لقد حير الرئيس عمر البشير جميع السياسيين و المحللين و كل الذين يهتمون بالشأن السوداني منذ أن جاء إلي السلطة عام 1989 و هو لم يصرح تصريحا صحفيا أو يلقي خطابا سياسيا في أية مكان و إلا كانت كلماته تحمل تهديدا و وعيدا و تحديا رغم أن المقام لا يكون مقام تهديد و وعيد و لكن أن نفس الرجل شيء جلل ثم يكثر الحلف و القسم الذي لا يبره و دعونا نتابع ذلك حتى خطابه الأخير في منتصف التسعينات ذهب زيارة إلي البحر الأحمر و في تلك المناسبة وقف أمام الجماهير مرتجلا خطابا سياسيا أكثر فيه القسم و الحليفة بأن المعارضة إذا كانت راغبة في السلطة عليها بحمل السلاح فنحن قدمنا رؤوسنا في طبق من أجل السلطة و الذي يريده عليه أن يستعجل يوم اللقاء و حملت المعارضة السلاح و تم حصار السودان و ضربت عليه كل أنواع المقاطعة و فرضت عليه العقوبات و و أصبح الشعب في ضنك العيش و تدهورت الأخلاق و تفشت الرزيلة طلبا للقمة العيش ثم جري أهل الإنقاذ شمال و جنوب شرقا و غربا يطلبون العفو و المغفرة و أنهم أصبحوا دعاة سلام و لحس البشير حليفته و كل قسمه و اعتقد حتى الأن لم يكفر عن ذلك. ثم جاءت قرارات مجلس الأمن في قضية دارفور في إرسال قوات حفظ الأمن في دارفور و كل الشعب السوداني سمع حليفة السيد رئيس الجمهورية في عددا من المنابر في مناطق مختلفة في السودان بأنهم لا يسمحون بدخول الخوذات الزرقاء للسودان و جاءت الخوذات للسودان و لحس الرئيس قسمه و حليفته و لم يكفر عن ذلك و لم يصدع أحدا من رفاق الرئيس بكلمة حق في وجهه بأنه دائما يدخل البلاد في أزمات و مشاكل من جراء حديث لا يقبله العقلاء. وقف الرئيس في القضارف في عيد حصادها يخاطب المواطنين و تحدث عن الكلام المدغمس و قال بعد اليوم ما في أحد يتحدث عن التنوع الثقافي و التنوع الديني و غيره ثم بعد ثلاثة أيام في خطاب أخر أشار إلي أنهم يحترمون التنوع الثقافي و الإثني إذا أنت عارف نفسك ما قدر هذا الكلام لماذا تقوله لكي تصغر نفسك كل مرة ساحب كلام و قسمك. أمر الرئيس القوات المسلحة لدخول منطقة أبيي و اعتقدنا أن دخول القوات هو رد فعل طبيعي لتصرفات الحركة الشعبية و رفض قيادها في مشاركة عرب المسيرية في عملية الاستفتاء التي أقرتها اتفاقية السلام و لكن كانت للرئيس أجندة أخري هي محاولة إشغال القوات المسلحة حتى لا تنقلب عليه في ظل ظروف قاسية يمر بها السودان و بالأمس تعهد أنهم لن ينسحبوا من أبيي و قال هي منطقة شمالية و إذا الحكومة توقع علي عملية الانسحاب و لحس الرئيس قسمه. قال الرئيس في خطابه أول أمس في ولاية البحر الأحمر " أي زول يتطاول بنساويهو بالأرض, و أي زول يعاين للبلد بنقد ليهو عينو" هل هذا خطاب رئيس يحترم نفسه و يريد الجماهير تحترمه و العالم و أنت تقول مثل هذا الحديث في الشرق التي تعرضت مرتين إلي ضرب و قتل مواطنين من قبل إسرائيل لماذا ما سويتا بالأرض و قديت ليها عينها" حتى الجماهير عرفت أن هوشات الرئيس و هرشاته لا تأكلهم رغيف في مقبل الأيام. أن الرئيس البشير يحتاج لعلاج نفسي و علي الشعب السوداني أن يطالب بعلاج الرئيس الذي سوف يدخله في أزمات متلاحقة و متواصلة دون أن تكون هناك أية مخارج و الرئيس لم يفكر في حياته عن معالجة القضايا و التعامل معها بتبصر أنما يعتقد كل ما وقف في منبر و هرش و جعجع ذلك سوف يكون طريقا صالحا من أجل أن يخفف عن الناس أعباء المعيشة و الفقر الذي زادة رقعته.هل الرئيس مرة واحدة جلس مع نفسه و تأمل في تصرفاته و خطاباته الهوجاء التي أدت إلي فصل الجنوب و أشعلت الحروب في كل أقاليم السودان و لم يسلم بيت من نارها و هل فكر الرئيس كيف تسير بلد تطلب التطور و الرقي و يكون رئيسها مطاردا لا يستطيع أن يقوم بزيارة لأية دول خارج حدود بلاده و إلا كانت صيحات القبض عليه تطارده حارة حارة و زنقة زنقة. هل فكر الرئيس كيف تسير بلد و رئيسها لا يستطيع أن يقيم مع دول العالم علاقات طبيعية هل فكر الرئيس بموضوعية إذا كان فعلا قلبه علي البلد أن يعطل منصب رئاسة الجمهورية في بناء علاقات مع دول العالم و هي العلاقات التي تجلب رأس المال و الاستثمار و كل الاتفاقيات التي تساعد السودان هل فكر الرئيس فعلا أنه أصبح العائق الأساسي لتنمية السودان هل فكر الرئيس أن من حوله رجلا يحبون الدين و السلطة و كل الشهوات لذلك تفشي الفساد في البلاد. أيها الشعب السوداني أن الرئيس البشير هو الذي تسبب في انفصال الجنوب و سوف يتسبب في انفصال أقاليم أخري و هو الذي أشعل الحروب في كل السودان الرئيس البشير تعرفونه من مفردات خطابه أنها لا تليق برجل دولة فهي مفردات الفتوات و الصعاليك و أهل الأجرام.أعتقد إذا كانت هناك قوات مسلحة بمعني الكلمة و أن هناك رجالا يزودون عن الوطن و يعزون هذه البلد لا يسكتون علي تصرفات رئيس كل يوم يدخل البلاد في أزمة و مشكلة و لا يملك حلول لكل المتحديات التي تواجه السودان. كمال سيف صحفي سوداني سويسرا