الذى يستمع إلى رئيس الإنقاذ المشير عمر حسن البشير يضع يده على قلبه إشفاقاً على السودان، لان تصريحاته المدوية تليها إنبطاحات وما بعدها... فما تصريحاته عن عدم الإنسحاب من أبيى دليل على ذلك. فما الذى حدث بعد تصريحاته العنترية المدوية. بحثوا بسرعة عن المخرج بعد أن سلط مجلس الأمن سيفه عليهم، وألحوا(الإنقاذ) عن إرجاء جلسة مجلس الأمن عبر ممثلهم فى الأممالمتحدة ورئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكى ومليس زيناوى رئيس وزراء الإثيوبى، لإعطائهم الفرصة لحل المشكلة!. ويلاحظ أن أثيوبيا أعلن للملا بعد أيام قليلة من إحتلال أبيى إستعدادها لإرسال القوات إلى أبيى. وبعد أن وافق جيش مؤتمر الوطنى من الإنسحاب من أبيى عبر وساطة الإتحاد الإفريقى الذى قادها مبيكى، أطل علينا مسئول إنقاذى محمد أحمد الدرديرى أن الإتفاق ثبت شمالية أبيى عبر تثبيت الطرح الإنقاذى. ولكن السؤال هو لماذا إنسحبوا أو بالأحرى حول ماذا تفاوضوا فى أديس أبابا؟ وقبل أن يجف مداد إتفاقية أديس أبابا حول أبيى أطل علينا مجدداً قاهر إمبراطورية الغرب المشير المبجل عمر البشير بشروطه حول النفط السودانى الذى يحاول الإنقاذ التشبث به بأي أسلوب، قائلاً: " انه أمام الجنوب ثلاثة خيارات: إما استمرار اقتسام المنتج من البترول،أو دفع رسوم وضرائب على استخدام أنابيب البترول- ووفق ما نطلب نحن". وأضاف بقوله «ولو ما راضين بهذا أو ذاك حنقفل الخط وشوفو ليكم طريقة تانية صدروا بيه بترولكم." وكان المشير يتحدث لحشد جماهيري باستاد بورتسودان مساء امس في ختام زيارة لولاية البحر الأحمر، امتدت ثلاثة أيام. الأطرف أن تطلب دولة ما إقتسام ثروات تملكها دولة أخرى. ألن تكون جنوب السودان تلك الدولة التى تطردون رعاياها ألان وتعلنوا للملا إن مواطنيها لم يعطوا حتى الحقنة. فكيف تطلبون منها إقتسام النفط معها.. دى عديل قلع يا المشير. اما دفع رسوم وضرائب على استخدام أنابيب البترول فهذا حق مشروع لدولة الشمال (هذا إن قبل دولة جنوب السودان إستخدام الأنابيب بشروطكم التعجيزية وليس بشروط دولية معروفة فى هذا الصدد). للأسف لا يعلم رئيس المؤتمر الوطنى أن قواعد اللعبة تغيرت تماماً، بحيث لا يمكن إملا الشروط على الجنوب. يعلم الجنوب أن دولة المشير تضرب الأخماس والأسداس بضياع النفط، ولذا سينهار الإقتصاد الشمالى بدون نفط ومعه طبعاً الإنقاذ!! وهذه هى أسباب الصرخة والأنين والتهديدات الجوفاء. صحيح أن الجنوب يعتمد على النفط لكنه لا يدير إقتصاداً يتأثر بتوقف النفط، حيث يمكن أن يستدين فى خلال سنتين أو ثلاثة حتى يتم بناء الأنابيب. وسيطلب الجنوب إخراج الأنابيب من أرضها فورا ليتم تنصيبها فى كافورىً أو حوش بنقا. وأثناء تاملى تصريحات البشير تذكرت قصة الثعلب الذى أقنع صديقه نسر للإغارة ونهب الماشية من فريق مجاور، أجاب صديقه كيف سنفعل ذلك لان الفرقان دائماً محروسة. فاقنع الثعلب صديقه النسر إنه يمتلك قدرات خارقة لايعرفه. إقتنع النسر أمام إلحاح الثعلب. تسللا ليلاً إلى الفريق وسحبوا الأبقار ولكن قبل أن يذهبوا بعيداً لاحظ أحد شباب الفريق أن هناك من سحب الأبقار لتو. فأيقظ الآخرين للحاق بالمعتدين. لاحظ النسر أن هناك مجموعة من الشباب على إثرهما، فأخبر الثعلب بما يحدث، ولكنه استهجن الأمر وقال للنسر سنختفي ولن يرانا هؤلاء الرعاة! ولكن النسر المسكين سأله مرة أخرى كيف سيتم ذلك؟ أجاب الثعلب: سترى. وداهم أصحاب الماشية الثعلب، حيث طار النسر بعيدا وكان ينظر من الأعلى الضرب المبرح الذي يتلقاه صاحبه متسائلاً: وأين تلك القوة الخارقة التي تحدث عنها الثعلب؟!ً وأسترجع الشباب ماشيتهم بعد أن تركوا الثعلب مغمياً عليه من شدة الضرب. وعاد النسر إلى الثعلب ووجده مغمياً عليه ومثقلاً بالجراح. وعندما أفاق الثعلب لم يسأله النسر عما حدث تأدباً. فطلب منه الثعلب بإحضار العود ليستعين به فى المشى. ذهب النسر ليحضر العود ويسلمه للثعلب الذى أمسك به ليضربه ضرباً مبرحاً. سيتذكر المشير ذلك السيناريو ساعة الرعب عندما يتلاعب عليه الكيزان حتى أقرب المقربين! ومخطئ يوماً من ظن..أن للثعالب دينا. سيزور المشير البشير الصين وربما للمرة الأخيرة فى ظروف دولية دقيقة. إن الصين لا تبحث عن الصداقات بل المصالح الحيوية. تستورد الصين 6% أو أكثر من النفط السودانى الذى إستثمر فيه بما فيها الأنابيب. ويقع جل النفط فى جنوب السودان، حيث تتطلع الصين إلى مشاركة فى مشاريع البنية التحتية فى جنوب والمنطقة. ولذا ستطلب من البشير الجدية والمنطق فى الحوار والتهدية- بمعنى آخر إما إحترام مصالح الصين أوتخلى الصين عنه! وسيطلب الصين أيضاً التهدية فى جنوب كردفان لقربها من مصالحها الحيوية. ويجب التذكير أن الصين والدول الأخرى عرضت للجنوب بناء الأنابيب من الجنوب حتى ميناء لامو الكينى. فهل ستختار الصين مصالحها أم البشير؟ هذا ما سيجيب عنه الأيام. وبخصوص المحكمة الدولية، حقق لويس مارينو أوكامبو بعض الإنتصارات التى ستكون لها ما بعدها، حيث تتغير المواقف رويداً رويداً من ماليزيا حيث الكنوز إلى دوحة العرب التى رحبت فى ظلالها بأوكامبو. أين المفر يا المشير؟! مجوك نكديمو، إعلامي سودانى [email protected]