كلام الناس *مرت العلاقات السودانية المصرية بتجارب مختلفة منذ الدعوة لوحدة وادي النيل التي كان يتبناها الحزب الوطني الاتحادي في بداية عهد الاستقلال مروراً بتجربة التكامل ثم الإخاء إلى أن وصلت إلى مرحلة الشكوك المتبادلة مع بداية حكم الإنقاذ. *في كل هذه التجارب الفوقية إذا صح التعبير ظل الحراك الشعبي مستمراً خاصة من السودان إلى مصر، وفي فترة احتضان مصر للتجمع الوطني الديمقراطي المعارض تعمقت العلاقات الشعبية أكثر من خلال وجود قيادات الأحزاب هناك. *شهدت تلك الفترة تحسناً ملحوظاً في علاقة حزب الأمة القومي بقيادة الإمام الصادق المهدي مع الأحزاب المصرية وقد قصدته تحديداً لأن علاقته بمصر كانت سالبة خاصة في الأيام الأولى لاستقلال السودان. *نقول هذا ونحن نرقب مرحلة التشكل الديمقراطي التي بدأت في مصر في أعقاب ثورة الشباب التي انتصرت وفتحت صفحة جديدة للديمقراطية يهمنا أن تتعزز وتحمى لصالح استقرار مصر وتأمين وحدتها الوطنية لمواصلة نهضتها وتقدمها وخير شعبها. *لذلك باركنا الحراك الشعبي الذي تجدد بقوة بين شعبينا من خلال الزيارات المتبادلة لاقتناعنا بأن العلاقات الشعبية هي الأبقى لأن الحكومات متغيرة ومتبدلة ويبقي ما يربط بين الشعوب ليعزز العلاقات والمصالح المشتركة. *نقول هذا بمناسبة الحراك الذي قاده السفير القادم إلى مصر الباشمهندس كمال حسن علي وسط الفعاليات المجتمعية قبل تقلده مهام عمله بمصر والذي تداولنا معه إبان زيارته ل"السوداني" نهار أمس الأول حول الدور الذي يمكن أن تلعبه سفارة السودان في مصر في المرحلة المقبلة لدفع الحراك الشعبي الذي بدأ بتعزيز العلاقات الشعبية بين السودان ومصر وحسن استثمارها لصالح شعبي وادي النيل في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية والبعد عن كل ما يعكر صفو العلاقات الشعبية بين قطري وادي النيل.
------------------------------------------ صحيفة السوداني