بسم الله الرحمن الرحيم Justice is conscience, not a personal conscience but the conscience of the whole of humanity. Those who clearly recognize the voice of their own conscience usually recognize also the voice of justice. العدل هو تحقيق المساواة وتجنب الظلم ، ويفترض أن ينسحب على كل الأشخاص دون استثناء ، مهما كان مقامهم ووظائفهم ووضعهم الإجتماعي او السياسي . غير أن الأنظمة العسكرية والإستبدادية والديكتاتورية لا تفهم العدل بمعناه المذكور أعلى السطر ، بل دائما ما تترجمه حسب ما تراه ، وأحيانا ما اناطت بموضوع العدل لبلطجية سياسية تعطيه البعد الذي تريدها حسب ميلها وهواها . نحن هنا بصدد الحديث عن الهارب أحمد هارون الذي يحمل جينات الجنرال راتكو ملاديتش الإجرامية ! - وايضا بصدد الحديث عن نظام الرئيس السوداني عمر البشير القمعي الإقصائي .. وعمر البشير هذا هو الآخر يحمل جينات المجرم سلوبودان ميلوسوفيتش .. ونظامه الديكتاتوري العقيم مسئول عن جرائم وفظائع يندي لها جبين البشرية في اقليم دارفور ( جرائم الابادة الجماعية/جرائم ضد الإنسانية/جرائم حرب/جرائم التطهير العرقي والإثني ) . قال الإرهابي أحمد هارون الذي تلاحقه الجنائية الدولية في إحدى لقاءاته الصحفية ، بأنه لا يمكن القبول بالحلو ومجموعته شركاء سياسيين . ولأن هارون هذا والي مضروب ومفروض على جبال النوبة في انتخابات مزورة مزيفة فرضاً ، فقد أصدر قراراً أعفى بموجبه منتسبي الحركة الشعبية من الوزراء في حكومته ، وتكليف آخرين لحين إعلان الحكومة الجديدة ، وتسلم الوالي بنفسه وزارتي الحكم المحلي والمالية ، فيما أعلن تأجيل المشورة الشعبية ، وقال إن الوقت لا يسمح الآن بالمضي في إجراءات المشورة الشعبية بالولاية ، لكنه أكد إلتزامه بقيامها متى تهيأت الظروف المناسبة ، وحمل عبد العزيز الحلو رئيس الحركة بالولاية مسؤولية المواجهات بالمنطقة . أحمد هارون أيها السادة والسيدات ولسخرية القدر ، يتحدث وكأنه يعرف معني العدل والعدالة وحقوق الإنسان ! يتحدث وكأنه مؤهل للحديث في مثل هذه المواضيع الإنسانية والآدمية التي لا تخص سوى أصحاب الضمائر الحية .. ما لا يعرفه الهارب أحمد هارون الذي لا يتحرك إلآ في الظلام كالخفافيش الليلية - هي ان العدالة قيمة مركزية عليا من قيم التراث الأنساني ، وتشكل جوهر بناء المجتمع المدني وتطوره ، والضامن الثابت للسلام الأجتماعي . لكنها عندما تصبح لعبة في يد الحاكم الجائر الظالم ، وورقة بحوزة الجهات السياسية المتنفذة والمؤثرة فإنها تفقد قيمتها العدلية والمساواتية . الهارب أحمد هارون يتحدث في ظل مجتمع سوداني تعددي ، لكنه في نظام سياسي استبدادي غير عادل . انه يتحدث في ظل نظام لا يطبق أحكام القانون على الجميع .. يتحدث في ظل نظام لم تصبح فيه العدالة هي المرادفة للسلطة القضائية والتي هي الآلية التي عن طريقها يتم حسم الخلافات والنزاعات ورد الحقوق الى أصحابها !!؟ . أحمد هارون - متهم مطلوب لدى الجنائية منذ أكثر من ثلاث سنوات - وهو بالضرورة فاقد للأهلية للحديث عن محاكمة الآخرين . وحتى لو قال أحدهم بمبدأ " المتهم برئ حتى تثبت إدانته " ، فمن المعروف في كل دول العالم حتى في الدول الديكتاتورية كالسودان وتشاد وبنغلاديتش .. الخ ، فأن مجرد الإتهام كافي لتجريد صاحبه من أهليته لحين الحكم بالإدانة أو البراءة .. فبناءاً يعتبر أحمد هارون فاقداً للأهلية للإدلاء برأيه في أي موضوع طالما الجنائية الدولية توجه إليه تُهماً خطيرة تصل أحكامها حد الشنق والإعدام . ان الثورة التي انطلقت في الرابع من يونيو 2011 في جبال النوبة ليست مجرد محاولة عسكرية يائسة لتحقيق بعض الأهداف ، بل هي هدف يعمل الجميع لتحقيقه لإسقاط نظام البشير ومجيئ بنظام أكثر قبولاً من كل السودانيين . هذا النظام الذي