إن ما مضت من سنوات الثورة في دارفور لكفيلة ان يتعلم الثوار خلالها مضامين الثورة الرشيدة التي تعمل لتحقيق أهدافها النبيلة بالوحدة والإنضباط ، ولهذا الغرض توحدت عشرون فصيلاً في حركة واحدة إتفقوا علي عنوان يمزج بين إسمى الحركتين الأساسيتين في دارفور (التحرير والعدالة). والتي أقسمت منذ يومها الأول بأن وحدتها المتنوعة وقوتها المتماسكة ستضع حداً لمعاناة شعب دارفور بأعجل ما يمكن سلماً كان أم حرباً. فوضعت لذلك إستراتيجية وجنح لها النظام الذي عهدناه مراوغاً ومخادعاً لشعبه والعالم اجمع ، حيث ظل يدعي انه جاد للتفاوض ومتهماً الحركات بعدم الجدية. فقررت حركة التحرير والعدالة أن تختبر جديته وجلست معه في تفاوض مضنٍ إستغرق زهاء العامين بسبب عناد الحكومة ، ولولا عزيمة وإستراتيجية الحركة المحكمة لما صبرت معها هذه المدة كلها ، وأخيراً حسمت كل الملفات عدا ثلاثة مواضيع تتعلق بتحديد موعد الإستفتاء حول الوضع الإداري لإقليم دارفور وعدد جيش الحركة ولمن يؤول منصب نائب رئيس الجمهورية من أبناء دارفور ، وقد إعتمد أهل دارفور ذلك الوثيقة التي تضمنت توصياتهم التي سلموها لأطراف التفاوض والوساطة في مؤتمرهم الثاني بالدوحة. ظلت الحركة تدعو رفيقاتها من الحركات الأخرى التى رفضت التفاوض بالحضور إلى الدوحة لتوحيد الموقف وإقناع الوساطة والمجتمع الدولي بمشروعية المطالب إلا أنهم واجهوا تلك الدعوات بردود مسيئة للغاية ، ورغم ذلك جددت الحركة دعوتها لهم كيما يأتي كل الثوار ويضيفوا في الوثيقة ما إستطاعوا ، إلا انهم بدأوا يتحدثون عن تغيير النظام بقوة السلاح ، وهو كلامٌ جميل ، لكنه لا يتحقق بالتمني نسبةً لتطلعاتهم الشخصية ونظراتهم القبلية الضيقة التي لا تترك أدنى مجال للوحدة الحقيقية. فنصيحتنا لهم بالتجرد من الأنانية والشخصنة والنظرات القبلية والإثنية الضيقة ، وعلي مؤسسي الحركة الأم (تحرير السودان ) ان يتحملوا مسئولياتهم بهمة وشجاعة ، وان يعترفوا بأخطائهم ، وليس الأمس كاليوم ، فكل يوم يمضي الجميع يتعلم ويستفيد ، فلا عيب فى الإعتراف بالخطأ لأن مصلحة الشعب والوطن فوق كل مصلحة. فإتقوا الله فيهم وتوحدوا في حركة واحدة تحت قيادة واحدة وبهيكلة محكمة مضبوطة تؤسس لنموزج سياسي عسكري بخطة بعيدة المدى ، ونأمل ان تتجه وحدتكم هذه إلي الدوحة للحوار وإلا كل القوة الي الخرطوم جوة. وأما إذا تماديتم في التكتيكات التي تدعو للجبهات والتنسيقات التي ملها الجيوش في الميدان والشعب في كل مكان يكون القطار قد فاتكم ، كما أن الشعب والجيش سيقرروا مصيرهم مع حركة/جيش التحرير والعدالة التي إنتهجت نهجاً واقعياً إتهجه إليه غالب الشعب السوداني والمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية رفضاً لحالة التشظى التى تسود الحركات الدارفورية المسلحة حيث لا أمل فى ان تكون الوحدة جاذبة لهم رغم ما بذلوه من جهد وأموال دون جدوى. (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) هداكم الله وإيانا وأصلح بالنا ونصرنا علي الأعداء. أبوبكر أحمد بخيت/ أمين التعويضات والعودة الطوعية بحركة/ جيش التحرير والعدالة الدوحة /الجمعة 18/6 /2011م