يمكنني أن أصدق أن نشر صورة على طول صفحة أخيرة كاملة بإحدى صحفنا الرياضية يأتي كهدية لجمهور الهلال.
• بل هي هدية لأصحاب الصحيفة الذين يحققون مبيعات غير مسبوقة بمثل هذا الفعل لعلمهم التام بأن جماهير الكرة السودانية عاطفية بدرجة كبيرة.
• أتركوا العاطفة للجماهير يا أعضاء مجلس الهلال وركزوا مع حديث العقل.
• تريثوا في اتخاذ قراراتكم وتأكدوا من أن التخطيط بهدوء هو الطريق الوحيد لتحقيق النجاح.
• سيركم على ذات طريق الاعتماد على تضارب التصريحات والأخبار بين صحيفة وأخرى ليس فيه جديد.
• فالجديد هو أن تتعاملوا مع جماهير ناديكم بشفافية تامة وصراحة شديدة.
• لا تعدوا هذه الجماهير بكأس البطولة كما صرح الدكتور الكاروري، فالطريق لا يزال طويلاً.
• تسجيل لاعبين أو ثلاثة لا يعني أن طريق الكأس صارت ممهدة.
• فهناك أكثر من ناد كبير وصاحب تجارب واسعة ينافسون الهلال على اللقب.
• كل ما عليكم هو أن تعقلوها وتتوكلوا.
• أي أن تهيئوا السبل وتعتمدوا على العمل المدروس والصدق في التعامل وألا تدخروا جهداً من أجل تحفيز لاعبي الفريق والمساواة بينهم في التعامل حتى تغلقوا الطريق على من لا يريدون الخير للهلال.
• حاولوا توظيف العوامل التي تصب في مصلحة ناديكم بأقصى ما يمكن.
• فاللاعبون الجدد سيسعون لإثبات وجودهم والقدامى لا شك أنهم حريصون جداً على تحقيق لقب لناديهم لأن ذلك يعتبر نجاحاً لهم على كافة الأصعدة.
• عليكم باستغلال هذا العناصر المهمة ودعمها بذكاء وحينها تصبحوا أهلاً لعميق الثناء والإطراء سواءً أن نال الهلال اللقب أم لم ينله( هذا ما لا نتمناه).