اثبت فشله في تطوير نفسه ، ولجأ للمزيد من القمع والاضطهاد والقصف بالطيران ، وذلك عندما تحركت قواته ومليشياته لقتل النوبة في كل أرجاء الولاية على الهوية والإثنية وما زالت هذه العمليات العسكرية جارية . كان هناك مجال محدود وضيق جدا للتعايش مع المؤتمر الوطني قبل الرابع من يونيو 2011 ، لكن هذا المجال تلاشى نهائيا ، وأصبح مستحيلا على النوبة التعايش مع حكومة عمر البشير وعصابته الإجرامية ، سيما بعد ان تجاوزت قواته كل الأخلاقيات الإنسانية فاستهدفت الشعب النوبي في وجوده ، بهدف ابادته بالقتل ، واعتقال عشرات الالاف من أبناءه ، وتعذيب المواطنين النوبة حتي الموت ، وهدم المنازل والبيوت والمتاجر ، وقتل الحمير والأبقار والكلاب وقصف الصخور والحجر . لقد ظهرت اولي بشائر النصر النوبي على جيش الهمج والرعاع الخرطوميين ، بصدور الإدانات الدولية ضد الحرب العبثية على الشعب النوبي ، بينما طالبت دولاً بعينها ك ( الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ) جيش الخرطوم بوقف عملياته العسكرية فوراً دون أي شرط في جبال النوبة . وعما قريب سوف يجد رموز العدوان الغاشم على مدن النوبة وقراهم أنفسهم محاصرين بجرائم حرب /جرائم ضد الإنسانية/جرائم الإبادة الجماعية/جرائم التطهير العرقي والإثني .. لأن دماء الأبرياء العزل لا تجف ، وكلمة الحق لا تقهر، ونظام دولة البلطجية لا يدوم . عندما بدأت قوات حزب المؤتمر الوطني بضرب المدن والقرى النوبية ، بادرت عصابات النظام السوداني ، وعلى رأسها الهارب من العدالة الجنائية أحمد هارون بحملة جديدة للتضليل والتشويش ، كما اعتادت فعلها من قبل . لكن هذه العصابات الإجرامية تجهل أو تتجاهل أن لدى أبناء النوبة من الأدلة المادية القاطعة التي تثبت ارتكابهم لجرائم خطيرة . وعما قريب سيجد كل من شارك أو ساهم في عملية التضليل والتشويش المتعمد هذه ، نفسه مشمولا بتهمة ارتكاب جرائم تقع ضمن اختصاص " الجنائية الدولية " . يظن المجرم أحمد هارون ذلك الأفريقي الأسود المتنكر لأصله التشادي ، بأن وصفه للقائد عبدالعزيز الحلو بالمتمرد سيحميه من العقوبة الجنائية الدولية التي تلاحقه منذ سنوات مضت .. غير أنه وبهذه الخطوة الغبية ساهم في اثبات حقيقة مهمة مفادها ، أنه - وبالإضافة إلى جرائمه البشعة والفظيعة في دارفور ، اضاف إلى سجله السيئ جرائم أخرى في جبال النوبة لا تقل خطورة عن جرائمه السابقة .. وشهادات الفارين من مسرح العمليات العسكرية نحو الجنوب والشمال ، وحالات القتل والتصفية الجسدية المتعمدة على أساس الهوية التي تم تثبيتها ، أدلة دامغة ستؤدي إلي جر الهارب هارون ومسؤولو النظام السوداني إلى القضاء الجنائي الدولي بمدينة " لاهاي " عما قريب . يحسب المجرم أحمد هاروب أن افتراءاته وتصريحاته المتكررة التي يدلي بها لوسائل اعلام المؤتمر الوطني بغرض التشويش والتضليل على المقاومة النوبية ، ستحميه وتوفر له غطاءا قانونيا وسياسيا ، لكنه أساء كل تقديراته وحساباته ، لأن شعب جبال النوبة لن يرضى بالظلم ، وسينتقم من أي ظالمٍ كان ، مهما اشتد طغيانه وجبروته . ولا تظن يا أحمد هارون بأن فرارك من العدالة الجنائية سيدوم طويلا ، سيأتي يوم يتم القبض عليك لتنال جزاء ما ارتكبته من جرائم فظيعة بشعة في حق الأبرياء . انظر يا احمد هارون إلى كل اصحابك المجرمين من سلوبودان ميلوسوفيتش إلى راتكو ملاديتش إلى شارلس تايلر .. الخ ، كيف فعلت بهم محكمة الجنائية االدولية ؟ انظر كيف صاروا عبرة لمن لا يعتبر ؟ . الحق أقوى يا أيها الإرهابي الهارب من العدالة ، ومهما طال هروبك وفرارك ، فإن نهايتك لقريبٍ جدا ، وصدقني مكانك في " لاهاي " وساءت مصيرا ، وقد أعدت لك الجنائية الدولية من عقوبة شديدة وقاسية جراء ما اقترفته يداك الممسختان بدماء الأبرياء في دارفور وجبال النوبة .